|
اللغة المقدسة التي تكلم بها آدم
هشام محمد الحرك
الحوار المتمدن-العدد: 1040 - 2004 / 12 / 7 - 05:19
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
منذ وقت طويل و لي هواية جمع المقالات التي أرى أنها مهمة في الصحف التي كان يحرص جدي على تواجدها في البيت ، و حيث أن هذه الهواية قديمة لم أكن وقتها أدرك قيمة أن أحتفظ بدقة المعلومات عن المصدر فكنت أكتفي بالمعلومات التي تحتويها المقالات ، وجدت مؤخرا بين تلك الأوراق مقاله أحببتها للدكتور ( مصطفى محمود ) التي كان ينشرها في الأهرام لا ادري إن كان من اللائق أن أنشر نصها دون مصدر لا رقم العدد أو تاريخه أو حتى رقم الصفحة ؛ ربما لترد على ادعاءات بخرافة قدسية اللغة أو أهميتها بل و التشكيك في قوتها لكنها ليست لغة القرآن و لا لغة أهل الجنة فقط بل لغة آدم أول الخلق ايضا . نص المقال كالأتي: " كانت لي وقفة طويلة منذ زمن امام أصل اللغات و أنا اتأمل اللفظة العربية .. كهف فأجدها في الأنجليزية cave و في الفرنسية CAVE و في الايطالية CAVA و في اللاتينية CAVUS فاسأل و انا أراها كلها واحد .. أي لغة أخذتها عن الآخرى وايها كانت الأصل ، كان الجواب يحتاج الى الغوص في عالم اللغويات و البحث في البحار القديمة التي خرجت منها كل الكلمات التي نتداولها .. كان هذا الأمر يحتاج الى سنوات و ربما إلى عمر آخر . و دار الزمان دورته ثم وقع في يدي كتاب عنوانه " اللغة العربية أصل اللغات " و الكتاب بالغة الانجليزية للمؤلفة ( تحية عبد العزيز ) أستاذ متخصص في علم اللغويات ، عرفت أنها قضت عشر سنوات تنقب وتبحث في الوثائق و المخطوطات والمراجع و القواميس ... لتصل لهذا الحكم القاطع .... و الفت نظر القاريء أولا ان يمر بعينة على الجداول الملحقة بالمقال و يلاحظ الالفاظ المشتركة بين العربية واللاتينية وبين العربية والهيروغليفية و بين العربية و الفرنية وبين العربية والانجلوساكسونية و بين العربية واليونانية وبين العربية و اللغات الاوربية القديمة ... ليشهد هذا الشارع العربي المشترك الذي تتقاطع فيه كل شوارع اللغات المختلفة ، و هذا الكم الهائل المشترك من الكلمات رغم القارات و المحيطات .. و رغم إختلاف البيئات و الأزمنة ... اولا ما بين العربية والانجليزية : كفن COFFIN ، كهف CAVE هرع HURRY عنق NECK قط CAT ثانيا ما بين العربية و اللاتينية : يدافع DEFENDO ، ارجو REGO ، ذكر DICER ، عرج ARCUS ثالثا ما بين العربية و الهيروغليفية : اب ابو ، نهر نهير ، عين ماء عينو ، انا انوك رابعا ما بين العربية و الالمانية : أرض ERD ، قط KATEXE أرز REISE ، برج BURG (* و غيرها من الكلمات جاءت في المقال اكتفيت بذكر بعضها *) و أعود الى السؤال لماذا خرجت المؤلفة بنتيجة قاطعة بأن اللغة العربية كانت الاصل والمنبع و أن جميع اللغات كانت قنوات و روافد ، تقول المؤلفة في كتابها ان السبب الاول في ذلك يرجع الى سعة اللغة العربية وغناها و ضيق الغات الاخرى وفقرها النسبي ، فاللغة اللاتينية بها سبعمائة جذر لغوي فقط و السكسونية ألف جذر فقط بينما اللغة العربية بها ستة عشر جذر لغوي ، يضاف الى هذه السعة سعة آخرى في التفعيل والإشتقاق و التركيب ففي الانجليزية مثلا لفظ TALL بمعنى طويل ( التشابه بين الكلمتين في النطق واضح ) و لكنا نجد في اللفظة العربية تخرج منها مشتقات وتراكيب بلا عدد ( طال ، يطول، طائل ، طائلة ، ذو الطول ، مستطيل ،........الخ ) بينما اللفظ الانجليزية TALL لا يخرج منها شيء ، و نفس الملاحظة في لفظ مثل GOOD بالانجليزية و جيد بالعربية و كلاهما متشابه في النطق ، لكنا نجد كلمة جيد يخرج منها ( الجودة ، و الجود ، و الإجادة ، وجواد ، و جياد ....... الخ ) و لفظ GOOD لا يخرج منها شيء . ثم نجد في العربية اللفظة الواحدة تعطي أكثر من معنى بمجرد تلوين الوزن ... فمثلا قاتل و قتيل ، فيض و فيضان ، رحيم و رحمان ، عنف و عنفوان إختلافات في المعنى احيانا تصل الى العكس كما في قاتل وقتيل هذا التلوين في الإيقاع الوزني غير معروف في اللغات الاخرى .. و إذا احتاج الامر لا يجد الانجليزي بد من استخدام كلمتين مثل VERY GOOD للتعبير عن الجيد و الاجود . و ميزة آخرى ينفرد بها اللفظ العربي هو أن الحرف العربي بذاته له رمزيه ودلالة ومعنى ؛ فحرف الحاء مثلا نراه يرمز للحدة و يدخل في كل ماهو حاد مثل حمى و حرارة و حنظل و حريف و حب وحريق و حد وحميم ، بينما حرف الخاء يرمز لكل ما هو كريه وسيئ مثل خوف و خذلان وخنزير و خلاعة و خنوثة وخنفس ... و هذه الرمزية الخاصة بالحرف تجعله بمفرده له ذا معنى و لذا نجد سور القرآن احيانا تبدأ بحرف واحد مثل (ص ) أو (ق) أو ( ن) كأنما ذلك الحرف بذاته يعني شيئا ....... و إننا نستطيع ان نكون جملا قصيرة جدا مثل لن أذهب و مثل هذه الجملة القصيرة يحتاج الانجليزية الى جملة طويلة لتعطي نفس المعنى I shall not go و إذا ذهبنا نتتبع لتاريخ اللغة العربية و نحوها وصرفها و قواعدها و كلماتها و تراكييبها فسوف نكتشف ان ذلك لم يتغير على مدى الوف السنين و كل ما حدث ان نهرها كان يتسع من حيث المحصول والكلمات و المفردات كلما اتسعت الناسبات و لكنها ظلت حافظة لكيانها و قوانينها و لم تجر عليها عوامل الفناء و الاحتلال أو التشويه و التحريف و هو ما لم يحدث في اللغات الاخرى التي دخلها التحريف و الاضافة و الحذف و الادماج و الاختصار ......... و لهذا اختار الله اللغة العربية وعاء للقرآن لانه وعاء محفوظ غير ذي غوج ، و امتدح قرآنه بأنه ( قرآنا عربيا غير ذي عوج ) و حدث و لا حرج عن غنى اللغة العربية بمترادفاتها حيث تجد للاسد العديد من الاسماء فهو الليث والسبع و الئبال و الضرغام و القسورة و ...... و غيرها و تجد كل اسم يعكس صفة مختلفة من الأسد و لكل أسم ظلالا و رنينا و ايقاعا . و من الطبيعي أن يأخذ الفقير من الغني و ليس العكس و من الطبيعي ان تأخذ الاتينية و الساكسونية و اليونانية من العربية و أن تكون العربية هي الأصل الاول لجميع اللغات و ان تكون هي التي اوحيت بقواعدها وتفعيلاتها و كلماتها الى آدم كما قال القرآن ( و علم آدم الأسماء كلها ) . و لم تكتف المؤلفة بالسند الديني و انما قامت بتشريح الكلمات اللاتينية و الاوربية واليونانية والهيروغليفية و كشفت عن تركيبها شارحة ما جرى من تلك الكلمات من حذف أو إدماج ............... " WWW.HISHAMWEB.COM المصدر : راندا رأفت ـ مصر [email protected]
#هشام_محمد_الحرك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الولايات المتحدة، حالة زائلة تتصادم مع التاريخ
-
كيف ساهمت الصورة الفوتوغرافية في انشاء الدولة العبرية
-
أسرار تقنيات المعالجات الحديثة
-
أهم مشاكل الصحافة الالكترونية
-
البيان الأممي ضد الإرهاب- و 3000 توقيع ........... على ماذا
...
-
الوثيقة العربية للإنترنت
-
التقدم النانو تكنولوجي - أفضل أداء بأقل جهد و قيمة
-
بناء موقع الويب WEB_SITE
-
المولود : وصاية امريكية ... المباركون : كل الأمم وعلى رأسهم
...
-
بداية النهاية لطغاة العالم
-
زيارة تجارية إلكترونية
-
الانترنت شريان التواصل
-
المعلوماتية قوة هادرة
-
المعلوماتية دفع جديد للتاريخ
-
الإدارة هي الأساس
-
الاتصالات
-
المعلوماتية وامتلاك الغد ...
المزيد.....
-
معالم ظهرت بفيديو استقبال محمد بن سلمان لوزير خارجية إيران ت
...
-
تتبعت تحركاته.. داخلية الكويت تقبض على فرد بالأسرة الحاكمة و
...
-
إخلاء مستشفيات شمال غزة، وفتح وحماس تناقشان مقترح -لجنة مجتم
...
-
باريس تعلن استضافة مؤتمر دولي لدعم لبنان في 24 أكتوبر
-
إعصار ميلتون -الخطر للغاية- يجتاح سواحل فلوريدا برياح عاتية
...
-
الإعصار ميلتون يجتاح سواحل فلوريدا
-
ترامب يرفض إجراء مناظرة ثانية مع هاريس
-
عاجل| إصابة سفينة بقذيفة مجهولة المصدر وتعرضها لأضرار جنوب غ
...
-
الأعاصير الخطرة.. 5 فئات تحدد سرعة الرياح وقوة التدمير
-
-طفل من بين كل 7- يعاني من أمراض ترتبط بالصحة العقلية
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|