سعيد .. بعد ان اكتشفت خطأي

حيان الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 21:56
المحور: المجتمع المدني
    

تظاهرات يوم الجمعة تعني لي حالياً اكثر من مجرد وقوف لبضع ساعات او هتافات بسيطة اقولها وأعود الى حياتي الطبيعية في باقي ايام الاسبوع. فقبل عدة اسابيع وفي التجمع الاول لمتظاهري ساحة التحرير ذهبت وهدفي لا يتعدى زيادة العدد.
نعم زيادة عدد المتظاهرين بتواجدي معهم، هذه هي الفكرة التي دفعتني للمشي من ساحة الاندلس الى ساحة التحرير رغم الحر الشديد. فقد كنت اعتقد ان المسؤولين لن يستجيبوا لمطالبنا على اية حال ولا فائدة ترجى من تذكيرهم بسوء الخدمات، انتشار الفساد، تردي حال التعليم، عدم تطبيق القانون بشكل فعال ووو الخ.
لكن الامر انقلب الان، وساحة التحرير لم تؤثر على رجالات الحكومة فحسب بل اثرت عليّ شخصياً وغيرت افكاري عن جدوى التظاهر وعدم السكوت. صحيح ان الاصلاحات لم تطبق بشكل كامل ولم تحصل سوى تغييرات بسيطة الا انها بداية جيدة للتغير.
والى جانب ذلك لاحظت الاصرار لدى اصدقائي في كل جمعة، مع ان هذا اليوم بالتحديد هو يوم راحتنا من العمل وتجمعنا في احد المقاهي او المطاعم لندردش قليلاً عما جرى معنا طوال الاسبوع. وإصرارهم هذا لا يقتصر على التواجد في ساحة التحرير فقط بل يتعداه الى تحضيراتهم للتظاهر، فصديقي يوسف يقوم بتحضير الهتافات، وزين العابدين ومصطفى يجهزان المنشورات التي سنرفعها في الساحة، واسامة يحضر عدداً كبيراً من رايات العلم العراقي صغيرة الحجم، اما مجتبى وعلي وسيف واحمد فيحضرون من الكرخ قبل 4 ساعات من موعد التظاهرات تحسباً لإغلاق الشوارع المؤدية الى ساحة التحرير. وهذا يعني ان حصول تغيير ملموس من جهة، وحماسة اصدقائي من جهة اخرى، هما الدافع الاكبر الذي يدفعني لمواصلة التظاهر في كل جمعة.
ونحن نتلقى الدعم المعنوي بما نشاهده في ساحة التحرير، حيث تواجد الاعلاميين الذين نراهم على شاشات التلفاز عادة، او تواجد ملحوظ للفنانين مثل الفنانة آسيا كمال وهي تهتف معنا بصوت واحد. ناهيك عن تواجد المحامين بأزيائهم التي يرتدونها داخل اروقة المحاكم، كل هذا أعطانا ويعطينا حافزا اكبر للتواجد والمشاركة.
مهما يكن من امر، فان التظاهرات لم توقظ النائمين من سباتهم فحسب، بل حشدت الرأي العام وحفزت وسائل الاعلام على تعرية الفاسدين والمقصرين، وهو ما نرجو الا تخفت المطالبة به لاحقاً.
ما اقصده بكلامي هذا هو انني سعيد بكوني اكتشفت كم كنت مخطئاً في تقدير جدوى التظاهرات وقدرتها على التغيير، وأتمنى من الجميع ان يلتفتوا الى اهمية هذه الحقيقة.

#حيان_الخياط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات