أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إسكندر - روسيا الجديدة، هل هي انهيار لروسيا أم بناء لها؟















المزيد.....

روسيا الجديدة، هل هي انهيار لروسيا أم بناء لها؟


أحمد إسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4955 - 2015 / 10 / 14 - 22:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ترجمات روسية: روسيا الجديدة، هل هي انهيار لروسيا أم بناء لها؟

مقال ألكسندر دوغين على موقع نيوز فرونت.


ترجمة أحمد إسكندر لألكسندر دوغين


كانت الأحداث في أوكرانيا عام 2014م نقطة تحول لتاريخ روسيا الجديدة والتحدي القوي لموسكو الذي يتطلب الوضوح إما بنعم أو لا، ولكن موسكو لم تقل لا ولم تقل نعم، ولكنها قامت باتخاذ تدابير كافية رداً على الميدان الأوروبي نتج عنها ضم شبه جزيرة القرم ضمن أراضي روسيا. ولكن بما يخص روسيا الجديدة فإن روسيا قد تعثرت، وهنا يجب علينا طرح سؤال: ما هي روسيا الجديدة؟

يدرك الجيوسياسيون بأن الاتحاد بين أوكرانيا وروسيا هو الضمان الأساسي لإعادة بناء روسيا الجديدة باعتبارها إمبراطورية روسيا. فهو واجب تاريخي وتهديد رئيسي لأعدائنا، الولايات المتحدة الأمريكية وحلف شمال الاطلسي بل والغرب عموماً. فبعد أحداث الميدان الأوروبي تم الاستيلاء على كييف من قبل المجلس العسكري، وبالتالي تحققت إمكانية استعادة المساحة الكبرى نظرياً، وهذا بحد ذاته نجاح للأطلنطيين، وبالتالي فان اتحاد طوعي مع روسيا لن يتحقق، وهذه حقيقة. لذلك ظهرت شبه جزيرة القرم وروسيا الجديدة على جدول الأعمال، فمن الناحية الجيوسياسية هي شيء واحد وخطوة انتقامية من فعل الميدان الأوروبي.

بعد أحداث الميدان الأوروبي في كييف انتقلت أوكرانيا إلى الصف المعادي لروسيا، وعرقلت إمكانية إنشاء الإمبراطورية، فقررت روسيا ضم نصف أوكرانيا إلى هذه الإمبراطورية بما أنه لا يمكن دمجها بالكامل، وهذا أمر سيء ولكنه مضمون أكثر، ولذلك تم ضم شبه جزيرة القرم.

إن السياسة النازية للمجلس العسكري في كييف منحتنا المبرر الأخلاقي، وكان من المنطقي أن تبدأ المعركة لبناء روسيا الجديدة من قلب الدونباس ومن أوديسا الى خاركوف دون الالتفات لأي شيء آخر. كما لم تولي السلطات في كييف اهتماماً لأي شيء بقيامها بالانقلاب العسكري في كييف ودعمها له، السياسة هي عبارة عن ميزان القوى، القوي يستطيع فعل كل شيء والضعيف لا يستطيع فعل أي شيء.

من الناحية الجيوسياسية نحن فعلنا الصواب في شبه جزيرة القرم، كما يتصرف الأقوياء، ولكننا لم نقم بالخطوة الثانية، وبالتالي فإننا لم نجب على السؤال التالي: (هل نحن نملك الحق أم أننا نرتجف؟). كل شيء سوف يحال أو بالأحرى تم تأجيله، لذلك فإن روسيا الجديدة تعيش حالة من عدم اليقين الدموي، أو قبل كل شيء عدم اليقين في الوضع الجيوسياسي لروسيا.

من نحن؟ قوة عالمية؟ قوة إقليمية؟ أو قوة دون إقليمية؟ شبه جزيرة القرم تمثل لحكومتنا وضعاً إقليمياً بمطالب عالمية، والتقلبات في روسيا الجديدة تمثل وضعاً دون إقليمياً بمطالب إقليمية.

أحداث روسيا الجديدة أصبحت أيضاً اختباراً لهوية المتحكم في موسكو، الداعمين لمصالحنا الوطنية أم الطابور السادس (وهو مصطلح استخدمه ديوغين في أدبياته دلالة على فئة تتجاوز الطابور الخامس في عمالتها للخارج)، شبكة النفوذ الأطلنطي، وكانت النسبة متساوية. وبنجاح كانت النتيجة ضم شبه جزيرة القرم، القوة الروسية واتفاقية مينسك. وبذلك روسيا الجديدة وضعت عنواناً صريحاً لعدم اليقين الجيوسياسي لروسيا المعاصرة، نصف دولة ذات سيادة ونصف آخر لمستعمرة اجتماعية سياسية واقتصادية غربية. لذلك فإن روسيا الجديدة هي اكتشاف الحقيقة غير السارة لكلا الطرفين من مجتمعنا، اللذين يعتنقان فكرة روسيا الجديدة والتي يعتبرانها كل شيء بالنسبة لهما وللذين يرغبون بفتح أبوابنا للأعداء.

من زاوية حضارية، فإن روسيا الجديدة جزء لا يتجزأ من العالم الروسي، الجزء الذي يجعلها كاملة وفقاً للتاريخ، الثقافة، السلالات البشرية، الدين والوعي. فمن مدينة أوديسا إلى مدينة خاركوف كل ذلك هو جزء لا يمكن إنكاره من روسيا العظمى، ولا يمكن غض النظر عن عشرين مليون يعيشون في هذا الإقليم ضمن المفهوم الثقافي الروسي بغض النظر عن اختلاف أعراقهم. من الواضح أن روسيا العظمى كانت تضم أعراقاً مختلفة ولكنهم في النهاية روس، فعندما نهضت منطقة الدونباس نهض معها العالم الروسي بأكمله، وسلسلة من الشباب الروسي الذي دافع عن روسيا الجديدة وسالت دماءه من أجل وطنه، من دون أوامر بل من نداء قلبي خالص نحو الوطن.

روسيا الجديدة هي أيضاً الدونباس، شعبه، أبطاله، مزاجه، شخصيته وأسلوبه. إنه شعب من روسيا الجديدة ذو الطابع الخاص، ذو صفات جريئة وحرة ومتمردة. هم أهل الدونباس الذين تعتمد عليهم روسيا الجديدة ويعتبرونها كدمائهم ودماء أبنائهم، نسائهم وعجزتهم المرتبطين بقدسية أرض روسيا الجديدة. بدونهم لم يكن لأحد القدرة على النهوض ضد سلطات كييف النازية والأطلنطية، إنهم يقفون في وجههم بطريقة لا يمكن تصورها، هم روس أحرار أكثر حرية من المناطق التي تقع إلى شرقها وغربها بطبيعة الحال.

روسيا الجديدة هي انتصار الدونباس الذي سيذكره التاريخ ويخلده، وهذا رمز مهم لنا جميعاً وخطوة حقيقية على أرض الواقع وليست فقط في كتب التاريخ، وبالنظر الى أهل الدونباس وصمودهم وتضحيتهم تستطيع معرفة لماذا فزنا بكثير من الحروب على مر التاريخ.

سيقوم الغرب بالضغط على موسكو عبر شبكات نفوذهم وتقديم عرض (شبه جزيرة القرم مقابل روسيا الجديدة)، وإذا رفضنا ستبدأ استعداداتهم للإطاحة بالنظام الحالي ومحاولة الهجوم على شبه جزيرة القرم.

وكيف ستكون النهاية؟ إذا انتصر العدو ونجح بالإطاحة بالنظام الحالي وتدمير روسيا، سيقومون بالعمل من خلال سلسلة استراتيجيات واسعة ومتنوعة لتحقيق هدف مشترك، وهو التسلل إلى المجتمع الروسي من أعلاه إلى أسفله عبر وكلاء نفوذهم الذين ينشطون في جميع أنحاء بلادنا دون عقاب. سيكشف لنا الوقت كل شيء.

السيناريو المنقذ بروح (الروسي يبدأ وينتصر) بسيط ومفهوم، ولكن فرص تطبيقه كما يبدو لي ليست كبيرة جداً، موسكو ستقول (نعم) لأن روسيا الجديدة تتضمن تاريخ روسيا وسيادتها. إن وقفنا وفكرنا قليلاً فإن النظام العالمي الجديد سينهار عاجلاً أم آجلاً، ونحن لم نكن البادئين في أية حرب خضناها، ولكنها كانت تفرض علينا وقد انتصرنا في معظمها. الحديث الآن عن أرضنا الأم، فلنبدأ وننتصر هذا لن يكون فقط ولادة جديدة للإمبراطورية، بل ستكون رعشة روحانية وإنهاء السيطرة العالمية وكسر الحصار ونقل الثورة الأوراسية إلى أوروبا وأمريكا نفسها، وسنقوم بتحرير شعوب العالم من الرأسمالية الدكتاتورية، ومن العبودية وإنهاء الديموقراطية الليبرالية ثم سيتم نقل السلطة إلى الشعوب نفسها من أيدي تجار النخبة، والممولين الذين لا يمثلون أي شخص.

روسيا الجديدة هي خاصية نعتز بها مهما كان السيناريو الحاصل، الانهيار أم البناء، ولكن حتى لو كان انهياراً فإن روسيا الجديدة أمر لا مفر منه.

نحن عادة ما نكون قلقين خصوصاً بعد أحداث التسعينيات وأحداث الشيشان، ولكن الروس يجب أن يقفوا إلى جانب خيار البناء والتطور. إنني لن أكون مندهشاً إذا ما دمر النظام العالمي نفسه بنفسه، بل سأكون في قمة الدهشة إذا لم نقم نحن بتدميره، وهذا ما لا يجب أن يكون سبباً في تخلينا عن روسيا الجديدة، فهي كل ما لدينا، ويجب أن نعطيها كل شيء لتتحقق، إما بنعم أو لا.

إنه القدر، فإذا كان نعم فإنه نعم لشبه جزيرة القرم وروسيا، ونعم لخلاص العالم أجمع. وإن كان لا فهو ازدياد قوة أعدائنا وبقائنا في نظام القطب الواحد.

عندما سئل هايدغر عن الشيء الذي يمكن أن ينقذ الحضارة الأوروبية من الانهيار، أجاب: (الله فقط). إنها لإجابة حزينة جداً لإنسان لا يؤمن بالله، ولكن الناس الذين يؤمنون بأن كل شيء يمكن تغييره يجب أن يثقوا بهذا جيداً، الرب سيحمي روسيا الجديدة وشعب روسيا.



#أحمد_إسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترجمات روسية: الديمقراطية والليبرالية
- صُهيونيات بَديلة وأخرى مُكمِّلة
- الثورة الممنوعة من الصرف
- الربيع العربي.. خَرِيف النخب والمثقفين
- خَرِيف النُخبْة
- ثورة مصر.... اللامعقول يقود
- التغيير وليس إستدراكه
- علمانيون دون أن ندري!!
- لك أن تتصور رمزية هذا الجدار!


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إسكندر - روسيا الجديدة، هل هي انهيار لروسيا أم بناء لها؟