أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيان الخياط - عزيزي المؤمن لماذا تؤمن؟















المزيد.....

عزيزي المؤمن لماذا تؤمن؟


حيان الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4230 - 2013 / 9 / 29 - 21:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا النص عبارة عن تحرير لمحتوى فيديو موجود على الانترنيت وهو كالأتي:
"عزيزي المؤمن، هل سبق لك ان توقفت يوما لتتساءل لماذا تؤمن بما انت مؤمن به؟ هل سبق لك ان فكرت لماذا اخترت الدين الذي اخترته؟ لماذا تؤمن ان يسوع المسيح هو الوسيلة الوحيدة للخلاص الابدي؟ ولماذا لا تؤمن بتناسخ الارواح او الكارما(1)؟ لماذا تؤمن ان الله هو الاله الحق ومحمد رسوله؟ وليس بالحقائق النبيلة الاربعة لبوذا؟ لماذا تتمسك بالتوراة، باعتبارها الكلمة الوحيدة التي اوحى بها الاله؟ وليس بالكتاب المقدس "البهاغافا غيتا"(2)؟
عزيزي المؤمن، هل سبق لك ان تساءلت لماذا جنتك تشبه ارضا مثالية وهي مصنوعة من نفس العناصر الاساسية الموجودة في هذا الكوكب؟ هل سبق لك ان تساءلت لماذا يحكم الهك في هيكل سلطة، تشبه تلك التي كانت في الزمان والمكان المحددين اللذين كتب فيهما النص الذي تقدسه؟ هل تتساءل لماذا ان الهك يشبهك، او الحيوانات التي تتقاسم معك هذا الكوكب؟
عزيزي المؤمن، اليست العقيدة التي تمارسها هي العقيدة المهيمنة في ثقافتك؟ إلا تجد ما يلي مدعاة للشك ولو قليلا: ان الاغلبية الساحقة من كل المؤمنين في العالم، يعتنقون ديانة المجتمع الذي ولدوا فيه، ومع ذلك فهم مقتنعون ان الحظ قد حالفهم او ان الههم جعلهم يدخلون العقيدة المحقة؟ إلا يجعلك ذلك تدرك على الاقل، ان كل شخص تقريبا يختار عقيدته، ليس بسبب فضائلها او الادلة التي تدعمها او فعالية نظمها الاخلاقية او بسبب التعبير عن التعبد وإنما لأنهم ولدوا وتربوا عليها، بغض النظر عن وفرة الخيارات المتاحة، لماذا تقريبا كل مؤمن على وجه الارض يختار العقيدة التي في متناول يده، هل انت مسيحي لأنك ولدت في امريكا او اوربا؟ مسلم، لأنك ولدت في المملكة العربية السعودية او اندونيسيا؟ بوذي، لأنك ولدت في اليابان او الصين؟ هندوسي لأنك ولدت في الهند؟ هل يمكن ان يكون الايمان في اغلب الاحيان، مجرد مصادفة جغرافية؟ هل تعتقد بصدق انك لو كنت قد ولدت في بلد آخر، كنت بلا شك ستمارس نفس العقيدة التي تعتنقها الان؟
عزيزي المؤمن هل العقيدة التي تمارسها، هي نفسها التي كان عليها اباؤك وآبائهم من قبلهم؟ هل هي العقيدة الاولى التي تعرضت لها في حياتك؟ هل تعلم ان كل معتنقي الديانات تقريبا، يؤمنون بما تلقوه من لدن ابائهم من معتقدات في نهاية المطاف؟ لماذا تسخر من فكرة وصف طفل في متقبل العمر بالـ"جمهوري"* او الـ"ماركسي"(3) او الـ"كينزي"(4) يعود ذلك لمعرفتنا انه/انها يفتقر الى القدرة على التمييز الفكري وتجربة الحياة والحكمة اللازمة لاتخاذ مثل هذه القرارات المعقدة والدقيقة. ولكن لا نشعر بالقلق عندما يشار الى طفل صغير على انه "طفل مسيحي" فبكل تأكيد هذا الخيار لا يقل تعقيدا! اليس مصطلح "طفل مسلم" في الواقع غير ذي معنى، وكل ما هنالك هو طفل لأبوين مسلمين؟
عزيزي المؤمن، انت واثق بشدة من ايمانك، انت تعرف انه الدين الحق، وجميع الديانات الاخرى خاطئة، انت على استعداد للمراهنة بروحك الخالدة من أجل هذه الحقيقة، ومع ذلك، هل توقفت لتتمعن في حقيقة ان هنالك ما يربو على اربعة وعشرين ديانة رئيسية، ومئات المعتقدات المتنوعة التي تمارس هذا الكوكب؟ هل تعلم ان في المسيحية وحدها اكثر من 45000 طائفة، كلها تدعي فهم الحقيقة المطلقة افضل من الاخرين؟ هل تدرك ان كل عضو في كل عقيدة تتم ممارستها، هو شخص تقي وصادق مثلك، وان ايمانه راسخ بنفس درجة رسوخ ايمانك؟ هل تعلم انهم يقرؤون النصوص المقدسة بكل ثقة ايضا؟ ان لديهم تبريرات دامغة، قد خبروا معجزات، يشعرون بوجود الاله وبصوته الخافت، يتبعون اوامره المثالية بكل خشوع من أجل حياتهم، يحبونه بطريقة لا توصف، ويمكنهم الدفاع عن عقيدتهم بالحماسة ذاتها التي تدافع بها انت عن عقيدتك؟ ولكن لان كل ديانة ترفض الاخرى، وتتناقض معها في القضايا الكبرى والصغرى على حد سواء، لا يمكن ان تكون كلها على حق، اليس كذلك؟ انت تعلم، انت بكل بساطة تعلم، ان عقيدتك هي الاستثناء ولكن، اذا كان كل عضو من كل ديانة يشعر كما تشعر انت، فما هو احتمال ان تكون انت على حق؟
عزيزي المؤمن، لقد قيل لي كثيرا انني حتما سأفوت على نفسي فرصة الذهاب الى الجنة بسبب عدم ايماني، وسينتهي بي الامر في الجحيم، ولكن جنة من؟ وجحيم من؟ لقد قيل لي في كثير من الاحيان انني لمجرد ان اكون آمنا، يجب ان اؤمن بالإله. ففي النهاية ماذا سأخسر على اية حال؟ ولكن اله من؟ نظرا لتعدد الخيارات، الست اكثر عضة للاختيار بشكل خاطئ؟ الن يكون من الافضل الرهان على عدم وجود اله، بدلا من الرهان على الاله الخاطئ؟ ثم تسألني: ماذا لو كنت مخطئ؟ لكن ماذا لو كنت انت هو المخطئ، ماذا لو ان يهوه(5) بدلا من الله هو الاله الحقيقي؟ او شيفا(6) او ووتان؟ او اله اخر على الجهة المقابلة من الكوكب، لم تسمع به من قبل؟ الحقيقة هي، انك تعلم ماذا يعني ان تكون ملحدا بالنسبة لجميع الاديان الاخرى، إلا ديانتك انت، من الواضح لك، ان اتباع الاديان الاخرى مخطئون، مخدوعون او مضللون، لكنهم يعتقدون الشيء نفسه عنك، الطريقة التي تنظر بها اليهم، هي بالضبط الطريقة التي ينظرون بها اليك. كل هندوسي تقي اعتنق ديانته لنفس الاسباب التي جعلتك تعتنق ديانتك بالضبط، لكنك تجد ان اسبابه غير مقنعة، ولا تفقد قدرتك على النوم ليلا، خوفا من ان تموت وتجد نفسك في جحيم ديانته، ولذلك، هل من الصعب ان ترى لماذا ان البعض منا يلحد باله واحد اضافي؟
عزيزي المؤمن، اتساءل عما اذا كانت الاديان مجرد تصورات قديمة، حاول البشر الاولون من خلالها تفسير العالم افوضوي من حولهم، والسيطرة عليه، وعلى الرغم من انها غير منطقية في المضمون، إلا ان ظهورها منطقي بالتأكيد، ونحن لا نلوم اجدادنا على اختراعهم للدين، ليس هناك عيب في التعثر عندما تكون اعمى، او الفشل في حل لغز محير بطريقة صحيحة في الظلام، ولكننا لم نعد نعيش في الظلام، العلم نور ساطع في عالمنا، ينير طريقنا ويبدد الظلام، يكشف اعمق الفجوات، لم نعد نعيش في الكهف، لقد قطعنا الوديان وتسلقنا الجبال، وبدأنا نلمح الصورة الرائعة على الجانب الاخر، لم نعد بحاجة الى قصص تجعلنا نشعر بالأمان او بان لنا قيمة، الم يحن الوقت لكي تتماشى عقائدنا مع اكتشافاتنا المن يحن الوقت لكي تنعكس افكارنا على وجهة نظرنا الجديدة؟ هنالك روعة في الواقع، تضاهي بل وتتجاوز روعة الوهم. ربما حان الوقت للتوقف عن القول بأننا السبب في نشأة الكون، ان ثقافتنا على نحو ما افضل من الثقافات الاخرى، وان قبيلتنا تم تفضيلها على باقي القبائل الاخرى، لقد حان الوقت لنتعرف على الكون كما هو، حتى لو ان ذلك يعمل على الحد من اوهامنا، يجرح مشاعرنا، يهزم وجهة نظرنا، ويجبرنا على الاعتراف بأننا لا نملك كل الاجوبة. ايها المؤمن، اذا كنت تقدر الحقيقة بصدق فوق كل شيء كما تدعي، كما اعرف ذلك حقا، فيجب عليك ان تواجه هذه الاسئلة الاساسية، من الافضل بكثير كما قال كارل ساغان(7) ان نتبنى حقيقة ثابتة من ان نعتنق خرافة مطمئنة.
[نفس تلك الثقة التي اعرف بها ان ديانة شخص آخر هي مجرد حماقة، تعلمني ان اشتبه في كون ديانتي هي كذلك حماقة ـ مارك توين(8)]."
الهوامش:
(1) الكارما: اصطلاح ذائع الصيت في الديانات الهندية، وهو يدل على وجود قانون اخلاقي صارم وشامل في الوجود.
(2) البهاغافا غيتا: الكتاب المقدس في الديانة الهندوسية.
(3) الماركسية: نسبة الى كارل ماركس، وهي عبارة عن نظرية او منهج فلسفي/اقتصادي.
(4) الكينزية: نسبة الى عالم الاقتصاد جون كينز، وهي نظرية اقتصادية.
(5) يهوه: الله في الديانة اليهودية.
(6) شيفا او شو: احد الالهة الهندوسة.
(7) كال ساغان: عالم فلك امريكي.
(8) مارك توين: كاتب امريكي ساخر.

الفيديو على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=rckn4-6Ph1Y



#حيان_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نثق بالعلم
- نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الثانية/نقد الصفات والأسماء الح ...
- نقد العقيدة الاسلامية/الحلقة الأولى/ الربوبية والإلوهية
- الاعجاز العلمي في الفقه الاسلامي!
- العلمانية كمنهج حياة وأسلوب في إدارة الدولة
- حكم الدولة بين النظام الديمقراطي والنظام الثيوقراطي
- نشوء الحبّ وفوائده ... تحليل تطوّري
- الاسلامويون لا يتعلمون من الماضي ... ماذا بعد اعتقال القبانج ...
- هل يخضع الإنسان للحتميّة الوراثيّة؟
- رسالة كريستوفر هيتشنز الى مؤتمر الملحدين الأمريكيين
- كيف ينظر اليابانيّون إلى العرب … عرض موجز لكتاب -العرب وجهة ...
- رقابة السلطة التشريعية على السلطة التنفيذية في العراق وفقاً ...
- الأسواق البايولوجية: لماذا المال أحيانا يشتري الحب؟
- المتحوّلون دينياًّ … هل أصبح تبديل الدّين والمعتقد ظاهرة عال ...
- لماذا يشرب الأشخاص الأذكياء الكحول بنسبة أكبر؟
- الكل فاسدون وسارقون فلماذا لا نسرق نحن مثلهم
- النساء اكثر جمالاً من الرجال
- لماذا المجرمون أقل ذكاءاً من بقية البشر؟
- الان يمكنك السفر بسيارتك الخاصة الى المملكة الاردنية الهاشمي ...
- هل المتدينون اكثر صحة؟


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حيان الخياط - عزيزي المؤمن لماذا تؤمن؟