أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - هذا الثّلج غريمي














المزيد.....

هذا الثّلج غريمي


كمال العيادي

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


جنود, لا حصر لها
تعسكر بين مخدّتي والمنام
أرفع غطاء الصّوف القديم
لعلّ النّوم منشغل بفتيل الشّمعة
هناك, عند كوّة الجدار
أنهض.
لا شيىء, غير زوج حذائي المقلوب
وقصاصة من الورق الأصفر
ربّما كنت كتبتها منذ عام :
” لا تنس …
لا تنس الشّمعة قبل أن تنام
اطفىء جذوتها
حتّى لا تحرق أشياءك و الجيران .”

عضوا… عضوا
أسلّم قفص جسدي للمنام.
شجر اللّوز ينحني بأظافره على قلبي
جثث الأحبّة
والأبطال.
أغسل دماءها
كي تموت أخيرا بسلام.
قلبي أتبيّنه بوضوح من بين كلّ القلوب
مصلوبا عند سور مدينة غائرة في التّراب
أهيّ طروادة ؟
ام خيّل لي طيف المنام.
وجهي مرسوم بقلم من الحبر الأسود
وتحت ذقني المحرّف
إعلان عن جائزة ما, لا أتبيّن فيها الأصفار
من يدلّ عليه
حيّا أو ميّتا؟

جثث الأهل والأحبّة والأبطال
تتكوّر تحت لحاف السّرير
تصطكّ أسنانها من البرد
وفي رئتي يضوع بخور القيروان.

كلّ الحجارة وجهها
كلّ الثّمار شفتيها
وصدرها,
صدرها المنمّش بألف خال وخال
يرتجف هاهنا
بين المخدّة والمنام.

أهرب لحين منها
منشغل بهمومي عنها.
أقاتل كلّ أساطين جسدها
وأجندل جنودا وأبطالا
مفتولة من جدائل ظفائرها
ولكنني, كعادتي
أنتهي مثخنا بالجراح
أسيرا لديها.
أشرب جرار الوليد
أسبح مثله في النبيذ المعتّق
وأخلع لنديم لا أراه
معطف الخزّ والصدف الملوّن ونادر الجلمان
أحرن كوحيد القرن,
ثمّ أخبأ رأسي
كمالك حزين تسوطه الرّيح.

هذا الثلج غريمي
والقيروان التي تقايض أسواها بغبار الغرباء.
أعدّل كيس الريش
أسوّي أغطية السرير
أشرب حليبا باردا له طعم الحليب
أراجع حسابات الشهر القادم
أخطّ بيتين من الشعر
سمكة لا تسبح في جداول القافية
للسمكة زعانف وأربعة حركات.
أقايض سمكتي بحوت موقّع.
لا تسرع. هذا خبب.
لا تتمهّل. هذا لهب.
والنّصف القاتل في صدري
يتهجّأ حشرجة نصفه المقتول.

هل نام أبي بما يكفي ليموت؟
هل تطرح ثمارها هناك, شجرة التوت؟

تسعل زوجتي من بعيد
إنّها السادسة صباحا إذن.
أدفن رأسي تحت الوسادة
وأعدّ مبتدءا من الألف, تجاه صفر بعيد.
لا صوت من بعيد
لا صياح ديك ينبعث من بيت الجيران
أخطأت في العدّ من جديد
أسمع السعال الخافت من بعيد
هي السّابعة إذن
ستقبّلني ابنتي بعد عشرة دقائق من الآن
كما تفعل كلّ فجر
وربّما حدّثتني عن حلم غريب
عن سمكة صغيرة تأكل حوتا من حديد
وعن قمر صغير, يتساقط منه
مثل قشور البرتقال.
كما تفعل صباح كلّ عيد .

——————————————————–
كمال العيادي – ميونيخ
www.kamal-ayadi.com



#كمال_العيادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المربوع
- باريسا ألكسندروفنا و الغرفة 216
- يوميّات ميونيخ العجوز
- السردوك*
- وداعا… وداعا يا عبد الرّحيم صمادح الكبير


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال العيادي - هذا الثّلج غريمي