أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد إسكندر - ترجمات روسية: الديمقراطية والليبرالية















المزيد.....

ترجمات روسية: الديمقراطية والليبرالية


أحمد إسكندر

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 09:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    




في السنوات الاخيرة، في مجال الأيدولوجيا، يبدو أكثر وضوحاً الفرق بين الديموقراطية والليبرالية. الأمر الذي لا يقتصر على المهاترات النظرية والخلافات العلمية بين المعسكر الديموقراطي الراديكالي ومعسكر الليبرالية.

ترجمة أحمد إسكندر
لألكسندر دوغين


ما هو هذا الانقسام السياسي الجديد، والذي على ما يبدو سيقوم بتحديد التطور السياسي في العالم خصوصاً بعد اختفاء الغريمين التقليديين (الرأسمالية والاشتراكية) من المشهد؟ وكيف يتم تعريف الديموقراطية الليبرالية التي انقسمت إلى مكونين غير قابلين للتحلل؟

عند أي نقطة تكون هاتان الكلمتان (الليبرالية والديمقراطية)، والتي تبدو للمتلقي العادي أشبه بالحشوة، انقسمت إلى جانبين مختلفين على الجبهة السياسية؟

ما هي الديموقراطية؟

لا أحد يستطيع إنكار حقيقة أن هذا المفهوم مصدره اليونان القديمة، حيث أن كلمة الديموقراطية تعني حرفياً سلطة الشعب (ديموس)، ولكن هنا يجب التذكير كيف فهم الإغريق مفهوم (ديموس)، وهي من أصل دوريسي، أي الشعب الذي ينتمي إلى إقليم ويرتبط مع تاريخ المنطقة وسياستها، نظام العلاقات المهنية والاجتماعية والعرقية فيه. هنا يجدر الذكر أن مفهوم ديموس يختلف تماماً عن (لاوس)، الشعب في اللغة اليونانية، حيث لاوس على النقيض من كلمة ديموس تعني مجمل السكان بغض النظر عن وجود أو عدم وجود صلات مع تقاليد المجال الثقافي.

من حيث المبدأ، كلمة ديموس عند الإغريق كانت تستخدم كمرادف لكلمة (أثنوس)، أي العرق وهنا يجب التأكيد على الرابط الاشتقاقي بين العرق والروح، ديموس وأثنوس، والتي وضعها الإغريق لاجتماعهم على التقاليد الثقافية والدينية والأخلاقية. ويجب التأكيد مراراً أن موضوع الديموقراطية في الأصل الشعب كتلة تتجزأ إلى أفراد متجذرين تاريخياً وثقافياً ودينياً وأخلاقياً في المنطقة أو الإقليم.

لا استفتاء دون إجراء اقتراع سري يتم تحديده حسب المبادئ الأساسية للديموقراطية، حيث وضع الإغريق ثلاثة شروط لتأمين نظام ديموقراطي:

مساواة في الحقوق للقيام بأية مهام في الدولة لجميع المواطنين: IZOTIMIYA

المساواة أمام القانون: IZONOMIYA

حرية التعبير: IZEGORIYA

هذه الشروط تسمح لجميع المواطنين بالمشاركة في جمعية (إكليزيا) التي تقرر في النهاية. حيث يعتبر أي مذنب مجرماً بحق الشعب ككل.

إن الديموقراطية المباشرة أو ديموقراطية (وجهاً لوجه) هي الديموقراطية الحقيقية لأنها نفذت وحافظت على جميع القواعد الأساسية للمصطلح الأصلي، أما الديموقراطية التمثيلية أو غير المباشرة، تتناقض مع المفهوم الأصلي للديموقراطية ويمكن اعتبارها اغتصاباً لسلطة الشعب عن طريق ممثلين من الشعب نفسه. وتطبيق الديموقراطية غير المباشرة في يومنا هذا قد يعتبره الإغريق في وقتهم أرستقراطية أو ربما حتى (طغيان).

وبالتالي كل تعريفات الديموقراطية هي حصراً على المجتمع الذي اتحد أعضاءه بتاريخ وثقافة ودين وأناس في المجتمع تجمعهم قيم روحية وحيوية وغير قابلة للتجزئة، وتقوم على أساس ممارسة السلطة المباشرة وجهاً لوجه وتحافظ على مبادىء الديمقراطية الثلاثة الأساسية، والتي تعتمد على جماعة عرقية معينة ولذلك لا يمكن اعتبار وجود نظرية عالمية للديمقراطية مسألة قابلة للتحقق، حيث لكل أمة، باعتبارها وحدة عضوية فريدة وخاصة، ضرورة وهي اجتماعهم على التاريخ والثقافة والمنظومة الأخلاقية.

تعريف الديمقراطية في شكلها الأصلي انتقل إلى أحضان الليبرالية، إذ كان للديمقراطية تاريخ طويل، وبعد النظام الديموقراطي في أثينا استمرت بالظهور على شكل واحد، أما مفهوم الليبرالية فهو حديث ونشأ في المراحل المبكرة من تطور الرأسمالية كأيدولوجيا خاصة لم يسبق لها مثيل والذي يقوم بتجسيد المبادىء الفلسفية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية مما يسمى (الحداثة).

مصطلح الليبرالية يأتي من اللاتينية (ليبريتاسد)، أي الحرية. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه وفي تاريخ الفكر الليبيرالي لا يتم تطبيق مصطلح الحرية على الكيانات الجماعية، الشعب، الأمة، الدولة، أو الطبقة. ووجود مصطلحات مثل الليبرالية الوطنية، الدولة الليبرالية لا يمكن تصورها أو يمكن اعتبارها سخيفة نوعاً ما. فتلك الأيدولوجيات التي تركز على حرية مجموعة أو فريق كان لها دائماً أسماءً أخرى مثل القومية أو الاشتراكية أو النقابية.

الليبرالية هي أيديولوجيا تركز كلياً على الفرد ورعايته وتوفير الحرية له، حيث أن حرية الفرد تعطي الشكل المركزي لجميع أشكال الأيدولوجيا الليبرالية والتي هي أشبه بالأيديولوجيا الفردية البحتة، أي اعتراف من أعلى سلطة بمصالح وحقوق وسلامة الفرد. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مفهوم الفرد في الفكر الليبيرالي، هو شيء مستقل تماماً، وليس مرتبطا بخصائص اجتماعية أو دينية أو بالأرض والتاريخ، على عكس مفهوم كلمة (مواطن) عند الإغريق والتي ترتبط بأرض وتاريخ وثقافة ودين وعرق مشترك.

وقد بدا أن مبادىء الفلسفة الليبرالية قد صيغت من قبل الفلاسفة الإنجليز (جون لوك) و (برنارد مانديفيل)، التي كانت واضحة في نظرياتهم لأول مرة في تاريخ الفكر الإنساني كنوع من الشذوذ الثقافي الفلسفي حيث هناك (الفرد أحادي القاعدة) كفئة مطلقة التي تتجذر من أفعال وردود أفعال لإشباع الأنانية من الاحتياجات الشخصية، والحرية في تعاليم مؤسسي الليبرالية هي من هذا النوع أيضاً، الذي تم وضعه وسط الأفكار الليبرالية في المجتمع، في الهيكل السياسي والاقتصادي للدولة على مدى التاريخ البشري.

من الواضح أن نظرية الحرية للفرد واجهت على الفور تناقضاً منطقياً مع حريات الآخرين، وبهذا الصدد قام الليبيراليون بإيجاد طريقة أخرى لتجنب هذا التناقض الواضح حيث استحضروا منظوراً فلسفياً كاملاً في المجال الاقتصادي فقط وانتقلت أيدولوجيتهم الليبرالية بشكل عام إلى المستوى الاقتصادي وتركوا القضايا الفلسفية والاجتماعية. وكانت الخطوة الأهم في هذا السياق، هي عمل (آدم سميث) رئيس منظري الاقتصاد الليبيرالي الذي بدأ من مفاهيم الفلسفة الفردية لـ (لوك) وترجم مبدأ حرية الفرد على شكل (التجارة الحرة)، وبالتالي الوصول إلى الواقع الاجتماعي والسياسي على أساس منظور اقتصادي بحت.

وهكذا، فالليبرالية تاريخياً وسياسياً واقتصادياً وفلسفياً شيء مختلف تمام عن الديموقراطية، إذ كان مركز العالم الديموقراطي هو (المواطن) حسب الإغريق، أما في قلب الليبرالية فتجد (الفرد أحادي القاعدة)، فاذا كانت الديموقراطية تقوم على سيادة المصلحة الجماعية على القطاع الخاص، فإن الليبرالية هي حكم القطاع الخاص على الجماعة، وإذا كانت الديموقراطية هي معنية أولاً وقبل كل شي بالصعيد السياسي، والسلطة والمشاركة المباشرة بإدارة المجتمع، فإن اليبيرالية تقوم على المجال الاقتصادي والحرية الاقتصادية والتجارية للفرد. وأخيراً إن كانت الديموقراطية شكلاً من أشكال البنية السياسية للمجتمع التقليدي فإن الليبرالية هي المذهب الاقتصادي والفلسفي الجديد الساعي لتدمير المؤسسات الاجتماعية التي تنتمي إلى التاريخ السياسي والثقافي للشعوب.

كيف تم الخلط بين هذين المتناقضين في نص وروح المذاهب السياسية؟ والذي يبدو ليس مستغرباً.

تاريخياً منذ عصور التنوير للحضارة الغربية التقليدية، ورثت السمات الأساسية لروح العصور الوسطى وبدأت في تطويرالحضارة المضادة للتقليدية، والتي تحمل الدافع العدمي العميق، وكان ذلك في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. اضطر هذا الدافع العدمي للعمل مع عدد من الفئات المعارضة، ولذلك نودي بمبادىء الليبرالية من عدد من منظري الثورة الفرنسية جنباً إلى جنب مع نداءات بالديموقراطية.

يمكننا القول أن الليبرالية العدمية المقنعة تحت شعارات الديمقراطية، تم استخدامها لأغراض منفعية، فقد حولت الشعوب الأوروبية إلى شعوب خالية من كل مشاعر التعاطف الوطنية والاجتماعية، وقوضت الانسجام الداخلي.

إن الليبرالية في التركيز على “حقوق الإنسان”، على الرغم من أهمية حقوق ومسؤوليات المواطنة، تقوض الانسجام الأيديولوجي للديمقراطية الثورية، الفرنسية في وقتها على سبيل المثال. مما مهد الطريق إلى شبه دكتاتورية انتشرت بنجاح الأعضاء الليبراليين في السياسية والأيديولوجيا ومبدأ الكفاءة الاقتصادية، وفكرة السوق، والتي تعالت على “الرعاية الفردية”، وغيرها.

الليبرالية بشكلها الفعلي لم تستطع أن تظهر كسلطة سياسية مستقلة، المظهر الذي ليس من شأنه فقط إضعاف جميع الكيانات التقليدية السياسية، وإنما تدميرها. ويطول ذلك الأمة والطبقة الاجتماعية.

تهدف الليبرالية إلى تنفيذ المشروع الكوكبي للسوق الحرة الذي من شأنه أن يجعل (الفرد أحادي القاعدة) دون أية اختلافات وطنية اجتماعية وسياسية والتي هي أعمال تحضيرية طويلة لتدمير البنى الاجتماعية التقليدية، ولذلك كانت الليبرالية ملزمة دائماً بأن تكون جنباً إلى جنب مع المذاهب السياسية الأخرى التي تكون جوهرياً مختلفة عنها ولكنها تسمح لها بإنشاء فضاء ليبيرالي.

الليبيراليون أصبحوا أكثر قوة وحصلوا على المزيد من السلطة في أنحاء العالم من خلال الموقف الطليعي للدول الأنجلوسكسونية، ففي المقام الأول أمريكا وستالايتاتها الجيوسياسية في أوروبا ودول العالم الثالث بدأوا بالتأثير ليس فقط على روح الديموقراطية الحقيقية (والتي هي غير موجودة بشكلها النقي في عالمنا الآن)، ولكن حتى بالمحاكاة الساخرة للديموقراطية والتي ما تزال موجودة في بعض البلدان. وهذا يعتبر خطر جدي لأن المنطق الداخلي للعالم أصبح مشوهاً ويفرض الالتزام الفكري على المتورطين في هذه النظرية، ولكن في وقت ما ستجد الديموقراطية بأن الليبرالية تهدد وجودها وتقوم بتعبئة كل قواتها لمعركة نهائية وحاسمة.

الليبيراليون سيطروا على العالم خلال عدة مراحل عن طريق تدمير وتفكيك الإمبراطوريات الإقطاعية التقليدية في أوروبا وآسيا في بداية القرن العشرين، ثم حاربت القومية المتطرفة في ألمانيا ودول المحور، وأخيراً هزمت النظام الاشتراكي العملاق، وأجبروا العالم على خيار بديل للحضارة.

الليبرالية أخذت شكلاً أكثر عدوانية، وجسدت الروح العدمية الأوروبية، روح مكافحة التقاليد، روح التدمير والسخرية والشك، الليبرالية بلا شك هي الوحيدة المضادة لتقاليد “وجهات النظر العالمية”، لأنها تنفي استمرارية الإنسان على الجانبين النظري والعملي في علاقته روحياً وتاريخياً وثقافياً وفكرياً ووطنياً مع ماضيه، أي أنها تنكر التقليد في جميع جوانبه.

يجب علينا عدم الاستسلام للتنويم المغناطيسي لهذه الغوغائية التي اعتادت على ارتداء الثوب شبه الديموقراطي، النظام الدموي والوحشي للنظام الليبيرالي الدكتاتوري.

الديموقراطية الحقيقية هي شعب حر وفخور بعضويته لهذه الديموقراطية، دولة ديموقراطية مباشرة خالية من مكائد الوسطاء الشريرة الذي عادة ما يخطفون السلطة من الشعب.

مترجم عن الموقع الإلكتروني لحركة أوراسيا، ألكسندر دوغين.



#أحمد_إسكندر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صُهيونيات بَديلة وأخرى مُكمِّلة
- الثورة الممنوعة من الصرف
- الربيع العربي.. خَرِيف النخب والمثقفين
- خَرِيف النُخبْة
- ثورة مصر.... اللامعقول يقود
- التغيير وليس إستدراكه
- علمانيون دون أن ندري!!
- لك أن تتصور رمزية هذا الجدار!


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد إسكندر - ترجمات روسية: الديمقراطية والليبرالية