أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال














المزيد.....

أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:47
المحور: حقوق الانسان
    


طغت النهاية التراجيدية,والرحيل المفاجئ للواء غازي كنعان على كل ما عداه فيما يتعلق بالشأن السوري الطاغي على ساحة الأحداث, حيث مرت مناسبة هامة أمس دون أن تعطيها وسائل الإعلام حقها ,أوذاك الاهتمام المطلوب . وربما بدت المناسبة الأخرى,وبآن,امتدادا ونقيضا لها بشكل ما, وهي نيل الدكتور أكثم نعيسة جائزة مارتن إنالز لحقوق الإنسان وتكريمه في احتفال مهيب من قبل المفوضية العليا لحقوق الإنسان في جنيف.فهل من صدف القدر ,ومفارقاته العجيبة أن تطوى صفحة جنرال من جنرالات الأمن الذين تركوا بصمة على الساحة الأمنية السورية لوقت طويل,وفوز مناضل إنساني بارز نذر حياته,ولوقت طويل أيضا, خدمة للإنسانية ولحقوق الإنسان في بلده في نفس اليوم؟إنه مجرد سؤال"بريء".

وعلى أية حال ,فلم تضِع هباء وسدى سنين طويلة, قضاها الأستاذ أكثم ,نصير المظلومين,في السجون حيث كان مهددا في حياته في كل لحظة, وهو يقف أمام محفل دولي مرموق ليتسلم جائزة مارتن إنالز العالمية المرموقة من المفوضة السامية لحقوق الإنسان في جنيف .وهي نصر للكثير من السجناء والمعتقلين الذين أمضوا زمنا طويلا في السجون الثورية ليدفعوا ضريبة الحرية والكرامة التي عزّت في مهبط الحضارات ,وصارت سلعة نادرة بعد أن صدر السوريون الأوائل مشعلها الوقاد إلى أربع أطراف الأرض.وكانت لحظات مفعمة بالسرور والفرح والمجد العام ,وليس الشخصي, كون الأستاذ أكثم يختزل في شخصه الكريم مرحلة هامة من النضال لتحقيق هذا الحلم والهدف الهام الذي سينعكس بالإيجاب,وفي النهاية ,على الصالح العام.وهي بالتأكيد لا تخصه لوحده وإنما لكافة الشرفاء من أمثاله الذين رهنوا سعادتهم وحياتهم لمصلحة الشعب.ومن خلال معرفتي الوثيقة بالدكتور أكثم ,ماديا ومعنويا وخلقيا,فهو لم يقم بما قام به من تضحية لغايات وإرب مادية أو شخصية ,وكان الهم العام شغله الشاغل, ومحركه ,وفي ذهنه طوال الوقت.

ففي احتفال مهيب ,ولحظات لا تنسى من لحظات الزمان رصع اسمه ,واسم بلده ,واسم رفقائه الشرفاء بأحرف من نور ونار ,ونسي السيد نعيسة في تلك اللحظة ,وأسدل الستار على مرحلة مرعبة من الصراع والكفاح ,ولكن دون أن يلقي السلاح .وطوى كل تلك الليالي الطوال التي قضاها معتقلا في أقبية الثوار حماة الديار,حين كان يتقلب ألما ,ولوعة ,وفرقة للأحباب.,في تلك الأيام الثقيلة القاسية, عندما فارق والده المرحوم السفير السابق عز الدين نعيسة هذه الحياة الفانية ,دون أن يتمكن من إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر,وتشييعه إلى مثواه الأخير. وتعتبر هذه,وبحق, واحدة من إنجازات وفتوحات الثوار الكبيرة ,ونضالهم ضد الاستعمار والصهيونية.وفي ذلك ألم فوق الآلام ,وقهر فوق العذاب.وربما تتذكر جدران تلك الزنزانة الكئيبة كل تلك اللحظات,ولو كان لها لسان لتحدثت ,وربما,بأبلغ مما يقوله كل الكتاب والشعراء,ووحدها كانت تراقب ,وترى,وكانت الوحيدة رفيقة أكثم في ليل السجن الرهيب.

وقد أكد المحامي أكثم نعيسة في كلمته على أن (الديمقراطية هي الحصن الأول و الأخير في وجه الاستبداد و القمع و الإرهاب). و قد دعا المحامي أكثم نعيسة جميع القوى و الأفراد الذين يؤمنون بالديمقراطية للتوحد في وجه الاستبداد ,وقال :( إننا اليوم مدعوون للوقوف صفا واحدا في وجه الاستبداد مدعوون للترفع فوق جميع الأحقاد ).وكانت مناسبة طيبة للتذكير بالمعاناة الحقيقية ومأساة حقوق الإنسان في هذا الجزء من العالم.ودعوة صريحة لتكريس ,وتأسيس ثقافة وسلوك عام قائم على احترام ,وتحقيق ,وتعميم ثقافة حقوق الإنسان,في زمن تشتد القبضة الأمنية يوما بعد آخر,وتذوب فيه كل دعاوي الإصلاح.

وأرجو أن يتقبل الصديق والأخ الدكتور أكثم اعتذاري الشديد بسبب عدم قدرتي على تلبية دعوته إياي لحضور هذه المناسبة الغالية والنادرة حيث تلقيتها منه وبشكل شخصي ,وذلك بسبب ارتباطات العمل ,والالتزامات الأسرية والمادية الهائلة ,حيث أنه في اليوم الذي لا نعمل فيه ,وكغالبية أبناء شعبنا الطيب البار,لا نجد فيه,وبكل أسف, ما يسد رمقنا, فبعد سنوات من الضخ العقائدي الفضفاض, والحشو الفارغ عن اشتراكية الرفاق فقد أدرج اسماءنا ,وبكل شرف, في الإحصائية الأممية عن معدل الفقروالإفلاس الذي بلغ الثلاثين بالمائة فقط ,وشكرا لكل من ساهم في تحطيم كل هذه الأرقام القياسية,واحتلال مركز مرموق في موسوعات البؤس والإفلاس .فقد كتب علينا الرفاق الأشاوس أن نعمل من الصباح حتى المساء,ومن الولادة وحتى الممات فقط, لسد حاجاتنا الإنسانية البسيطة ,وليس لكي نركب الكاديلاك ,والشبح,والجاكوار ونأكل الكافيار, ولا سمح الله.وكُتب علينا ألا ننعم بشيء من متع هذه الحياة,وعلينا التسلح بالزهد الثوري, مثلنا مثل أبي ذر الغفاري تماما, ولكي نرقى لمستوى الصحبة والقديسين الطهراء وهذه هي الحكمة الثورية من كل هذا العك والعناء فلا تنخدعوا بأقوال المغرضين والأعداء, وكون تلك النشاطات كماليات برجوازية,والعياذ بالله, تتطلب الضرائب الباهظات ,ومحرم أيضا على الرعايا أن يعرفوا يوما ما هو الهناء ,فذلك كفر ,وزندقة إمبريالية فاسقة شنعاء,وحيث تصبح رؤية الأطفال وعصافير الجنة, والوالدين الأبرار كماليات ,ومنة,وعيدا وعطاء في بلد الثوار.

بكل الحب والتقدير والإعجاب,والتمنيات الصادقات, نتوجه بالمباركة الأخوية لنجم حقوق الإنسان السوري الأستاذ أكثم نعيسة ,ولكل الجنود الآخرين المجهولين في هذا المضمار وهي جائزة لجميع المناضلين والشرفاء,وإن اختصت باسم الأستاذ أكثم, ونهدي كلماتنا المتواضعة لكل من نذر نفسه,وسعادته,وحياته ,لهذه المهمة المقدسة,التي ,بالتأكيد لن تذهب هباء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء النفس السوريون
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية
- كسوف الشمس وخسوف العقل
- صحوة أهل الكهف
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب
- أسواق العرب السوداء
- أذكياء السوريين
- جرائم بلا عقاب
- الدم السوري الرخيص
- هل فقد العقل العربي صلاحيته ؟
- وزير الإمتاع ,والمؤانسة
- سوريا والرهان العربي


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال