أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد دامو - مزامير حروب الشرق و..الامر المحسوم سلفا














المزيد.....

مزامير حروب الشرق و..الامر المحسوم سلفا


محمد دامو

الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 22:52
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



الوضع المريع الذي انتهت اليه الحرب العالمية الثانية ،دفعت بني الانسان دفعا للتفكير والبحث عن الوسيلة الكفيلة بجعلها يتيمة ،بحيث لا تكون هناك حربا عالمية ثالثة، وعلى هذا راح السؤال الملح يكرر نفسه:..ترى ما السبيل للحيلولة دون حدوث الكارثة؟.
سؤال ،تفادى الاجابة عنه العسكريون بدعوى التحفظ وعدم افشاء السر العسكري ،كما تفادى الخوض في اجابته السياسيون ،على طريقتهم المعهودة في الإثارة والغموض دون جدوى، في حين وجد الفلاسفة في حكمة سقراط مخرجا يقيهم مغبَة الاحراج ويعفيهم من مسؤولية الجواب ،فعرضوا صورة مفجعة للحرب العالمية الرابعة ،على افتراض ان الحرب العالمية الثالثة ستبقي للبشرية بقية، والتي سيخوضها بني البشر ،بالعصي والحجارة ،وان القوس والسهام ستكون اسلحتها الاكثر فتكا ورعبا،..بهذا الغموض والارباك ،انتهى الجدل حول احتمال حدوث حرب كونية ثالثة على وقع فظائع الحرب الثانية.
ذات السؤال عاد مؤخرا ليفرض نفسه على ساحة الجدل الذي يسبق الكارثة، وليس كموضوع للحوار الافتراضي ،عن امر قد يحدث ،بل باعتباره موضوع الساعة، وان المناوشات التي تسبق الحرب ،قد بدأت فعلا على ارض الهلال الخصيب الملغم بالاسرار والمحاصر بالاطماع ، وتحت سمائه الملبدة بالفظائع والغموض الى حدَ الرعب والذهول.
وواضح ان حديثا عن حرب عالمية ثالثة ،عادة ما يطفو على السطح ،عندما تتواجه قوى الدول الكبرى في رقعة جغرافية محددة ،ويزداد ارتباكا وهيستيرية ،لحظة انضمام القوتين العظميين الى جوقة الصراع ،ليصبح توكيدا وحتمية ،في حال كان تموضعهما في حالة مواجهة صريحة ،كما هي الحال في سوريا اليوم، حيث باتت كل الاحتمالات واردة ،بما ينذر بانفجار وشيك للوضع وعلى المكشوف، بين روسيا وحلفائها من جهة ،وامريكا وعربها وغربها من الجهة الاخرى.
في البدء كان الجدل يدور حول دواعي "الصراع على سوريا"، ثم انتقل الى حتمية "الصراع في سوريا" ،وكان الاصل في الواقعة ،نبوءة غير ربانية باضتها جهة مخوَلة بالبيت الابيض الامريكي ،مفادها ان الشرق الاوسط يجب ان يكون كبيرا ويصبح جديدا، ولكي يتحقق ذلك، لا بد من تفتيته اطرافا طائفية واخرى عرقية، وبذلك فقط تصدق النبوءة. كل هذا واهل البيت نيام في العراق والشام ،وامتدادا الى اليمن وليبيا، حيث تجري وتتكرر يوميا رقصات البجع الذبيح ،على انغام الربيع العربي المكفهر.
قبل هذا وذاك ،كان العالم الغربي بقيادته الامريكية ،قد اكتشف ثلاث حقائق علمية بالغة الاهمية: وجود انهار باطنية في اعماق كوكب المريخ ،واكتشاف تناقض في حكم الاقلية السنية بالعراق ذي الاكثرية الشيعية ،وتناقض معاكس في سوريا ذات اغلبية سنية تحكمها اقلية شيعية، فاقتضت الضرورة التعامل مع هذه الحقائق جميعها ،ومعالجتها بحكمة مكيافيلية ،عبر استغلال فراغاتها بالحد الاقصى ،ويتم ذلك بالافراج عن انهار المريخ ورفعها الى السطح ،ليصبح بالامكان التفكير في استعمار الكوكب لاحقا ،وبالمثل يرفع الستر عن المكنون الطائفي في الهلال الخصيب ،لتتحرر عفاريت ام الفتن جميعها ،ويصبح الطريق ممهدا للمناولة والتناول في العراق والشام ،وامتدادا لكل جهات الشرق بدون تحديد ادناه من اقصاه من وسطه.
لقد وقع ابناء الهلال الخصيب في فخ الوهم المقيت ،سعت اطرافه كافة خلف سراب الاستئثار بمزايا السلطة والنفوذ ،فكان لهم الدرك الاسفل من الواقعة، حيث يتساوى الجميع في تلقي اسباب المذلَة المهانة، فيما تتنامى آفة التشرد واللجوء خارج حضن الوطن، الكل يريد ان يرحل مكسورا مهزوما،على ان يموت مهموما مقهورا، فيما يقوى ويتمدد الكيان الارهابي الدخيل الذي يحلم بمكانة البديل لما كان قائما ،ويتكاثر ويتكثف التواجد الاجنبي باطراف الهلال العراقي- الشامي ،ويمسك بالجو والبحر ،في انتظار ما سيتقرر لاحقا ،على الارض.
تصديق نظرية المؤامرة والاخذ بها ،كما رفضها واستبعادها ،لا يزيد ولا ينقص من الامر شيئا، فالوقائع باتت تعبَر عن نفسها بنفسها ،ويكفي إلقاء نظرة على قوافل الهاربين من ابناء المنطقة ،صوب مختلف اصقاع اللجوء والهجرة ،لتظهر الصورة جلية واضحة، فالقوى النافذة في عالم اليوم ،لا تترك مجالا لحدوث حركة واحدة على سطح الارض ،دون تخطيط وترتيب مسبق،..إنهم ببساطة ،يريدون ارض الهلال الشامي دون افراد شعبه السيد، ولا يمانعون بعد ذلك في استيعاب افراده، فرادى في المنافي وعبر اصقاع الارض، بلا حقوق تذكر ومن دون ان تكون لهم صفة ومكونات الشعب الواحد.
وسواء كان الحديث عن حرب عالمية ثالثة، حقيقة او مجرد تهويل ،وسواء اخذنا بنظرية المؤامرة او أنكرناها إنكارا، فقد بات مصير الهلال الخصيب محسوما ،وليس هناك ما يمكن ان يغيَر شيئا من امره المحسوم سلفا.



#محمد_دامو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملكية الفكرية او..أكسير الخلق والابداع
- هيئة الامم ..سلبا وإيجابا
- الهلال الخصيب في..زمن عقوق ونكران بني الانسان
- -دياسبورا- الهلال الخصيب و..متطلبات الشرق الاوسط الجديد
- العربية في..اسفار المأساة اللغوية الجزائرية


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد دامو - مزامير حروب الشرق و..الامر المحسوم سلفا