|
برقية الى المتظاهرين - بعنوان / بداية النهاية
يوسف يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 09:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( أن الفقر .. هو أب الثورة و الجريمة / أرسطو " 384 ق.م - 322 ق.م " فيلسوف يوناني ، وهو تلميذ أفلاطون ومعلم الإسكندر الأكبر ، وواحد من عظماء المفكرين ) .
أن أسقاط " الحكم والنظام " في بغداد / نيسان 2003 ، ( وليس أسقاط بغداد كما يدعي البعض ، أن بغداد ليس نظام حكم كي تسقط ، بغداد عمق تأريخي ، والتأريخ لا يسقط ولا يهمل أو ينسى بالتقادم ، كما أن نقوش الماضي لا تمحى من ذاكرة البشرية ! ) أسقاط الحكم في بغداد قاد الى تشكيلة مجتمعية وسلطوية غريبة ، يمكن أن نحددها بالأتي ، أولا ، طبقة من الحكام الجدد - المتعطشين للسلطة والمال الحرام ، باعوا العراق أرضا وحضارة ، ولأول مرة / هؤلاء الحكام الجدد ، شذاذ الأفاق ، الذي أتوا من كل فج عميق ، أغلبهم نكرات لا يعرف لهم تأريخ ، وينطبق عليهم قول الشاعر الشعبي العراقي الملا عبود الكرخي - ( 1861 -1946 م ) شاعر شعبي عراقي نظم الشعر باللهجة العراقية : " لقلق خري .. لقلق بال أبن الطويلة قصر وأبن القصيرة طال " ، الحكام الجدد ، تاجروا بالشعب بأسم تحرير العراق ، ثم أنقلبوا على الشعب ، فأردوه قتيلا صريعا بالضربة القاضية مخضبا بدمائه من الجولة الأولى ، ولم يكتفوا بهذا بل ، تركوه يحتضر وحيدا وهم يشربون نخب فوزهم على الشعب ، وتفرغوا بعدئذ لشفط المال نهبا وبشراهة الحيوانات المتوحشة . ثانيا ، طبقة من رجال الدين المسييسين ، الخادعين للبسطاء من الشعب ، مستغلين الدين من أجل الحياة الدنيا ، وهم حقيقة تركوا الله والدين في أدراجهم المقفلة ، وأن هتافات المتظاهرين : " بأسم الدين باكونا الحرامية " أكبر دلالة على الوضع المتردي دينيا ومجتمعيا ، ثالثا ، شلل من رجال الأعمال الفاسدين ، أستخدموا من قبل الحكام الجدد من أجل تنفيذ الصفقات المشبوهة ، رابعا ، الشعب ، فئة تستطيع أن تصفها ما شئت ، الفئة المقهورة المظلومة المحرومة المنهوبة .. ، هذا برأي ، توصيف بسيط للوضع الحالي الذي أستمر لأكثر من 13 عاما ، وهكذا وضع كان لا بد أن يتصدع ويتفجر ، فكانت المظاهرات التي أنبثقت في تموز 2015 ، والمفروض أن تكون بداية النهاية للطبقة الحاكمة الفاسدة . وهنا التساؤل ، أن كانت هذه المظاهرات لغرض التظاهر ، فستكون صيحات المتظاهرين قد ذهبت سدا ، لأن الوضع ليس وضعا عاديا ، نعم هناك الكثير من المطاليب ، التي لا يمكن أختصارها مثلا ب ، " ألغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين المتقاعدين أو تقليص حمايات الشخصيات و المناصب الحكومية التي تكلف ميزانية الدولة مليارات الدنانير والترشيق الوزاري وحذف مناصب نواب رئيس الدولة و رئيس الحكومة .. " هذا وغيره لا يحلل من الوضع المتأزم الذي وصل الى طريق مظلم لا رجعة فيه ، هذه المطاليب وغيرها خنقت الشعب بالفعل . أن الأمر يحتاج الى ثورة تعمل على تغيير منظومة فاسدة دمرت العراق وقضت على أمال شعب مغلوب مفجوع ، الأحداث تستلزم نخبة ثورية أبية من ضباط الجيش العراقي الباسل ، تساند الثوار ، وتضرب بيد من حديد الفاسدين ، وتتحمل بالوقت نفسه مسؤولية ما ستؤول أليه الأوضاع في حال سحب البساط من تحت أقدام الفئة الباغية من قبل الثوار ! والعراق برجاله ، أهلا لهذا الدور ، وبهذا الوضع يصح قول " فلاديمير لينين " / ولد في 22 ابريل عام 1870 - توفي 21 يناير عام 1924 ، وهو ثوري روسي ماركسي كان قائدا للحزب البلشفي والثورة البلشفية ، كما أسس المذهب اللينيني السياسي رافعاً شعاره الأرض والخبز والسلام : ( لن يكون بأمكانك القيام بثورتك وأنت ترتدي القفازات البيضاء ) !! وهذا لا يعني بأنني أومن بالأفكار والمبادئ الشيوعية لهذا الرجل ، ولكني أرى أن قصد ومغزى قوله في التغيير الثوري ضرورة ملحة ، وقد أن أوانها ، بعد أن ( بلغ السيل الزبى ) !! وأختتم مقالي بمقطع من خطبة " الحجاج بن يوسف الثقفي " ، حيث يقول : ( أني أرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها ، وإني لصاحبها ، وإني لأرى الدم يترقرق بين العمائم واللحى ) .
#يوسف_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق ... و .. أزمة الهوية
-
الدول العربية .. بين الأسلمة و المستقبل المجهول
-
سبي النساء .. بين الشرعنة و الأغتصاب
-
الأسلام بين مفهوم - الدين و الدعوة - ومفهوم - الدولة و السلط
...
-
الاراضي تسقى ماء ، أما أرض العراق فتسقى دماء ..
-
تساؤلات .. في المرتدين وحرية المعتقد
-
قراءة في فتوى - موت المسلمين في بلاد الكفار .. في النار -
-
داعش .. والذبح على الطريقة الهوليودية
-
الدولة المدنية .. هي الحل
-
قراءة في فكر الشيخ محمد عبده .. أمام التنوير و التحديث
-
حل الجيش العراقي .. الطامة الكبرى
-
العشاق .. يقتلون بلا سيوف
-
المرأة في الأسلام .. شبهات و حقائق
-
مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم
-
مذابح الأرمن / الوجه الحقيقي لتركيا اليوم ( مع أشارات للت
...
-
4. تركيا و أيران وجهان لعملة واحدة
-
- عاصفة الحزم - .. و صراع القوى
-
3. مصر .. حريق / الأخوان المسلمين ، متى ينتهي !
-
نجيب سرور .. والجلد الدموي للذات
-
2. أهل الجنة .. ومشكلة اللغة العربية !
المزيد.....
-
سقطت من طائرة!.. كتلة جليدية ضخمة تخترق منزلًا على بعد أقدام
...
-
وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع واستمرار ا
...
-
-ترمي لهدم النظم الأساسية في البلاد-.. أمن الدولة الكويتي يق
...
-
الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد مدمرة أمريكية وسفينتين في
...
-
نهاية مأساوية لشاب قتل والدته بطريقة وحشية في محافظة المنيا
...
-
وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد و
...
-
إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأس
...
-
حزن تجاوز المدى.. غزة تستقبل العيد بأسى وفقد في كل بيت وصلاة
...
-
كعك العيد على نار الحرب في غزة: نساء نازحات في دير البلح يبد
...
-
السلطة والسياسة
المزيد.....
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
المزيد.....
|