أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس....تطهير عرقي وليس عقوبات جماعية فقط














المزيد.....

القدس....تطهير عرقي وليس عقوبات جماعية فقط


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4962 - 2015 / 10 / 21 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القدس....تطهير عرقي وليس عقوبات جماعية فقط
بقلم :- راسم عبيدات
الحرب على القدس والمقدسيين بعد "هبة" القدس 13/9/2015،تاريخ اقتحام المتطرف وزير الزراعة الصهيوني " اوري ارئيل" للمسجد الأقصى،تلك ال"هبة" تعتبر الأعمق والأطول والأشمل والتي ما زالت تأثيراتها وتداعياتها ومفاعيلها وتطوراتها مفتوحة على كل الإحتمالات،من حيث التطور والتصاعد والشمول نحو انتفاضة شعبية شاملة، بأهداف واضحة ومحددة وعبر قيادة مؤطرة ومنظمة،او التراجع والكمون مؤقتاً،او لربما قد ينجح الإحتلال بمشاركة عربية ودولية في إجهاض تلك الهبة .
الإجراءات والممارسات المتخذة بحق المقدسيين في هذه "الهبة" والتي عمقت من أزمة حكومة الإحتلال ومستوطنيها وادخلتهم في حالة من الرعب والخوف والهوس وفقدان السيطرة على الأوضاع،لا تأخذ فقط طابع العقوبات الجماعية من طراز هدم بيوت الشهداء وحتى تخريب وتدمير البيوت الملاصقة والمجاورة لها والمركبات المتوقفة على الطرق ،كما حصل في عمليتي تفجير بيتي الشهيدين غسان ابو جمل ومحمد جعابيص،وإبعاد أسرهم وعائلاتهم الى خارج حدود بلدية القدس،وسحب الإقامة منهم ومصادرة ممتلكاتهم،بل من بعد عمليتي الشهيدين علاء ابو جمل وبهاء عليان وغيرها من عمليات المقاومة الأخرى،صعد الإحتلال حربه العدوانية على المقدسيين بشكل غير مسبوق،حرب استخدم فيها كل أجهزته لكي يوجه ضاربة قاصمة للمقدسيين ويكسر إرادتهم ويحطم معنوياتهم،حيث عمد الى فرض طوق امني وحصار شامل على كل بلدات الفلسطينية في القدس،بما في ذلك البلدة القديمة من القدس،فقد أغلقت الطرق الرئيسية والفرعية بالمكعبات الإسمنتية،وشلت كل مظاهر الحياة الطبيعية فيها،من حيث عدم السماح للطلبة بالوصول الى مدارسهم ومؤسساتهم التعليمية،وكذلك العمال والموظفين لم يتمكنوا من الوصول لأعمالهم في القدس والمؤسسات والمصانع والورش الإسرائيلية،وتعطلت حتى المؤسسات الطبية،وكانت هناك صعوبة في التنقل والحركة الراجلة.
أضاف الإحتلال عبئاً جديداً لأعباء المقدسيين،من خلال بناء مقاطع من جدرا فصل عنصري حول بلدات جبل المكبر والعيساوية،ونسقت الأجهزة الأمنية مع بلدية الإحتلال التي يتزعمها المتطرف "نير بركات"،الذي حمل رشاشه وتجول في القدس الشرقية محرضاً على سكان القدس العرب،حيث وضع الى جانب رجال الشرطة والجيش على الحواجز والمكعبات الإسمنتية موظفين تابعين لبلدية الإحتلال،من اجل ممارسة سياسة البلطجة و"التقشيط" بحق المقدسيين،موظفي التأمين الوطني وضريبة المسقفات "الأرنونا" وسلطة الإذاعة،وكذلك من لهم علاقة بالمخالفات للمركبات والسير،ناهيك عن قيام موظفي بلدية الإحتلال بالدخول الى كل المحلات التجارية وتحرير مخالفات لهم حول اليافطات و"الآرمات" ولوحات الإعلانات المعلقة على ابواب المحلات التجارية ووجود البضائع خارج المحل ورخصة مزاولة المهنة وغيرها.

المسألة هنا ليست فقط عقوبات جماعية وممارسة سياسة عنصرية ومتطرفة ضد أشعب أعزل،عقوبات مخالفة لكل الإتفاقيات والمواثيق والأعراف الدولية،ليس الهدف منها أمني،فامن بضع مئات من مستوطني الإحتلال المزروعين في قلب الأحياء العربية لا يتحقق عير عزلهم في قلاع محصنة،مع توفير كل الوسائل التي تؤمن لهم التحرك بسهولة،والتنغيص على حياة كل السكان العرب في البلدة المزروعة فيها هذه المستوطنات،بل الهدف أبعد من ذلك،هو ثأري وإنتقامي وممارسة لسياسة تطهير عرقي بحق العرب المقدسيين،لحملهم على الرحيل القسري عن مدينتهم.عبر تدمير وشل كل مظاهر حياتهم الطبيعية،من عمل وتعليم وصحة ومواصلات وحرية حركة وتنقل وضرائب جائرة وغيرها.

الإحتلال يريد أن يعيد الثقة والأمن والإستقرار الى مجتمع مهووس،بات يشعر بأن الطفل الفلسطيني خطر عليه في مشيته وضحكته وهرولته،وكذلك يريد ان يصلنا الى مرحلة من الضغط الشديد،لكي تخرج أصوات من بين أبناء شعبنا تلتمسه العذر والمغفرة،بأن يزيل لنا جزء من هذه المكعبات الإسمنتية والحواجز ويخفف وقع عقوباته الجماعية علينا،مقابل أن نحفظ له امن جنوده ومستوطنيه،والعمل على حراستهم،شعب محتل سيعمل حارس على من يحتله ويقمعه ويهدم بيته ويغلق الطرق عليه،حالة لم يعرفها تاريخ الشعوب والثورات لا قديماً ولا حديثاً،إحتلال بدلاً من ان يرحل عن شعب ضاق به وبكل عنصريته وعنجهيته ذرعاً يراد له العمل على حراسه جلاده وتوفير مستلزمات راحته فوق أرضنا التي يحتلها...؟؟
نحن ندرك جيداً بأنه لو كان وضع فصائلنا وثورتنا معافى،وحالتنا واوضاعنا الداخلية صلبة ومتماسكة وموحدة بعيدة عن الإنقسام والصراع على المصالح والسلطة بين طرفي الإنقسام(حماس وفتح)،وكذلك لو كان هناك حاضنة عربية للإنتفاضة والهبات الشعبية بدلآً من الدخول في حروب التدمير الذاتي والإنشغال في الهموم الداخلية،ولو كانت هناك قيادة فلسطينية بمستوى طموحات وتضحيات الشعب الفلسطيني،ومالكة لإرادتها السياسية،لما تجرأ الإحتلال على ان "يتغول" و"يستأسد" على شعب أعزل إلا من إرادته وكرامته.

الإحتلال مهما "أمعن في الظلم والإضطهاد،ومهما حاصر واغلق وخنق وبنى جدران فصل عنصرية وعوائق،تفصل القرى الفلسطينية المقدسية عن محيطها الفلسطيني وعن المغتصبات الصهيونية،فهو لن ينجح في كسر إرادة شعب يريد لهذا الإحتلال ان يرحل عن أرضه،ويتخلى عن احلامه واوهامه بشرعنة وتأبيد إحتلاله.

الإحتلال عليه أن يدرك بأن عقوباته الجماعية وجدران فصله وكل أشكال القمع والتنكيل،لن تجد له مخرجاً أو حلولاً،بل عليه مراجعة سياساته وإجراءاته القمعية والعنصرية بحق القدس والمقدسيين والمقدسات وفي المقدمة منها المسجد الأقصى،عليه أن يعترف بحق شعبنا في القدس بانه محتل وله الحق بالعيش في حرية وكرامة كباقي شعوب العالم.
القدس المحتلة – فلسطين

20/10/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتصهين كيري لا شيء في جعبته إلا الضغط على الفلسطينيين
- في كيفية الرد على العزل والإغلاق والأطواق
- فوضى الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الإجتماعي
- حرب السكاكين....وممكنات تحولات الهبات الشعبية
- القدس....الأزمة والمخرج
- القدس تقول لكم -نحن بألف خير يا عرب ومسلمين-
- ما قبل وما بعد خطاب الرئيس ابو مازن
- لقاء بوتين - اوباما
- التبدلات في المشهد السوري
- التدخل الروسي ....وتراجع مكونات العدوان
- عن ماذا سأحدثكم في العيد ..؟؟
- لكي لا تتحول -فتنة- بيت لحم - الى -فتنة- اعم وأشمل
- الأقصى.....قتبلة الرئيس
- القدس....حرب على الأقصى وأطفال الحجارة
- معارك الأقصى والقدس ...-بروفات- لإنتفاضة قادمة
- نتنياهو....وكشف المستور
- روسيا...والنقلة النوعية في التعامل مع الأزمة السورية
- من يوقف حرق وذبح وموت أبناء فلسطين والعرب..؟؟
- العرب يذبحون سوريا ويتاجرون بمعاناة أهلها
- ما بين حفلة خطوبة ابني...وعقد دورة المجلس الوطني


المزيد.....




- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - القدس....تطهير عرقي وليس عقوبات جماعية فقط