أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - اعتقال قابيل وإخلاء سبيله














المزيد.....

اعتقال قابيل وإخلاء سبيله


عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)


الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 18:16
المحور: الادب والفن
    



اقتراف الهباء

أكله الندم. ظل الندم يفترسه حتى أفناه...
في البداية، ندم على حياته التي ضاعت هباء، لم ينفعه ندم، بعد أن صار في عداد الأموات...
ثم ندم على موته الذي ضيعه في ظلمة قبر، بعد أن حانت ساعة الحساب،
وبعد أن وحد نفسه في الجحيم، سمع صوتا غريبا يهمس له:
- توقف عن اللهو...، ها قد صرت الآن جمرة من الندم.. حافظ على اشتعالك، حاذر أن تتحول إلى رماد وهباء، حينها لن ينفعك بعدها أي ندم...
انطفأت جمرة المذنب، لأنه لم يصبر على اقتراف الندم. صار رمادا ثم هباء تناثرت ذراته، طارت بلا جناح، حتى دخلت الجنة.

عزلة الوردة النازفة

اعتادت أن تكلم ورود البلكون وهي تسقيها، وأحيانا كانت تغني لها.
ذات يوم ردت عليها وردة ندية:
- أليس لديك سوى الماء ترشينا به كل صباح.يا سيدتي؟
توقفت الأرملة عن الدندنة، تراجعت إلى الخلف مذعورة،.سقط بين قدميها إبريق الماء، ظلت فاغرة فمها، تنظر إلى الوردة الناطقة. ثم ولجت المطبخ مسرعة..
لما عادت وبيدها آنية حليب، ألفت الورود كلها اختفت، والأصيص مكسورا وعليه آثار دم.
لم يصدق أحد حكايتها.
- كيف...؟
- نبتة تتكلم وتنطق ...؟
- وبلسان فصيح؟
استعصى على المرأة تفسير اللغز. لم تعد تسقي الورود وتغني لها. لم تعد تكلم أحدا، لكنها احتفظت زمنا بالأصيص، كل صباح تقف أمامه تتأمل كسوره. حين غزا المحو آثار الدم،. قامت بدفن أجزاء الكسور في البلكون.
صارت لما تصحو من نومها، تهرع إلى استكشاف مكان الشظايا المقبورة، كأنها تنتظر معجزة، أن تنبت فجأة وردة تشبه الوردة الفصيحة، فتسقيها الحليب والعسل.أو ماء الزهر، وتغني لها لحنا قديما من ألحان الورد.
مرت الأيام، ولا أحد استغرب ذبول الأرملة وصمتها الدائم، ولا هي انتبهت إلى فقدان لسانها.
ذات فجر دافئ ماتت الأرملة من الحزن المضاعف. فوجئ الجيران بجثمانها مغطى بالنحل، وعلى مبسمها وردة حمراء تنزف بالعسل ...


اعتقال قابيل وإخلاء سبيله

لما قتل قابيل أخاه هابيل، ترك جثته مدماة داخل المطبخ، واتصل بوالدتهما حواء ليخبرها أن شقيقه "حرك" إلى أوروبا.
كان وحده يسير تائها على وجهه في البرية. والندم يأكل دواخله. تذكر أن هناك قرارا بحظر التجول ليلا، بعد ارتفاع نسبة الجرائم المسجلة، فتوجه إلى كهف قريب واختبأ. بعد منتصف الليل جاء شرطيان وأخذاه إلى المخفر. تساءل قابيل في سره كيف تمكن البوليس من التعرف على جريمته بأسرع وقت، وقرر أن لا ينكر جريمته. لكنه اكتشف أن إيقافه كان بسبب إصداره لشيك من دون رصيد. تنفس الصعداء. ثم وقع التزاما بتسديد ما عليه في غضون أسبوع فقط. بعدها أطلقوا سراحه.
في الغد نسي قابيل جريمته وبحث عن أخيه هابيل ليقترض منه المبلغ المطلوب. عاد إلى الدار. فوجئ بشقيقه هابيل جالسا وسط الصالون. رحب به، ثم طلب منه أن يشاركه مشاهدة مباراة في كرة القدم منقولة مباشرة على قناة "بي إن سبور" حصريا. كانت مدرجات الملعب فارغة بلا جمهور، اقتربت الكاميرا من الكرة ليفاجأ قابيل بأنها رأس أخيه هابيل، فاستدار نحوه:
- أشاهدت الشبه بين رأسك وكرة المباراة يا أخي؟
رد عليه هابيل:
- بل شاهدت الشبه بين اللاعب الوحيد في فريق قابيل وبينك.
كان اللعب باتجاه مرمى واحد، لم يكن هناك فريق خصم، أما الحكم فكان غرابا.



#عبد_الرحيم_التوراني (هاشتاغ)       Abderrahim_Tourani#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسام على صدر -زعيم- المليشيا ( التكريم الملكي للكاتب المغربي ...
- هزيمة حارس المرمى
- اقتراض زنزانة
- شيء من الذاكرة.. حول انتفاضة 20 جوان 1981 الدامية بالدار الب ...
- ق.ق.ج: حساب
- قصة واقعية: حكاية داعشي في قطار فاس - مراكش
- بصدد منع فيلم حول دعارة الخليجيين في المغرب: -الزِّنا اللِّي ...
- (بمناسبة خطبة الوزير الحبيب الشوباني والوزيرة سمية بنخلدون) ...
- عندما يقترف بنكيران -الكلام- وينام عل ضيق ...
- je suis ni charlie.. ni charlot.. stop à lislamophobie
- أغنام وأرانب مغدورة
- مصطفى النهيري.. كاتب من زمن آخر
- بوحمارة في -درب مولاي الشريف-
- النمرة غلط
- قصة نادرة عن البلاد الممسوخة لم يكتبها فرانز كافكا
- رحيل الفنان التشكيلي المغربي فريد بلكاهية: جنازة صغيرة لفنان ...
- المشنوق يشرب القهوة في السقف
- فتاة -النيكريسكو- وإدريس الخوري
- البيروقراطي والأرستقراطية
- ثلاث أقاصيص كاذبة


المزيد.....




- المخرج الأميركي جارموش مستاء من تمويل صندوق على صلة بإسرائيل ...
- قطر تعزز حماية الملكية الفكرية لجذب الاستثمارات النوعية
- فيلم -ساحر الكرملين-.. الممثل البريطاني جود تدرّب على رياضة ...
- إبراهيم زولي يقدّم -ما وراء الأغلفة-: ثلاثون عملاً خالداً يع ...
- النسخة الروسية من رواية -الشوك والقرنفل- تصف السنوار بـ-جنرا ...
- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الرحيم التوراني - اعتقال قابيل وإخلاء سبيله