الأوعية المعرفية

هشام محمد الحرك

الحوار المتمدن-العدد: 1342 - 2005 / 10 / 9 - 09:24
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    

الأوعية المعرفية
وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ
بدا ان مشروع الموسوعات العلمية والثقافية خاصة والمعرفية عامة يختط مسارا غير ماقُرر له في لحظة الولادة ، والموسوعة هي بتصوري وعاء معرفي واسع الطيف وفي أغلبية مناحي الثقافة ، ويخدم أكبر شريحة من المثقفين والباحثين ولابد لأي منهم إلا ويجد مشربا بهذه الموسوعة او بتلك ، ولعل أكبر وأضخم موسوعة عرفها تاريخ البشرية هو المعرفة العنكبوتية التي لاترد طالبا قط ، تلك التي دخلت في رهان البقاء الرابح والمختلف عن كل الرهانات السابق منها واللاحق ، لكننا –جميعا-بحاجة ماسة لاحترام هذا الانجاز وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِّن الْعَالَمِينَ وحري بنا ان نبني هنا وهناك اتحادات او مؤسسات تجاهد وتخلص في الحفاظ عليه وتشذبه وتهذبه من محتواه الرمادي او الاسود وتبقيه على بياضه .
في زيارة تقليدية الى موقع ما على الشبكة فوجئت حقيقة أنه مثل بعض المواقع ذو حدّين رغم انه موقع موسوعي وثقافي رائع للغاية ، الموقع هو www.wikipedia.org ويعتمد على لغة (wiki) وضع Wikipedia الأميركي جيمي ويلز هذه الموسوعة.وحلم بتعميم المعرفة في كافة أصقاع الارض ويتوفيرها بسرعة وبشكل مجاني للجميع .....أتوجه بالشكر لموقع http://www.alghad.jo الذي تعرض لمناقشة هذه القضية على الرابط http://www.alghad.jo/index.php?news=48934 وعند زيارتي الميدانية لموقع الموسوعة www.wikipedia.org اثارت دهشتي شمولية العمل وقوة الخدمة وسرعة الاداء وكثير من الأمور التي تعتمد لغة (wiki) على برمجتها وكما ورد في موقغ الغد جو هذه الفقرة : (ويكي ) اللغة التي كتبت بها الموسوعة تسمى لغة ويكي. وهي لغة أكثر سلاسة وسهولة في تعلمها من لغة (HTML) أي النصوص الفائقة الترابط الدارجة في مواقع الإنترنت. ولغة البرمجة التي تعمل الموسوعة بواسطته لا تتميز بسهولتها وحسب، وإنما بأنها أشبه بـ "نظام مفتوح" يمكن لأي كان أن يعدل عليها ويضيف إليها ويحذف منها. وهنا تكمن القوة، لكن هنا يكمن الضعف أيضا.) أشير هنا ان اشتراك الزائر في عملية تحرير الموسوعة خطأ فادح جدا ويترتب عليه مسؤوليات جمة وعقبات تتعلق بمصداقية المعلومة الموزعة سيما وان هناك – بعض – الزوار وربما يكون العدد هائل وبعضهم من النوع الوضيع الذي تنطوي بنيته النفسية وتكوينه الاجتماعي على خلل لاحدود له فينهج في المعرفة مناهج نضليل واسعة من خلال ( تعديل ، تحرير ، إضافة ، حذف ) وكثيرا ما يتحقق الانحياز وعدم الموضوعية وهذا ممنوع في العمل المجتمعي او الموسوعي الهادف وعلى اعتبار ان الناس شبه تعودوا على مصداقية المعلومات الشبكية وخاصة منهم المرضى الذين يبحثون عن ادوية او طرق معالجة والذين هم متأكدين من صحة معلومة الشبكة وإذ بهم يدخلون الى موقع تفاعلي مثل هذا www.wikipedia.org وليس بالضرورة ان يلفت انتباههم احتواء الموقع على عمل تفاعلي كما اسلفت ، فيأخذون منه مايريح حالتهم المرضية وإذا كان ولاسمح الله احدا عبث في معلومة ما تمس حالتهم – ولا أحدا يدرك حالة الصدفة – فقد تودي بحياته ان لم تجري تغييرات غير متوقعة .
قمت ومن باب التجربة لتأكيد المعلومة اعلاه ودخلت الى رابط ما في الموقع لغاية تعديل فقرة ما وتمّ ذلك بهدوء بفضل اللغة الجديدة (wiki) ثم عدت وحذفت مدخلاتي وتم ذلك ايضا بهدوء ، كنا سابقا نخاف الهاكرز ونتحاشى هجومه على مواقعنا وتعديه على حذف مقالاتنا لكن اليوم وباختلاف المعطيات اصبح كل مارق ومغرض هو هاكرز بذاته بعد ان أتمّت لغتنا (wiki) كافة التسهيلات له ، ماذ تخبىء لنا المعلوماتية صباحا ؟؟؟ الامر نحا نحوا مرعبا ومخيفا ويعد بتقطيب الحواجب والاحتراس بكامل الاعدادات تحسبا لانبلاج صباح مبهم الواجهة.. ملايين المعلومات والمقالات بلغات كثيرة، من بينها العربية تنتشر هنا وهناك ولاحاجز بين أي منها .. حيال ذلك ماذا نحن فاعلون ؟ !! هناك نقطة ثانية حول عمليات الاضافة او التعديل تتعلق في سلامة اللغة هذا اذا سلّمنا بتفاعل الزائر مع الموقع فمن ادرانا ان لغته معافاة من الزلل النحوي او الصرفي حتى ولو غير متعمّد لأن مشكلتنا في العربية التشكيل وهذا لايشكل عبئا في اللغات الاخرى مثال : لو اراد الزائر ادخال عبارة ( نشر ) فقد تأخذ معان عديدة منها نشر الخشب او نشر مقالة او نشر الغسيل او نشر البذار .. الخ ولكل لفظة معناها وفحواها ،مضافا موضوع صحة الإملاء وجودة الصياغة وتلافي الركاكة ومن هنا في أقلّ مايقال ويخالف هذه التفاعليات يجب ان ينحصر العمل التحريري الشبكي بهيئة محددة حصريا وتكون هي المسؤولة حصرا عن أي معلومة خطأ في المبنى وفي المعنى وفي النتيجة بينما في العمل التفاعلي لاتجد الفاعل ولاتعرف من اين ومن هو وكيف وماذا ... ؟؟ ويذكر الاستاذ غسان حزين في مقاله في موقع http://www.alghad.jo هذه الفقرة : أول مؤتمر دولي للـ "ويكيميديا". حيث اجتمع نحو أربعمائة من محرري صفحات الموسوعة المجانية من خمسين دولة مختلفة. ومعظم هؤلاء الشباب من الرجال وتتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً وقد قدم الباحثون والمتحدثون دراسات وتلخيصا حول مجتمعات ويكيميديا والتقنيات المستعملة وعالم المعرفة الحرة. واحتوى برنامج المؤتمر على مجموعة من المواضيع وحلقات العمل والدورات التي استهدفت كلاً من القادمين الجدد على عالم ويكي والمستخدمين الخبراء على حد سواء. كما قدم المؤتمر لأول مرة عرضا لأبحاث حول الويكي والمعرفة الحرة
أتوجه لاتحاد كتاب الانترنت العرب والمؤسسات ذات الصلة راجيا العمل على وضع ضوابط محكمة للعمل التفاعلي على الشبكة وسن قوانين ملزمة له حفاظا على هذا النور المعرفي الخالد

#هشام_محمد_الحرك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات