|
الضمير هوية الانسان
سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 21:53
المحور:
المجتمع المدني
الضمير يعني تجربة حياة
وبمقدار ان تكون تجربة الحياة غنية بمقدار ان يكون الضمير مركزا ومسيطرا على سلوك صاحبه الا وهو الانسان المجرب
الضمير يتأتى نتيجة تجربة حياة متنوعة زخمة مركزة ذات مساحة واسعة وعمق كبير وارتفاع قياسي
اما عن المساحة والارتفاع والعمق والتركيز فلا تتحقق دون تنوع عناصر الحياة المادية من تراب وماء وشمس وهواء وشجر ونبات وعشب ونماء وسهل وجبل وواد ونبع وبحر ومطر ورطوبة وهواء وكل مكونات الارض والفضاء
الضمير هو عنوان انسان مر بتجربة الحياة واكتسب مهارتها وتطور عضويا وفسيولوجيا وسيكولوجيا بالتناسق مع تجربته المكانية والزمانية وفي سياق تطوره البيولوجي في طبيعة حياتية تليق بالانسان ككيان حي متطور راق ذكي وفي اطار مجتمع انساني منتج متفاعل خلاق حضاري وعلى مساحة كونية ذات عناصر مادية متنوعة تحقق ذاك التفاعل اللازم لخلق حضارة انسانية يقودها انسان متفاعل ذكي لديه مؤهلات الخلق والصنع والانتاج اذ يمتلك العقل والقدرة والقوة والمؤهلات والضميرالانساني
فهناك الفرد وهناك المجتمع
وهناك الفكر الفردي وهناك الفكر الاجتماعي
وهاك الحرية الفردية وهناك الحرية الاجتماعية
وهناك المنهج الفردي وهناك المنهج الاجتماعي
وما يجمع بين الفرد والمجتمع هو قانون الانتماء او مفهوم الانتماء او منطق الانتماء او العلاقة الغرائزية او الوجدانية الرابطة ما بين الفرد والمجتمع بحكم استمرارية الحياة والتناسل للعنصر
والانتماء هنا شرط ضروري لاستمرارية بقاء الانسان على الوجود واستمرارية حياته بالشكل الافضل
وهنا يظهر عنصر معنوي مرادف للانتماء ومساو له في المقدار الا وهو الضمير
حياة الانسان التي يصنعها الضمير بموجبها يحقق الفرد امنه وسلامته ويضمن استمراريته بالعيش والتناسل والبقاء على الحياة بافضل حال ممكن
اذ يضمن امنه وسلامته وسعادته ورخاءه و يضمن تحقيق طموحاته وآماله في المستقبل مع ضمان حياة واقعية حاضرة
تليق به وبمستوى فعله وانتاجه ومؤهلاته وقدراته على الفعل والانتاج
ونعود للضمير وكما قلنا الضمير يعني التجربة والتجربة هي ممارسة الحياة اي ان الضمير هو الحياة
ومن لا تجربة له لا حياة له ولا ضمير له
والضمير نتاج الواقع ونتاج التفاعل المادي ونتاج علاقات الانتاج والفعل والخلق والابداع
ومن لا ينتج ولا يبدع ولا يخلق ولا يعمل ولا يفعل ولا يتحرك ولا يبذل جهدا حياتيا خلاقا فلا ضمير له مطلقا حتى لو ادعى ذلك
اذا الضمير صناعة مادية وليس صناعة غيبية معتقدية
فصاحب الفكر الغيبي كالشيخ او القسيس او الحاخام او الكاهن او رجل الدين ايما كان مهما ادعى ان لديه ضمير انساني فانه كاذب
لان الضمير كما قلنا هو صناعة الانتاج المادي وعنوان التجربة الحياتية والتفاعل العنصري مع كافة عناصر الحياة المادية المحيطة بالانسان في مسرح وجوده
الفرد المنتج هو صاحب ضمير اما القاعد السلبي فلا ضمير له
الشعب المنتج هو صاحب ضمير اما الشعب القاعد السلبي الاتكالي المستهلك فلا ضمير له
الفرد المفكر او الانسان المفكر عموما والفاعل المتحرك هو صاحب ضمير اما الغبي الكسول المتقاعد والقاعد السلبي المستهلك البائس الفاشل الهامل المتوكل والغيبي التفكير المتدين المتكل على رب موهوم يعتلى قبة السماء فوقه فانه لا ضمير له
وهنا نقول بان الضمير هو حالة نفسية وحالة فكرية وجدانية يختص بها الانسان برقيه الفكري والفلسفي والابداعي والانتاجي في مسرح الحياة بتغيراتها وتطورها ونموها وبالتوازي والتناسق مع نواميس الطبيعة وقوانين المادة في الكون
فالانسان هو صاحب ضمير اما الحيوان فلا يمتلك الضمير لانه ادنى من الانسان بتركيبه الفسيولجي والحيوي
الانسان ارقى الكائنات ولذا فهو يمتلك الضمير ( الضمير الانساني )
والضمير الانساني يعرف من التسامح والحب والعدل والرحمة والديمقراطية والعطف ورعاية الصغير والكبير وصدق الانتماء واغاثة الملهوف ومساعدة الانسان الذي يحتاج المسعادة والاخذ بيد المراة والصغير والكبير والعمل على خلق اجواء الامان والسلم الاجتماعي وتوفير افضل فرص الحياة للجميع دونما تمييز بين الانسان والانسان على اساس الدين او العرق او المذهب او الوطن وغيره وبالاختصار فان الضمير يعرف من الاخلاق العالية للانسان ومن سلوكه المتمدن الحضاري الراقي
وهنا الضمير هو صفة الانسان وسمته التي تربطه بمجتمع الانسانية جمعاء في كل بقاع الارض
وصاحب الضمير ( الضمير الانساني ) هو عضو في مجتمع انساني يعيش بقرية مجتمعية انسانية تمثل الكرة الارضية دونما حدود او فوارق سياسية او جغرافية او دينية او مذهبية او عقائدية او حزبية او فئوية او غيرها
وانا بهذا التوصيف كانسان صاحب ضمير انساني يكون الانسان اخي وابن جلدتي في اي مكان على سطح الارض بل وفي اي مكان في هذا الكون
وبيني وبين اخي الانسان ميثاق المحبة والتسامح والعدل والتعاون والشراكة من اجل خلق حياة افضل لمجتمع الانسانية توصف بالامن والسلامة والكرامة والرفاه والرخاء
والانسان هو الانسان في كل مكان وزمان
الضمير هو هوية الانسان
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احساسي بمتعة الحياة يحصل عند الخروج عن صف القطيع
-
ذاك الشيطان المتربع في راسي هو انا وهو نفسي
-
ابليس شخصيتي بالعقل الباطن والشيطان صفتي الظاهرية
-
حكم واقوال وفلسفة من قاموس العلمانية
-
استحي ان اقول لي وطن حيث لا وطن للانسان
-
اي وطن هذا الذي يذبح به الانسان كما يذبح الحيوان ؟
-
لقد صحوت ووعيت وادركت وفهمت ما معنى انسان
-
الاسلام ظاهرة تاريخية والاسلاميون عناصر شاذة عن سياق الطبيعة
-
تحرير فلسطين هو تحرير الانسان من قبضة الطغيان
-
حريتي ان اعيش حياتي كانسان بطبيعتي في كل مكان وزمان
-
رسالة استذكار الى امي في عيد الام
-
في عيد الام استذكر الالم والاسى والقهر والحرمان والظلم والتس
...
-
انا انسان ولست حيوان
-
حرية الجسد والفكر والمعتقد
-
احبك يا احمر يا لون الحب والحياة والنماء والطاقة
-
افتخر بانني انسان مجرد انسان
-
ولأنني انسان احس بوجودكم جانبي ايها الانسانيون
-
في داخلي مجتمع انساني
-
دعوتي الى العربان برمي الاسلام من رؤوسهم للشفاء من مرض قاتل
-
هذه كأسي العاشر بمناسبة داعش
المزيد.....
-
-هيومن رايتس ووتش-: القصف الإسرائيلي خطر جسيم على النازحين إ
...
-
مبادرات الدعم النفسي لأطفال النازحين في مراكز الإيواء بلبنان
...
-
الرئيس البرازيلي يستقبل الدفعة الأولى من مواطنيه النازحين من
...
-
مفوض الأونروا: عام من حرب وحشية يحول غزة إلى مقبرة لآلاف الف
...
-
أبو عبيدة: وضع الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة في غاية الصعوبة
...
-
أرقام جديدة عن القتلى والجرحى والنازحين الإسرائيليين
-
بذكرى الطوفان.. أمنستي تطالب بوقف النار ورايتس ووتش تتحدث عن
...
-
الإبادة الجماعية في غزة تدخل عامها الثاني والاحتلال يواصل ال
...
-
السعودية.. وزارة الداخلية تنفذ الإعدام تعزيرا بحق سيدة وتكشف
...
-
اغتيال الصحفي حسن عبد الرحيم حمد
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|