أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - هل سنأسف على ثوراتنا !!!















المزيد.....

هل سنأسف على ثوراتنا !!!


كريم المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جميعنا يتابع و بأهتمام كبير تطورات الأوضاع السياسية و الإقتصادية في الأقطار التي من المفترض أن تكون قد حسمت قيادتها لصالح سلطة الشعب بعد القضاء على الأنظمة الديكتاتورية فيها في تونس أم في مصر ، وحتى اليمن التي على ما يبدو أن مسألة رحيل رئيسها لن تطول .. ولكن للأسف ، أن ما يحدث هناك اليوم ، يجعل هذه الثورات عرضة لثورات مضادة ، قد تفقدها بريقها الناصع البياض ، والآمال التي بنيت عليها ، و بأعتبارها لحظات تاريخية تنقل العالم العربي إلى عالم أكثر تحضرا وثقافة ، إلى العودة إلى المربع ما دون الأول ، وعندها لا ينفع الندم معها .
ففي مصر ، فإن نتائج الثورة ، هو تأجج الصراع الطائفي ، ويمر أسبوع حتى نسمع ونقرأ بين الفينة والفينة عن مقتل أشخاص وجرح العديد ، والسبب هي مواجهات بين المسلمين والمسيحيين ، وآخرها الحادث الأخير في منطقة إمبابة وسط العاصمة القاهرة ، الذي أودى بحياة عشرة أشخاص ومئات الجرحى ، بعد أن نشطت الحركة " السلفية " في البلاد بعد إسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك .
وبغض النظر عن الدوافع والأسباب التي تؤدي إلى هذه الفوضى في البلاد ، فإن هذه الأحداث جعلت من الكثيرين يرددون عكس ما قامت عليه ثورة شباب 25 يناير ، والمطالبة بتطبيق قانون الطوارئ على الجميع ، وبحزم ، ضد من يريدون إشعال نيران الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، لأن أصحاب الثورة المضادة ( وهم في ذلك محقون ) يؤكدون أن ما يحدث أشد خطراً على مصر من الإرهاب أو تجارة المخدرات .
أما والأحداث هذه وغيرها ، فإن الإقتصاد المصري وحسب تصريحات المسئولين فيه يسير إلى طريق لا يبشر بخير ، وبالتالي سيكون المصريون أمام أمنيات غير محببة وترديد ( يا سيدي لو كنا على أيام النظام السابق أحسن !! ) فمثلا قدر الدكتور فاروق العقدة ، محافظ البنك المركزي إجمالي الاستثمارات الأجنبية التي خرجت من سوق سندات وأذون الخزانة المصرية خلال الفترة الأخيرة بين 20 يناير و31 مارس الماضيين ، بنحو 7.5 مليار دولار وتراجع الاحتياطيات الدولية إلى 30.100 مليار دولار في نهاية مارس الماضي ، مقابل 36 مليار دولار في بداية العام الجاري حسب ما كشفه هشام رامز، نائب محافظ البنك المركزي .
كما أن أنباء ترددت بأن وفدا مصريا تفاوض مع البنك الدولي على قروض ميسرة بنحو 2.2 مليار دولار لسد العجز المالي للعام المالي الحالي والقادم ، على أن يتم تخصيصهم لأغراض التشغيل وخلق فرص العمل خاصة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة ، ومفاوضات أخرى مع صندوق النقد الدولي للحصول على قروض ميسرة «بدون أية شروط» بما يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات دولار، للثلاثة أشهر القادمة المتبقية من العام المالي الحالي، والعام المالي القادم 2011/2012 ، وذلك لعبور الأزمة الحالية لتوقف السياحة والصادرات والعمل.
ولا يختلف الحال في تونس صاحبة الشرارة الأولى في الثورات ، فقد تزايدت فيها التوترات والأحداث الأمنية والتظاهرات المطالبة يوميا بإسقاط مسئول جديد أو حتى الحكومة تارة أخرى ، لتعيش البلاد في دوامة الفوضى ، التي تعيق مسيرة تنفيذ الإصلاحات الدستورية و الإجتماعية ، ما حدا وزارتي الداخلية والدفاع إلى فرض حظر التجوال في إقليم تونس الكبرى الذي يضمّ محافظات تونس واريانة وبن عروس و منوبة ، اثر ما شهدته بعض أحياء العاصمة يومي الجمعة والسبت الأخيرين من أعمال شغب ونهب واعتداءات على الممتلكات العامة والخاصة والأشخاص ، أدت إلى اشتباكات دامية بين الشرطة ومحتجين مخلفة إصابات مختلفة .
أما الجانب الإقتصادي ، فهو الآخر لا يقل ضررا عن الفوضى السياسية في البلاد فقد طلب الاتحاد العام التونسي للشغل في اجتماعه مع المسئولين عن منظمة العمل الدولية بجنيف بحضور أعضاء مجلس إدارة المكتب وممثلين عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي مساعدة تونس على تخفيف مديونيتها والتي تناهز 30 مليار دولار، وتمثل عائقا أمام التنمية والاستثمار المحلى في حين أكد محافظ البنك المركزي التونسي مصطفى كمال النابلي إن الوضع الاقتصادي في بلاده "صعب" جراء تداعيات "الزلزال السياسي" وما تلاها من "هزات ارتدادية" (انعدام الأمن و الإضرابات العمالية والحركات الاحتجاجية والمطلبية..)، أحدثته ثورة 14 يناير والأزمة في ليبيا .

الإنتاج الصناعي التونسي هو الآخر تراجع خلال الأشهر الأربعة الأولى من 2011 بنسبة 12 بالمئة، مقارنة بنفس الفترة من 2010 ، رافقه تراجع في أداء النشاط السياحي بنسبة تتراوح بين 45 و50 بالمئة وفي حركة نقل المسافرين بنسبة 25 بالمئة، فيما انخفض إنتاج قطاع المناجم والفوسفات بنسبة 53 بالمئة ، لتصل نسبة التضخم 3 بالمئة ، فيما تراجعت تحويلات المغتربين التونسيين بنسبة 12.5 بالمئة، وهو "تراجع يبعث على الحيرة"، على حد تعبير الإختصاصين الماليين في تونس محذرين بما يحمله المستقبل القريب من تطورات غير حميدة على الإقتصاد ويقول النابلي "لا أحد يعلم ما سيكون عليه الوضع بعد 6 أشهر ، وانه والقلق على المستقبل " ، وذلك مع إنخفاض احتياطي تونس من العملة الصعبة وتراجعه إلى 7.8 مليار دولار أمريكي ، إلى جانب تواصل تقلص الاستثمارات الأجنبية المباشرة مما أدى إلى توسع عجز ميزان المدفوعات.
أما في اليمن فالأزمة هناك ، لازالت بين الشد والرخو بين الحكومة والمعارضة ، وفي كلا الحالتين فان موجة الاحتجاجات المستمرة التي تشهدها البلاد منذ ثلاثة اشهر ، فإن هناك شبه توقف للاقتصاد اليمني متأثرا بالأزمة السياسية الحالية ، والذي تكبد حتى الآن في خسائر الاقتصاد الوطني والسياحة والاستثمارات والصادرات تصل ما بين 4 إلى 5 مليارات دولار ، بالإضافة إلى تأثيره سلباً ليس فقط في أداء الحكومة الحالية ومشاريع التنمية ، وأعاقت برنامج العمل المتفق عليه مع شركاء التنمية المانحين ، بل وحتى على الحكومة المقبلة .
ويتأثر الاقتصاد اليمني بشكل كبير جراء تراجع الاستثمارات الأجنبية وتعطل عدد من المشاريع بسبب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ فبراير الماضي، فيما يتخوف مراقبون من "تصاعد" الأزمة ، من بينها أزمة الحصول على الدولار وتراجع سعر العملة من 213 إلى 225 ريال للدولار، ما أدى إلى ارتفاع أسعار عدد من السلع في السوق، وتوقف الاستثمارات الخارجية نظرا لحالة الخوف مما قد تنتجه الأزمة السياسية القائمة.
ويعيش رجال الأعمال والمستثمرون اليمنيون والأجانب حاليا في حال ترقب للمرحلة القادمة، وكل الأعمال تبدو "شبه مجمدة" بانتظار مخرج للأزمة في وقت تحذر الغرفة التجارية والصناعية في العاصمة صنعاء من خطورة تداعيات الأزمة السياسية في البلاد على الوضع الاقتصادي وتراجع ميزان المدفوعات ، وعائداتها من العملة الصعبة إلى 5.100 مليار دولار ، بسبب توقف تصدير كميات كبيرة من النفط نظرا للتوقفات المتكررة وتفجير أنابيب النفط عدة مرات .
إن المسئولية الآن في تونس ومصر واليمن ، أصبحت جماعية ، وعلى الجميع اليوم تحمل المسئولية بشكل مباشر ، لتفادي تعرض الإقتصاد إلى تراجع حاد في النمو !!! ، لأن تحسن المناخ السياسي في بلدانهم سيؤدي حتما إلى تحسن الوضع الاقتصادي من خلال النشاط الطبيعي للسوق ودخول مكونات دعم خارجي سواء في ميزانية الدولة أو برنامج إنعاش جديد يؤثر إيجابا على قمة العملة الوطنية ، وإلا فإن استمرار المشهد السياسي‮ ‬الحالي‮ ‬على ما هو عليه سيزيد الأمور تعقيدا ‮، ‬الأمر الذي‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى انخفاض الناتج القومي‮ ‬الإجمالي‮ ‬وكذلك تدهور في‮ ‬إنتاجية الفرد والوحدات الاقتصادية على حد سواء بالإضافة إلى انخفاض مستوى التحصيل العلمي‮ ‮. ، وعندها سنعض أصابعنا ندما على ثوراتنا !!!!



#كريم_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذب أوباما وإن صدق
- ونحن من يعوضنا ؟ أم عوضنا على الله !!!
- من يضحك على من !!!!
- الثورات العربية من وجهة نظر روسية
- كتاب جديد - إمبراطور الغاز
- أنا وضعي مختلف .. !!!
- هل نحن بحاجة لدراسة اللغة اليابانية !!
- كوسا وحسين ، وإن تعددت أسباب هروبهما ، فمصيرهما واحد
- أفتخر .. لأنك عربي
- ماذا لو كانت ليبيا بلدا للموز ..... ؟
- صحوة موت عمرو موسى سياسيا
- أيها الليبيون .. العبرة لمن أعتبر
- في العراق .. عجيب أمور .. غريب قضية
- بعد خطاب مبارك .. مصر إلى أين !!


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم المظفر - هل سنأسف على ثوراتنا !!!