أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الفلافل .. ودورها في حياة العراقيين















المزيد.....

الفلافل .. ودورها في حياة العراقيين


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4960 - 2015 / 10 / 19 - 21:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يبدو العنوان غريبا للكثيرين ، ولكنه ليس بالغريب عل جميع العراقيين من الذي ولدوا في خمسينيات وستينيات القرن الماضي ، لأنهم بالتكيد عاشوا مراحل تطور ( الفلافل ) في الحياة السياسية والاجتماعية العراقية منذ ولادتهم وحتى يومنا هذا ،.
نعم عزيزي القاريء ، الفلافل لعبت دورا أساسيا في حياة الشعب العراقي في كل مجالاته ، وقد يقول بعضكم بأنني قد بلغت من العمر عتيا ، وإن واحدة من مكارم الشيخوخة هي البدء بالهذيان في مواضيع لا تمت للحقيقة بصلة ،، نعم تقارب العمر من الستين ( وحصوة في عين العدو ) ، لكن وعلى عناد الكثيرين لم أصل الى مرحلة الهذيان ، وهذا ما يغيض اعداء العراق والأمة العربية !!!
الفلافل والتي يدخل في مكونها الاساسي الحمص ماعدا في مصر التي طورتها واستعاضت عن الحمص بالباقلاء ، يعرفها الكثيرين اليوم ، وتعتبر الأكلة الاكثر شعبية في معظم البلاد العربية وبخاصة في بلاد الشام وتعد سندويشة الفلافل وجبة شهية ورخيصة السعر في الوقت ذاته ولها مذاق مميز وشهرة واسعة تكاد تتعدى جميع الاكلات الاخرى ، كما لها رائحة مميزة بعد إعدادها تثير إعجاب الجميع .
بعد هذه المقدمة القصيرة ندخل في صلب موضوعنا الأ ساسي ، ففي ستينيات القرن الماضي ، كانت الفلافل معروفة فقط لدى الباعة المتجولين الذين عادة ما يتخذون من أبواب المدارس مصدر رزق له ، وكان جاسم ( ابو العنبه ) واحدا من أولئك الكثيرين ، الذين يصطف طلبة المدارس الإبتدائية أمام عرباتهم للحصول على ( ربع ) سندوتيش الفلافل ! نعم ربع صمونة ( في العراق يستخدم الصمون وليس الخبز في السندويتش ) ، لأن شراء ( لفة فلافل ) وهي الكلمة المرادفة للسندويتش باللهجة العراقية ، تعتبر صعبة بسبب الوضع الإقتصادي الصعب الذي كان يعيشه العراق في تلكم الفترة ،
وعطفا على الصغار الذي لا تكفي مصاريهفهم لشراء حتى ( ربع اللفة ) ومن بينهم كاتب المقال الذي كان والده يعمل سائقا في احدى دوائر الدولة وبراتب قدره ( 18 ) دينارا شهريا ، ولديه ستة طفال ، كان ( جاسم ابو العمبة ) ، واكراما منه لأحوال الواقفين واللعاب يسيل من السنتهم وهم يراقبون من هم يتمتعون بأكلة الفلافل ، يقوم بغطس ( ربع الصمونة ) في سائل ( العمبة ) دون أية حبة فلافل ، ويقدمها مقابل ( 5 ) فلوس ( الدينار العراقي 1000 فلس ) .
على فكرة وللذين لا يعرفون ما هي ( العمبة ) نقول لهم أنها نوع من أنواع البهارات الهندية التي تخلط مع الماء لتكون صلصة وتضاف لها توابل حارة وحسب الذوق ، وعادة ما تؤكل مع الفلافل أو المقليات الأخرى كالباذنجان والبطاطا او الكباب أو ما تسمى باللهجة العراقية ( بالنواشف ) .. والتي تأتي من ( نشف ) المائدة من الأكلة الرئيسة للمائدة العراقية من ( التمن والمرق ) .
وفي بداية تسعينيات القرن الماضي ومع بداية الحصار الظالم !! الذي فرضه مجلس الأمن ( سيء الصيت ) على العراق ، تمكنت الفلافل وبكل جدارة من الفوز بسباق المارثون مع بقية الاكلات العراقية الأخرى ، وتحتل الصدارة في جدول طلبات العراقيين لهذه الاكلة .
ومع شدة الحصار وتأثيره على الحياة الإقتصادية على جميع المواطنين ، وعدم إمكانية توفير المبالغ لشراء البطاطا أو البيض نا هيك على استحالة شراء دجاجة أو حتى ربع كيلو لحم ، ومع أزدياد العاطلين عن العمل ، أصبحت الفلافل تباع في كل زاوية ، حتى أنك ترى في الشارع الواحد الذي يقل طوله عن الكيلو متر واحد حوالي عشرين من يبيع الفلافل باعتبارها الوظيفة التي لا تحتاج الى رأس مال كبير سوى شراء المواد الأساسية وطباخ صغير للقلي وطاولة ، دون الحاجة الى كراسي ، لأن الفلافل لذتها أن تأكل وانت واقف .
ومع إطالة أمد الحصار ، وزيادة معاناة العراقيين جراء هذا الحصار ، وزيادة الطلب على ( الفلافل ) ، بدأ أصحاب المحلات يتفننون في تسمية محلاتهم وأختيار أسماء لها تتناسب وطموحاتهم لجذب أهتمام الناس إليهم ( كجاسم دبل ) وكملة ( دبل ) المأخوذة من الكلمة الإنكليزية والتي تعني ( مضاعفة ) أو تسمية المحلات حتى أصبحت محلاتهم علامة دلالة رئيسة في العديد من المناطق .
واليوم ونحن نعيش فترة الحرية والديمقراطية الجديدة !!! التي خلقها لنا الإحتلال الامريكي ، وبالرغم من تحسن حالة البعض حياتيا وإجتماعيا ، وبات بإمكانه شراء ما تيسر من اللحوم ، أو البطاطا والبيض ( والتي كانت عصية ) على الكثيرين ، إلا إن البعض الآخر لا زال متمسكا ( بالفلافل ) باعتباره شريكا حياتيا وقف معهم في الأيام العصيبة ، وبالتالي لا يمكن لك أن تهجر من وقف معك ايام المحن العصيبة .
والأكثر من هذا وذاك ، فإن السياسيين في كل بلدان العالم ، يستغلون المناسبات للدعاية الإنتخابية وكسب رضا الناخبين من خلال التفاخر بالانجازات التي حققها في الفترة التي تسنم خلاله منصبه كعضو في البرلمان او وزيرا أو .. أو .. الخ من المناصب الحكومية ، وطرح مشاريعه المستقبلية التي تؤهله للحصول على مكانه أو أكثر بكل جدارة وحسب الإنجازات التي حققها أو ستتحقق خلال الفترة المقبلة ، إلا في العراق الجديد ، فالوضع فيها مختلف 180 درجة ، فالسياسيين فيه ، لا يوجد لديهم ما يتفاخرون به أمام شعبهم ، وسمعتهم السيئة تطاردهم في كل مكان يحلون فيه ، وسرقاتهم ، وجرائمهم ، باتت مكشوفة ، وأنفضح أمرهم ، في كونهم شلة ( حرامية ) يريدون أن يبعوا العراق أرضا وبحرا وجوا !!،
فالسياسيون العراقيون لم يجدوا شيء آخر يتجاوزون عليه ويسرقوه ، وبكل وقاحة وعدم الحياء لجأوا الى ( الفلافل ) كي يستنجدوا بها ، والقيام بتوزيع ( لفات ) منها وهم ورعاعهم يدورون بين أوساط الناس البسطاء في المناسبات الدينية أو التجمعات ، باعتبارها جزء من عمليتهم الإنتخابية ، وكونهم يعلمون جيدا أن ( الفلافل ) كانت ولا زالت الصديق الصدوق لملايين العراقيين طوال سنوات حياتهم ، و تعتبر جزء مهم من حياتهم الإجتماعية ، و من ذكرياتهم ، ولازالت لدى الكثير ، هي الملاذ الاًمن لسد رمقهم من الجوع .



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا ، لو ألعب ، لو أخرب الملعب
- شر بلية أمريكا ما يضحك
- بوتين يُفهِمُ الغرب لغتهُ
- ماذا بعد التغيير يادولة رئيس الوزراء
- الفساد في وزارة التعليم العالي مرة أخرى
- الزمالات الدراسية الروسية .. ومافيات وزارة التعليم العالي ال ...
- ايران وأمريكا وإسرائيل .. ومهزلة المفاوضات النووية
- - دواعش - البرلمان العراقي
- مات بوتين - عاش بوتين
- بعد تصريحات كيري .... نجاح كبير للدبلوماسية الروسية في الازم ...
- عرب وين .. وبرلماننا وين !!
- العبادي .. وعبادنا الصالحين !!!
- صراع روسي - عراقي عند أبواب الكريملين
- أصدقاؤنا ، أحباؤنا .. رفقا بنا !!!
- البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )
- فلسطين دولة مراقبة
- ( إرهاب ) معاناة الأطفال في العراق
- الفساد ( الإرهاب )
- الإرهاب العشائري في العراق
- العراق والكويت .. إلى أين ؟؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - الفلافل .. ودورها في حياة العراقيين