من السبب فى هذه المهزلة ومن يوقفها ؟

مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 1356 - 2005 / 10 / 23 - 09:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

يحكى إن رجل يهودي ذهب إلى حاخام يهودي يشكو له ضيق الحال وضيق الخيمة التي يعيش فيها هو وزوجته وأولاده وكثرة المشاكل بينه وبين زوجته بسبب ذلك فما كان من الحاخام إلا إن نصحه بان يدخل عنزته إلى الخيمة ويعود إليه بعد أسبوع وفعل الرجل كما قال له الحاخام ورجع بعد أسبوع يقول له إن رائحة الخيمة لا تطاق والمشاكل قد كثرت أكثر وأكثر فنصحه الحاخام بإخراج العنزة خارجا وان يعود له بعد أسبوع فرجع له الرجل يشكره على نصيحته فقد عم السلام بينه وبين زوجته بعد إخراج العنزة من الخيمة .
هذا هو السيناريو الذي يجرى في مصر الآن ياسادة فإذا كنتم ياقباط لا ترضون بما انتم فيه فسنريكم ماهو الأسوأ لكي تتمنوا إن تعودوا إلى ما كنتم غير راضيين به .
وتعالوا معا الآن نحاول التعرف على المتسبب في الأزمة التي تضرب مدينة الإسكندرية وتضرب مصر كلها الآن ولمعرفة سبب الازمه لابد من معرفة المستفيد منها .
فنحن لا نعلم من المسئول عن توزيع هذا السى دى الذي يحتج عليه المسلمين ويقولون انه يهاجم ويسخر من الإسلام ولكننا نحاول إن نحدده في ثلاث جهات :
1 امن الدولة كما قال بذلك الأستاذ إيهاب عبد الحميد في جريدة الدستور الصادرة الأربعاء الماضي الذي قال إن الملتحين الذين ذهبوا إلى امن الدولة شاكين له إن هناك من يقوم بتوزيع سى دى يسخر من الإسلام كما يزعمون فما كان من ضباط امن الدولة إلا إن قالوا لهم ألستم ملتحين اذهبوا وتصرفوا بأنفسكم .
فمعنى هذا الكلام إن امن الدولة إما انه هو المسئول عن توزيع هذا السى دى أو كان لديه المعرفة التامة بالمسئول عن ذلك .
ولكن ماهى الفائدة التي تعود على الدولة وأمنها من هذه الأزمة ؟
الدولة وأمنها نظرت إلى :
*إن الأقباط والبابا بعد وقوفهم خلف الرئيس مبارك وقفة رجل واحد وشعورهم إن لهم كيان وإنهم كانوا من الأسباب الرئيسية لنجاحه أصبحوا ينتظروا الثمن ورد الجميل من الدولة وبما إن الدولة لا تريد إعطاء الأقباط اى شئ فعلى امن الدولة اختلاق اى أزمة لهم (كما فعل الحاخام مع اليهودي) لكي لا ينتظروا شئ من الدولة .
* إن الشارع الاسلامى أصبح معبأ ضد الأقباط منذ مظاهرات الكاتدرائية وإحساس البعض إن الدولة قد جاملت البابا والأقباط وأعطتهم أكثر مما يستحقوا فلابد من امتصاص كل ذلك بافتعال هذه الأزمة التي من الواضح أنهم تصوروا أنها ستكون أزمة مسيطرة عليها وفى حدود معينه لكن للأسف لم يتوقع امن الدولة إن تخرج الامورعن سيطرته كما يحدث الآن .
* أنها قد تكون ازمه مفتعلة من امن الدولة كمقدمه لقرارات سبتمبريه جديدة للتخلص من الحركات الرافضة للتوريث ومقدمة للتوريث الفعلي الذي يعارضه الكثيرين في مصر .

2 الجماعات الدينية والإخوان المسلمين من الممكن إن نقول أنهم هم المستفيد الأخر والهام من هذه الأزمة لأنه من المعروف إن وقت الأزمات يتجه الناس بأصواتهم وبفكرهم إلى الدين وممثليه وهذه هي الفرصة الذهبية للإخوان وممثليهم في انتخابات مجلس الشعب القادمة لحصد هذه الأصوات وخصوصا إن هناك مرشح قبطي عن الحزب الوطني في الإسكندرية .
3 أيضا هناك بعض الجماعات المتضررة من جو الحرية والانفتاح الذي نعيشه الآن في مصر والعالم وهذه الجماعات التي لا نعرف ماهيتها تخاف من المناقشات السياسية والدينية والتي أصبحت تجرى بكل حرية على صفحات الجرائد ومن خلال غرف البالتوك والفضائيات المختلفة مثل الجزيرة والحياة وغيرها ولذا فان هذه الجماعات قد فكرت في اختلاق هذه الأزمة لكي يتم خنق جو الحرية هذه خصوصا إننا قرأنا منذ فترة في بعض الجرائد إن مجلس الشعب كان يفكر بغلق خدمة البال توك (ولا نعرف كيفية ذلك) وسبب تفكيري في ذلك إن الدعوات والتحريض على مثل هذه المظاهرات قد خرجت من غرف البالتوك الإسلامية .
ولكن الآن دعنا من هو السبب في ذلك والمهم هو السيطرة على الإحداث بفرض إحكام قانون الطوارئ وإنزال قوات الجيش للسيطرة على الأمور هناك لحماية أرواح وممتلكات المسبحين هناك فلربما تكون قوات الجيش غير مخترقه من الجماعات الدينية مثل قوات الداخلية التي اخترقها الإسلاميين وسيطروا عليها ولم تنفع إلى الآن في حماية أرواح وممتلكات المسيحيين هناك .
المهم هو إيقاف هذه المهزلة بأسرع ما يمكن حفاظا على أرواح العباد إما بالنسبة إلى مسالة الاعتذار فبالله عليكم من الأحق بالاعتذار ومن يعتذر لمن ؟!!!
مجدي جورج
[email protected]

#مجدي_جورج (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل