أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلعمري اسماعيل - لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن














المزيد.....

لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن


بلعمري اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3563 - 2011 / 12 / 1 - 14:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ازدحمت ساحة الفتوى مرة أخرى بمناسبة ما يسمى بالربيع العربي, و هرول ءاليها المفتين و المستفتين, ينصب فيها هؤلاء خيمهم و منابرهم و يتحّلق من حولهم أولئك المتعطشون لمعرفة رأي السماء في ما يجري على الأرض و الباحثون عن ءاشارات التوجيه و علامات الاءهتداء عند أصحاب المنابر المنصّبة هنا و هناك و الذين حركت الاءنتفاضات العربية شهوة الاءفتاء في أنفسهم و أخرجتهم من روتين التعاطي مع القضايا التافهة المكررة ءالى درجة ءاشتغال بعضهم بالاءفتاء في المسلسلات المدبلجة و مباريات الكرة و ءارضاع العاملة لزميلها في العمل ليصير في منطقهم ءابنا لها يحل له الاءختلاء بأمه الجديدة في مكاتب العمل.
الاءنتفاضات العربية التي خطفت أضواء الاءعلام المحلي و العالمي خطفت ءاليها أيضا ءاهتمام المشتغلين بالفتوى, فوثب بعضهم ءالى الساحة مستلا سيف الحلال و الحرام و اندفع اخرون ءاليها بين حريص على أن يرى في صفوصها الأمامية و خائف من أن يكتب من القواعد فيفوته خيرها عندما يحين موعد تقاسم غنائمها.
لكن ما يهمنا هنا, هو الحديث عن فئة لم تتوّثب ءالى الساحة بجهدها و لم تندفع باءرادتها الكاملة بل دفعت دفعا و أوعز ءاليها بمهماز وليّ النعمة و صاحب الفضائل لغاية في نفسه او ترتيب في أجندته أو أجندة الذين سخّر نفسه لخدمتهم.
هذه الفئة الخاصة تختلف عن الفئة الأولى بكونها جزء من الية جرى الاءعداد لها بعناية و منذ أمد و أصبحت أسيرة دوائر أحتوتها بكرمها و أغدقت عليها من نعمها لترد لها واجب الاءمتنان ساعة الحاجة ءاليه,
و فيما كان الدور الكلاسيكي لهذه الفئة في سائر الأيام العادية التي سبقت الحراك العربي تبيّض صورة السيّد و الاءسهام في خلق هالة الاءجلال من حوله أضيف لها دور أكثر طموحا يناسب تماما نفسية أصحابها و يلبي الكثير من شهواتها و يرضي عقدها ءالى أبعد الحدود, و أولها عقدة الزعامة و الوصاية, و ءاشباع لذة المهابة والتي يبديها لهم مريديهم و تطير بهم سكرتها ءالى السماء السابعة.
لقد كثر الحديث في الآونة الأخيرة تصريحا من البعض و تلميحا من الأخر ولكن باستغراب الجميع عن الدور المتفاقم الذي صارت تلعبه دويلة خليجية تفنن المنكتون في ءاطلاق ألقاب السخرية عليها بينما يعتبر هذا الأمر من الجدية و الخطورة بما لا يسمح بذلك, هذه الدويلة التي جمعت بين متناقضات كثيرة و مثيرة سعت منذ سنوات عديدة لأن تكون أرض ءاستقرار لمجموعة مشايخ ما يعرف بالتيار الأخواني و قاعدة ءانطلاق لهم نحو العالم العربي تماما مثل ما هي القواعد الأمريكية العسكرية و الاءستخبارتية التي على أرضها, و لا يعرف للعائلة الحاكمة في هذه الدويلة كما هو الشأن في أخواتها المتجاورات, باع طويل ولا قصيرفي ءادارة الشؤون الدولية, حتى أن بعض مواقفها و تصريحات أفرادها تدعو بالرغم من جدية الموقف ءالى التندر, كما لا يعرف لها أي رصيد تاريخي أو فكري أو ثوري يمكن أن يؤهلها لتلعب دورا من أي نوع كان في المنطقة, و لذلك فهي أصلا لا تلعب ءانما تدفع لمن يلعب لها و باءسمها, و خير هؤلاء اللا عبون هم الذين أنجبتهم و تولت تربيتهم الجماعة التي طورت على مر تاريخها لعبة الدين و الدنيا, و لعبة الاءفتاء و فقه المنافع, و استخدمتها ببراعة في سياستها المبنية على مبدأ الزحف الهادئ الماكر نحو سدرة منتهاها و منتهى غايتها.
ففي مجتمعات عربية تحكمها ظواهر صوتية و لا يحكمها منطق العقل و جدت هذه الجماعة كما وجدت تلك الدويلة المنفد المباشر ءالى قلوب الشعوبها بشطحات ءاعلامية براقة و حركات بلاغية بهلوانية على سخافتها تثير الأعجاب في نفوس تعّودت على السّجع المقدّس على حساب المنطق العقلاني الذي نسج به النص نفسه و الذي لايحث بل يأمر بالتفكير الذاتي المستقل.
هكذا اذا أصبحت دويلة بحجم مكب نفايات الدول التي تتدخل في شؤونها و تسعى ءالى احتوائها, تصنع الرأي في العالم العربي ثم تصنع الرأي الأخر و تحّكم و ترجّح و تعلي و تخفض و تهب الألقاب و تضع المسميات, فهذا علاّمة و شيخ الاءسلام وذاك شهيد و اخر طاغية و تلك ثورة هنا و مظاهرة هناك و فتنة في مكان اخر.
الخداع باسم الدين هو في ذات الوقت أبسط و أخطر أنواع الخداع و أكثرها فعالية, أكثر من ذلك ففي مجتمعات متخلفة كالتي نعيش فيها حتى عندما لا يكون هناك مخادع يرتدي ثوب الدين فاءن المجتمع نفسه يتكفل بخداع نفسه باجترار أساطيره أو خلق أساطير جديدة عصرية من وحي تلك العتيقة, و ءان كانت لا تختلف في جوهرها عنها, فالظواهر الكونية اليوم كما في غابر الأيام هي في خيال شعوب المنطقة ءاشارات ربانية عن السخط و الرضى حتى عندما لا يتكفل رهباننا بنقل رسائل السماء ءالينا مبشرين و منذرين و منصبين أنفسهم وسطاء السماء في الأرض و وكلائها المعتمدين و الحصريين بقوة الدعاية الأعرابية المندفعة بضراوة لاءشباع شهوة الغزو لديها, ففيما يلعب أعراب ال سعود ورقة الوهابية و الحرمين يلعب عربان دويلة قطر لمجرد المنافسة ورقة الاءخوان, و كلاهما يلعبان ورقة الدين, ولقد طفحت ءالى السطح مناوشات صريحة كانت ءالى وقت قريب تأحذ طابع الغمز و الّلمز بين أقطاب هذين التيارين توعد كل طرف فيها خصمه بنار جهنم, و تبادلا خلالها من على منابر الاءعلام شتائم سوقية بعضها من الثرات و بعضها من ءابداعاتهم الجليلة, وءاذا اسمتر السجال على هذا النحو فقد نشهد قريبا فتاوى يحل فيها بعضهم دماء بعض على نحو ما شهدناه في حق بعض الأفراد و حتى بعض الفئات جملة واحدة ربحا للوقت.
اليوم اذ تثور الشعوب العربية على حكامها لا ينبغي لها أن تغفل أن الثورة بهذا الشكل لا تؤدي حتما ءالى التحرر ما لم تحرر العقل العربي من ثقافة الاءنبطاح و طأطأت الرأس تحررا كاملا و ليس ءاستبدال المطأطأ له من حاكم باسم شعب لم يختره ءالى حاكم باسم الله الذي لم يفوض أحدا بذلك.



#بلعمري_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيّها الوطن الناكر للجميل, لن تكون لك عظامي


المزيد.....




- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بلعمري اسماعيل - لكل ثورة فتوى و فتوى مضادة, و لكل فتوى ثمن