|
سألتني حبيبتي
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 15:36
المحور:
الادب والفن
سألتني حبيبتي
سَأَلَتْنِي حَبِيبَيتِي أِينَ أَعِيشْ؟ قُلْتُ لَهَا أَعِيشُ أَنَا عَلَى القَمَرِ، بِقَلْبِ مَلَاكٍ أَحْيَّا، بِقَلْبِ عَاشِقٍ، يُقَدِّسُ حَلَبَاتِ التِّرْحَالِ وَالسَّفَرِ، كَنَسَائِمِ الحُرِّيَّةِ فِي عَصْرِ أَلإِنْحِطَاطِ، كَبَسْمَةِ طِفْلَةٍ، كَوَرْدَةٍ جُورِّيَّةٍ، قُلْتُ لَهَا، حُرُوفَاً مُطَرَّزَةً بِلَوْنِ دُخَّانِ السَّهَرِ..
عَلَى القَمَرِ.. قُلْتُ لَهَا أَعِيشُ أَنَا عَلَى القَمَرِ، وَأَدْفُنُ أَسْرَارِي فِي خَجَلِ القَمَرِ، وَأَرْسُمُ قَصَائِدِي عَلَى وَجْهِ القَمَرِ، وَتَسْتَيْقِظُ أَحْلَامِي عَلَى زَقْزَقَةِ العَصَافِيرِ، وَصَوتِ حَبَاتِ المَطَرِ..
ثُمَّ سَأَلَتْنِي عَنْ شَقَائِقِ النُّعْمَانِ، وَسَأَلَتْنِي عَنْ العِشْقِ فِي غَابِرِ اَلأزْمَانِ، وَسَأَلَتْنِي أَنَا مَنْ أَكُونْ؟ وَمَا هُوَ قَوْلِي فِي الرُّجُولَةِ، وَمَا هُوَ قَوْلِي بِدَمْعِ العُيُونِ، فَأَلْقَيتُ لَهَا قَصِيدَةً أَعْشَقُهَا، قُلْتُ فِيهَا..
لَا تَدْمَعِي يَا عِينُ، فَالوِصَالُ لَيسَ إِلَا نَصِيبُ، وَكُونِي كَنُورِ الصَّبَاحِ مُشْرِقَةً، اِذَا أَقْبَلَ الحَبِيبُ، وَأنَا لَسْتُ لِخَيلِ الحُزْنِ فَارِسَاً، وَلَا كُنْتُ فِي اَلآهَاتِ لَبِيبُ، وَسَأبْقَى طُولَ الدَّهْرِ فِي حُبِّهَا مُعْتَكِفَاً، حَتَّى تَنْتَهِي قَصَائِدِي، وَحَتَّى أَلْقَى المَشِيبُ،
يَا دَمْعُ.. أَنَا لَسْتُ إِلَا مَقْطُوعَةً مُوسِيقِيةً لِحَبِيبَتِي، أَنَا لَسْتُ إِلَا عَصاً سِحْرِيَّةً لِحَبِيبَتِي، وَأَنَا دِفْئُهَا، وَأَنَا هَمْسُهَا، وَأَنَا اِبْتِسَامَتُهَا، وَأَنَا الطَبِيبُ..
يَا دَمْعُ.. كَمْ مِنْ مَرَّةٍ زُرْتَنِي وَأَنَا أُعَاتِبُ الحُرِّيَّةْ، وَكَمْ مِنْ مَرَّةٍ زَارَنَا الجَّلِيدُ، وَكُنْتَ كَالرَّبِيعِ قَوّيَّا، وَكَمْ مَرَّةٍ تَشَاجَرْنَا، وَكَمْ مَرَّةٍ تَعَاتَبْنَا، وَكَمْ مَرَّةٍ بِسَعِيرِكَ الحَزِينِ، قَلَّبْتَ مَوَاجِعِي فِيَّا،
يَا دَمْعُ.. لِلحُبِّ دَرُّكَ لَقَدْ حَانَ الوَدَاعْ، فَلَمْلِمْ جِرَاحَكَ عَنِّي، وَخُذْ مَا تَبَقَّى لَكَ عِنْدِي مِنْ مَتَاعْ، وَخُذْ مَعَكَ غَضَبِي، وَخُذْ يَأْسِي، فَأَنَا أَنَا الشُّجَاعْ.. أَنَا الحُرُّ فِي مَوْلِدِي وَمَمَاتِي، وَهَذَا أَنَا.. وَمَنْ أَكُونْ،
وَسَأَلَتْنِي أَيضَاً إِنْ كُنْتُ أُحِبُّهَا؟ فَعَجِبْتُ لِهَذَا السُّؤَالْ، قُلْتُ لَهَا سَيِّدَتِي.. يَا أَمِيرَةَ السَّيِّدَاتْ، أَنْتِ تَقُولِينَ لِلرَّبِيعِ مَتَى يَبْتَدِي، وَأَنْتِ تَقُولِينَ لِلرَّبِيعِ مَتَى يَنْتَهِي، وَتُدَثِّرِينَهُ بِدِفْئِكِ، وَتُعَطِّرِينَهُ بِعِطْرِكِ، وَأَنْتِ تَخْتَارِينَ لِلسَّمَاءِ.. أَيَّ ثَوبٍ تَرْتَدِي،
نَعمْ يَا سَيِّدَةَ الكَوَاكِبْ.. يَا شَهْرَزَادَ قَلْبِي، أَنا، جَزِيرَةُ النِّسَاءِ لَا تُغْرِينِي، وَعُرُوشُ المُلُوكِ كُلُّهَا لَا تُغْرِينِي، وَلَا يُغْرِينِي فِي الأَرْضِ شَيئٌ، سِوَى قَلْبُكِ الحَنُونْ.. وَلَا تَبْكِي طُفُولَتِي إِلَّا عَلَى صَدْرِكِ الحَنُونْ، وَهَذَا كُلُّ شِيئٍ، وَهَذَا أَنَا مَنْ أَكُونْ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فجأةً
-
أنا أنتِ
-
لَا تَرْحَلِي
-
لِلِوَرْدِ أَشْكُوهَا
-
لِلِوَرْدِ أَشْكُوهَا
-
لا لن ترحلي
-
مساء الخير
-
قُلْهَا أَنَا مُلْحِدْ
-
أَيُّهَا الحُزْنُ إِرْحَلْ
-
صباح الخير
-
عَيْنَاكِ
-
همجية
-
لا إله إلا الحب
-
حِيْنَ أُوَدِّعُهَا
-
تَعَالِي
-
أُعْلِنُ إِلْحَادِي
-
آهٍ يَا وَطَنِي
-
إلَى عَيْنَيْكِ
-
ثوري
-
قل لها في اللقاء الاول
المزيد.....
-
“فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO
...
-
فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي
...
-
ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ
...
-
بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
-
-أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل
...
-
طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20
...
-
-لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في
...
-
المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة
...
-
تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال
...
-
وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك-
...
المزيد.....
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
المزيد.....
|