أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد لبيض - تدريس مبادئ -الجندر-؛ حاجة ملحّة لتلاميذنا.














المزيد.....

تدريس مبادئ -الجندر-؛ حاجة ملحّة لتلاميذنا.


رشيد لبيض

الحوار المتمدن-العدد: 4959 - 2015 / 10 / 18 - 17:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مما لا يختلف حوله اثنان أن المدرسة فضاء لزرع القيم، وعن هذه القيم نريد أن نتساءل اليوم، نريد أن نتساءل؛ ما نوع القيم التي تزرعها مدرستنا في النشء؟ هل هي قيم حداثية أم قيم تقليدانية؟ هل هي قيم تدفع بنا نحو مسلسل التقدم أم هي قيم تشدنا صوب التقهقر والتراجع؟ هي أسئلة مشروعة وملحة خصوصا والنقاش العمومي اليوم مفتوح على مصراعيه حول عملية إصلاح التعليم التي تعددت برامجها دون أن تعطي أكلها.

وكمدخل أساسي لمناقشة هذه المسألة نريد أن نختار مجالا مركزيا يرخي بضلاله على باقي المجالات المجتمعية، وهو مجال العلاقات بين الجنسين والأدوار الاجتماعية المنوطة بهما. وهنا نستحضر خطاب المساواة ومناهضة التمييز على أساس الجنس الذي يندرج ضمن مبادئ "مقاربة الجندر أو النوع الاجتماعي"، فإلى أي حد تحضر هذه المبادئ أو يحضر نقيضها في مدرستنا المغربية؟

لعل الرجوع إلى المقررات الدراسية في المغرب بحثا عن هذه المبادئ، كالبحث عن المياه في السراب، اللهم بعض الاستثناءات التي تعد على رؤوس أصابع اليد الواحدة، والتي تتمثل في نصوص أدبية معزولة ومشوهة هي الأخرى، وحتى وإن كان هذا النذر القليل شعاع ضوء فإن ما يتلقّاه التلاميذ من فقه سلفي في مادة التربية الإسلامية كفيل بتركيز "الهيمنة الذكورية" في متخيل الأطفال والمراهقين، نعم أقول هيمنة ذكورية لأن مختلف أنواع الخطاب الموجه للتلاميذ في هذه المادة هو خطاب يزكي مقولة التفوق الذكوري الذي يبرر بدوره كلّ أشكال التمييز على أساس الجنس، وما أكثر تشّرب هذا الخطاب حين يغلّف بغلاف ديني.
إن سبب انتشار هذه الثقافة الذكورية في مجتمعنا بدءا من أبسط فلاح قروي أمي حتّى أكابر الأكادميين في الجامعة في نظرنا يعزى إلى غياب مبادئ الجندر داخل أسوار المدرسة المغربية، لهذا نريد خطابا دراسيا:
- يؤسس للمساواة الفعلية بين الجنسين وينبذ كلّ أشكال التمييز القائمة على أساس الجنس ومنها تلك الموجهة ضد الأقليات الجنسية.
- يهدم التصورات الثقافية التقليدانية التي تعيق دخول مفهوم المساواة للأذهان ومنها الخطاب الأصولي، إذ لابد من تجديد الخطاب الديني وتدريس المواقف الأكثر اعتدالا في هذا الشأن.
- يؤسس لرفض الوصاية الذكورية على الجسد الأنثوي.
- يؤسس لتحول اجتماعي مبني على أساس العدالة الاجتماعية والمساواة وإشراك جميع المعنيين رجالا ونساء في مسلسل تنمية الوطن.

إن ماسبق يؤكد حاجة المدرسة المغربية لتدريس مقاربة النوع، مادامت المدرسة هي الفضاء الرئيسي لزرع القيم والتي راهنت عليها شعوب قبلنا ونجحت، إذ ليس من المعقول أن نناضل من أجل مجتمع عادل يعيش فيه الجميع على قدم المساواة دون أي تمييز على أساس الجنس، بينما مدارسنا تسجل غيابا تاما لهذه المبادئ التي نناضل من أجلها، بل الأكثر من ذلك أنها تزرع نقيضها في أذهان أطفال اليوم الذين سيصيرون قريبا رجال ونساء هذا الوطن، وهكذا سندور في حلقة مفرغة وسنهدر الكثير من الوقت حتى نلتحق بالأمم المتقدمة هذا إن لحقناها من أصله.

الحساب الشخصي: https://www.facebook.com/rachid.sociologie.7




#رشيد_لبيض (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذه الأسباب، على الدولة حظر النقاب...
- تخذير الأضحية قبل ذبحها..واجب شرعي وإنساني
- سقراط عليه السلام
- الماركسية والنّوع الاجتماعي: قراءة في المثل الشعبي المغربي
- هجاء الأصدقاء
- خير صحبة
- طيفُ منامٍ
- النوع الاجتماعي: مفهومه، نظرياته، وتمثلاته
- الثقافة الشعبية والاستبعاد الأكاديمي (تحليل الأسباب)
- الاغتصاب والشرف في المتخيل الاجتماعي المغربي


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الطائرة الصينية التي أسقطت الرافال الفرنسية في ...
- الفلسطينيون يهجرون منازلهم قسرًا بعد هدم مبانٍ في مخيم نور ش ...
- من طالبة في معهد تعليمي إلى البرقع الأفغاني.. قصة ميرا الغام ...
- حلفاء كييف الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة لمحاكمة بوتين ...
- 8 عقود على انتهاء الحرب: هل تترك واشنطن أوروبا في مهب بوتين؟ ...
- سوريا.. تغريدة وزير الطاقة حول اتفاق مع تركيا تثير تفاعلا
- -واشنطن بوست-: حضور زعماء الدول عرض النصر في موسكو يمثل فشلا ...
- ترحيب حار وحديث بين السيسي وشي جين بينغ في موسكو
- المغرب.. مقتل 9 أشخاص بانهيار مبنى سكني في مدينة فاس
- حتى لو استسلموا أبيدوهم!


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رشيد لبيض - تدريس مبادئ -الجندر-؛ حاجة ملحّة لتلاميذنا.