في تراث العبيد لا يوجد أحرار

عاطف ميخائيل

الحوار المتمدن-العدد: 4930 - 2015 / 9 / 19 - 05:54
المحور: المجتمع المدني
    

للعبيد تراث يورّث لمن هم على استعداد لعدم التخلّي عن التقليد الأعمى و الجهل الموروث . و يشبّه تراث العبيد بقصّة رمزيّة عن مجموعة من الناس , رأت قطّة صغيرة تموء و تلهو وقت الصلاة , فقام كبيرهم بربط القطّة بعيدا حتى لا تشغلهم عن الصلاة , و رأى أتباعه القطّة مربوطة فلم يسألوا , لأنهم لم يعتادوا على السؤال . و لمّا مات الرجل , كان أتباعه عندما يصلّون يحضرون القطّة و يربطونها بعيدا !

و كما يقول المثل الشعبي ( القطّ يحب خنّاقه ) فإنّه :
_ في تراث العبيد , لا توجد مواطنة و لا سماحة ولكن يوجد العفو و التسامح , و لا يوجد قانون يحمي الفقراء ضدّ الاستغلال , و لاحتى من أنفسهم ضدّ أنفسهم .

_ في تراث العبيد , عادة ما يبدأ الانحناء بإيماءة رأس , حيث توجد القشور , و لا توجد الأفكار و لا المواقف .

_ في تراث العبيد توجد أحلام و لكنها لا تدور في مدارها الصحيح , حيث لا مذاق للقهوة , و لا رائحة لها , و لا تأمّل , و لا تغلغل , و لا صوت , و لا ذكريات , لأن الآفة الكبرى هي النسيان .

_ في تراث العبيد , لا يوجد اختلاف , و لا توجد كلمة لا ,فإن قيل لهم إزرعوا زرعوا و أحسنوا الزرع , و إن قيل لهم إصنعوا صنعوا , و إن قيل لهم حارِبوا , حاربوا و أحسنوا الحرب , و دمّروا أنفسهم و الزراعة والصناعة , لأنّهم لم يسألوا لمن نزرع و لمن نصنع , قبل ان يسألوا لماذا نحارب ؟

_ في تراث العبيد , لا يوجد زمن و لا خريطة و لا وطن , و لا حاضر و لا مستقبل . فقط توقّف تيار الزمن في فعل الماضي المستمر .

_في تراث العبيد , توجد خطوط وهميّة , مفصّلة ومرسومة بعناية ... إفعل هذا و لا تفعل ذلك . استمرار لمنهج لا يتعامل مع علامات الاستفهام سوى بالتحريم و التجريم .

_ في تراث العبيد , الكلاب شرهة لا تعرف الشبع , و الكلاب الأخرى بكماء لا تعرف النبح , حيث لا حرّيّة لأنه لا يوجد من يدعو إليها .

.في تراث العبيد تتشكّل الهويّة و تتماهى مع المتسلّط . و في مرحلة حكم الفرد ما أكثر العبيد في مجتمعاتنا , من يشعرون بالدونيّة , ويبقوا على حالهم بضعفهم و مراوغتهم و مقاومتهم السلبيّة , شركاء ينحنون لمن يقيّدهم !

...... و في الحضارة العبيد يخرجون من التاريخ , و يليها الجغرافيا . فلا يوجد مصير إلاّ ما يصنعه الإنسان الحرّ.. فماذا نفعل ؟

#عاطف_ميخائيل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل