أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - بعد تصريحات كيري .... نجاح كبير للدبلوماسية الروسية في الازمة السورية















المزيد.....

بعد تصريحات كيري .... نجاح كبير للدبلوماسية الروسية في الازمة السورية


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4750 - 2015 / 3 / 16 - 21:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تصريحات كيري
نجاح كبير للدبلوماسية الروسية في الازمة السورية


لم يكن تصريح وزير خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري حول استعداد بلاده للتفاوض مع الرئيس السوري بشار الاسد لحل الازمة السورية بالمفاجيء للكثيرين من المتفهمين للموقف الروسي بخصوص العديد من القضايا العربية وعلى وجه الخصوص منها الازمة السورية .
فقد كتب الكثيرون عن الموقف الروسي تجاه الازمة السورية وراحوا يفتون بثوابت ودعائم لهذا الموقف بعيدة كل البعد عن حقيقته ، وكانت تارة مدفوعة بقصد التشويه المتعمد للتفهم الروسي للمواقف الدولية و للإنتقاص من دورها الكبير ، وتارة أخرى كانت هذه الاراء مجرد نظريات يحاول كتابها أو الساسيون إطلاقها لاغراض دعائية أو أنشائية .
ومن المعروف أن الدول الكبرى تعلن في أغلب الأحيان مواقفها سواء بطريقة واضحة أو ملتوية وترسم مواقفها دون نظر جدي إلى مصلحة هذا الشعب او ذاك ، فتلك قضية أخلاقية لا أظن أنها داخلة في الحسابات السياسية ، إلا إن الموقف الروسي في هذه الازمة أنطلق من عدة عوامل رئيسية تقف في المقدمة منها تفهم روسيا للنوايا الغربية ، تلك النوايا التي خدعتها في العديد من القضايا سواءا في العراق أو ليبيا أو في مصر واليمن ، وقدم الغرب نفسه في هذه القضايا على أنه " المخلص " لشعوبها وإن روسيا هي وحدها المناوئة لها .
وراح البعض يفسر موقف القيادة الروسية على أنها ارادت من الأزمة السورية أن تتخذها مثلاً لإظهار مدى قوتهم وتأثيرهم في الأزمات الدولية والأعلان عن عودة اللاعب الروسي من جديد إلى مسرح الشرق الأوسط، خصوصاً بعد الثورة الليبية ، التي أحسوا من خلالها أن الغرب أبعدهم وتجاهلهم ، ويريدون من الدول الغربية أن تحسب حسابهم وتشركهم في حلّ القضايا والأزمات الدولية ، وأنهم ( اي القيادة الروسية ) باتوا يتعاملون مع الملف السوري وكأنه القضية الأهم والأكثر حساسية بالنسبة إليهم في منطقة الشرق الأوسط ، وإنهم قادرين على التأثير سلباً على مسار تطور الأحداث ، وإعلانهم منذ اليوم الأول لاندلاع الأزمة السورية ، في الخامس عشر من مارس/آذار 2011، وقوفهم القوي إلى جانب النظام السوري بكل إمكاناتهم الدبلوماسية والسياسية واللوجستية ، وتبني وجهة نظره وطريقة تعامله مع الأوضاع الدامية والمتفاقمة.
ان روسيا لم تخفِ ضيق ذرعها من تشدد الموقف الاميركي واصراره على المعادلة الصفرية في الازمة السورية ، بالرغم من كل ما تبذله الاولى من جهود لترجيح الحل السياسي التفاوضي ، ولعبة التوازنات الاقليمية الدقيقة بينهما، سيما وان الولايات المتحدة لم تف بوعودها للجم تدفق الاسلحة الى ايدي المجموعات المسلحة المختلفة، بالمعدات والموارد وجهود التدريب.


إن العلاقة بين موسكو ودمشق هي ليست وليدة الازمة الحالية كما يتصور البعض ، بل هي نابعة من تاريخ طويل من العلاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية القائمة بين البلدين منذ عقود ، إلا إن هذه العلاقات استعادت حيويتها ( بعد السبات التي اصابها في الفترة الاخيرة من زمن الاتحاد السوفيتي ) بعد تسوية قضية الديون التي كانت مترتّبة على سوريا ، حيث قرّرت موسكو في كانون الثاني/يناير 2005 شطب 80 % من هذه الديون البالغة عشرة مليارات ونصف مليار يورو(2) حتى بات يشكّل التبادلات التجارية بين سوريا وروسيا الى اكثر من 3 % من التجارة الخارجية السورية .
إن روسيا ومنذ بداية الازمة ثابرت على تحمل منغصات الدول الغربية واتهامها بتقديم الحماية للدولة السورية ، وردت باتهام مماثل لاولئك الذين يسعون "لتسييس المسألة" السورية والذهاب بعيدا لتوسيع جهود التحقيق في معالجة العديد من المواضيع ومنها موضوع استخدام الاسلحة الكيميائية والذي كان ينذر بتوطئة لشرعنة فرق التفتيش الغربية لتصول البلاد جيئة وذهابا ، وكما حدث في العراق ، وتعرّضت موسكو بسبب مواقفها الداعمة لسوريا لانتقادات لاذعة من الدول الغربية والعربية ، وإتهامها بإصدار «إجازة» للنظام لقتل المدنيين الأبرياء.
ويتفق الكثيرون على أن المقاربة التي تعتمدها السياسة الروسية كانت السبب في فشل العديد من المحادثات الاممية ، ليس بذنب منها ، ولكن بسبب وجود خلافًا واسعًا بين المقاربة التي تعتمدها موسكو من أجل حل الأزمة السورية وتلك التي يعتمدها المجتمع الدولي ، فموسكو لا تريد أن تطلق يد مجلس الأمن الدولي بالكامل لما يسمى إيجاد حل سياسي يقوم على إقامة حكم مرحلي بديل ، كما انها مقتنعة بالكامل بان المجتمع الدولي غير معني بالدرجة الاساس بالمشاعر الانسانية تجاه ما يواجهه الشعب السوري من قصفٍ وتدمير ومجازر، وإنما بدوافع أخرى تتعلّق بالجيوبوليتيك الإقليمي ، وأن واشنطن تسعى إلى التخلّص من حكم الرئيس الأسد المتحالف مع إيران ، في محورٍ إقليمي يتعارض مع المصالح الأميركية في هذه المنطقة الاستراتيجية ، التي تحتفظ فيها الولايات المتحدة والغرب بمصالح حيوية منذ عقود.
ان التفكير الروسي ومنذ البداية قائم على إمكانية جمع أركان الدولة السورية مع معارضين من مختلف الأطياف في اتصالات مع مختلف مجموعات المعارضة والدول التي تنشط في أراضيها هذه المجموعات ، وبينها بطبيعة الحال سوريا ، وهذا يوحي من وجهة نظر الدبلوماسية الروسية بوجود تفهم لأهمية هذا اللقاءات وضرورتها إنطلاقا من تفهمها للأزمة على أنها «أزمة جيو - سياسية» وضرورة حلها على نحو مرن والتأكيد على ان روسيا لا تتمسك بالرئيس الأسد ، لكنها ترفض الآلية المطروحة التي تتحدث عن تنحيته قبل الحديث عن أي موضوع آخرحيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهذا الخصوص «روسيا لا تتمسك بالأسد ، ومصيره يقرره حوار سوري شامل ، وبالتالي لن يرحل ، والآلية التي تبحث في رحيله قبل أي موضوع آخر، غير قابلة للتطبيق». وبنظره ، ان الرئيس الأسد انتخبه نصف الشعب السوري أو أكثر، وبناءً عليه فرحيله يقرره السوريون .
لذلك فإن الموقف الروسي لم يُبنَ على المزاج بقدر ما تم اتخاذه وفق أسس تحترم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ولهذا نجد المساعي الروسية تتجه دائما نحو إجراء حوار سوري ـ سوري يجمع كل القوى السياسية التي تعمل فعلاً على إنهاء الأزمة سياسياً وعلى لملمة الجراح وإعادة بناء ما تهدم وكذلك مشاركة جميع القوى في مواقع اتخاذ القرار وبما يتناسب مع ما تمثله سياسياً وشعبياً.
ولا يخفى على الجميع كيف أن الخلافات الأميركية – الروسية باتت واضحة في العديد من الازمات والمشاكل الدولية الممتدّة من سوريا إلى إيران ، ومن أفغانستان إلى كوريا الشمالية إلا أن الإدارة الأميركية باتت تدرك في الوقت نفسه أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمسك بيده أوراقًا هامة يمكنه استعمالها لعرقلة الجهود الأميركية الساعية إلى معالجة هذه الأزمات خصوصا وإن روسيا وكما هو معروف تشكل دائما ، عنصرًا مساعدًا لأميركا في مقاربتها لحلّ عدد من المعضلات وخصوصًا في ما يعود للانسحاب من أفغانستان، وفي المباحثات مع إيران ، وأخيرا في البحث عن حلّ للأزمة السورية.
ان الموقف الامريكي الجديد تجاه الازمة السورية يعد انتصارا للدبلوماسية الروسية في كل المقاييس لأن هناك اصرارا روسيا على استعادة دورها كإحدى الدولتين العظميين وهي عازمة على إلغاء عهد القطب الواحد مهما كلفها الأمر.



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عرب وين .. وبرلماننا وين !!
- العبادي .. وعبادنا الصالحين !!!
- صراع روسي - عراقي عند أبواب الكريملين
- أصدقاؤنا ، أحباؤنا .. رفقا بنا !!!
- البارزاني يغني لبوتين ( بس تعالوا )
- فلسطين دولة مراقبة
- ( إرهاب ) معاناة الأطفال في العراق
- الفساد ( الإرهاب )
- الإرهاب العشائري في العراق
- العراق والكويت .. إلى أين ؟؟
- هل سنأسف على ثوراتنا !!!
- كذب أوباما وإن صدق
- ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!
- من يضحك على من !!!!
- الثورات العربية من وجهة نظر روسية
- كتاب جديد - إمبراطور الغاز
- أنا وضعي مختلف .. !!!
- هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
- كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
- أفتخر .. لأنك عربي


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - بعد تصريحات كيري .... نجاح كبير للدبلوماسية الروسية في الازمة السورية