أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - معقولة؟!















المزيد.....

معقولة؟!


سعد الكناني
كاتب سياسي

(Saad Al-kinani)


الحوار المتمدن-العدد: 4961 - 2015 / 10 / 20 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع تصريحات المسؤولين الاسرائيليين حول الدور الروسي في سوريا يتضح له هناك جدل داخل تل أبيب بشأن الدور الروسي في المنطقة، وأن هناك تباينا واضحا داخل النخبة الإسرائيلية في تقييم انعكاسات تعاظم هذا الدور على المصالح الإسرائيلية، وإن كان الاتجاه العام في دائرة صنع القرار الصهيوني يرى أنه بالإمكان أن يسهم التحول في مكانة روسيا بالمنطقة في خدمة المصالح الإسرائيلية.
وتنطلق النخب الإسرائيلية التي تراهن على تعاظم الدور الروسي من افتراض مفاده أن مواطن التقاء المصالح بين تل أبيب وموسكو أكبر من مواطن الاختلاف، مما يدفعها للرهان على توظيف تعاظم الدور الروسي في خدمة المصالح الإسرائيلية. ويتمثل التقاء المصالح بين الجانبين،وان الهدف الأساسي من عمليات التعاون الروسي الإسرائيلي يتجاوز تبادل المعلومات وتجنب التصادمات في الأجواء السورية، إلى إحراج الدول المناوئة للعمليات الروسية والتي ترتبط بعلاقات قوية مع إسرائيل وخاصة واشنطن، إضافة إلى تحصين الطيران الروسي ضد عمليات الاستهداف التي باتت تهددها سواء من قبل قوات التحالف الدولي ضد داعش على الأراضي السورية أو من جانب المقاومة الشعبية المسلحة التي تم فك الحظر عن تسليحها بصواريخ مضادة للطيران بعد الغارات الروسية الاخيرة على مواقعها .فعلى الرغم من توصل مسؤولين عسكريين أمريكيين وروس إلى بروتوكول اتفاق يجنب أي تصادمات غير مرغوبة في الأجواء السورية، والذي تم بعد حادثة التهديد التي شكلها اقتراب طائرة حربية روسية من أخرى أميركية فوق سوريا لمسافة أقل من ثلاثة كيلومترات، إلا أن العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وواشنطن شهدت في الآونة الأخيرة تدهورا حادا و خصوصا بعد الحملة الدبلوماسية الشرسة التي شنها بوتين على واشنطن واتهمها بالفشل في مكافحة الإرهاب نتيجة لعدم وضوح الأهداف. من هذا المنطلق جاء الخط الساخن الذي تم إنشاؤه بين مركز القيادة الجوية الروسي في مطار باسل السوري الواقع تحت سيطرة القوات الروسية المطلقة ونظيرتها الإسرائيلية في خطوة تهدف بحسب تصريح كوناشينكوف المتحدث الرسمي للدفاع الروسي إلى تبادل المعلومات بين الجانبين في ما يتعلق بالعمليات الجوية للبلدين فوق الأراضي السورية، وفيما تحرص حكومة بوتين على أن تظهر تعاونها مع الجيش الإسرائيلي وعمليات التدريب المشتركة بينهما وتؤكد بأنها تجنبا لحوادث الصدام الخطيرة بين القوات الجوية والإسرائيلية في سماء سوريا.
إلا أن التطورات الأخيرة والتي كان أهمها ما تسرب عن نية بعض دول مجلس التعاون الخليجي القلقة من تزايد النفوذ الإيراني في المنطقة الى إبرام صفقات أسلحة مع إسرائيل تشتمل على منظومة دفاعية متطورة ضد الهجمات البالستية و منظمومة اعتراض لصواريخ بعيدة المدى مع إسرائيل عبر وسطاء من أميركا وأوروبا ووصول المفاوضات بينهما إلى مراحل متقدمة.وعلى هذا تحرص وزارة الحرب الروسية على الاهتمام بالإجراءات الاحترازية وخصوصا أن القفز فوق البروتوكولات والأعراف الدبلوماسية بات مشهدا متكررا، إما من حكومة موسكو نفسها أو واشنطن أو إسرائيل أو طهران أو الأسد. نذكر بآخرها حين امتنع النظام السوري والقيادة العسكرية الروسية عن الالتزام ببروتوكول تنسيقي كان قد اعتمد في غرفة "عمليات" بغداد قبل الحملة العسكرية الروسية والذي تشكلت بموجبه هيئة تنسيقية تضم روسيا وسوريا وإيران والعراق،نضيف إلى ذلك رفض القيادة العسكرية الروسية في سوريا السماح لوزارة الدفاع السورية بالاطلاع على الأجهزة والمعدات اللوجستية والأسلحة الروسية المتواجدة في المعسكر الروسي داخل مطار باسل في مدينة اللاذقية على الساحل. إضافة إلى الحساسيات داخل غرف التنسيق والتي أثارها استهداف حواجز لقوات الأسد والأراضي الإيرانية بالصواريخ العابرة للقارات، وموجة الاغتيالات السريعة لعدد من قيادات إيران وحزب الله والتي تم تغليفها بعبارة "الاستشهاد دفاعا عن الأماكن المقدسة".
وهنا نتساءل: ما الذي يمكن أن يقدمه التعاون الروسي - الإسرائيلي في الأجواء السورية للجانبين؟ .
الجانب الإسرائيلي: يضمن حرية الحركة في الأجواء السورية وضرب أي معقل خطر يمكن أن يؤثر على أمنه الحدودي بالإضافة إلى تقويض حركة حزب الله على الأراضي السورية، وربما إزاحته خارج المشهد السوري نهائيا.
أما الجانب الروسي: فيضمن الحصول على اتفاقية بعدم استهداف طيرانه أو معسكراته على الأراضي السورية، فصفقات السلاح التي يمكن أن تتم مع اسرائيل يمكن أن تتضمن بندا ينص على عدم بيع أو تسليم أي من أسلحتها إلى طرف ثالث دون موافقتها، وعليه يمكن لإسرائيل فرض شروطها على المستخدمين والتي من ضمنها ألا تشكل أي تهديد على حركة الطيران الروسي فوق الأجواء السورية، وألا تستهدف أيا من معسكراته أو تعيق حركته.
أما النظام السوري فقد أسقط آخر ورقة توت عن ممانعته المزعومة، بعد أن أزاحته إيران كليا عن غرف صناعة القرار السوري، وهو اليوم يدفع ثمن دعوة الدب الروسي الى سوريا. وفي السياق نفسه أكدت اسرائيل عبر وسائل اعلامها أن تكثيف التدخل الإيراني الروسي في سوريا لا يستهدف الكيان الصهيوني بل هو داعم لامنها ومصالحها.
ونوه مصدر سياسي عراقي رفيع المستوى إلى أن هناك قاسم مشترك بين روسيا والكيان الصهيوني يتمثل في الاتفاق على ضرورة إلحاق هزيمة "بالقوى الإسلامية"،مشيراً إلى أن الروس يدركون جملة المصالح الحيوية للكيان الصهيوني في سوريا،متوقعاً أن يحترموها. وفي السياق كشف في تل أبيب النقاب عن أن المخابرات الصهيونية قد حصلت على معلومات مؤكدة مفادها أن تكثيف التدخل العسكري لكل من روسيا وإيران في سوريا جاء نتاج التفاهم الذي توصل إليه كل من الرئيس الروسي فلادمير بوتين وقاسم سليماني،قائد "قوة القدس" في الحرس الثوري الإيراني في موسكو قبل مدة، حيث اتفقا على إستراتيجية عمل لتعزيز التعاون بينهما للحفاظ على نظام الأسد.وإن اتفاق بوتين سليماني يتضمن آليات عمل للحفاظ على المناطق الساحلية،التي تتواجد فيها الأقلية العلوية تحت حكم النظام، من خلال تعزيز المشاركة الفعلية للإيرانيين ولملمة قوات النظام السوري.
ويشير المصدر إلى أن المناطق الساحلية ذات التواجد العلوي تضم مصالح حيوية وإستراتيجية لكل من طهران وموسكو،حيث تتواجد القاعدة البحرية في طرطوس،التي تضمن للروس التدخل المباشر في البحر الأبيض المتوسط،في حين أن المنفذ للبحر المتوسط يمثل ايضا مصلحة للإيرانيين.ولاخلاف داخل تل ابيب على أن تكثيف الدعم العسكري الروسي لنظام الأسد غير المسبوق يدلل على أن بوتين لم يعد مستعد للتعاون مع أية تسوية سياسية لحل الصراع إن كانت تتضمن تخلي بشار الأسد عن الحكم.ويرى الصهاينة أن بوتين مقتنع أنه لا توجد ثمة ضمانة للحفاظ على المصالح الروسية في سوريا والمنطقة بدون الحفاظ على نظام الأسد. مصادر سياسية عراقية قولها إن الإيرانيين والروس يمكن أن يتحولوا للتعاون في مناطق نفوذ أخرى، مثل العراق واليمن ولبنان. خلاصة الموضوع ان التعاون الروسي الايراني في سوريا وكل المؤيدين لهذا التعاون هو جاء لخدمة المصالح الاسرائيلية العليا والحليم يفهم .



#سعد_الكناني (هاشتاغ)       Saad_Al-kinani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى الرأي العام العراقي ...بالمباشر
- لا تطلبوا الإصلاحات من الخونة .. لان الآيس كريم لديهم أطيب م ...
- إليكم هذا الخبر -الفضائي-!
- لا ..يا سيادة رئيس البرلمان!
- يا شعب العراق.. الظلم والفساد يحيا بالسكوت!
- -شخابيط-!
- Who are you
- لجنة التحقيق في أسباب سقوط الموصل في حضرة المالكي!
- اتفاقيات جهانغيري حولت العراق الى مجرد أسم!
- ﺃ-;-ﻳ-;-ﻬ-;-ﺎ-;- ﺍ-;-A ...
- الكعكة هي التي تحكمنا!
- السيد العبادي.. لن يهلِّل لك الشعب حتى محاكمة المالكي
- احذروا أتباع (برنارد لويس)!
- دور الصحافة في توعية المجتمع
- جوابهم -لااحد فوق القانون -.. وسؤالنا إلى متى يظل المالكي فو ...
- ضوء في تطوير القوات المسلحة العراقية
- لا تصدقوا كل ما تسمعونه.. إليكم الحقيقة
- دفع الرواتب للحشد الشعبي اهانة -لجهاده-
- الى القائد العام ..الجيش الخالي من المبادىء والمهنية هو ميلي ...
- في عاشوراء..حور العين بانتظار المسؤولين !


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد الكناني - معقولة؟!