الشراكة بين المجتمع المدني والاعلام

شمخي جبر

الحوار المتمدن-العدد: 4946 - 2015 / 10 / 5 - 17:59
المحور: الصحافة والاعلام
    

الشراكة بين المجتمع المدني والاعلام
شمخي جبر


يعتمد التحول الديمقراطي على قيم متعددة تشكل البنية الفوقية التي تتشكل على اساسها البنية التحتية في الدولة ، وتحتاج هذه القيم الى حامل لها ومروج لنشرها وتحويلها من خطاب سياسي ثقافي الى سلوك مجتمعي مقبول ومعزز اجتماعيا لايمكن الخروج عليه او الشطط منه . يتفق الباحثون على ان اهم حامل للقيم الديمقراطية والمروج لخطابها وقيمها هما الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ، فالاعلام وما يدور من خلاله وعبره من خطاب وحوار سياسي وثقافي يشكل وعاء ناقلا ووسيلة ترويجية باثة للقيم ، تصنع جمهورها ومتابعيها وتشكل وعيهم ، ويأتي المجتمع المدني هو الاخر بدوره الثقافي الاجتماعي بوصفه الاكثر قربا من الاوساط المجتمعية المشكل لوعيها من خلال ممارساته وانشطته الثقافية والاعلامية ، بل في جميع اعماله الطوعية التي تزرع وعيا وتكون سلوكا مدنيا يمكن ان يكون ركيزة او مكملا للخطاب الاعلامي في بث القيم الديمقراطية ، كما يمكن ان يكون نموذجا وقدوة ومؤثرا في صناعة سلوك وروح ايجابية مدنية ، تصبح قدوة مؤثرة وهكذا هو تأثير النخب الحاملة لخطاب التغيير . وقد غادر الاعلام وسائله القديمة ، كما غادر المجتمع المدني طرائق عمله واساليب انشطته، فالاعلام لم يعد ذاك الاعلام التقليدي (اذاعة ، تلفزيون ، صحافة ) بل اصبحت وسائل الاتصال الحديثة اهم وسائل الاعلام وقنواته ( النت وشبكاته وتطور تقنياته ، فضلا عن تطور تقنيات اجهزة الموبايل ) اذ لم تعد هذه الوسائل للاتصال فقط بل اصبحت وسائل نقل وبث للرسائل الاعلامية . فالمتلقي اصبح مرسالا ومتلقيا في آن معا ، وظهرت ما تسمى( صحافة المواطن ) (وهي معروفة أيضا بالصحافة العامة أو التشاركية، أو الديمقراطية أو صحافة الشارع صحافة شعبية) هو مصطلح يرمز لأعضاء من العامة يلعبون دورا نشيطا في عملية جمع ونقل وتحليل ونشر الأخبار والمعلومات. وان سميت هذه الصحافة (غير المهنية) لعدم تخصص القائمين عليها بمهنة الصحافة او امتهانهم لها الا انها جعلت المواطن يغادر عملية التلقي السلبي بوصفه الطرف المستلم ، بل اصبح باثا للمعلومات والاخبار ومشاركا بها ومتفاعلا معها ، لهذا سمي اعلاما مدنيا او تشاركيا ، بل اعطيت له تسميات عدة مرادفة لهذه التسميات . وربما يكون الفاعلون والناشطون المدنيون هم اول او أبرز من يسهمون بهذا الاعلام او قد تكون رسائلهم الاعلامية اكثر نضوجا وتأثيرا واثارة.
وهكذا يكون التفاعل والتشارك بين الاعلام ومنظمات المجتمع المدني ،الذي خدمته ثورة المعلومات والاتصالات ووسائلها الحديثة وتأثيرها الواسع وسهولة استخدامها.
فالاعلام الذي يروج للقيم المدنية ويمارسها ومن بينها حرية التعبير، فان المجتمع المدني كشريك يحمل هذه القيم ويدافع عنها

#شمخي_جبر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات