أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - علام يراهن السوريون














المزيد.....

علام يراهن السوريون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 10:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تضيق الدوائر ,وتقل الخيارات أمام سوريا في هذه الأيام, ولاسيما بعد ظهور تقرير ميليس بما فيه ألغاز,وألغام , للعلن.وأصبحت النوايا والتوجهات الدولية,ومسار الموقف الدولي موحدة تقريبا, وفي منتهى الوضوح ,وأكثر من أي وقت مضى.وكل القضايا التي حاول السوريون تأجيلها ,وتنويمها مرة مغناطيسيا ,وأخرى أمنيا, يبدو أنها أفاقت من سباتها بتوقيت واحد ,وعلى صدى أصوات "المؤذن" ميليس الذي أطلق إشارة البدء لذاك السباق الطويل الذي لا يعلم سوى الله وحده أن سيقف بعد الآن ,وتقف وراءه كوكبة,غير منسجمة, من دول العالم ,ولكنها متوافقة حيال النظر للملف السوري,وهذا ما يقلق في الأمر ويلقي نظرة على الجدية الأممية في التعامل معه ,وهذا ما يجعل التفكير باللجوء نحو وساطة ,وتدخل دبلوماسي دولي لتداعيات التقرير أمورا غير ذات جدوى.

وفي قراءة سريعة وبسيطة للمشهد الدولي ندرك مدى جدية الموقف وخطورته في ائتلاف القوى الفاعلة والمؤثرة في موقف واحد علني وصريح ضد سوريا.فواشنطن ,ولندن اللتان وجدتا صعوبة في ضم الجانب الفرنسي إلى صفهما ,أثناء غزو العراق,لم تجد نفس العناء عندما تعلق الأمر بالمسألة السورية لجهة استصدار أكثر من قرار دولي فيما يتعلق بعملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري,بل كانت باريس سباقة في مطالبات بدا معتدلا معها, في وقت ما , ما يصرح به عتاة المحافظون الجدد من هذيانات.ومن الطبيعي ألا يكذب الألمان محققهم المخضرم ميليس في كل ما يأتي به من نتائج ,فيما لا يعوّل على الموقفين الروسي ,والصيني بشيء على الإطلاق ,وظهر هذا جليا ,في أكثر من قضية دولية كانت مطروحة على بساط البحث أمام مجلس الأمن. ولعل هذا التوافق الدولي الفريد ,والذي قل نظيره ,هو ما يضفي طابعا من التعقيد , ويضع الموقف السوري في حالة من الضعف لم يسبق لها مثيلا على الإطلاق,ولن تفك عقده تلك البلاغة الأدبية النمطية التي يبدو أن القاموس السياسي السوري لا يملك سوى هذه المفردات .

وإن استمرار اللعب بنفس الأوراق القديمة وأسلوبها العقيم الجاف الذي أوصل الأمور إلى ما هي عليه الآن,ودون اللجوء إلى أدوات عملية وبراغماتية واقعية ,ستشكل ,وبدون أدنى شك عوامل ضغط أخرى ,على نظام حكم أغمض عينيه ,وبغطرسة لافتة ,عن كل ما يحيق به من أخطار مستمرأ نفس ألاعيب أيام زمان,مع فارق وحيد في تشديد القبضة الأمنية على الداخل الضعيف والبخل ,ولو بكلمة واحدة,للشعب المسكين عن احتمالية ,ولو بسيطة للتغيير. ولا يزال كثيرون يراهنون على الخيار الأمني كأحد الحلول المطروحة للخروج من عنق الزجاجة,ولكن بنفس الوقت,وفي جلبة طبول الحرب,ينسى البعض أنه كان لهذا الخيار الباع الطولى في الوصول للمأزق الراهن. و ساهم نفر لابأس به من مخططيه الاستراتيجيين, ومنظريه العقائديين,في عملية التصعيد الخطابي الملحوظ في أكثر من مناسبة, واللجوء للمواجهة مع قوى دولية فاعلية, في الوصول إلى هذه الحالة من الشلل والضياع والدوران في الفراغ,وعدم القدرة على فعل شيء سوى النوح بتلك البكائيات الموجعة التي لم تفلح في منع تدهور الموقف ووصوله إلى هذا المكان.لا بل يجد المرء ومن خلال مايجري الآن ,استغلالا لهذه الظروف الضاغطة والقاهرة,للمضي قدما في الغلو والتشدد السلطوي مع الداخل,والأمر الذي سيوسع فقط من قاعدة المعارضين.وتعيدك اليوم مشاهد دمشق اليوم إلى ثمانينات القرن الماضي ,بكل مؤئراته الصوتية فقط,ولكن مع فارق كبير وجذري بالمعطيات اللوجستية,والظروف التي لم تعد كما كانت على الإطلاق ,إلا في مخيلة بعض من راسمي القرار الرومانسيين,الذين يبدو أنهم لم يعودوا ينظروا إلى تلك "الروزنامات" المثبتة على الجدار.

كما لن تفلح زيارة طهران في هذه الأيام العصيبة بالذات سوى في استفزاز الآخرين الذين يرون في ملالي إيران أس البلاء ,وصورة الشيطان ,الذي يبدو غير مغفلا عن دائرة الإقصاء والاستهداف,ولكن المسألة برمتها هي قضية أولويات.ويبقى الموقف العربي الأعرج, والذي تمتع عبر تاريخه الأسود بالتواطؤ والخذلان ,خارج كل الحسابات ,هذا إذا لم يكن في موقع الحليف الاستراتيجي للغرب الذي يؤمن التسهيلات اللوجستية لأي مغامرة عسكرية محتملة.والأهم من هذا كله إن المظاهرات المليونية الجياشة التي توحي بقوة ما للداخل الموزع بين اهتمامات وتيارات شتى,والعودة للاستقواء بالداخل ,الذي ظل معطلا ومغيبا كل هذه السنين بهذ الشكل الممل والكئيب,ستوجه رسالة واحدة نحو الخارج وهي مزيدا من التحدي والاستفزاز والتصعيد.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيناريو الأسوأ للسوريين
- مضادات الاكتئاب السورية
- خوارج السياسة,وكفار الأديان
- القصة الكاملة للرسائل شفهية
- إعلان قندهار
- تفكيك الحرس القديم
- أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال
- علماء النفس السوريون
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية
- كسوف الشمس وخسوف العقل
- صحوة أهل الكهف
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - علام يراهن السوريون