أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - هل هناك فضائح عراقية مطمورة















المزيد.....

هل هناك فضائح عراقية مطمورة


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 4947 - 2015 / 10 / 6 - 18:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يوجد فضائح عراقية مطمورة
في العراق حصل ويحصل كل يوم .. قتل وتهجير ونزوح للعوائل العراقية .. ويتسائل الجميع ... لماذا .. خصوصا ان سبب عذاب والم الشعب العراقي هم ابناءه واهله فنجد ان الايادي التي تقتل وتنهب وتسرق وتغتصب هي ايادي عراقية وإن كان وراءهم اجنبي الا ان القاتل والمقتول عراقي وغالبا ما تجد ان القاتل تعذر عليه الوصول الى مناهضة المقتول فيلجأ الى الاجنبي ليمده بما يساعده على قتل من يقف في طريق تحقيق اهدافه مهما كانت وعلى حساب اقرب الناس له وحتى ابناء جلدته وشعبه .. ونجد ايضا من خلال السيرة وما ينقله التاريخ .. يبدو ان العراقيين مهووسين بالنهب والسلب والقتل والسحل وهناك شواهد تاريخية كثيرة تذكر هذه القصص وإن كانت هذه الصفات عامة لدى كل شعوب العالم .. الا ان التاريخ العراقي يخفي فضائح وجرائم يندى لها جبين الانسانية .. الا ان العراقيين كعادتهم متفوقين في كل شيء ومتعودين على عدم الرضا عن اي ما يطرح عليهم .. فقد يوافقوك اليوم لينقلبو عليك غدا .. وكثيرة هي الشواهد التاريخية مثل ما حصل في عام 1941 من الاعتداء على اليهود العراقيين مما تسبب في تهجير ما تبقى منهم .. والعراقيين هم اشهر الشعوب في العالم الذين لا يرضون بالاجماع على اي حاكم .. وفوق هذا فان طباع العراقيين اصبحت معروفة في ان تضهر ما لا تضمر وهو مبدأ ديني (التقية) ومن هذا جاء المثل الشعبي بالوجه مراية وبالقفا سلاية .. ومؤكد ان يترتب على ذلك سلوك مشين مغلف بالشجاعة الجبانة الذي يناقض نفسه لتمرير قضية قد لايكون من المؤمنين بها وكثيرا ما يلجأ الى الكذب والمواربة .
ولكن هذا لايعني الكل ودوما هناك منصفين و لعل الأديب والمثقف العراقي الوحيد الذي صور فظاعة الفرهود في قصة له لم تنشر بعد ، هو الأديب المحامي عدنان نور الدين في قصته التاريخية " هتلر في الإبريق " التي رفضت نشرها الصحف والمجلات العربية .
يقول الأديب عدنان نور الدين في هذه القصة في يقظة من ضميره المسلم الحي .. الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم ، متحدثا عن الفرهود كشاهد عيان مصورا فظاعته بقلم نزيه لم يستطع بلوغ مستواه التصويري الكثير من يهود العراق .. الذين أرتخوا بعد هذه الأحداث في إسرائيل وإن بالغ في عدد الضحايا من القتلى من الجانبين:
[وإستغـّل الناس فقدان السلطة وعدم وجود جيش أو شرطة في البلاد فخرجوا إلى الشوارع والأسواق والساحات مسلحين بالخناجر والعصي والسكاكين ليقوموا بعمليات (الفرهود) التاريخية وينفذوا ضد اليهود حملة قتل ونهب واغتصاب قلما شهد لها تاريخ العراق مثيلا، أجل كان اليهود في العراق يتعرضون لعمليات (البوغروم) الفوضوي البدوية بين حين وأخر .. أما (فرهود) اليوم الثاني من حزيران 1941 فكان مجزرة وحشية رهيبة حقا .
هب المسلمون يهاجمون دور اليهود ومحلاتهم التجارية ويفتحونها فيسرقون ما كان فيها ويحطمون ما لا يقدرون على حمله ويبقرون بطون النساء الحوامل ويقتلون الأطفال ويذبحون الرجال ثم يعمدون إلى أثاث الدار ومحتوياته .. أو إلى ما في المحل .. من بضائع فيسرقونها بأسلوب النهب البدوي المتوارث ،
كان الجار المسلم يقتحم دار جيرانه من اليهود الذين ترعرع معهم منذ الطفولة وعاش معهم العمر بسلام وصداقة .. ليسبي بناتهم ونساءهم وينتزع منهن مصاغاتهن الثمينة من الذهب والفضة ويغتصبهن بضراوة جنسيا ويقتل من أهل البيت من يشاء بكل قسوة ..... فشهدت أزقة بغداد والاعظمية وبيوت اليهود فيها مآسي ظل الناس يَرْوُونها بتلذذ غريب .
وبعد أن تمكنت السلطة الشرعية ممثلة بالملك الصغير وخاله الوصي على عرشه الأمير عبد الإله والداهية نوري السعيد من السيطرة على العاصمة وفرض الأمن بواسطة الشرطة وبعض وحدات الجيش التي انهزمت من معارك مايس ، ووضع حد قاطع لعمليات البوغروم الرهيبة ، توقف نشاطات (الفرهود) كما يسمى البوغروم في العراق وشرعت الحكومة في إحصاء الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها يهود بغداد خلال ست وثلاثين ساعة من غياب السلطة : ثلاثة ألاف قتيل [رقم مشكوك فيه] ، ألاف من حالات الاغتصاب منها الكثير مما وقع ببنات قاصرات بل طفلات وبصبيان أيضا ، أملاك سرقت وقدرت بملايين الدنانير ومنها أربعة ألاف دراجة هوائية وثلاثمائة سيارة ... تلك كانت حصيلة الفرهود الخاطف المريع ...].
والأمر الذي أثار دهشة التاريخ هو أن جموع الشعب العراقي أجتمعت على التلذذ بالفرهود واعتباره ملحمة قومية إسلامية مجيدة وظلت تتغنى به لعدة سنوات بعد العام 1941 وشاعت بين الناس اهزوجة شعبية تقول :
الله اشحلو الفرهود يا أسلام .. يا ريته يعود كل سنة وكل عام !!...
كما قال في كتابه ايضا :
[وأدى سكان شارع العشرين دورهم النشيط في الملحمة الدموية حتى النساء من ذوات العباءات الصوف السوداء ساهمن مع الرجال والصبيان في عمليات النهب والسلب..
وكان ثمة في الحي بضع دور لليهود منها دار البقال شلومو حيث يسكن مع زوجته رفقة أم عاشير زميل بشير في المدرسة وصديقه في أيام الطفولة وأخت عاشير روزا وأختاها الصغيرتان ... وقد اقتحم بعضهم بيت شلومو وسلبوا ما كان فيها من أثاث حتى آخر ستارة ووسادة وقدر ثم حطموا باب الدكان الملحق بالدار وأفرغوه مما كان فيه من أقمشة وخيوط وابر وماكنات للخياطة ومقصات وغير ذلك ،
كما اغتصبوا نساء الدار جميعا حتى الجدة العجوز، إلا رفقة التي التجأت إلى دار الحاج محمود قارئ القرآن في الإذاعة، فحماها واعتدى ثلاثة على الشاب عاشير وقتله الرابع حين حاول المسكين المقاومة ولم ينج أبوه من القتل بهجوم وحشي وجده رجال الشرطة بعد يومين وقد هشم رأسه بيد الهاون الثقيل مطروحا كالشلو إلى جانب ابنه على الأرض وسط بركة من دم جاف اسود .. وقد جرد جثماناهما من الملابس ....!!! وبعد يومين من الفرهود التاريخي .. تمكنت السلطة العائدة من سيطرتها على البلد وأخذت تتحرى حالات القتل والاغتصاب والسرقة وتمّ توقيف أكثر من ألف إنسان وأعلن الراديو بيانا شديد اللهجة .. دعت فيه الحكومة جميع المواطنين الذين سلبوا اليهود إلى إعادة الممتلكات التي سرقوها إلى مراكز الشرطة بأقرب فرصة واتبعت الإنذار بحملات تفتيش عشوائية .. على الدور والمحلات واضطر بشير وخلدون تحت ضغط أبويهما إلى التخلص من الدراجتين فحطماهما ما أمكنهما التحطيم والقيا بهما إلى نهر دجلة حيث ابتلعتهما أمواج الفيضان وغاب أثرهم].
بهذا الوصف للسلوك العراقي لا نستغرب ما يحصل في العراق اليوم من جرائم القتل والطائفية والاغتصاب وسرقة المال العام والخاص .. كلها نكسات اخلاقية واجتماعية وتدني في الاخلاق السياسية وضعف الحس الوطني ادت الى الهجرة والنزوح واللجوء الى دول واوطان بديلة توفر لهم الكرامة والانسانية والعيش بسلام.



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا نكتب (كما وصلني)
- العراق والزومبي
- ثورة التغيير وعملاق الفساد
- غاب القط ...
- المجتمعات بين الماضي والحاضر والمستقبل
- امس واليوم وغدا
- العراق عجب العجاب
- اشياء غير صحيحة يتداولها مستخدمي الحاسبات
- عندما فقدنا حق الاختيار في الحياة
- ومضة حول عراق اليوم
- أحلام يقضة سياسية
- العراق ... دولة ام دول
- ذل الاستعانة بغير الله
- ليلة عازب في بغداد
- مكانك ام مكانتك
- اشتاق الى العراق
- أخطار الدكتوقراطية
- وليد النظام العالمي الجديد
- اللعب على المكشوف
- بين ما يتوجب الحدوث وما يحدث


المزيد.....




- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض محمد سعيد - هل هناك فضائح عراقية مطمورة