هادي بن رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 12:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس المقصود بالصّدفة هنا الصّدفة في المجال الطّبيعيّ , أي دور الصّدفة في نشأة وتكوّن الأشياء كما هي عليه , بل الصّدفة ذات الدّلالة المعنويّة السّببيّة . فمثلا :
(أ) ونرمز بها إلى أحد الأفراد .
(ب) ونرمز بها إلى معتقد ديني ما .
قام (أ) بالإعتداء على (ب) , فأصيب بمرض عضال (ج) ومات .
ليس لنا هنا كمادّيّين غير أن نعيد الجوهر المعنويّ لهذه القضيّة إلى الصّدفة . فالصّدفة وحدها من أسّست لعلاقة معنويّة بين (ب) و (ج) , وأمّا العقل الدينيّ والخلقيّ الذي يعيد الرّمزيّة الدّينيّة المعنويّة الغائيّة للأحداث إلى إرادة فوق-طبيعيّة فهو يرفض الصّدفة وينكرها بل ويصف الملحد المادّيّ بالبلاهة والعمى , من عميت بصيرته على تقبّل الّرمزيّة الدّينيّة المعنويّة للأحداث !
وشاءت المصادفة أن تسخر من اللاّعقلانية الدينية في شكلها الإسلاميّ بحدث عجيب :
فالإرهابيّ السّعودي "أسامة بن لادن" الزّعيم السّابق لتنظيم القاعدة والذي أشرف وأدار هجمات الحادي عشر من سبتمبر , قتل والده "محمد بن لادن" في حادث تحطّم طائرة بجنوب غرب السعودية في عام 1967 , و "سالم بن لادن" الأخ غير الشّقيق لأسامة قتل في حادث تحطم طائرة عام 1988 ! وفي هذا العام أعلن مقتل ثلاثة أفراد من عائلة بن لادن في حادث تحطّم طائرة بالقرب من مطار "بلاكبوش" في "هامبشير" ! وفي يوم الذّكرى الرابعة عشرة من هجمات سبتمبر , سقطت رافعة مكّة لتسبّب عشرات القتلى والجرحى , وهذه الرّافعة من تصميم شركة عائلة بن لادن !
وقد إستقبل المتديّنون المسيحيّون هذا الحدث ببهجة , فهذا المجموع من المصادفات الغريبة ذات الرمزية الدينيّة إنتصر هذه المرة للإيمان المسيحيّ , وزعم هؤلاء المسيحيّون أن تسلسل الأحداث كان من -إرادة الرّب- إنتقاما لضحايا بُرْجيْ التّجارة .
ولأنّ المصادفة عمياء وغير غائيّة , فقد جاءت هذه المرة مضادّة للإيمان الإسلاميّ , واللاّعقل الدينيّ يرفض الدّلالة المعنويّة لهذه المصادفة , ويصفها كما هي : "محض مصادفة" . فكيف للمتديّنين أن يستنكروا علينا القول بالمصادفة , بعد هذا النّسق الصّدفيّ بدلالته المعنويّة المسيحيّة ؟
http://goo.gl/bRPZV1
#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟