أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي ناجي جواد - ناجي جواد (طيب الله ثراه)















المزيد.....

ناجي جواد (طيب الله ثراه)


شوقي ناجي جواد

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 11:27
المحور: الادب والفن
    


ناجـي جـواد ........ طيب الله ثراه
المشـايـخ أشـجار الوقـار ..... ومنـابع الأخبــار
الأستاذ الدكتور شوقي ناجي جواد
أنه من العصاميين الذين اقاموا لهم مكانة مرموقة في المجتمع العراقي عامة والبغدادي بخاصة، ويعود ذلك الى ما تمتع به المرحوم ناجي جواد من مواهب الذكاء والوداعة والطموح، كل ذلك كانت مقومات ذلك الفقيد الذي نشأ في احدى محلات بغداد القديمة (صبابيغ الآل) وتربى تربية حسنة واكتسب اجمل العادات والاداب والتقاليد المتوارثة، ونشأ مزودا باخلاق الاباء ومتأثرا بأداب ابناء المحلة حيث برزت المروءة والمكارم والوفاء وحقوق الجوار. ولد فتى بغداد ناجي جواد الساعاتي في سنة 1922 وانتقل الى جوار ربه سنة 2009 وترك تراثا حيا من الصفات الجميلة والمؤلفات المفيدة والسيرة الحميدة وسيبقى ناجي جواد حيا في ذاكرة معارفه واصدقائه، وأبنائه وكل من يكن له العرفان.
صنع ناجي جواد نفسه وكونها على مدى تسعة عقود ليصبح التاجر والمحامي والأديب. أمتهن صناعة وتصليح الساعات منذ العام 1938 نقلاً وتقليداً، عن أبيه وعمهُ عبد اللطيف، وأشقائهِ (كاظم وإبراهيم ومهدي وأخيه فخري). ولازم أخيهِ فخري لتقارب عمريهما ولما يتمتع به من قوة الشخصية والجرأة والإقدام على معاركة الحياة أكثر من أخيه ناجي. كما شارك مسيرة حياته منذ أول إطلالتها على الأعمال، أبن عمه عبد الجبار عبد اللطيف الساعاتي وباشر يعارك الحياة معه ويقاسمهُ نشاط تصليح وبيع الساعات، ثم أستقل كل منهما بعمله بعد العام 1945 من القرن المنصرم.
ومنذ طفولته، لازم ناجي جواد والدته وترعرع بين يديها وأستظل بظلها وتعلم من حكمتها في العيش والحياة سيما بعد وفاة والده جواد علي الأسدي الساعاتي. وأستنار ناجي جواد برؤية والدته نحو المستقبل وأخذ من خصالها المرحة والمتفائلة والشغوفة بالترحال والتنقل بين وعبر ساحات الأقارب والأحبة والأصدقاء وعبر الأماكن العراقية والعربية والأجنبية المتنوعة، حتى آخر أيامه.
أفتتح ناجي جواد أول دكان له في سوق الساعاتية (المعروف بسوق الكمرك) وسط بغداد قرب شارع السموأل، ثم أنتقل بعد ذلك إلى شارع الرشيد قرب ساحة الملك فيصل الثاني والتي سميت بعد العام 1958 بساحة الوثبة، أو ساحة حافظ القاضي كما كان يطلق عليها من قبل عامة العراقيين. وحصل على أول وكالة للساعات السويسرية ماركة ( أولـما OLMA) في نهاية العام 1948 بتوصية من الساعاتي عبده (رحمه الله) الذي كان يمتلك حق توزيعها في العراق. صار دكان ناجي جواد ملتقى للعديد من الشخصيات الذين كانوا يرتاحون لتعامله، فنجح في كسب صداقة خيرة أبناء المجتمع بشتى ميولهم وآدابهم وصناعاتهم ومهنهم، وصار له من الاصدقاء الادباء والمثقفين نخبة طيبة، كانوا (كما ارى) زبدة الرجال الاوفياء وسلافة الناس الكرماء، فله اصدقاء أعزاء من الاطباء والصيادلة والمحامين والمؤرخين والتجار والفنانين واصحاب الحرف ممن يصعب عليّ تحديدهم وتعدادهم وانني اذ انظر الى العدد الضخم من اصدقائه، افكر بالجهد الذي بذله هؤلاء الاصدقاء وبالصبر الذي كابده ناجي جواد في الحفاظ على استمرار وديمومة ومتانة هذه الصداقة.
تزوج ناجي جواد في العام 1939 ورزق بولده البكر شوقي في أوائل العام 1940 ورزق تباعا بالأشقاء، قيس، وهيفاء وعلي (رحمه الله)، وسعد، ورعد، والأختين أيام (رحمها الله) وحلم. وحصل على شهادة ليسانس حقوق في العام 1954. وأختار زوجته الثانية في العام 1955.
حقق ناجي جواد النجاح والشهرة الريادية في عمله المتخصص، وطغى أسمه التجاري على الشارع العراقي منذ بداية الخمسينات من القرن المنصرم، وأصبحت عبارة (ناجي جواد - بغداد- العراق) عنوانا كاملاً له يستدل بها ساعي البريد دون الحاجة إلى تعريفات أخرى. فإذا شيعت له رسالة من بلد أجنبي ودونت عليها هذه العبارة وصلت إليه دون شك.
قدس ناجي جواد الصداقة والعلاقة الحميمة، وكان يمنح الأصدقاء المتسع من وقته وجهده ورعايته، كل حسب نوع وشدة الجذب التلقائي التي نشأة مع ذاك الصديق. فقد توجه ومنذ أول سني نضوجه نحو الأدب والعلم والتجارة معا. فكان يحفظ الشعر ويقرأ الأدب ويخالط الناشطين في هذين المجالين. عشق البعد الاجتماعي من الحياة عبر مسيرته، فكان جليساً مواظباً للكتاب والشعراء والفنانين وحاضرا لمجالس الأدب والشعر والثقافة والفن, واستطاع أن يجمع كل من كان حاضراً في العام 1983 منهم مرة واحدة. وهو الدءوب على تطوير حياته وعلاقاته من خلال تلك المجالس ويعززها بعلاقات الصداقة والمحبة والألفة، ومتعاطفا مع من يصادفه عبر تلك المجالس أو يتقرب من كل من حظي بالمعرفة والعلم ليأخذ منه لصالح حياته, حتى وافته المنية في بداية النصف الثاني من شهر أيار (مايس) من العام 2009 .
طغت على ناجي جواد ملازمته للأدباء والشعراء والفنانين وذوي المواهب العلمية والأدبية والمربين، حتى إذا أنتبه إلى هذه الملازمة من كان يبحث عن الشهرة سارع إلى التواجد بقرب ناجي جواد عسى أن يحظى بمعرفة من سيلتقي وينتفع من ذلك اللقاء. وفي ذاكرة ولده البكر شوقي المدون لهذا الاستهلال بعض من تلك الأسماء. وهو الذي كان أكثر المرافقين لوالده عن إخوته الآخرين، فقد كان له شرف لقاء هذا الجمع الكبير والجامع للمعرفة، فجالس العديد منهم واستمع إليهم وتعلم منهم وتثقف على أيدي بعضهم كامثال المربي عبد الحميد المحاري، والكاتب الذكي طعمه السعدي والعم مهدي جواد الساعاتي رحمهم الله تعالى جميعا برحمته الواسعة. وقد كان لكل منهم دور بارز في تعليم شوقي وتثقيفه وغرس الذكريات الطيبة ونقلهم للمعرفة المعلنة والضمنية إليه. ويعرض الملحق (1) من كتاب (في رياض الكتب) أسماء الأدباء والشعراء والفنانين الذين جلس إليهم وتعرف على بعضا من خبراتهم، وطبع البعض منهم في سلوكية شـوقي الشيء الكثير من الخلق العراقي الذي نفتقد بعضا منه في يومنا هذا، ونحن على مشارف العقد الثاني من الألفية الثالثة.
ولما كان ناجي جواد - طيب الله ثراه – مولعا وشغوفا بالسفر والتنقل بين البلدان والأمصار، ويعبر حدود دول العالم الواسع فقد شرع ومنذ أول سفرة طويلة له أن يوثق مشاهداته وانطباعاته بكتب بلغ مجموعها أربعة عشر كتابا، مما حدا بالعديد من الكتاب نعته بالأديب الرحاله ووصف أدبه بأدب الرحلات. واسمحوا لي هنا أن اثبت بان والدي رحمه الله تحمل أعباء كتبه كلها ويقدمها طوعا ليتمتع بها المحبين والمطالعين والراغبين بالاستزادة وتطوير الآفاق وغيرهم، ولم يجني منها ما يجنيه الكتاب الآخرين، فتحمل تكاليفها وشقي بتوزيعها على الأحبة والأصدقاء والمعارف جمعيا دون مقابل سوى الرغبة في نشر المعرفة التي تراكمت عنده وتزويد الناس بها. الملحق (2) يضم عناوين تلك الكتب.
وتزخر مؤلفات الرحالة الاستاذ ناجي جواد الساعاتي بتتبع واستقصاء جوانب الموروث الشعبي للشعوب التي يزور ويرحل الى بلدانها ودولها حيث يصور بدقة متناهية القيم والعادات والتقاليد والفنون والآداب والصناعات الشعبية، ويجمع كل ما تتضمنه الحياة الشعبية في جانبيها المادي والنظري، وينقل منها ما يستطيعه للقارئ بأمانة علمية دقيقة لا تشوبها اي شائبة من بالغة او تمويه، ولا يضع على ما تنقله عدسته التي يقطر منها جنانه فوق قلمه على الورق الا التعليق البسيط، أو الربط بين قيم وعادات وموروث شعبي قيّم وحديث ومعاصر، ليقدم الصورة بابعادها وداخل الإطار الذي يجعل من يتناولها في موقف المتخيل، ويعيش في الاجواء والمواقف ذاتها ليظل على بينة واضحة.
أحب ناجي جواد )رحمه الله( الإخوان والأصدقاء والمعارف من الأدباء والشعراء والفنانين والسياسيين والمنشدين والصادحين بأصواتهم الشجية والتجار وذوي المهن والحرفين بنزاهة وإخلاص، لا يرجو أمراً إلا إعلاء راية الإخوة والتالف وتوثيق عرى الإنسانية بين الجميع. وتوكيدا لما تم تدوينه أندفع ناجي جواد قبل نهاية العام 1983 نحو أثبات مصداقيته في الحياة وفق كل ما ذكرته آنفا، إلى دعوة كل من كان على قيد الحياة، وهو داخل العراق آنذاك إلى لقاء جامع كبير في رحاب نادي العلوية في بغداد ضم أكثر من ثمانين منهم. وقام بتخليد ذلك اللقاء في صورة فريدة من نوعها تعرض هذا الكم من المعارف والأصدقاء الأضداد والمنافسين والأحبة.
وشغفا وحبا لوالدي ناجي حواد نشرت آخر موروثاته وأوراقه العلمية والأدبية التي أودعها إياي، في الكتاب الموسوم (من رياض الكتب) وقدمته هدية وبحسب توصيته، لكل من عرف أو تعرف وصاحب أو لازم أو رافق وأحب ناجي جواد. وقد عبر الكتاب عن حرص ناجي على إدامة العلاقة مع محبيه وتخليدها في سفر صالح يطلع عليه العامة والخاصة ويعيشوا الحقبة الزمنية التي عاشها منذ الأربعينات من القرن المنصرم وحتى نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة. وقد تم ترتيب مفردات الكتاب بحسب حروف اللغة العربية منعا لأي لبس إذ كان تأكيد والدي رحمه الله على إصداره، بعد أن ترك العراق في العام 1996 الى نيوزيلاندة وهو عارف بأن الأيام لن تسعفه على ذلك.
رحم الله فقيدنا، وطيب ثراه، وخلد ذكراه الغالية، ومنح الإحياء منهم الصحة والعافية ومكنهم من العطاء لإدامة عرى المودة والصداقة والوفاء، وأسكن من تركنا جنة الخلد والله أرحم الراحمين.
كشف بأسماء الكتب التي أصدرها ناجي جواد الساعاتي (طيب الله ثراه)
ت اسم الكتاب مكان الصدور والسنة
1 رسائل من الهند في العراق 1958

2
قصة الوقت في العراق باللغة العربية 1959
في سويسرا باللغة الأنكليزية 1962
3 كتب قرأتها في العراق 1962
4 من وحي السفر في العراق 1966
5 الأندلس في لبنان 1966
6 مع الأيام في العراق 1967
7 أفريقيا الخضراء / ليبيا في العراق 1974
8 أفريقيا الخضراء / تونس في العراق 1977
9 أفريقيا الخضراء / الجزائر في العراق 1982
10 أفريقيا الخضراء / المغرب في العراق 1983
11 أدب الرسائل 1983 في العراق 1983
12 سويسرا خيمة العالم في العراق 1992
13 سيرة ومدينة في الأردن 2000 دار الفارس
14 نيوزيلاند في سوريا 2001 الضاد حلب
15 في رياض الكتب تولى إصداره ولده الدكتور شوقي
في العام 2011



#شوقي_ناجي_جواد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدخل إلى بيئة الأعمال الدولية
- عرض لكتاب قصة الوقت
- الشرق أوسطيةأقتصاديا وسياسيا
- تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب
- الاختزال بللغة العربية - طريقة الفراهيدي
- الإستراتيجية مفهمومها ومغزاها


المزيد.....




- شوي تشينغ قوه بسام: الأدب العربي في الصين كسر الصور النمطية ...
- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي ناجي جواد - ناجي جواد (طيب الله ثراه)