أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - الكلمات المتقاطعة وتشريب الوعود والاصلاحات















المزيد.....


الكلمات المتقاطعة وتشريب الوعود والاصلاحات


كرار حيدر الموسوي
باحث واكاديمي

(Karrar Haider Al Mosawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 30 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثير هو ما يقرن باسم العراق و فيه الصالح و الطالح. يقال عن العراق انه مهد الحضارات و ام الكتابة و ... الخ مما ينسب الى العراق العظيم..! للاسف الشديد انه كلام ينقصه الكثير من الحيادية و الواقعية. الحق يقال انني في العقود الاخير سألت نفسي اكثر من مرة اين هي هذه العظمة ؟ هل كانت و اندثرث؟ ام انها لم تكن موجودة اصلا؟ لمن يقرأ تاريخ العراق البعيد و القريب يكاد يشكك بهذه العظمة. انه تاريخ دموي و ثقافة تصفوية كاقصر الطرق لحسم الحوار. ما هو تراجيدي هو ان نرى صحة و سريان هذه الثقافة الارهابية حتى في عصور التقدم العلمي الحضاري حيث ان صفة الاستبداد و الفكر التسلطي لم تكن غائبة في يوم من الايام. لانجد ولو تحولا واحدا في الفكر السائد لصالح العقل و العقلانية بل يفضح التاريخ لنا بانه زاخر بالتقلبات و الانقلابات الدموية بحيث اتى ديكتاتور ليحل محل ديكتاتور اخر ليبدأ مسلسل جديد من الانتقام و تصفية الراي و الراي الاخر. بكل تاكيد و بكل اسى نسجل ان اخر تحول بازالة واحدة من ارعن الديكتاتوريات في عام 2003 لم يكن استثناء بل غير هذا الفكر الشمولي العنفوي قناعه لا اكثر وصرنا نجد وجوه عديدة ترمز الى هذه الثقافة الفاشلة بعد ان كنا قد تعودنا على وجه الديكتاتور الفردي. الغريب ان كل من هذه الاوجه يتهم الاخرين بالديكتاتورية ويعد نفسه مصلحا ديمقراطيا يمثل الخير ضد الشر. لو قارنا تاريخ العراق و الشرق اوسط الاسلامي مع حضارات و مجتمعات اخرى كانت يوما تحج الديار العراقية طلبا للعلم و المعرفة قد قطعت اليوم اشواطا و اشواطا في التقدم في كل مناحي الحياة بدون استثناء. السؤال ههنا كيف حدث هذا ؟ و لماذا بقت مجتمعاتنا تحفر نفسها اكثر و اعمق في رمال التخلف مع مرور الزمن؟ اذا كان لا بد من ايجاد فرق او عامل رئيسي واحد يشكل سببا في هذا الاختلاف الهائل بين الطريقين, فلا اجد مرشحا اكثر طبيعيا وواقعيا من الدين. نعم الدين و المتدينين الذين وجدوا ضالتهم في ثقافة الدين للهيمنة الفكرية وذلك عن طريق ممارسة الارهاب الفكري جنبا الى جنب مع الارهاب الجسدي. العالم المتحضر تخلص من كابوس الدين لقرون خلت وحل العقل و العقلانية محل المقدس الزائف و المتغطرس. فكان لهم ان حرر الانسان من التبعية الفكرية فحولته من انسان مقهور الى انسان مبدع و خلاق و النتيجة غنية عن التعريف اذ غزا هذا الانسان الفضاء و حقق رخاء و تقدما للانسان. انهم بكل بساطة صححوا ما كان خاطئا ...أعادو للانسان اصالته المسلوبة من قبل المقدس وجعلوا الانسان هو المقدس بدلا من الدين المقدس زيفا ووهما. هل من فكر مرة ... ما قيمة الدين اذا كان سعره و ثمنه انسان مقهور ممسوخ ؟ ايعقل ان يكون الانسان عبيدا...لكائن من كان؟ احقا وجد الانسان من اجل الدين و عبوديته ؟ ام ان الدين من المفروض ان يكون في خدمة الانسان كما هو العلم؟ انا لا اقدس من يستعبد الانسان و يحقرة و يحتقره. لا مقدس لدي سوى الانسان الحر المبدع. بالامس قتل و ببربرية و دم بارد عشرة من الشباب العاملين في محلات عملهم لبيع المشروبات...لماذا؟ انني على يقين هذا السؤال يقسم القراء الى فريقين او ربما اكثر. فريق يقول و يهلهل مترددا صيحات التكبير ...انهم يستحقون هذا المصير لانهم يبيعون ما حرمه الله...!!! وفريق يدين هذا العمل ويعده اجراميا. و ربما فريق اخر يدين الجريمة و يلوم العمال الضحايا لعملهم هذا رغم المخاطر التي تحيط بهم. يهمني كثيرا الفكر الذي يمثله فريق التكبيريين . اقر انه ليس من السهل ان تاتي بكلام معقول في هذا اللامقول من الفكر الارهابي. لسنا بحاجة لان نكون علماء نفس و لا باحثين مختصين لنؤكد حقيقة لا تقبل الجدل الا وهي ان الذي يمارس العنف بكل مستوياته و اشكاله انما يفعله تعبيرا عن شعور هائل بالنقص لمواجهة الراي الاخر فيسلك اقصر الطرق واسهلها لحسم الموقف لصالحه لعلمه بضعفه وضعف حججه و عقله. نعم هذا هو واقع ماساة الانسان الشرقي الذي ابتلى بهذه العقلية اللامعقولة...فسقط ضحية فكر ديني ارهابي تسلطي دموي. لكي يبرر الارهابي افعاله الشنيعة , يلجيء مرة اخرى الى اقصر الطرق وارخصها حرفيا ....فخلق هو الله و انسنه هو بنفسه على مقاييسه الدنيوية... فكتب له كتابا وانزله نيابة عنه ...و بات يتكلم عنه و نيابة عنه....وشرع نيابة عنه احكامه وشرائعه المقدسة....و بطبيعة الحال نصب من نفسه جنديا و شرطيا و حارسا مدافعا امينا عن الله المؤنسن الضعيف الغير القادر عن الدفاع عن نفسه...! يا له من مسكين مغلوب على امره هذا الله في حربه ضد الكفار و المشركين, لولا بسالة و شجاعة جند الله الذين لا يترددون في يحولوا انفسهم الى مفخخات بشرية تمزق الانسان اشلاء لرضى الله السادي المتعطش الى دماء اعدائه ...! يا لها من فلسفة و عقلية تشجع الانسان الى القتل ...فان قتل فله ثوابه و مكافئته في الاخرة من دعارة و كحوليات تجري انهارا تحت اقدام الناكحين للعذاري و الصبيان...! اخرة لم يتم اثباتها الا في مخيلتهم الضعيفة الفاشلة.
حكام العراق يعانون من دجل ونفاق سياسيين بامتياز...فهم من ناحية ثبتوا في مقدمة الدستور ان دين الدولة الرسمي هو الاسلام... دون ان يسالهم احدا..او ان يرهقوا هم انفسهم بتوضيح ماذا يعني ذلك ان دولة لها دين....! ثم سارعوا ايضا الى تثبيت فقرات تتعارض مع بعضها وضوح الشمس ...فمن جهة ثبتوا في الدستور ..ان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع ثوابت الاسلام و احكامه...ومرة اخرى ما من احد يعلم مثلا اي اسلام هو المقصود هنا, الشيعي ام السني ...النقشبندي ام الحنبلي ام الجعفري؟؟؟ و من جهة اخرى ثبٌتوا ايضا بان لا يجوز سن قوانين تتعارض مع لائحة حقوق الانسان العالمية...!!! ياه ... يا لها من سخافة و سذاجة لا يقبلها عقل و لا منطق ...! كيف يتم التوفيق بين اللايجوزين ؟! الحكومة و البرلمان العراقيين يطغي عليها الاحزاب الدينية بكل اطيافها و من كثرة المتدينين لم يكمل قبل سنة او سنتين ذات مرة النصاب القانوني لعقد جلسة البرلمان بسبب كثرة المحجين من اعضاء البرلمان...يا سلام ...على البرلمان العراقي ...ما كثرة اهل الله فيه...! على اية حال و الحالة هذه لماذا لايستطيعون غلق كافة محلات المشروبات و منع تام لاستيراد وبيع وشرب الخمور؟؟؟ اوليس هذا دجل واضح؟ انه تصرف جبان من الحكام ان لايدافعوا عما يشرعون. من الجبن و غياب الشيم والقيم ان تقتل ساعي البريد وان تجبن من مواجهة محرر الرسالة اليك. من هم من يتناولون الخمر في العراق من شماله الى جنوبه؟ كم هي نسبة المسلمين في العراق ككل؟ بكل تاكيد لا تقل عن 95% من سكان العراق و عليه من هو المستهلك للخمور؟؟ الشجاعة تقتضي ان يعيد المشرع و المحرم حساباته و يفهم سبب فشله في امتناع الناس من الخمر لا ان يقتلوا من يبيعها... انني على يقين بان شارب الخمر يعلم جيدا ما يقول المقدس لكنه في اعمق اعماقه يعلم بان الحلال و الحرام انما من شان الانسان و ليس شان مقدس فرض نفسه على الانسان فجعله عبدا حقيرا لا يصلح الا لقضاء حياته الدنيوية في الصلوات و مراسيم دينية لا تحصى و لا تعد ...! هل من تسائل ماذا تبقى من معنى من حياة الانسان في هذه الدنيا؟
اغنى شخصيات سياسية بالعراق...
نوري كامل المالكي .. ٥-;-٠-;- مليار دولار , نقدا .. وأموال غير منقولة على شكل عقارات .. أستمارة كشف الذمم , تقول , نصف مليون دولار ..
مسعود برزاني .. ٤-;-٨-;- مليار دولار .. وسندات وعقارات وحصص في شركات , في سويسرا والمانيا وايطاليا .. لا يكشف عن ذمته أبدا ..
أسامة النجيفي .. ٤-;-٤-;- مليار دولار .. أسهم ومجموعة عقارات في تركيا والسعودية والامارات .. ومزارع وتربية خيول عربية , وشريك في معامل أنتاجية ..
أياد علاوي .. ٣-;-٥-;- مليار دولار .. شقق في دوار الداخلية في الاردن , وبريطانية ,شركات مقاولات , معامل أنتاجية صغيرة ..
عمار الحكيم.. ٣-;-٣-;- مليار دولار .. ارصدة واستثمارات في شركات نفطية وعقارات في ايران وبيروت ولندن والامارات والكويت والسعودية
مقتدى الصدر.. ٢-;-٥-;- مليار دولار .. ارصدة واستثمارات وعقارات في بيروت وايران والكويت والسعودية والامارات وتركيا
جلال طالباني .. ١-;-٦-;- مليار دولار .. وعقارات على شكل فنادق , وقصور , وشقة في تركيا , وأخرى في أميركا , مسجلة بأسم ولده ..
حسين الشهرستاني.. ١-;-٥-;- مليار دولار .. استثمارات نفطية وعقارات في لندن ولبنان والامارات
هيرو , زوجة طالباني .. ٩-;- مليار دولار .. ومسكوكات ذهبية قيمة , وأسهم وسندات , وقصور في مدينة السليمانية وأربيل ..
عباس البياتي .. ١-;-١-;- مليار دولار .. شركة مقاولات , وأسهم وسندات في تركيا .. أستفاد من المالكي , في عدة صفقات وهمية ..
بهاء الاعرجي .. ١-;-٠-;- مليار دولار .. وأموال غير منقولة على شكل , شقق ومنازل فارهة , ومسكوكات ذهبية , تقدر بملايين الدولارات , وشركة مقاولات في الامارات العربية المتحدة ..
احمد الكربولي.. ٩-;- مليار دولار .. استثمارات وارصدة في الاردن وبيروت وامريكا
صالح المطلك.. ٨-;- مليار دولار .. استثمارات وارصدة وعقارات ومزارع في تركيا والسعودية والاردن وبيروت
حسن السنيد .. ٨-;- مليار دولار .. سيولة نقدية , وعقار في لبنان .. وربح من تجارات كثيرة , عندما كان عضوا في لجنة الامن والدفاع النيابية ..
سعدون فرحان الدليمي .. ٤-;- مليارات دولار .. قصور حديثة , وشقق في الاردن والسعودية والامارات تاجر سلاح من الطراز الاول , شركات مقاولة في الرياض وعمان ..
عدنان الاسدي .. ٣-;- مليار دولار .. سندات وأسهم وعقارات في الدنمارك وبريطانية .. أثار ومسكوكات ذهبية نادرة .. لديه شركة حديثة ..
عادل عبد المهدي .. ٣-;- مليارات ونصف المليار دولار .. سيولة نقدية , وشقة فارهة في ضواحي باريس
الفوضى السياسية و الإقتصادية و الأمنية المحتدمة فصولا في العراق قد أنجبت و أفرزت العديد من الظواهر و البالونات لرموز سياسية سطع نجمها بسبب التوليفة الطائفية وحالة الإرتداد الحضاري الفظيعة التي يعانيها الشارع العراقي والتي أدت مؤخرا لتشكل ملامح وإرهاصات قيام دولة طائفية على النمط الإيراني / القندهاري في العراق بعد تصاعد لغة الإتهامات و الإشتباكات اللفظية العنيفة بين المثقفين وبعض الرموز الطائفية والدينية كما حصل مؤخرا حينما أصدر آية الله محمد اليعقوبي ( المرجع الروحي لحزب الفضيلة ) الذي لا يعترف به الصدريون بيانا شديد اللهجة وحافلا بالشتائم ضد الأدباء و المثقفين العراقيين الداعين لإبعاد شبح قيام الحكومة الدينية في العراق!! ووسط الفوضى العراقية غير الخلاقة تمارس أفاعي الطائفية بسلاسة ويسر عمليات التسلل و اللصوصية و الإستحواذ تحت الشعارات التدليسية المنافقة والإدعاءات الكاذبة بنصرة المستضعفين و الفقراء و المحرومين في العراق كغطاء عاطفي للنهب و الجشع مع توسع قاعدة الفقر في العراق وزيادة الإنتفاخ في أوداج و بطون وكروش أهل العملية السياسية التعبانة في العراق ، وإنتكاس الخدمات العامة وزيادة القمامة في الشوارع العراقية ، وفي ظل حالة الهرجلة القائمة والصراع العراقي حول جنس الملائكة وحول هوية ( الباميا ) الطائفية والعرقية ، جاءتنا شهادة تاريخية من الفنان المعروف عادل إمام الذي أكد في مقابلة متلفزة بأن النائب عن التيار الصدري المدعو بهاء الأعرجي الشهير بفضائحه المالية بإعتباره المسؤول المالي و الإداري لمكتب الصدر ! والرئيس السابق للجنة القانونية في مجلس النواب السابق ، هو جار له وقد دعاه لوليمة إندهش لها فاه الفنان عادل إمام لضخامتها و تكلفتها الغالية و إحتوائها على مالذ وطاب من الأطعمة التي لا يعرفها أبدا بطبيعة الحال جماهير التيار الصدري الذين يشغلونهم في الطقوس وحملات اللطم و التحشيد وتجهيز الميليشيات التي هي على شاكلة جيش المهدي!! بينما قطط ذلك التيار السمينة تعيش حياتها برفاهية منقطعة النظير هي أقرب للأساطير منها للحقائق الدامغة السوداء ، فالسيد بهاء الأعرجي و الذي يحمل الجنسية الإيرلندية معروف عنه إرتباطاته المالية فهو سبق له أن قبض مبلغا وقدره 650 ألف دولار أمريكي من رجلي أعمال عراقيين في الإمارات لدوره في تسهيل صفقة نفطية ، كما سبق له أن قبض مبلغا وقدره 200 ألف دولار من المواطن الأمريكي العراقي الأصل سعيد إسماعيل حقي! ، كما أنه أي الأعرجي يمتلك عددا من الشركات العقارية و المالية في المنطقة البغدادية الخضراء إضافة لهيمنته على ميزانية وخزينة التيار الصدري وعلاقاته المالية مع الإيرانيين ومع أطراف خليجية أخرى دفعت مؤخرا لمقتدى الصدر خمسة ملايين دولار!! فقط لاغير ( وكله بثوابه )!! ، لذلك ووفقا لرواية عادل إمام فإنه ليس غريبا أن يمتلك الأعرجي أيضا فيلا فخمة وراقية وباهظة الثمن في منتجع شرم الشيخ!! رغم أن أهل التيار الصدري كما نعلم يحرمون السباحة في البلاجات المختلطة لكي لا يشاهدوا ( العورات ) كما أنهم بريون وليس بحريين!! لذلك يتمركزون و يتموقعون في المقابر التي منها ينطلقون وفي طليعتها ( مقبرة النجف العظمى )! ولكن بهاء الأعرجي بإعتباره إيرلنديا لا يمانع في ولوج المنتجعات لأنه قيادة!! ويجوز للقادة مالايجوز لسواهم! وذلك طبعا قمة الدجل وهو مايميز الجماعات و الأحزاب الدينية والطائفية ، وإضافة إلى ماتقدم به عادل إمام من معلومات حول ثروة جاره الصدري المناضل بهاء الأعرجي فإننا نضيف أيضا لمعارفه من أنه إمتلك مؤخرا منزلا لندنيا فاخرا في حي ( كينغستون ) بمبلغ وقدره 650 ألف جنيه إسترليني ، إضافة لملايين أخرى من رواتبه الخرافية و أملاكه العراقية في مدينة الكاظمية وغيرها رغم أنه دخل البرلمان العراقي سابقا بإعتباره نائبا عن مدينة الناصرية الجنوبية المحرومة التي لايعرفها أصلا..!! إنها ( كلاوات ) العملية السياسية العراقية الكسيحة الفاشلة التي أنتجت كما هائلا من اللصوص و النصابين يعتبر بهاء الأعرجي أحدهم وأبرزهم خصوصا وأن له دور إرهابي أيضا لا تخطئه العين الخبيرة بإعتباره أحد قادة التنظيم الإرهابي العصابي ( جيش المهدي )!.. وطبعا جماهير الفقراء و المحرومين في العراق تعيش في عالم آخر ولا تعرف بما يدور أو يحدث ؟ كما أنه لا توجد آليات لمحاسبة و متابعة إختلاسات كبار القطط الطائفية السمينة ترفع و تطبق شعار ومبدأ : ( من أين لك هذا )؟.. فلو طبق هذا المبدأ في العراق فستكون الصورة كاريكاتيرية سوداء.. إذ ستمتليء سجون العراق وحتى السجون الأمريكية بأهل الأحزاب الدينية و الطائفية و ستخلو الحكومة من وزرائها ، وسيغلق البرلمان أبوابه.. فمغارة ( علي بابا ) العراقية هي من أبرز منجزات الديمقراطية الأمريكية في العراق...؟ولا عزاء لجماهير اللطم و التطبير وهي تسفك دمائها من أجل إنتظار المخلص المنتظر ، فيما القطط السمان تصول و تجول في مرابع ( لندن ) و ( شرم الشيخ )... إنه الخازوق العراقي الأكبر!!.
"الروزخونية"، هم رجال دين من الدرجة الثالثة فما دون. أغلبهم ذوو تعليم متدنٍّ لا يتعدى المرحلة الابتدائية، أو المتوسطة في أفضل الأحوال، والمدرسة الدينية الأولية.. يصل عددهم الى آلاف عدة، وربما عشرات الآلاف. وهم فئة غير منتجة، لكنهم يحصلون على دخل يزيد عما يتقاضاه العمال الماهرون، بل إن بعضهم يتقاضى أضعاف ما يحصل عليه الطبيب، أو المهندس الاختصاصي.. مهنتهم الوحيدة الكلام، ولا شيء غيره، بكل ما ينطوي عليه هذا، في كثير من الأحيان، من حيلة وكذب ودجل وتلفيق ومبالغة وتضخيم وتزوير لوقائع التاريخ.. يقولون القليل من الحقيقة، والكثير من الخرافة، بنبرة حماسية أو مثيرة للأسى والحزن والشفقة. كل هذا لأجل الثأثير في جمهورهم المؤلف في الغالب من الناس البسطاء الأميين وأنصاف المتعلمين.
في السابق، كنت تتعرف إليهم من ملابسهم: الجبة والعمامة، لكن بعضهم، بخاصة ممن انضم الى الحركات السياسية الإسلامية، أخذ يرتدي القميص والبنطال والجاكيت.. بل لم يتوان أخيرا، حتى عن التمندل بربطة العنق الأنيقة بعدما كان يستبشعها، بدعوى أن مرتديها يتشبه بالنصارى (الإسلاميون المتشددون يرون أن ربطة العنق تشبه الصليب!!).
المهم أن الروزخونية، سواء كانوا بجبب وعمائم أم بقمصان وبناطيل وجاكيتات.. بربطات عنق أم من دونها، هم الذين يهيمنون على السلطة في العراق اليوم (أغلبية مقاعد البرلمان والحكومة)، وهذا بفضل الأميركيين الذين جاؤوا بهم الى السلطة والإيرانيين الذين ثبّتوهم فيها. ومع أن الكثير من هؤلاء قد تلقى تحصيلا جامعيا، البعض منهم من جامعات في الغرب، فإن عقلية الروزخون وصفاته، تلازمهم حتى وهم في قمة المسؤولية السياسية.
في كثير من المناسبات تجلت روزخونية أعضاء البرلمان العراقي (نتحدث عن الأكثرية وهم أعضاء الأحزاب الإسلامية) بأوضح ما تكون. هم يحبون المال، وقد عملوا من أجل أن تكون لهم رواتب ومخصصات مالية كبيرة، وامتيازات لا سابق لها، كقطع الأراضي، والمساكن في أحسن المناطق، والحمايات الكبيرة، وجوازات السفر، لهم ولعوائلهم، حتى بعد انقضاء ولايتهم. وهم يحبون المأكل والملبس واكتناز المال والعقارات في الخارج غالبا.. الخ.
آخر مناسبة تجلت فيها روزخونية الأكثرية من أعضاء البرلمان العراقي، هي تعديل قانون الانتخابات البرلمانية.. فلقد تجسّدت الحيلة والمكر والخداع والتلفيق في هذه المناسبة، كما لم تتجسد في مناسبات أخرى من قبل. فهم ماطلوا اكثر من ثلاث سنوات في تعديل القانون، وتركوه الى اليوم الأخير ليضعوا الناس ومفوضية الانتخابات أمام الأمر الواقع ولكي لا يتيحوا إلا خيارا وحيدا، وهو القبول بهذه الصيغة، أو الإبقاء على القانون القديم الذي ترفضه أغلبية الشعب العراقي، وهو ما اضطر المرجعية الشيعية في النجف الى مجاراة ما يريده الناس. وبينما كان العراقيون، ومعهم المرجعية، يريدون قانونا انتخابيا يكرّس نظام القائمة المفتوحة، فإن الروزخونية الذين استقتلوا للإبقاء على النظام القديم (القائمة المغلقة) الذي بفضله فقط استطاعوا أن يصبحوا أعضاء في البرلمان، مارسوا هذه المرة أحد تقاليدهم الراسخة (الاحتيال)، فأوجدوا صيغة تسمح بالترشح والانتخاب الفردي، الى جانب القائمة المغلقة، وهم بالطبع سيتقدمون الى الانتخابات بقوائم، ما يعني أنهم سيضمنون وصولهم مرة جديدة الى البرلمان.
الروزخونية ينشطون عادة في الزوايا المعتمة من المجتمع، وروزخونية البرلمان العراقي ليسوا استثناء، فهم يعولون على الفئات الأكثر جهلا وتخلفا في المجتمع العراقي. ولهذا زادوا من عدد مقاعد البرلمان، وأنقصوا من حصص الكيانات القومية والدينية الصغيرة.. وكذلك من حصة المهجرين والمهاجرين في الخارج.. هؤلاء الأخيرون يستحقون ما يزيد عن 25 مقعدا، لكن روزخونية البرلمان أعطوهم ثمانية فقط، لأنهم يعرفون أنهم لن يصوتوا لهم، فأغلبية المهجرين والمهاجرين، هم من النخبة عالية التعليم (أطباء، مهندسون، مثقفون، رجال أعمال، أرباب مهن..). في برلمان 2010 العراقي سترجح أكثر كفة الروزخونية الذين لا خير يرتجى منهم، فلا ينتظر العراق منهم إلا المزيد من التخلف، والتجهيل، ونهب المال العام، وعدم الاستقرار، وإثارة الصراع الطائفي والقومي. لقد احتالوا على الشعب.. ولا خيار أمام الشعب إلا تصعيد الدعوة الى مجلس الرئاسة بعدم التصديق على القانون الجديد، وردّه الى مجلس النواب لتعديل البنود التي تهضم حقوق الشعب.



#كرار_حيدر_الموسوي (هاشتاغ)       Karrar_Haider_Al_Mosawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرور البارزاني يعترف انه داعشي ابن داعشي كما شكر داعش التي ...
- لاتفيد وساطة ولاتأثير يامختار (( ونادى أصحاب الجنة أصحاب الن ...
- دناءة وحقارة الخائن والعميل والمدسوس اسوء من العاهرة اذا ماق ...
- الخدمة الجهادية واوهام الشرف والوطنية
- العراق بخير لولا هؤلاء المجرمون والادعياء واسراب الضباع
- انهيار امبراطورية اصخيل بهروب ولي الدم جواد الطويرجاوي؟
- وقال سبحانه “فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَ ...
- الله يمهل ولايهمل, فقط يعطيك الله الوقت لتراجع نفسك و لكن لا ...
- انقلبت الموازين بعد وثيقة الاصلاح وخرجت العقارب والثعابين من ...
- هؤلاء من قتلنا قبل وبعد الاحتلال والحذر من عقارب البرلمان ال ...
- الله الباري العزيزسدد المرجعية الشريفة,وازيلت الاقنعة وازيلت ...
- خائفين منهارين فاشلين مجانين وياللعار
- من الغريب ان اغلب السياسين مع الاصلاحات والتغير الان ,ولاكن ...
- من الغريب ان اغلب السياسين مع الاصلاحات والتغير الان ,ولاكن ...
- كلمات اخوية وبكل حب واخلاص الى رئيس وزرائنا بعد ان فاض الكيل ...
- مقياس العفة والشرف بكم مليون او مليار دولار اوكم كيلوات ذهب
- انها والله ضربة عصا لمن عصى مظاهرات يوم الجمعة 7.08.2015
- مصنع الدمى والطراطير والملهايات في حاوية الازبال العمومية
- دولة الالغاز وطل اسم الخونة والعملاء والمرتدين
- الحكو-_مات تتكون من سي-اسي-ون ظ-أ-ع-و (((الحكومات تتكون من س ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرار حيدر الموسوي - الكلمات المتقاطعة وتشريب الوعود والاصلاحات