أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد لبيض - لهذه الأسباب، على الدولة حظر النقاب...














المزيد.....

لهذه الأسباب، على الدولة حظر النقاب...


رشيد لبيض

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 12:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل أيام خضت مع صديق لي نقاشا حول "قضية النقاب" في الغرب، فما كان من صديقي إلا أن أصدر حكما جاهزا استنادا على نظرية المؤامرة، فاعتبر حظر النقاب ببعض الدول الغربية من مظاهر الحرب الشرسة التي يخوضها الغرب الكافر ضد كل ما هو إسلامي.
إن هذا المنظور الذي يستند إلى نظرية المؤامرة في واقع الحال هو السائد عند فئة كبيرة من الناس، بل هو نمط تفكير مجتمع اعتاد على التهرب من المسؤولية، اعتاد على رمي اللوم على الآخرين بدل نقد الذات والبحث عن مكامن الخلل فيها. فليس أسهل من أن تخطأ وتتحجج بأن خطأك ذاك نتاج لمؤامرة تحاك ضدّك من جهات معينة، لكن إلى متى؟
أعتقد أنه آن الأوان لنجلس جلسة تأمل نرتكز فيها حول الذات الجمعية بما تحمله من رواسب ثقافية موروثة، آن الآوان لنمحص عاداتنا الماضوية الموروثة وفق معطيات الواقع الذي نعيشه، ووفق تحدياته التي تضع السيوف على رقابنا جميعا. وعن هذه التحديات أريد التركيز بالذات. فالنقاب في عصرنا هذا يطرح كتحدّ أمني بالدرجة الأولى، وهذا ما نسعى إلى بيانه بعيدا عن مسألة الحلال والحرام وعن الاختلاف الشرعي في كونه عادة اجتماعية موروثة أم واجبا شرعيا، إذ لا يهمنا هذا المستوى من النقاش الذي سال فيه مداد كثير بين المؤيدين والمعارضين، ما يهمنا هو أن نشترك فضاء عاما تتحقق فيه أدنى شروط الارتياح، أن نشكل ذواتا إنسانية لا رموزا مشفرة، ولا شك أن النقاب يتعارض مع هذا المبدأ بالذات.
إن محاولة استيعاب خطورة النقاب باعتباره حرية فردية تحيلنا على أمثلة من الواقع الذي نعيشه ونتغاضى عن التفكير فيه، إذا فلتتخليلوا معي بعض المواقف؛ تخيلوا مجرمة مبحوثا عنها تتجول في الفضاء العام بكل حرية فنقابها يحميها، بل تخيلوا مجرما يرتدي النقاب ولا أحد يستطيع كشفه فنقابه يحميه، تخيلوا طالبة دخلت لاجتياز الامتحان بدل صديقتها فنقابها يحميها، تخيلوا كيف سهل النقاب نشاط العمل الجنسي بالشقق المفروشة، حيث ترتدي عاملة الجنس نقابها وتصعد إلى الشقة لأداء خدماتها ولا أحد يستطيع اعتراض سبيلها فنقابها يحميها، تخيلوا كيف سهّل النقاب عملية التسول حيث صار باستطاعة أي امرأة أن تضع نقابا وتخرج للشارع للتسول، فمن سيكشف هويتها ونقابها يحميها، تخيلوا، بل انظروا على "اليوتوب" هذه المرة لتروا بأعينكم كم عملية سطو على المحلات التجارية والأبناك والمصارف كان سلاحها الأول هو النقاب لأنه لولاه لكان لكاميرات المراقبة كلام آخر، فحتما كان النقاب عاملا مساعدا لهؤلاء.
ولعل ما يعزز عدم صلاحية وواقعية النقاب أكثر هو الاستناد إلى بعض المساطر الإدارية، كبطاقة وطنية بها صورة لمنقبة، كرخصة سياقة، كجواز سفر...وحتى وإن قدمت صورة بدون نقاب، فكيف سيتسنى لرجال السلطة بمختلف الإدارات والمصالح -خصوصا منها ما يتعلق بالجانب الأمني- كيف سيتأكد هؤلاء من هوية هذه المرأة، إن كانت امرأة أصلا..أم أن تلك المنقبات غير معنيات بكل هذا، ربما عليهن فقط ارتداء النقاب وعلى الآخرين التفكير في الحلول...
إن ما أثرناه من خلال هذه السطور ليس إلا غيضا من فيض من سيل المشاكل والتحديات الأمنية التي يطرحها النقاب، صحيح أن النقاب حرية فردية وجزء لا يتجزأ من الحريات العامة للإنسان، لكنه في ذات الآن يناقض مبدأ الحرية، حرية الآخر في الفضاء العام الذي يشترك فيه جميع الناس، فمن حقهم أن يعرفوا من هذا المتخفي وراء ذلك النقاب..ثم عندما يتعلق الأمر بالجانب الأمني، بأمن الدولة ككل، وبمقاومة التطرف والإرهاب فإن التساهل مع النقاب يكون أقرب إلى التستر على المجرمين، خصوصا والتطرف يهدد العالم في أيامنا هذه.

الكاتب: https://www.facebook.com/rachid.sociologie.7



#رشيد_لبيض (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخذير الأضحية قبل ذبحها..واجب شرعي وإنساني
- سقراط عليه السلام
- الماركسية والنّوع الاجتماعي: قراءة في المثل الشعبي المغربي
- هجاء الأصدقاء
- خير صحبة
- طيفُ منامٍ
- النوع الاجتماعي: مفهومه، نظرياته، وتمثلاته
- الثقافة الشعبية والاستبعاد الأكاديمي (تحليل الأسباب)
- الاغتصاب والشرف في المتخيل الاجتماعي المغربي


المزيد.....




- عودة -التكية الإسلامية-.. مشروع اجتماعي يثير الجدل في مصر
- “متع طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية ...
- طالب يهودي يقاضي جامعة برلين الحرة لتقصيرها في مواجهة معاداة ...
- ماما جابت بيبي..خطوات تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر ن ...
- -نشاط مالي غير مشروع-.. السلطات الأردنية: كشفنا شبكة تمويل س ...
- إبقاء ثلاثة من فقهاء مجلس صيانة الدستور بقرار من قائد الثورة ...
- ساكو يوجّه نداء استغاثة للسوداني: أنقذوا مقابرنا المسيحية ال ...
- اتهامات للمستوطنين الإسرائيليين باستهداف مواقع دينية مقدسة و ...
- قائد الأمن الداخلي في السويداء: دخلنا المدينة بالتنسيق مع ال ...
- مشروع قانون أميركي لتصنيف -الإخوان- منظمة إرهابية


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رشيد لبيض - لهذه الأسباب، على الدولة حظر النقاب...