أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - زفرات قلب الشّاعر














المزيد.....

زفرات قلب الشّاعر


كمال العيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:35
المحور: الادب والفن
    


… وسمعت نشيج قلوب, يسوطها أصحابها الشّعراء…
( الفصل الرّابع من مخطوط رواية - القلب الحائض - للشّاعر)

أنـــــا الــمــكــوّر كالــلــّوز الفـجّ.
خـاتـم رسائــل حــبّه .
أنا النــّابض فـــيه.
وإنــيّ الـــنّداء والخـــباء.
أشجــــــار عــفــصٍ, مـنـذورة ثـمارها لرموش النّسـاء.
الأســـود الأخــدود, ومــلـح الجـفون الذي لا يــخـون.
أسوق جمر الحزن للمناديل الورديّة
وأقـــــــرع طــــــبــــــــولــي
لأدلّ السّــــائـــلـيـــن
وقـــطـّاع طـرقيّ عـنيّ.
والـعـابـريـن.
آيــتي اللّيل والقمر ورجع الأنــيــن.
أنا البدء فيه.
وانّي الآخر والمنتهى
فعلام لا يراني,
بعيونه كلّها؟
وعلام يصمّ آذانه
فلا يوجعه هذا البكاء؟

أأصالحه, مثخّنا بجراحه
فيعرض عنّي وينكرنيّ.
وأقرع كلّ طبولي على شفرة لا يخطأ جمرتها :
أن هذي عروقي,
رسل الصّلح إليك.
لم أذنب سيّدي فسامحني.
واغفر زلّة, لم آتها بعد.
هاك ما قلت محبّة.
وشرائط آثامك هاك.
مضمّخة بالوجع المراق.
ومزيّنة بألوان الخمر المعتّق والجمر الدّفين
وفتاوى الوشاة والعابرين.
خفّف عقابي, سيّدي,
عن ذنب لا أراه.
وادفع لي بأحبّة,
لحاجة قد تفيض.
أشير بدهشة صوب خبائهم بسهامي
فتقصدها قوافل المرّ والندّ وذاك البعيد.

أتحفظ قرآن النجوم والكواكب كلّها
وتعرف من عناوين اللّيل ألف بيت
وتبكيني. وأبكيك حتى رعدة الفجر
و تخبّأ في صناديقي, ثقل أسرارك كلّها
ثمّ تنكرني, كأنّيّ الخائن ؟
لم يتّسع وقتك لتعرفني, ولم تتخذني يوما نّديما.
لست الخائن. ولست زير النّساء.
هنّ كتابي اليمين. واضع حرجي عند يقين اليقين.
فعلام أعتذر عن ذنب لا أراه.
النّار السّلام أنا.
أنا الذي يفكّ القيد
ويرفع حرج النّساء .
أقشّر خشب توابيت الصّمت
وأصارع الوحش فيهنّ. النّساء.
لم أخن ولم أذنب لأتوب.
أأتوب عن تخليص سبائك النّار من النّور؟

ترى حفير جراحي
وتسمع أنيني وزفيري.
فتحسبها سياط الذّنوب.

يا وحديّ المرّ. يا وحديّ المرّ.
أحرق بخوري عند كلّ أصيل.
كلّ بيت دخلته, قبّلت زواياه.
وأحرقت ملحيّ لقِرَاه.
ثمّ ضوّعت دخان بخوريّ وأعشابيّ,
عند مفاصل كوّته وزواياه.
هنّ حروفي وطلاسميّ. هنّ النّساء.
هنّ نون الضّاء في أدمعي.
أنا المفتاح المسنون
من خشب الصندل.
أنا المسكون بمصابيّ و بالحنين.
منذور نبضيّ للأنين.
لفتح مغالق الياقوت في خبايا صدورهنّ.
هنّ.
وشفاههنّ. هنّ.
وخبايا الكبد و اللّسان, وما لا تعرفون فيهنّ.
هنّ.
النّار والنّور في مدافئهنّ.
وقدري أن أكون رسولهن, لهنّ.
أحترق بهنّ, ولا أشكو لهنّ, من نارهنّ.
أنا خشب الصندل المعطّر بريح السفن القديمة.
وهنّ الأتون.
فهل سمعت سيّدي, عن خشب, لا يخشى نار الأتون؟
أنا النون.
الصخب والسّكون.
سقيت من آبار دمي, كلّ العطاشا.
وسوّيت انحراف الأقواس
وأعدت زغاريد الأعراس
وخواض الحنّاء. لهنّ.
هنّ.
ودموع الأمّهات الواقفات عند بابهن.
بريق ثغرهنّ.
هنّ.
المتّكئات عليّ بأظافرهنّ.
هنّ.
وتهجّأت فيهنّ الحرف الحرام.
أغمسه في دمي المدام.
وحين يتسلّق أسوارنا المنام.
ويعود لأعشاشه طير الغمام.
وترتخي ضما ئد الجراح. وتسكن أوجاع القروح.
وتعانق الرّوح, مفاصلها الرّوح.
يصرخ السند باد فيّ. ويصهل الوحش المبلّل بطين أوديتي.
أراني أعود, كما الطفل الوليد.
يتحسس بأصابعه حروف أسمائهنّ.
هنّ.
اللّوات عرفتهنّ.
كما هنّ.
لست المذنب سيّدي ,
لا. ولا الخائن. ولست زير النّساء.
أنا قلبك. وهنّ كتابي اليمين.
هنّ الواضعات حرجي, عند يقين اليقين.
ألف…كاف…عين وميم.
صاد…ضاء…دال و سين.
لكلّ الأسماء ميناء واحد.
تحضنه السّفن الغريبة إلى حين.
فعلام تطرق بابا, لست تقصده.
وعلام تصمّ آذانك دون هذا الأنين .

كمال العيّادي – ميونيخ
www.kamal-ayadi.com



#كمال_العيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحنين والغربة : مع الكاتبة المهاجرة كوثر التابعي
- لهذه الأسباب منحت جائزة نوبل لأدونيس ولم تمنح لمحمود درويش
- مرثيّة القمر الأخير
- موت بدون وصيّة
- يلزم بعض الوقت: مجموعة - زهرة يسرى -الشّعريّة
- برقيّات إليهم …أينما كانوا في منفاهم - 1
- وقائع الرّحلة العجيبة إلى تونس
- رحلة إلى الجحيم
- حكاية السنوات العشرين
- بقايا الحنّاء والرّسائل المغشوشة
- 48 ساعة قبل سقوط القيروان
- أبو زيان السعدي , سيد الغيلان
- - آنيتا - زوجتي
- حميد ميتشكو
- الخادمة الصغيرة: للكاتبة كوثر التابعي
- الجوّاديّة لن تزغرد في أعراس هذا الصّيف
- هذا الثّلج غريمي
- المربوع
- باريسا ألكسندروفنا و الغرفة 216
- يوميّات ميونيخ العجوز


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - زفرات قلب الشّاعر