أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دامو - -دياسبورا- الهلال الخصيب و..متطلبات الشرق الاوسط الجديد














المزيد.....

-دياسبورا- الهلال الخصيب و..متطلبات الشرق الاوسط الجديد


محمد دامو

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخيرا فضح الملعوب نفسه ،وتأكد العالم غير المكترث ،من ان مصطلح "الدياسبورا" يخص اهالي الشام وبلاد الرافدين دون غيرهم من اقوام واجناس تجاور الهلال الخصيب وتشارك اهله احقابا من التاريخ المشترك. وقد بات على السوريين والعراقيين البحث عن مواقع للجوء الانساني ،خارج بلادهم ،بل خارج حيزهم الاقليمي ـ الجغرافي ،والثقافي ـ الحضاري، هكذا قررت ارادة القوى المهيمنة السافرة منها والخفية، المتحكمة في مصائر بني البشر على وجه الارض.
لا نعرف بالضبط الهدف من تنظيم "دياسبورا الهلاليين" الجدد او ابناء الهلال الخصيب في الشام وبلاد ما بين النهرين. ترى، هل القصد من هذا التشتيت والشتات تأمين مستقبل اسرائيل وحماية امنها ،ام ان القصد منه إطلاق يد اسرائيل في الشرق الاوسط ،وتأكيد سيادتها المطلقة على المنطقة برمَتها ،ام ان هناك غايات اخرى ،تصب في مصلحة المشروع الصهيوني وحماته في اروبا وامريكا؟..كل الدلائل تشير الى ان غاية المشروع المشبوه ،هي تحقيق كل هذه الاهداف مجتمعة ،وعلى هذا جاءت صور مآسي رحيل آلاف اللاجئين عبر الحدود البرية للدول الاروبية ،والتقارير المصورة عن معاناتهم وعذاباتهم على طريق مساراتهم البحرية والبرية معا ،والاخطار القاتلة التي واجهتهم وتواجههم خلال تنقلاتهم بواسطة مراكب الموت او شاحنات الاختناق او قاطرات المهانة والبؤس ،للإعلان عن انطلاق اهم متطلبات تنفيذ وتحقيق مشروع طال انتظاره في دوائر الإعداد والتنفيذ الامريكية ـ الاروبية ـ الاسرائيلية.
فمن المؤكد ان كل هذه البشاعة المرتكبة بحق الانسانية ،ليست مجرد حوادث طارئة ولا يمكن ان تكون كذلك ،بل هي فصول من مسلسل رعب تمَ إعداده وانتاجه برعاية القوى العظمى المهيمنة على العالم ،وغايتها من وراء ذلك رسالة واضحة تعلن عن انطلاق عملية تشكيل "الشرق الاوسط الجديد" ،كما ارادته وتريده اروبا وامريكا ،تحت سيطرة وسطوة الكيان الاسرائيلي باعتباره القوة المهيمنة الوحيدة في الشرق الاوسط "الامريكي ـ الاسرائيلي" الجديد.
منذ القرن الاول الميلادي ،لحظة تهديم الهيكل اليهودي في القدس على يدي القائد ثم الامبراطور الروماني تيتوس ،عمل جمهور المؤرخين والباحثين في خبايا وخفايا علم الانثروبولوجيا، على الترويج لفكرة ان مصطلح "الدياسبورا" او "الشتات" يخص صيرورة بني اسرائيل الذين صدر الحكم الامبراطوري بتشتيت شملهم عبر اصقاع الارض، عقابا لهم على تمردهم غير الميمون ضد الاحكام الامبراطورية المهيمنة على العالم وقتذاك. على ان الشتات الكنعاني وتشتيت الفلسطينيين في منتصف القرن العشرين، اعاد طرح الفكرة واخضاعها لمحك الشك والتشكيك ،وقد ثبت ان "الدياسبورا اليهودية" ليست في واقع الامر سوى فرية صهيونية ،تخفي وراءها مخططا او" سيناريو" مركَب، غايته رسم الخطوات العملية لطرد وتشتيت اصحاب الارض الفلسطينيين ،ليصار الى جمع اتباع الملل والنحل اليهودية وإقامة "دولة اسرائيل" على انقاضها ،بمباركة هيئة الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ،وباقي مؤسسات الملعوب الاستعماري الصهيوني الذي بدأ فصولا غداة ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها.
العالم باسره يعلم ان "اسرائيل" صناعة اروبية ـ امريكية، اقيمت عبر تجنيد الملل والنحل اليهودية ،بدعوى دينية تارة وتاريخية تارة ،واستيطانية بحتة تارة اخرى. وامريكا هي التي دعمت وسلحت وحمت ومازالت تحمي العصب الصهيونية ،وهذا ليس سرا ولم يكن يوما من الاسرار ابدا. ترى من يرعى ويحمي اليوم عصابات الملل والنحل الطائفية في الهلال الخصيب، وكيف تسنَى لعصابات خرجت فجأة من عدم ،لان تتحوَل الى قوة ضاربة ،تمتلك احدث ادوات القتل والدمار ،التي لا تقوى على صدَها جيوش الدول المعنية على الارض ،وطائرات التحالف الدولي في الاجواء، ام ان الامر كله ،مجرد اشارة بدء في عملية تنفيذ مخطط "الدياسبورا" الكبرى عبر تشريد وتشتيت اهالي الهلال الخصيب، ومن ثم ، الاعلان عن إقامة الشرق الاوسط الجديد ،تحت الوصاية الغربية والهيمنة الاسرائيلية المباشرة.
الامم المتحدة والمؤسسات الدولية الدائرة في الفلك الانكلوساكسوني ،بررت لنفسها كل خطواتها لتدمير فلسطين وتشريد وتشتيت اهلها ،وإقامة الكيان الصهيوني فوق انقاضها ،على انها "مبادرة انسانية" لحماية اليهود وتجنيبهم "محرقة" جديدة على ايدي ما ستبتكره اروبا مستقبلا ،من انظمة عنصرية مصابة بعصاب الكزينوفوبيا، اوكراهية الاجانب من غير العرق الآري وذوي الدم الازرق، كما لو كان الفلسطينيون والسوريون والعراقيون ،في مأمن من ذات العصاب الاروبي ـ الامريكي المقيت.
صمت العالم المنحاز للاهداف الاروبية ـ الامريكية المشبوهة في معاقل الحضارات القديمة بالهلال الخصيب، وتواطؤ الامم المتحدة ومؤسساتها الدولية ، من مجلس الامن والصليب احمر وهيئات الدفاع عن حقوق الانسان، ومحكمة الجنايات الدولية ،وحتى منظمة اليونيسكو ،باتت من الحقائق المخزية التي يندى لها الجبين ..وقد ثبت تورطها في مأساة "الدياسبورا الهلالية"، إن لم يكن بالتخاذل المريب عن فضح الجناة ،والتقاعس الفضح عن القيام بالمهام المنوطة بها ،فبالصمت القاتل الذي التزمته امام جريمة تهجير الشعوب الشرق اوسطية ،التي يكتفي العالم بمتابعة فصولها الدرامية ،عبر صور وتقارير القنوات الاخبارية، التي عادة ما تبثها بعد تحذير مشاهديها ذوي القلوب الرقيقة، الذين لا يتحملون مناظر العنف والقسوة والعسف ،..والاعتداء السافر على حقوق وارواح بني البشر.



#محمد_دامو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربية في..اسفار المأساة اللغوية الجزائرية


المزيد.....




- -اكتب اسمك على ساقك-.. رئيس شرطة يحذر من الهلاك لمن يبقى في ...
- منها السعودية.. لهذا السبب تزيد إيران انخراطها في الحوار مع ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت نحو 1750 جنديا خلال آخر يوم
- بيونغيانغ تقطع جميع الروابط الحدودية مع الجنوب.. هل تخلى كيم ...
- دُكت الضاحية على رؤوس ساكنيها واشتعل الجنوب.. فأين جيش لبنان ...
- -أم كامل- تؤرق اللبنانيين
- ولاية فلوريدا الأمريكية تستعد لمواجهة أسوأ كارثة طبيعية منذ ...
- -حكومة نتنياهو قدر لا يمكن تغييره-- في هآرتس
- باحثون فى مجال البروتينات يفوزون بجائزة نوبل في الكيمياء
- كرة ذكية توقظ الذكريات المنسية لمرضى الخرف


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد دامو - -دياسبورا- الهلال الخصيب و..متطلبات الشرق الاوسط الجديد