أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلعمري اسماعيل - نور الدين بوكروح, محنة مثقف جزائري














المزيد.....

نور الدين بوكروح, محنة مثقف جزائري


بلعمري اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 4944 - 2015 / 10 / 3 - 20:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نور الدين بوكروح, محنة مثقف جزائري
شرع السيد نورالدين بوكروح منذ ايام قليلة في نشر سلسلة مقالات ممتعة على صفحات جريدة الشروق الجزائرية حول بروز و تطور الإسلام السياسي في الجزائر, بدأها بلمحة عن أسلوب الحياة الإجتماعية في جزائر أربعينات و خمسينات القرن الماضي أي قبل إلتقاط العدوى الإسلامية و انتقالها للمجتمع الجزائري, و في الحقيقة بقي ذلك الأسلوب البسيط في العيش و التعايش اللذي أشار إليه الكاتب قائما إلى فترة متأخرة نوعا ما على ما يسمح لي سني بالتذكر, ففي بداية الثمانينات أيضا كانت الفروقات الطبقية غير محسوسة بالشكل اللذي يدفع إلى تبني أفراد الطبقة الأقل حظا للخطاب المتطرف اللذي ردده رموز الإسلام السياسي الراديكالي في ما بعد عندما أصبح التمايز الإجتماعي صارخا و مستفزا و مغذيا رئيسيا للهذا الخطاب.
و بوكروح هو مفكر و كاتب و سياسي من جيل الإستقلال ( مواليد 1950), دأب من حين لآخر على نشر إسهامات فكرية يحلل من خلالها واقع المجتمع الجزائري بمختلف أشكاله و على الأخص علاقته بالدين و المؤسسات الدينية, و مقالاته الممتعة يكتبها بالفرنسية و في الصحف الصادرة بالفرنسية عادة بما في ذلك سلسلة المقالات التي تنشرها له هذه الأيام صحيفة الشروق المعربة, فلغة الكتابة في الجزائر هي قضية بذاتها, و بوكروح يؤكد مرة أخرى حقيقة محسوسة للجميع يرفض العروبيون بمكابرة الإقرار بها و هي أن إسهامات المثقف المفرنس في الجزائر أخصب و أرقى من نظيره المعرب المعقد و الغارق في معارك دفاعية خاسرة, ذلك أن المثقف المفرنس ينهل من معين وافر و غني لتجارب إنسانية متراكمة و واسعة تجعل منه واسع الأفق متحررا من الفكر الماضوي المتسلط على الثقافة العربية, بينما ينهل المعرب من مستنقع ثقافة شرق أوسطية راكدة صاغت العقل العربي على نحو أصبح فيه عقلا بهيميا شهوانيا و عنيف غير مستوعب لمبادئ التفكير السليم و الحر, و يشهد على ما ذكرت تعليقات قرآء الجريدة المعربة, و للإشارة فقط فجريدة الشروق ليست معربة فقط بل تكاد تكون بعثية و هي للطآمة تسحب أزيد من مليونين نسخة يوميا إذ يدمن عليها الشباب في القرى و المدن الداخلية حيث ينتشر الفكر العروبي المنغلق بعيدا عن ما تبقي من المدن و المدنية, و في الغالب فهؤلاء من أمطر الكاتب بتعليقات محزنة لم تناقش فيها المقالة مطلقا بل تراوحت بين الدفاع الغريب والعنيف عن ابن عبد الوهاب و أتباعه و بين التهجم على الكاتب بصفات دأب خطباء التيار الإسلاماوي استخدامها على نطاق واسع و ضد الجميع, و في الواقع يحتاج الأمر إلى دراسة خاصة لردة الفعل التي تحمل في طياتها مبادئ خطيرة للغاية, تتقاطع في أغلبها حول إحتقار العقل و تجريم التفكير, لقد نجحت السلفية الوهابية في خلق مجتمعات كهنوتية يكون فيها التفكير حكرا على كبار الكهنة الرجعيين و يكون على البقية الإتباع و الإلتزام, لقد عكست الكثير من تلك التعليقات هذا الواقع المرير بشكل مفزع, لكن الأكثر استفزازا هو استخدام البعض لنصوص دينية للإستشهاد بها على عدم أحقية الكاتب في التفكير و الغريب أن المعلق لا يرى لنفسه أيضا الحق في التفكير بوصفه ايضا رويبضة, ( حديث الرويبضة)
و في العادة لا أعلق على الكتاب و لا على المعلقين لكن إصرار المعلق على استخدام النص لمحاربة التفكير و تجريمه دفعني لأسأل المتهجم إن كان كل من يجهل مسألة الوضوء و التيمم في الإسلام يعد رويبضة و من تم غير أهل للخوض في المسائل العامة و شؤون المسلمين فرد بالإيجاب, ما يعني أنه على القائمة أن تشمل أيضا الخليفة عمر ابن الخطاب فقد كان يجهل هذا الحكم لسنوات و يفتي في الوضوء و الطهارة بما انتهى إليه علمه و هو خلاف الحكم الصحيح ( حديث عمر و سلمان الفارسي و الرجل السائل في صحيح مسلم).
لقد ظهر لي أن السبيل الوحيد لنشر صحوة عقلية بين أفراد المجتمع هي إحداث صدمة فكرية بنشر الحقيقة المدفونة في كتب التاريخ و السير و الفقه, فقط صدمة من هذا النوع قادرة على تحطيم أوثان الماضي المقيدة بقدسيتها لكل أمل في التغيير نحو الأفضل. وحده العلاج بالصدمة قد يفيق ملايين المخدرين من أمثال الذين خاطبهم بوكروح و الآلاف غيره بعقل و حكمة و خاطبوه و خاطبوهم بالشتم و القدح, هذا إن خاطبوهم.



#بلعمري_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغزو الأعرابي لشمال إفريقيا
- هل لحرية التعبير حدود؟
- الربيع الأمازيغي, ءانتصار ثم ءانكسار (2/2)
- الربيع الأمازيغي, ءانتصار ثم ءانكسار (1/2)
- بن نبي و -ابن عم عبّان-, صراع العقل و اللا عقل
- AKHETONA YA ARABES أخطونا يا عرب
- , أصل العنجهية القبائلية berbérisé pour régner
- البربرة من أجل التحكم (Berbériser pour régner)
- في أرض الاءسلام, الصليب أعلى
- الصحراء الغربية و امكانية العودة الى الكفاح المسلح, المشروعي ...
- بوتفليقة و معركة الفساد, الوهم و الحقيقة
- الربيع العربي هل يسقط خرافة الجزائر عربية
- لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن
- أيّها الوطن الناكر للجميل, لن تكون لك عظامي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلعمري اسماعيل - نور الدين بوكروح, محنة مثقف جزائري