أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي ناجي جواد - عرض لكتاب قصة الوقت















المزيد.....

عرض لكتاب قصة الوقت


شوقي ناجي جواد

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 11:03
المحور: الادب والفن
    


كتاب قصة الوقت
لمؤلفه: ناجي جواد الساعاتي
تقديم/ نجله الأستاذ الدكتور شوقي
نقلا وبتصرف مع الإضافة عن رسالة كان قد بعث بها
ناجي جواد إلى أخيه الدكتور حمدي التكمجي
في العام 1997


الساعة اختراع مهم وعظيم، وقصتها طويلة جداً تعود بدايتها إلى العصر الحجري، فقد أدرك الإنسان منذ ذلك العصر قيمة الوقت وأهمية تقسيمه وتنظيمه ليحسن الاستفادة منه، وأخذ يبحث عن طريقة تمكنه من ذلك فأعانته الشمس. قالت له: أنا أنشر نوري من الصباح حتى المساء، وأتحرك من الشرق إلى الغرب. أستطيع مساعدتك لكن عليك أن تفكر أنت في الطريقة.
فلاحظ الإنسان أن ظلال الأشياء تكون طويلة في ساعات الصباح الأولى عند بداية ظهور الشمس وتقصر كلما ارتفعت الشمس عاليا في السماء، فإذا ما توسطت السماء كاد الظل يختفي ثم لا يلبث أن يعود فيطول بالاتجاه المعاكس اذا مالت الشمس الى الغروب.
وهكذا اهتدى إلى نصب عصاً يجعلها قائمة في الأرض، ويرسم مجموعة خطوط متتالية على الأرض من جهة الشرق وأخرى من جهة الغرب بحسب امتداد الظل وكلما تجاوز الظل خطاً يدل على مرور ساعة.
لكنه جلس محتاراً في الليل عندما يختفي نور الشمس فمدت له يد الكعونة النجوم التي تملأ السماء قالت له: نحن النجوم لا نظهر كلنا في وقت واحد. في كل ساعة من ساعات اليل تظهر نجمة وتختفي أخرى، فراقب النجوم وحفظ مواقعها وأطلق عليها تسميات مختلفة وهكذا تمكن من تقسيم أوقات النهار وأوقات الليل. لكنه عاد الى حيرته ثانية عندما ملأت غيوم الأمطار السماء فحجبت نور الشمس وبريق النجوم، إنه يحجب هذه الغيوم ولا يستطيع أن يطلب منها الرحيل فهي تسقي الأرض وتنبت الزرع وتفرح بها كل المخلوقات لذلك كان عليه أن يجد طرقاً أخرى. وهكذا كان الوقت بالنسبة للإنسان البدائي، عبارة عن الفرق بين النور والظلام ... أي النهار والليل فقط. وكل ما كان يعرفه الإنسان هو أن يصطاد في النهار وينام في الليل. وعند ما أخذ يلاحظ مرور خطوط الظلام المنبعثة من الأشجار التي ترسم ظلالها على الأرض، تمكن بهذه الألتفاتة الذكية أن يقسم الإنسان البدائي حركة الظلال إلى أقسام معينة تتناسب وحياته البسيطة. نظر هذا الإنسان حوله فوجد عدداً من الأصدقاء الذين هبوا لمساعدته، أولهم الديك الصياح ثم الماء والرمل، حتى النار وقفت الى جانبه ليس بقوة اشعاعها وضيائها إنما بقوة إحراقها. فاخترع أشكالاً وأنواعاً عديدة من الساعات المائية والرملية والنارية ولعل أغرب هذه الساعات القديمة هي الساعة النارية التي استخدمها الصينيون القدماء. وهي تتكون من زورق صغير ثبت على طول تجويفه قضيب من نشارة الخشب الممزوجة بالقطران الذي يساعد على الإشتعال. وقد ربط هذا القضيب من منتصفه بخيط تتدلى من طرفيه كرتان نحاسيتان. وتحت الزورق وضعوا طبقاً نحاسياً أيضاً وعندما يشعلون القضيب يحترق ببطء حتى يصل الى المنتصف فيحرق معه الخيط فتسقط الكرتان النحاسيتان في الطبق وقد أصدرتا رنيناً شديداً معلنتين عن مرور ساعة من الزمن وهكذا تعاد العملية كلما احترق نصف قضيب. كانت هذه الطريقة مكلفة ومتعبة لذلك تابع الانسان اختراعاته حتى وصل إلى أسهل طريقة.
إنّ الزّمن هو محور أنشطتنا اليوميّة، وقد تكوّن لدينا الإحساس الأوّلي بهذا المفهوم (مرور الزّمن) من خلال ما نمارسه من أمور حياتنا عبر الشّعور بحدوث الظّواهر الطّبيعيّة وبالتّالي فنحن نقدّر الزّمن اعتماداً على الظّواهر الطّبيعيّة الّتي نعيشها ولكي نقيسه ينبغي أن نختار أحداثا تتكرّر بانتظام ثمّ نبتكر الوسائل لقياس المدد الزّمنيّة الّتي يستغرقها حدوثها المتكرّر.

ما المقصود بالمدّة الزّمنيّة؟ إنّنا نعيش أحداثا يوميّة عديدة كالأكل والذهاب إلى السّوق والدّراسة والنّوم...وهذه الأحداث تستغرق مددا زمنيّة طويلة كمدّة الدراسة ومددا زمنيّة قصيرة كزمن حدوث البرق، وبالتّالي فإنّ المدّة الزّمنيّة هي الفترة الّتي يستغرقها حدوث ظاهرة ما.
كيف نعيّن المدّة الزّمنيّة؟ لتعيين مدّة زمنيّة ينبغي اختيار بداية للزّمن، وهذه البداية اختيارية وليس لها أيّ تأثير في مقدار مدّة حدوث الظّاهرة أو نتائجها فيمكن على سبيل المثال اعتماد منتصف اللّيل لتحديد زمن حدوث الظّواهر الّتي تمّت في اليوم، وبداية الشهر لتحديد أيام العمل والعطل والمواعيد، ويوم الميلاد لتحديد عمر المولود...
وحدة الزّمن: الزّمن قابل للقياس وبالتّالي فهو مقدار مقيس، ذلك أنّه بالإمكان مقارنة أزمنة وقوع الأحداث بعضها ببعض. وللزّمن وحدة قياس نظاميّة هي الثّانية.
اللّيل والنّهار: نلاحظ تعاقب ظاهرة اللّيل والنّهار، فالشّمس تشرق وترتفع إلى كبد السّماء ثمّ تنحدر إلى جهة الغرب، ثمّ تغيب فينتج عن ذلك الظّلام ويأتي اللّيل ثمّ تعود الشّمس إلى الشٍّروق من جديد وهكذا دواليك. وانطلاقا من هذه الظّاهرة الطّبيعيّّة يمكن تعريف النّهار بأنّ المدّة الزّمنيّة الفاصلة بين شروق الشّمس وغروبها وأنّ اللّيل يمثّل المدّة الزمنيّة الفاصلة بين غروب الشّمس وشروقها وأنّ اليوم هو مجموع النّهار واللّيل. لكنّ الإشكاليّة الّتي يمكن طرحها هي ما سبب تعاقب اللّيل والنّهار؟
إنّنا نعرف أنّ الأرض تدور حول نفسها كما أنّها تدور حول الشّمس، فعند دورانها حول نفسها يواجه قسم منها الشّمس ويكون مضاء في حين يكون القسم الآخر مظلما، وهكذا يمكن القول إنّ النّهار هو الفترة الزّمنيّة الّتي يواجه فيها مكان ما من الأرض والشّمس، واللّيل هو الفترة الزّمنيّة الّتي لا يواجه فيها هذا المكان من الأرض الشمس. ومن المعروف كذلك أنّ الأرض تدور حول الشّمس، والفترة الزّمنيّة الّتي تستغرقها الأرض لتكمل دورة واحدة حول الشّمس وتسمّى السّنة وينتج عن ذلك الفصول الأربعة. ومن خلال ما سبق التعرّض إليه يتبيّن أنّنا نعتمد في قياس الزّمن على حركة الأرض حول نفسها وحول الشّمس، وبالتّالي فإنّ الكرة الأرضيّة تعتبر ساعة وهي وسيلتنا لقياس الزّمن.
ويدور القمر حول الأرض كذلك ويكمل دورته خلال مدّة زمنيّة تسمّى شهرا قمريّا، وأثناء هذا الشّهر يمرّ القمر بأربعة أطوار: الهلال ثمّ البدر ثمّ المحاق ثمّ البدء. فالقمر في هذا الشّهر يمّر خلال أزمان متساوية بأربعة أطوار وهكذا فإنّنا نقسم الشّهر القمري إلى أربعة أسابيع تقريبا ومن هذا المنطلق فالأهلّة هي مواقيت نعرف منها الزّمن.
ساعة الشمس

لا يستطيع أحد أن يقرر من هو أول إنسان لاحظ الظلال، ولكن من الثابت علمياً أن تأريخ أستعمال الساعة الشمسية يعود إلى دور مرحلة الزراعة والرعي عند إنسان وادي الرافدين و وادي النيل. إذ أن البابليين برعوا في هذا الفن. كما أشتهروا في علم الفلك، فرصدوا الشمس والقمر والنجوم، وراقبوا حركتها. كما برع المصريين القداماء في تركيز مسلاتهم الحجرية لمراقبة ظلالها المنبعثة على الأرض. كما أن هناك دول شرقية أستعملت ساعة الشمس على شكل عصا مضلعة الشكل ومنها الهند. وما زالت هذه العصا تستعمل في الحدائق العامة وعلى الجدران وحتى اليوم، وتسمى المزولة.


ساعة الماء
وعندما أراد البابليون أن يعرفوا الوقت عندما تحجب الغيوم الشمس، أكتشفوا ساعة الماء. وفي مصر عثر على ساعة الماء في معبد الكرنك. وأهتم الصينيون بصناعة ساعة الماء. كما عثر على ساعة الماء في اماكن متعددة ومتباعدة من العالم في سيلان وفي اليونان وعند الرومان وفي بريطانيا. وحتى في عصر الدولة العباسية فقد تطورت صناعة ساعة الماء، إذ كانت الوسيلة الوحيدة لضبط أوقات الصلاة، وشيدت ساعة المدرسة المستنصرية في بغداد والتي وصفها غير واحد من المؤرخين والشعراء. كما أشتهرت ساعة الماء في الجامع الأموي في دمشق، سوريا والذي شيده الوليد بن عبد الملك.



الساعة الرملية
هناك شبه اجماع على أن ساعة الرملية معاصرة لميلاد السيد المسيح عليه السلام وان ساعة الرمل صنعت من زجاجة شفافة ذات شكل بيضوي مخروطي من الرأسيين. فإذا ما أرتكزت الزجاجة على قاعدتها تسرب الرمل الناعم من الجزء الأعلى إلى الجزء الأسفل منها منسلا من فتحة صغيرة إلى الجزء الثاني من الزجاجة. ومن كمية الرمل المستقر في الأسفل يحدد قياس الوقت الذي استغرفته تلك الكمية. أضحت ساعة الرمل منذ القرن السادس عشر حتى يومنا هذا تستعمل كتحفة فنية كما تستعمل في مراقبة المكالمات الهاتفية وكذلك في المطابخ لمعرفة الوقت اللازم لنضوج البيض على النار.

ساعة النار
ثبت تأريخياً بان أول من استخدم الشمعة لقياس الوقت هم الصينيون. إذ صنعوا هذه الشمعة من مواد بطيئة الأحتراق، ويعبق عنها عطر فواح، وذلك لأنهم اعتادوا على أن يحرقوا أثمن العطور وأندرها أمام هياكلهم المقدسة وقبور أسلافهم.



الساعة الآلية
الساعة ذات العقارب والساعة ذات الخانات

أحدث دخول علم الميكانيك إنقلابا جذريا في الصناعة والأقتصاد والسياسة والأجتماع، وسائر العلوم الأخرى. وهكذا حرك علم الميكانيك اللوالب البسيطة والدقيقة للساعة ومنها لوالب ذات القطب الواحد المستقر في وسط الآلة (الماكنة) والذي يرتكز عليه عقرب الساعة (ميل الساعة) الذي يسير بخفة وبطء كالسارق المحترف ..... فيسرق بخطواته السحرية ثوان عمرنا الحيوية ...
ناجي جواد الساعاتي
صفحات مصورة من كتاب قصة الوقت




تعريف بكتب قصة الوقت الذي كتبه المرحوم والدي في العام 1959 وترجم في سويسرا باللغة الإنكليزية موثق بصور لجميع الساعات النارية والمائية والشمسية والرملية والألكترونية والذرية



#شوقي_ناجي_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرق أوسطيةأقتصاديا وسياسيا
- تقديم وعرض لكتاب السياسة والحيلة عند العرب
- الاختزال بللغة العربية - طريقة الفراهيدي
- الإستراتيجية مفهمومها ومغزاها


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شوقي ناجي جواد - عرض لكتاب قصة الوقت