أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إسكندر - ثورة مصر.... اللامعقول يقود














المزيد.....

ثورة مصر.... اللامعقول يقود


أحمد إسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 3920 - 2012 / 11 / 23 - 21:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بات من الجلي أن الفترة التي أعقبت تنحي فى 11فبراير2011 إلى يومنا هذا ؛ما هي إلا جملة اعتراضية فى مسار الثورة المصرية. وبعد إستفتاء 19مارس2011 الذى وضع المجتمع المصري فى جدليات فارغة من اى محتوى ثوري؛ دخلت البلاد فى حالة صراع دموي مع المجلس العسكري الذى ادار وحكم البلاد بالعشوائية وإصراره على التآمر على الثورة المصرية سواء بقصد او بدونه. ثم صراع اخر مع القوى الاسلامية وجماعة الاخوان المسلمين خاصة بعد ان سيطرت على البرلمان وكرسي الرئاسة واستحواذها على نصيب الاسد فى لجنة وضع الدستور ، ثم مؤخرا صراع جديد قد يبدو صراع وجود بعد الاعلان الدستورى الجديد الذي صاغه الرئيس محمد مرسي الذي حصن الجمعية التأسيسية من الحل وكذلك مجلس الشورى وأيضا تحصين نفسه وقوانينه من النقض والحل. وبات تلهف الجماعة فى الوصول الى سدة الحكم بيناً ؛ وهذا ليس أمر غريب فى حد ذاته حيث نظرة الجماعة للثورة على أنها فوران شعبي لتغيير نظام مبارك من أجل تثبيت نظام أخر يقيم العدالة والحرية، ولم يكن فى أدبيات الجماعة وحزب الحرية والعدالة حتى الأن تجاه الثورة أى اعتبار لتغيير راديكالى لمؤسسات الدولة وعلاقات الانتاج فيها.
الثورة بحاجة الى فض تلك الفترة الاعتراضية التى أعقبت الحادى عشر من فبراير ، فى انتظار اليوم التاسع عشر للثورة المصرية. وهناك العديد من الدروس والعبر بهذه الفترة من أجل تلافى اخطاْ قد تكون أشبه بالعاهات المستديمة فى جسد الدولة.
للأسف تمت المراهنة بل المقامرة على أشباه وسائل ثورية للزصزل الى الدولة الديمقراطية المنشودة زلكنها لم ولن تنجح ؛ فشبيه الشيء نقيضه لانه ببساطة يذكرنا بغيابه الحقيقي والاصلي. تمت المراهنة على انتخابات برلمانية وانتخابات رئاسية دون المساس بالمجتمع السياسي الوليد الذي ينفض غبار القبور التى لازمها طيلة عقود عن ثوبه ،وهو الان يتحسس أبجديات الممارسة السياسية.
بإختصار ؛ تصور المجلس العسكري والاخوان وجود مجتمع جاهز لتقبل نظام اخر جديد خلفا لمبارك ؛ ومن هنا فالصراع مع الثورة وشبابها هو صراع أصولي عن تصورهم للمستقبل والدولة وليس صراع وسائل.
بعد كل هذا الفشل فى الوصول الى توافق عام حول مصر الثورة ، ينتابني سؤال محير ويعبر عن إحباطى تجاه فقر الخيال لدى السلطة والمعارضة بل النخب أجمع ؛لماذا كل هذه العصبية تجاه قضية صياغة الدستور بل وصفها البعض بأنها المعركة الاخيرة للثورة؟ ،وهل قامت الثورة لتخسر العديد من معاركها كى لا يتبقى لها الا رهان واحد وأخير؟ وهل وصلنا إلى الحد الأدنى من الثورية تجاه الدولة والمجتمع؟
إسمحوا لى بأن أضع بعض المقدمات كى نبني عليها النتائج بل الوخروج بتصورات حول الدولة والدستور.
-الدستور هو توثيق أخلاقي ومعرفي وكتابي لفًهم أفراد الأمة لدولتهم؛ وكذلك هو توثيق لجوهر علاقات الانتاج التى إتفق عليها أفراد المجتمع.
-العلاقات والترتيبات الموجودة على أرض الواقع (خاصة الاقتصاد ،علاقات خارجية) تناقض أى دستور مهما كانت ثورية نصوصه الان تلك العلاقات والترتيبات أوى من الدستور.
-قضية هوية الدولة وهي عصبها وروحها ما زالت تتقاذفها الابواق دون إحساس بخطورتها
مما سبق يتضح لى ان الدولة التى نقنن لها وندستر من أجلها غير موجودة أصلا؛ وغاية ما تفعله اى لجنة لصياغة الدستور ما هو الى نصوص سفسطائية ومجوفة تقرع صوتا لكنها خاوية.
وهناك ملاحظة مهمة ؛ الان نرى توافق تام بين الكل القوى الغير الاسلامية فى مواجهة الاخوان لكن هذا التوافق الظاهرى يخفي حقيقة مهمة وهى وجودى صراع دفين ومؤجل بين الليبراليين واليساريين والقومين وسينفجر لاحقا خاصة فيما يتعلق بوسائل الانتاج والعلاقة مع الغرب.المعركة الحقيقية ليست فى الدستور وصياغته لكن تكمن المعركة فى إستخلاص الحقائق من الواقع الحقيقي والـتأسيس لمرحلة الدولة التى لم نعشها قط ؛ فقد استوطنا فى فكرة العزبة او القبيلة الابوية نحن الان فى اختبار وسؤال الدولة؛ ماذا أعددنا لها؟
الثورات هى إجتراح للمطلق ،وأن ما كان ممنوع الاقتراب منه بالأمس تأتى الثورات لإقتحامه ، فلا يصح ان تأتى النخب السياسية والثقافية والاعلامية وتراهن على جزيئات ضعيفة لأجل الثورة ؛ إننا مطالبون بالرجوع مجددا إلى يوم 18مارس2011 ؛ لا تتعجبوا فالقفز على المراحل قد يجعل من الماضي عربة المستقبل رغم أنفونا لان الطبيعة والتاريخ لا يقبلا الفراغ الذي يتبع القفز.
قديما ؛قام أفلاطون باقامة فخ فلسفي من خلال سؤاله؛ من يجب أن يحكم؟ وافلاطون كان ينظر لصالح النخبة الارستقراطية.
للأسف مازال الجميع يقع فى نفس الفخ ويتساؤل هذا السؤال اللامنطقى ؛ الا ان الفيلسوف البريطاني كارل بوبر كان ثاقب الرؤية ونجا من الفخ وغيّر السؤال وقال؛ ما هو مقدار السلطة الذي يجب أن يُعطى للحكومة؟
ان الديمقراطية عنده هى تجنب الاكثر سؤا وشرا وليس البحث عن الحكم المثالي.
الحل ليس فى إقامة وجودى وإقصائي مع تيار الاسلام السياسي؛ الحل يكمن فى حوار يعكس المزاج والخبرة المصرية وليس حوار يعكس الخشبية الايدلوجية للتيارات السياسية ؛انها ثورة قامت بلا نخبة بلا ايدلوجيا بلا قائد ، إنها انتفاضة شعب بطلائعه الشبابية التى اجترحت المستقبل والحضارة بروحها وطموحها فى وقت كانت النخبة السياسية تركن الى القبول بالازلية للأسرة المباركية.
...............
على الهامش :
-المشكلة ان من قالوا "لا" فى استفتاء19مارس هم نفسهم من شارك فى انتخابات البرلمان والرئاسة فبصمات الجريمة تلازم الجميع ، والكل مبطوح الرأس
-اذا كان الاخوان سرقوا قوارب الثورة ؛فان النخب قرصنت على اطواق النجاة المتبقية من القوارب
-لا أريد أن يتحدث اى من لمرشحين السابقين للرئاسة عن ديكتاتورية الرئيس مرسي ؛لان كل منهم كان يوافق ان يكون رئيس دون دستور يلزمه مهامه .


أحمد إسكندر
23/11/2012



#أحمد_إسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التغيير وليس إستدراكه
- علمانيون دون أن ندري!!
- لك أن تتصور رمزية هذا الجدار!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد إسكندر - ثورة مصر.... اللامعقول يقود