أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - معجم الفروق اللغوية















المزيد.....

معجم الفروق اللغوية


السيد عبد الله سالم

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 13:13
المحور: الادب والفن
    


ألفٌ
أزهارُ الشرِّ
أطلَّتْ من سرداب الحكمةِ
ترشقُ في قلبِ المَّارةِ رأسًا للأفعى
يختبئونَ تحت الأحذيةِ الجلديةِ
هربًا من أمطارِ الظَّنِّ
وحنانًا أن تخرجَ لغةُ الأمِّ
أطفالاً في عيد الفصحِ
في أيديهم بالوناتُ الوالي
وبهاءُ الزَّهرِ.

باءٌ
بئرُ الحرمانِ
تَمطَّى حتى فاضتْ فوق الطرقاتِ
الأثداءُ
وتناوبَ مغتصبو البهجةِ
نقرَ الديكةِ فوق السطحِ
فامتلأت أجولةُ الحاوي
بحبوب النردِ
وتسابق مجهولو النسبِ
نحو البئرِ
يتلهونَ بالحدِّ المسنونِ
و غباءِ البركةِ تحت الكوبري
وقسوةِ شرطيٍّ لا يعرفُ غير الضربِ.

تاءٌ
تروتسكي
شُلَّ يميني حين رفعتُ المنجلَ
فوق صليبِ الدارِ
وأطعتُ غزاةً شقُّوا الجلدَ
كي ينبتَ في الدلتا قملُ الواحةِ
ونملُ السلطانِ
لا الزهرة جاءت من هذا المعبدِ
ولا طالتْ هرمَ الجيزةِ
بل دخلت من سردابٍ تحت البحرِ
يحملها طوارقُ بعماماتٍ زرقاء
يبكون إذا باحتْ بأسرارِ التحنيطِ
والكهنوتِ
لعرايا الواحةِ
وجمالِ الصحراء.

ثاءٌ
ثرثرةٌ فوق النيلِ
فضحت مكنونَ العوَّاماتِ
حين تصاعد بخرُ حشيشٍ فوق الشطِّ
نبَّهَ نيروزَ الأفئدةِ الغارقةِ
في بحر التيهِ
وفسادَ الأفئدةِ المارقةِ
في غفوِ الحارةِ.

جيمٌ
جول جمال
وطني بعرضِ الخارطةِ مفرودٌ
وشمٌ على زندِ صلاح الدين
وطني
ومراكبُ أعدائي تقصفُ
مقياسَ الرسمِ
خطوطَ الطولِ، خطوطَ العرضِ
وطني
رقعةُ أرضٍ أزرعها في الكرَّاسةِ
أخفيها في فنجانِ القهوةِ
في ننِّ العينِ.

حاءٌ
حلمي سالم
حدَّثني حديثَ الهيمانِ
عن رغبةِ شعراءِ الجيلِ
في قفصٍ من ذهبِ
قصيدةِ نثرٍ
أوَّلُها في الشارعِ
وآخرُها كفُّ الكروانِ
ينقلها من قفلِ التفعيلةِ
حتى مفتاحِ الدارِ
وموسيقى الكلماتِ تباتُ بين بناتٍ
رفرفنَ على الجسرِ
تُرقِّصُ أعوادَ القصبِ
وحقولَ البرسيمِ في موسمها
حدَّثني عمَّنْ خانوا
عمَّنْ كتبوا قصيدًا يستجدونَ
دمعَ امرأةٍ هانوا
قالَ:
أكملتُ اليومَ نصيبي من كوبي
وتركتُ فيكمْ أشعارًا وحكايا
وبناتٍ
فوق جفونِ الزمنِ صبايا
يغزلنَ بهاءَ الحلمِ
في أوراقي.

خاءٌ
خالتي صفية والدير
شَخْشَخْتُ الأقداحَ
وقرأتُ ما قالتْ أعوادُ الكاهنِ
للكبشِ المنذورِ
لفداءِ الموءودةِ في دنيا النسيانِ
فأتاني وقتٌ بين صلاتينِ
قال:
عليكِ بهاءُ الخضرِ
وإليكَ الرزقَ من عند اللهِ
فاصفحْ
وترتَّلْ
أقداحُ الكاهنِ صكَّتْ وجهَ الكاهنِ
وتولَّتْ
نحو الأصنامِ تُحطِّمُها
فكأنِّي ولِّيتُ اليومَ إماما
وعرفتُ نبيِّ.

دالٌ
دمي، دموعي، دنيا الله
دولت أبيض
خطَّطتُ لنفسي أن أمضيَ في الدنيا
أقصرَ من أقصوصةٍ
أدخلُ رومانتيكيًا، رمزيًّا
وأكسِّرُ خطَّ كلاسيكياتِ المهجرِ
تحت أصابع آمون
وأخرجُ كالسلطانِ الغوري
ذِكرِي رأسٌ يتدلَّى في الحبلِ
وحوانيتُ يسكنها الفقرُ
وخطوطُ العثمانيينَ على المصحفِ
شاختْ من طول قراءتها
وصراخُ الحرافيشِ عند تكايا مولانا
الوالي
هذي الدالُ دالي وداري.

ذالٌ
ذاتُ الهمَّةِ
ذاتي أعادتْ ترتيبَ حروفَ المعجمِ
كي ينهضَ من قبرِ اللغةِ
عنوانُ قصيدتنا
والحلمُ المهجورُ ندعوهُ
أنْ يسمحَ لمجرَّتنا أنْ تسبحَ فيهِ
ونعودُ الهمَّةَ إنْ حُمَّتْ
تَشطبُ من حاشيةِ الحاضرِ
نتفَ الشعرِ وبغاءَ الخصيانِ.

راءٌ
ردَّ قلبي
في غرفةِ نومي آياتُ القرآنِ تقول
للنّفسِ:
عودي إلى ربّكِ راضيةً مرضيَّةْ
وعيونُ الناصرِ تنهرني
ما بالك قد يتَّمتَ كتابَ الشعرِ
وتركتَ جنازتَنا
وأنا للوطنِ كنتُ
بوَّاباتٍ يعبرُ منها
صوب مداراتِ الوحدةِ
وبناء الهرمِ
خانتني أفئدةُ الطلقاتِ
ومياهٌ أحسبها لي
خانتني
مئذنةُ الجامعِ والمصنعِ
وكتاباتٌ في ميثاقِ الثورةِ صغناها
خانتني الراءُ
والفقراءُ.

زايٌ
زينب
مَشَّطُتُ الصفصافةَ عند الجسرِ
وسعلتُ
وجرحتُ لحاءَ الأشجارِ
وبكيتُ
فوق الساعدِ نمَّقتُ حروفَ الإسمِ
زينب
وشربتُ الحبَّ ملاذًا
في ريفِ بلادي
فكأنِّي ما بين خطوطِ الصورةِ
غيَّرتُ الرمزَ
حتى صارتْ
رومانسيةُ ذاكَ العهدِ
أقربَ من عهدي.

سينٌ
سليمان خاطر
سيكون الموت ربيبي وربابي
غنَّيتُ مقطعها في السيرةِ
وسألتُ:
هل حبَّةُ رملٍ في صحرائي
تصبحُ ماسةَ عين الرجلِ؟
وشبابُ الدلتا
إذْ يلتهبونَ على الحدِّ
ينسونَ
فيروزًا شرقيَّ اللمحاتِ؟
هل يبتكرونَ للعالمِ خارطةً
زحزحنا فيها حدودَ الحقدِ
نحو الغربِ؟
وتسلَّيْنا بالجينزِ القادمِ من خلف الطلقةِ
تشطرنا إماراتٍ سوداء؟.

شينٌ
شيءٌ من الخوفِ
لو أنَّ النرجسةَ خافتْ يومًا
أنْ تمنحَ فتنتَها للعشَّاقِ!
كسدت في الأسواقِ
بضاعتُنا
لو أنَّ الحرفَ خافَ موسيقى اللغةِ
بارتْ كلُّ الأشعارِ
نهنهنا طويلاً
مَنْ ولَّى الوالي؟
غير الخوفِ
لو أنَّ فؤادةَ خافتْ مهجتها
ما كان في الأرضِ ياسين
ولا
روَّينا الأرضَ دمانا
تلك الحبكةُ ردَّدناها كثيرًا
لكنَّ غرامَ الأرضِ
دومًا كانَ
للفلاحين.

صادٌ
صلاح عبد الصبور
سأبحرُ في الذاكرةِ وحيدًا
بين الفلسفةِ وحديثِ الشعرِ
في يميني قسمٌ بالمجنونِ
وفوق الشفةِ القبلةُ
للرملِ المفتونِ بجنودي
وأعودُ
كالأحلامِ في زمن الفرسانِ
لا أتوقَّفُ عند التأتأةِ
أو السَّأسأةِ
وبيانِ الغربانِ
بل أمضي وأناسُ بلادي
يرسمونَ على الصدغِ
فردَ حمامٍ
يا مولايَ
أميرتُكَ لا زالتْ تنتظرُ على الدربِ
عودةَ فارسها
هل أنتَ تعودُ إلينا، إليها؟
والريشةُ في كفِّكَ معجزةٌ
نعشقها.

ضادٌ
ضادُ اللغةِ
سنَّتْ للسانِ العربيِّ
ميزتَهُ الكبرى
فتأوَّدَ كالأعطافِ في موكبِ
ألسنةِ الدنيا
فهتفنا
يا صاحبَ شعر الأمراءِ وأميرِ الشعراءِ
هذا البحرُ مكنونٌ فيهِ الدُّرُّ
فاسألْ شعراءَ النيلِ
عن معجزةٍ خصَّتْ تلكَ اللغةَ
كانتْ بجوارِ العرشِ
كتابًا من نورٍ
يقرأهُ ملائكةُ الرحمنِ
يتلونَ آلاءً منهُ عند الذكرِ
فترتجفُ الأرضُ
إذْ يتنزَّلُ عربيًّا في الغارِ.

طاءٌ
طه حسين
على هامشِ السيرةِ شفتكَ
تمضي بين العتمةِ والنورِ
دليلكَ في العتمةِ صوتٌ من المعرَّةِ جاءَ
وأشعارٌ قد نُحلتْ
في أمِّ الكتبِ
أيَّامُكَ مازالتْ في عصرِ النورِ
والحاسوبِ
تمنحُ للراغبِ بُعدًا أوسع من أجرامِ الكونِ
وتمازحُ بؤساءَ الأزهرِ
باللغةِ المفتوحةِ في نبضينِ
نبضٌ شرقيٌّ ورقيقُ
والآخرُ من أرضِ الغالِ
غربيٌّ وعميقُ
خلَّ في الأسطورةِ حرفًا
يمتحنُ اللغةَ العربيةَ
بين صكوكِ الشعرِ
وميراثِ النقدِ
آيتُكَ في النصِّ المسطورِ
كسطوةِ عشاقٍ غابوا بين اللحظاتِ
يفتنُهمْ أستاذٌ بالسوربونِ
وكفيفٌ رتَّبَ في العتمةِ نورًا
لتلاميذِ الوطنِ.

ظاءٌ
ظنَّ وأخواتها
مكتبةُ التَّوشيحِ على الأرضِ
رجَّتْ مفهومَ الظَّنِّ
في لحظِ الريحِ
والسرجُ على ظهرِ المهرةِ
لا يعرفُ للنحوِ طريقًا
غير
- أخالُ البحرَ عميقًا -
فادعو أخواتِ الظنِّ
وتيقَّنْ من بصمةِ كفِّ البنتِ
فالدربُ طويلٌ وعلومي
وطنٌ وصديقُ
لا الشعر سيسكنُ دومًا فيها
أو يأتيها من جسرِ البحرِ
هذي الأشكالُ موائدُ للرحلةِ
موَّالٌ يَطلعُ منها صوتُ الفجرِ
ونداءُ المشتاقةِ للسحرِ
أيقنتُ الآنَ
أنَّ طريقي يبدأ من خصرِ فتاتي
ويسافرُ شرقًا للأسماءِ
لا حروف الجرِّ تعاندنا
أو ظرفُ مكاني ينساني
أو ظرفُ زماني يمنحني ساعاتِ الرِّقةِ
والهذيانِ
عطَّرتُ الغُصَّةَ بالظرفِ
ومنحتُ الظَّنَّ يقينًا
يشبهني
ويشبهُ لُغتي السمراء
هذي قواعدُ أمَّتنا
فاكتبْ في الصفحةِ سطرًا
علويَّ الأضواءِ.

عينٌ
عبد الحليم حافظ
غنَّتْ لي أمِّي
" أي دمعة حزن لا
أي جرح في قلبي لا "
ما أجملَ أن نتجمَّعَ كلَّ ربيعٍ
نفتحُ بابَ الشرفةِ
كي يدخلَ عند الفجرِ
عطرُ الأنغامِ البرِّيةِ حجرتَنا
ويزغردُ في القلبِ
تلك اللحظاتُ الحلوةُ ما زالتْ
تسكنُ عدسةَ عيني
لا تخرجُ إلا في لحظاتِ الصمتِ
حين يمسُّ الجبهةَ كفُّ الأمِّ
يكفي الليلةَ ما روَّينا العمرَ
حنينا
يكفى العينُ أنينا
ولنطرحْ في السكةِ بلدًا
عند الترعةِ تغسلُ أحزانَ الماضي
وتشقُّ طريقًا في بستانِ الصبرِ
علَّ المنتظرونَ على الفردانِ
ينسلُّونَ بين غمامِ الغدرِ
ينتصرونَ
ينتصرونَ
حتى النجمة إذ مالتْ
تمنحُ للقمرِ
قبلةَ أفراحِ الوادي
هذا الولدُ
من رحمِ الثورةِ جاءَ
كي يرسمَ للمهمومينَ سناءَ الوعدِ
فترنَّمَ باللحنِ الفنجانُ
وتأوَّهَ كي يظهرَ في الصورةِ
جنب الفنانِ.

غينٌ
غرناطة
رنَّتْ في الأفقِ العربيِّ
رقصةُ كاريوكا
والثورُ الأسبانيُّ تنهد لمَّا
ألقى الفارسَ تحت الطاولةِ الزرقاءِ
وتسلَّى في قصرِ الحمراءِ
بامرأةٍ وشَّحها بالنرجسِ والغيثِ
وبناتِ الأمراءِ
أسألها ولاّدةَ عن قصَّةِ حبٍّ أعرفها
عن رنَّاتِ العودِ المسكوبةِ
في طرقاتِ الأندلسِ
عن غرناطة
ولاَّدةُ في الشارعِ تخلعُ أحجبةً
عن وجهٍ عربيٍّ
تفقأُ كلَّ عيونٍ سوداء
وعند البحرِ تقيءُ
زمانًا غجريَّ الأسماء
وتنادي أشجارَ الأرزِ الممدودةِ
من شطِّ البربرِ
حتى سمراء
والنخلُ
خبَّأَ في الخفِّ صوتي ودعائي
فاتركْ رحلتَكَ تسعى
يا عربيُّ
في وكرِ الأفعى
والْمسْ جرحَكَ كي يبرأَ
من قيحِ الوجدانِ.

فاءٌ
فارس بني حمدان
أراكَ عصيَّ الدمعِ
نقيَّ القلبِ
تنقُرُ عينيكَ لحظاتُ الوجدِ
فتُقَضِّي
وقتَكَ بين الفتحِ
وعناقِ السَّجَّانِ
زمنُكَ ولَّى يا فرَّاسُ
فابقرْ بطنَ الأغنيةِ
واتْركْ للمتنبي الساحةَ
كي يرفعَ قافيةً في يوم العيدِ
فينساكَ الهيمانُ
ويحنُّ إليكَ سيفُ الدولةِ
والعيدانُ
زمنُكَ ولَّى يا فرَّاسُ
والقلعةُ لمَّا تملَّتْ فيكَ
خافتْ ليلَ الوحدةِ
وتمنَّتْ
لو أنَّ الشاعرَ يركبُ فرسَ الفرصةِ
ويحاربُ كلَّ الجانِ.

قافٌ
قصةُ مدينتينِ
رحلتنا تبدأُ من غرناطة
صوب الجبلِ الثلجيِّ
وتحطُّ رحالاً من نكهتنا
فوق البيتِ
أنفاقُ السجنِ ستأخذنا
بين الوحشةِ والشمسِ
كي نحفرَ في قلبِ الظلمةِ
قصَّةَ هذا الكونتِ
فسألتُ الأغنيةَ الذابلةَ على الدربِ
هل شكلُ الظلمةِ في الوادي
كشكلِ الظلمةِ في الصحراءِ؟
هل سجنُ الجبلِ
مُشتقٌّ من سجنِ المغولِ؟
أسئلةٌ فاضتْ فوق حدودِ السيفِ
وبرودةِ صيفي
شكلُ المنديلِ تغيَّرَ
والرَّقصةُ ما زالتْ في المذبحِ
تعوي
سالومي قصَّتْ شعرةَ يحيَ
وتَنَادَى المقهورونَ في القبرِ:
سلطانُ المقصلةِ
نوَّهَ في الجندِ
لو مرَّتْ أغنيةٌ في طرفِ الثوبِ
فالموتُ دليلٌ
ورهانُ
والبحرُ المفضوحُ على فخذِ الأنثى
سينكأُ زهرَ الصبارِ
لكي لا يأتي مطليًّا بالحكمةِ
والصمتِ
زمنُ الثوَّارِ
وليبقى وحيدًا في غرفةِ نومي
يقرأُ قصةَ رجلٍ
فضَّ بكارةَ ظلمِ مدينتنا
وتغنَّى كالأحرارِ
بالموتِ فوق المقصلةِ
وزوالِ الدولةِ
في زمنِ الفجَّارِ.

كافٌ
كُنْ، كلمةْ
في دربِ التكوينِ حرفٌ مكنونٌ
ومكينُ
مكنني أن أبسطَ شطَّ الرغبةِ
فوق السهلِ
أن أركبَ أمكنةً أصعبَ
من زلزلةِ الأرضِ
أردُّ مناكبها بين الطأطأةِ
وحنينِ الكأسِ
بركانًا يصطخبُ لو صكَّتْ أسنانًا
فكَّ الأنثى
وعضتْ على الشفةِ السفلى
أحبُّكِ، أطبعها
بين الكتفينِ
ويلٌ للمملوكِ
وويلٌ للملكِ
من أكبادٍ نزَّتْ نسغًا من جوعٍ
أنهتْ في التشبيهِ
كافًا للكوَّةِ
والأخرى أوثقها حرفُ التمليكِ
فكأنِّي في البدءِ الكلمةْ
كانَ، ويكونُ.

لامٌ
لوركا
صقرُ الأشعارِ تغنَّى
فوق الأرجوحةِ باللحنِ الحيِّ
وتمايل بين الأوقاتِ
ينسجُ بحرَ قطيفٍ عذبِ
يبحرُ نحو الشرقِ
كي نستنبطَ من مهجتهِ
أغنيةَ الموسمِ
عند حصادِ القطنِ
هذي الأشعارُ مراسمُ سحريَّةْ
في زمنِ الأكرادِ
ومجاديفٌ للربانِ
والبحارةُ يكتئبونَ بين سطورٍ قوطيِّةْ
لا النكهةُ فيها مرارٌ
أو غضَّةُ صبَّارٍ
فاللحنُ ذكيٌ وبهيجُ
روَّاغٌ وبسيطُ
أحلمُ أن يكتبني هذا اللحنُ
فوق رصيفِ الشارعِ
أو بين خطوطِ المحنةِ في الآونةِ العكسيِّةْ.

ميمٌ
مصر، محمود حسن إسماعيل
هكذا كنتَ المغنِّي
يا سبيلاً للعطاشى والحيارى
يا دليلاً في كتابٍ
للأغاني
أنتَ مصرُ
مصرُ أنتَ
ايُّها الجبلُ المغنِّي.

نونٌ
ندى السيد، نجلاء فتحي
نداء المجهول
نونُ النسوةِ في كمِّ الزهرةِ
معجزةٌ تسعى في دنيا الناسِ
يعرفها الحارسُ والمحروسُ
والموروثُ قليلٌ ما يأتي
في أوقاتِ الفرحةِ
بل دومًا في أحزانِ القلبِ
نونُ النسوةِ تسألُ عن قبرٍ
هدُّوهُ البقرُ
نونُ النسوةِ تسألُ عن قبرِ غريبٍ
داستهُ البقرُ
نونُ النسوةِ خلخالُ الجدةِ
إذْ تتكوَّرُ فوق الصخرةِ
في وسط الدارِ
ملبنُها جميلٌ وشهيٌّ
كالقنفذِ
إذْ ما ألمسُها تتمدَّدُ
أشواكًا تلذعني
وتتمتمُ بالكلماتِ المنصوبةِ
والمجرورةِ
في صحنِ العسلِ
وطحينتُهُ البيضاءُ براءٌ من فعلي
وخفيفٌ بين الفكَّينِ
نونُ النسوةِ مقياسُ حضارتنا
وبهاءٌ مصريٌّ مرسومٌ
فوق معابدنا
وحقولُ القمحِ تشهدُ أغنيةً غنَّتْها
فتاةٌ فرعونيَّةْ
لفتاها المغموس بطينِ الأرضِ
يدُها في يدِهِ
والكلُّ سواءْ.

واوٌ
وليم شكسبير
سوناتا فرَّتْ من كتبِ التاريخِ
واضطجعتْ
فوق مرايا المسرحِ
كالبحارةِ كالتجارِ
كربانِ المركبِ
كفرسانٍ من زمنِ السيفِ
ونساءٍ كالنَّمرةِ
يشتبكونَ بخليطِ اللذةِ
والعنفِ
أسكرتُ فؤادي ذات مساءٍ
بقصَّةِ حبٍّ
تحت الشرفةِ أرويها
وأعودُ
للنَّصِّ المكتوبِ
أقتبسُ اللحظةَ والخطةَ
كي أبدأَ مشوارَ التنوينِ
مأساةٌ، ملهاةٌ
في ليلةِ صيفٍ جاءتْ وتملَّتْ وجداني
تحكمُ ألفاظ الغفلةِ
وتصيدُ لساني
فأعودُ
كالأصدافِ على الشطِّ
ينقصني اللؤلؤُ
وخريرُ الطحلبِ
أعرفهُ
حين بدأتُ أنصبُ أفخاخًا للكلماتِ
وأصيدُ الفكرةَ بالنبلِ
وأحطُّ على الشباكِ
كروانًا يَشبهني
ويغنِّي غنائي.

هاءٌ
هنريك إبسن، هدى شعراوي،
همسة حائرة
بيتُ الدميةِ أرضٌ وخصامُ
ورجالٌ عادوا من حربِ التترِ
فرحانينَ بنصرِ
وأغاني الشمسِ
ينتشرونَ على الأسفلتِ
وحول مواقدِ أحلامِ الفجرِ
لكنَّ
مدفأةُ العذراءِ ضاجعها السلطانُ
وحاشيةُ القصرِ
فانْطفأتْ نيرانُ الشهوةِ بالغضبِ
وتجذَّرَ في القلبِ
عودُ الحطبِ
وانْكسرتْ أفئدةُ النهرِ
باتتْ تلك الهمسةُ في بيتِ الدميةِ
تلعقُ بقايا الأطباقِ
تسألُ نبضَ ذكورتِها
عن سوسنةِ العمرِ
وعناقِ العشاقِ.

ياءٌ
يوسف إدريس، يوحنا المعمدان
أسماءٌ تحملُ ذات النكهةِ
في كلِّ الأزمانِ
تصطفُ طويلاً في صفِّ الفاكهةِ
المعطوبةِ بالألحانِ
نذكرها أحيانًا
لمَّا نقطفها من ذاكرةِ التاريخِ
قد نتركها فوق المكتبِ
أو فوق الحائطِ كالتذكارِ
وحين يحينُ موعد إغفالِ الرائحةِ
في الأبدانِ
نصفعها بالرحمةِ ونحيطُ جوانبها
بإطارٍ ذهبيٍّ
ونغادرُ أمكنةَ الحرمانِ
فالعيبُ ياوطني فينا
كم ننسى مَنْ أنجبناهم فوق فراشِ الحبِّ
ونتركهم في الساحةِ نهب الغربانِ
ونقولُ أنَّ الفقرَ حرامٌ
أنَّ الظلمَ حرامٌ
ونمارسُ تلك الأشياءَ كلَّ مساءٍ
وكأنَّا مرضى في زمنِ الداءِ
ودواءُ القلبِ كانَ زمانًا
في كفِّ الفقراءِ
لكنَّ درناتُ الأرضِ لمَّا أذلَّتْ
نفسَ الوادي
خفنا أن نعرفَ طعمَ الحقِّ
وتمددنا بعد القيلولةِ
نشربُ شايًا وندخنُ نرجيلةَ ما قبل العصرِ
قرب الشجرِ المحفوفِ
بذنوبِ الوطنِ
أشياءٌ يعرفُها الملكُ
يعرفُها يوحنا فوق المذبحِ
نعرفها نحنُ
ونداريها في ستيانِ الصدرِ
ونقولُ:
حرامٌ فقرُ الأرضِ
حرامٌ رقصُ الذئبةِ
فوق المذبحِ
يا سالومي.



#السيد_عبد_الله_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سهل الطينة
- الطيف الذي كان
- الفاتحة أول الغيث الكريم
- لقصيدتنا وطن وشعور
- حينها كنا
- مرجان البحر
- خصيان القصر
- عصفور تحت الكاب
- الخطوط السوداء تبتكر طريقًا في عتمة النهر
- شرق التفريعة
- الفصل الأخير من رحيق التوت
- لأن الشعر
- ها أنت تعود
- وجه القناع
- رحيل المماليك
- مالقومي
- ويهل جديدك
- يصنع الوطن
- زرعت النفس بالأرض
- العالم السفلي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد عبد الله سالم - معجم الفروق اللغوية