أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - هشام محمد الحرك - المستعمرات المعلوماتية















المزيد.....

المستعمرات المعلوماتية


هشام محمد الحرك

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 07:40
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


قد يحار بعض الكرام من قرّاء مقالتي عنوانا وبسطا ، وما أن يتمهل قليلا في القراءة حتى يجد نفسه امام واقع لايحسد عليه ولاينتبه اليه ، إلا وهو في ورطة اقتصادية مذهلة تمنعه من الانسحاب كما تمنعه من التقدم والاستمرار ، كيف ذلك ؟
هل لدينا في مخفيات الامور حواجز لامرئية قد نتعرض لصدماتها فجائيا ؟ هل حياتنا الاقتصادية باتت مستوطنا للمحنة العظمى ؟ أم أننا سنتعرض في حياتنا ، شخصيتنا ، ظروفتا ، لمدحرة جديدة تفوق ما مضى وتترك من الآثار ما يعجز تصرفاتنا ؟ هل نحن امام ولادة القنبلة الجينية التي تنذر باستنساخ جديد لخلايانا الدماغية او لطريقة عمل بطيننا الأيسر او لغضاريفنا الموزعة ؟ هل يعمم مذهب التبادل الحر ، هل من تزاوج خلف الجدار بين الحياة والمعلومة ؟ قدرات نووية معلنة ، ثورة عسكرية مشهورة ، نظام تسلح جديد مبني على الانفجار المعرفي ، كارثة معلوماتية تحيط بنا وتقودنا ( شعوب ودول ) لأخذ احتياطات لازمة تجاهها ، كانت نذر الانترنت تهدد بقرب إطلاق القنبلة السبرنيطيقية ، الامر الذي يدعو بالقصد الثاني لاستحداث مايقنن الجريمة السبرنطيقية بين مافيا التكنولوجيا وخطر التهدم الرقمي ، في قدرتهم على نهب مقدراتنا وثرواتنا وبين استعمالهم هاكراتهم المتقنة الصنع والكامنة فيها مكنات الفورسة ، عدا عن ظروف الانتشار النووي والتحكم السبرينطيقي والانفجار الديمغرافي ، ولو تم الاستغناء الحاسوبي عن التحكم بالذرة لكنه يفرض علينا مسايرته رغا عنا في فك الشفرة الجينية ، الذي اصبح من اقوى وأحوج ميادين العلم الحديث لإنساننا المعاصر اذ لم نعد نكتف بالحد الأدنى ( عليك ألا تجوع فيها ولاتعرى ) ولم يعد تغيير معطيات الحياة يأخذ البساطة المتوقعة نظرا لالتحاقه بالمتغيرات الكونية ولأننا سابقا لم نتوقع هذا التسارع وذاك التصعيد الى ما وراء التصور العقلي للأدمغة المحدودة والمحصور عملها في كفاف العيش .، بل اخذنا بتحسين النسل وتشجيع التقنية العرقية طبيعية، صناعية ؟ لتحقيق إنساننا الجديد المختلف عن انسان العصور الحديثة الذي من الممكن ان ينتج على شكل خضار متكيفة محيطيا مع واقعنا ضمن حالة من الانتاج المعياري للفرد بعد أن أصبحت المعلومة تشكل البعد الثالث للمادة ، من يعرف كل شيء لا يخاف شيئا ، والحال أن حادثة وقعت سنة 1988 شكلت العطب الناتج عن انزياح حاسوب القيادة ليغير موقع القمر الصناعي مما أثار زوبعة حول هشاشة الموقف الأمريكي اتجاه هذا الخلل التكنولوجي الضروري بالنسبة لحياة البلد فماذا لو خلل ما –لاسمح الله - حصل في عملية صنع انسان وتكويناته العامة ونتائجها على الواقع والبشرية ؟
منذ البدايات وقبل ربع قرن من تجربتي الشخصية وبتماس مباشر مع مستعمراتنا المعلوماتية وكنت حينها اعيش الكفاف اليومي ، لكن الواقع في تلك السنوات فرض نفسه مع بدء المشوار المعلوماتي الطويل والمتعب والذي استنزف الأعصاب والمال والحرية ، ومن مثلنا وبمستوانا المالي يقف من واقع المتابعة لهذه التطورات موقفا مقيتا على المستوى المعرفي لمحدودية المتابعة والمالي للعجز الخارق .. ولكن انت امام واقع انت اخترته ..............وبدأت إتابع علاقاتي المعلوماتية بدقة مذهلة غير آبه بالمال او بالمعرفة ، ولا يخفى عنكم المثل الرائع ( ياغافل إلك الله ) لكن الله للفهيم فقط بدليل قول ابا الحسن علي بن عمران الملقب ابي طالب كرم الله وجههم ( ماعبد الله إلا ذو عقل ) .
لم يهدأ النتاج التقاني منذ يزوغ فجره حتى تاريخ كتابة هذه الآلام ، وعندما اقول ( نتاج تقاني ) اقصد جميع مكوناته الهاردوير والسوفتوير كأبوين والمعرفوير كأبناء وهذا الأخير مصطلح أسأل الله ان يكون قد وفقني في تركيبه ليدخل في لغتنا التي كثيرا ما تأثر مخزونها بفعل ابداعات العمل التقاني ، وبتمركز هذه العائلة في ذهنيتنا العربية او الغربية سمج او فرض على المنتجين سلوك طريق تسويقي شكل عقد القهر النفسي للكثير من المستهلكين وبخاصة اصحاب الدخول المحدودة وهم على الأغلب مبدعين ومفكرين وبحاجة اكثر من غيرهم لمتابعة هذا التطور وذاك النتاج ، ولتقريب وجهات النظر الميدانية نأت الى الهاردوير وبقي من الذكريات انه في العام 1987 تمكنت وبضغوط فائقة الترابط من شراء شريحة ذاكرة 1 ميغا بقيمة 120 $ لتسريع أداء الجهاز وعشت تفوقا على اقراني ممن يملكون اجهزة في تلك السنة ، وتمكنت بعدها من امتلاك هارد ديسك سعة 10 ميغا وليس 10 جيجا بقيمة 500 $ أي كل 1 ميغا 50 $ وكنت اسابق الزمن لأصل الى بلدتي حيث ادير عمله في جهازي ... ماهي إلا ساعات حتى عثرت في مكتبتي البرامجية والتي لاتتعدى حدود عشرات برامج موزعة على ستة سي ديات من نوع الغلاف البلاسنيكي ذو الشكل المربع والذي طوته ايامنا التقنية الحالية في نسيانها ، فأتيت بهذه البرامج والتي لم تكن تعمل قبل ادخال التطورات الجديدة في جهازي ثم صارت تعمل وتعطيني الكثير .. ويفهم من هذا ان الشركات المنتجة للهائلة الذهنية يبدو انها متفقة على مواكبة الانتاج من هذا وذاك وهي صاحبة القرار وانت وحدك المستهلك ....... ومرت الايام على هذه الوتيرة مابين انتاج الشركات على اختلاف صناعاتها بين العتاد والبرمجيات وبين تكاثر المعرفوير في نمو الفكر والثقافة وسعة الاطلاع عند غالبية مالكي الحاسب ، وفي سنتنا الحالية وخلال عقدين تقريبا حاولت من قبيل – الفضول او التألم – مقارنة بريئة بين افراد عائلتنا الذهنية التي نتجت عن الثورة المعلوماتية والتي هي بالضرورة حسب قراءاتي لواقعنا الحالي هي ( إضاءة كونية ) تدخل الى حد ما في تصنيف الكامل التام ، رأيت الفرق المرعب او دعوني اقول عنه الفرق الارهابي بين اسعار 1987 واسعار مشارف العام 2006 لتلك العائلة الذهنية ، الهارد ديسك اليوم يتسع وسطيا 160 جيجا وسعرة التقديري اقل من 100$ والذاكرة شريحة 512 ميغا لاتتعدى 50 $ واذا اجرينا مقارنة حسابية بين العامين اعلاه لوجدنا اننا دفعنا في العام 1987 قيمة الذاكرة 1 ميغا والهارد 10 ميغا ماقيمته 61440 $ لذاكرة اليوم و 8000000 $ للهارد اليوم واذا طرحنا هذا امام عالم اقتصادي فماذا به فاعل ؟؟
وإنتاج السوفتوير يواكب – بقصد او بغير قصد – انتاج الهاردوير الامر الذي يدعوك الى احد موقفين اما ان تقبل بما عندك وتوقف عجلة المتابعة وهذا مستحيل على الصعيد العملي والمادي او ان تتابع الخطى لمساواة الآخر بالارتقاء وهذا مستحيل أكثر وانت هنا الآن فتفضل بالقرار ......... ظهرت نسخة windows xp هذه لاتعمل في جهازي لانها تحتاج الى توسيع الذاكرة ....... تم ذلك بفضل الله .. واصبح الجهاز يعمل على xp واعطانا فأبهرنا .. ورافق ذلك البرمجيات الجديدة والمعقدة والتي ساهمت ببطء الأداء العتادي رغم توسيع الذواكر .. مع افتراض حالة التوافقة العامة في جهازك ، ثم وصلت نسخة ويندوز ميديا سينتر وكان أداؤها أفضل واستيعابها للبرامج الجديدة اقوى ولم تتطلب أي تطوير للجهاز على الاقل في حدود عملي كمدرس للمادة .. او كخبير نظم .. ثم ظهرت نسخة ويندوز 64 بت لكنها لاتركب على اجهزة المعالجات 32 بت وتحتاج الى تغيير المعالج ....... كنت اناقش قبل عدة اسطر مسألة الذواكر وهذه لاتكلف اكثر من عشرة $ او ضعفها في الحد الأعلى .. لكننا وامام نسخة ويندوز 64 بت نقف عاقدي الحاجب مشتتي التفكير .. من اين نأت بمعالج جديد سيما واننا في موقف نحتاج الى تطوير المعالج لا محالة .. وله تداعيات سرية مخيفة وهي تغيير اللوحة الأم المازربورد لغاية التوافقية هذا باستثناء ما لم نعرفه حتى اللحظة ، وربما بحالة ما سمحت لنا اعتباراتنا المالية من هذا التطوير فمن منكم الضامن لوقف هذا النزيف الارهابي لمقدراتنا التي هي بالفعل محدودة ؟؟؟
انا توقفت مرحليا عن النسخة الجديدة هنا ولوقت قصير حتى يتيسر لي معالج 64 بت .. لكن وعلى فرض انه لزم لي أداء أمر ما يحتاج الى نظام ويندوز 64 بت فماذا انا فاعل حيال ما طرحته في مقدمة مقالتي .؟؟؟ او حيال حاجتي لهذا التغيير ؟؟ لايوجد لدينا ولا لدى الغير أي نوع من الحلول سوى الدفع فادفع بالتي هي احسن فأنت وحدك فقط المستهدف لأنك انت وحدك المعني باستهلاك نتاج شركات العائلة الذهنية ....... هذا في حدود اهتماماتك الشخصية بالتعامل مع الحاسب وفيما لو اردت انشاء موقع على الشبكة وتقديم اعمالك وتضمينه بعض المعطيات وواجهتك مشاكل السعة واستغلال بعض الشركات المزودة لخدمات الانترنت مابين السعة والأمان والأداء وضياع الكثير منك باستنزاف الزمن والمال والاعصاب ......... لم يعد مصطلح المستعمر يطلق فقط على من يحتل الأرض ويستنزف المقدرات بل هناك تنوع لاطائل له في الحالة الاستعمارية واليوم نحن في خضم العراك الدائر تحت مسمى المستعمرات المعلوماتية التي أذهلتنا في تحقيق الكثير لنا ولأبنائنا ولمجتمعنا وعلى كل الاصعدة ولكن الثمن يفوق التصور والتوقع والاحتمال ....... اريد حلاَ ...



#هشام_محمد_الحرك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعريب عنونة الإنترنت
- المعرفة بين سندان العنكبوت ومطرقة الترجمة
- الأوعية المعرفية
- المصنع المؤتمت- محطة إلهية-
- الإعلان عن ميلاد اتحاد كتاب الإنترنت العرب
- مركز قديم لتجارة النحاس والفخار اهتم به السومريون والفراعنة
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض
- ملف عن الزلزال في آسيا
- هل يصبح النشر الإلكتروني بديلا للكتاب المطبوع ووسيلة للتخلص ...
- الصحافة الإلكترونية وتحطيم علاقات إنتاج النشر
- اللغة المقدسة التي تكلم بها آدم
- الولايات المتحدة، حالة زائلة تتصادم مع التاريخ
- كيف ساهمت الصورة الفوتوغرافية في انشاء الدولة العبرية
- أسرار تقنيات المعالجات الحديثة
- أهم مشاكل الصحافة الالكترونية
- البيان الأممي ضد الإرهاب- و 3000 توقيع ........... على ماذا ...
- الوثيقة العربية للإنترنت
- التقدم النانو تكنولوجي - أفضل أداء بأقل جهد و قيمة
- بناء موقع الويب WEB_SITE
- المولود : وصاية امريكية ... المباركون : كل الأمم وعلى رأسهم ...


المزيد.....




- ارتفاع ضغط الدم.. كيفية قياسه والتحكم بمستوياته
- روبوتات تشبه الأسماك -تسبح- في الممرات المائية بالشرق الأوسط ...
- أوقفه ترامب.. الولايات المتحدة تعيد تطبيق مبدأ المساواة في ا ...
- نظام غذائي مثالي للتقليل من أدوية ضغط الدم
- -بمساعدة روسية-.. المحطة الفضائية الدولية تعدل مدارها
- عمو جه يا ماما!!.. نزل تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 بجو ...
- قيامة عثمان على تلفزيونك.. استقبل تردد قناة الفجر على القمر ...
- سامسونغ تكشف عن هاتفها الجديد وتقنياته الممتازة
- واتساب أعمال بميزة جديدة!.. تنزيل وتساب أعمال whatsapp busin ...
- اكتشاف مذهل: السرطان قد ينشأ دون حدوث طفرات جينية


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - هشام محمد الحرك - المستعمرات المعلوماتية