هاتف بشبوش
الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 02:29
المحور:
الادب والفن
آيسِ كريم في سلوفاكيا
بنتُ الثلاثينَ صيفٍ وخريفْ
ذاتُ النعيمِ والدلالْ
جَلستْ...
في كافيتريا الشارعِ الأخضرِ(Greenstreet (
تلعقُ البوضة َ لعقة ً، لعقة ً، لعقة
لعقةُّ لكلبها المرقّطِ ، الناعمِ ، المهفهفِ أولاً
ثم لعقةُّ لها
ثم تتالتِ اللعقاتُ بينهما ، بحبٍ عظيمٍ
وشهيةٍ عارمةٍ ، أصابتني بالدوار .
جلستْ...
فاتحة ًساقيها للريح
لتخفيفِ القيظِ اللاّهبِ
فاتحة ًساقيها للنسيمِ الباردِ
كي يداعبَ زغباً أصفراً
يتعرّقُ في هكذا أجواءْ
فاتحة ًساقيها لمتعةِ سائرِ البشرِ
وليس لي ، أنا المسكينُ المقتولُ من الحّيفْ
في وطنٍ ، لم يعرفْ من النساءِ
غير عباءةٍ سوداءِ
ربما يصطدمُ بها ليلاً
حيثُ يشتبكُ الظلامُ مع الظلامْ .
جلستْ..
على عادتها ومن غيرِ قصدٍ أو إثارة
جلستْ...
تخبأ ُبين أفخاذها ، كلسوناً مرقطاً بلونِ كلبها
مطلاً على كلّ مَنْ تزيغ ُعيناهُ
وأنا مسمّرُ بين رفيقةِ العمرِ
ونهريّ العظيمين .
أحاولُ جاهداً أنْ أختبرَ البصرَ
وأغضّ الطرفَ عنها
لكنني في النهايةِ وجدتُ نفسي
فاشلاً في الإمتحانِ العسيرِ
.........
........
جميعُ الغربيينَ والأجانبِ القادمينَ
من بقاعِ الأرضِ كسائحينَ ، نجحوا بأمتيازٍ مذهلٍ
سوايَ أنا ، البدويّ القادمُ ، من قفارِ الشرقِ
فشلتُ في الإمتحانِ ..... فشلا ًمخزياً
هـاتف بشبــوش/ سلوفاكيا/2015/8/3
#هاتف_بشبوش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟