أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُذكر، لماذا؟















المزيد.....

كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُذكر، لماذا؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 16:44
المحور: القضية الكردية
    


اقليم كوردستان يعيش في ظل انعدام اقل نسبة من الخدمات و ليس كما يدعي السياسيون المصلحيون المسيطرون على زمام الامور منذ اكثر من عقدين من الزمن، و هو غارق في بحر من الفساد . و لكن لماذا لم تخرج الجماهير و تضغط كما هو المطلوب، و اصبح الهروب من الواقع هو المسيطر على محرك الاحتجاجات و القوة التي يمكن الاعتماد عليها و هم الشباب، فاصبحت الهجرة هي الملاذ للتعبير عن السخط و الاعتراض و عدم النزول الى الشارع، و هذا له اسبابه المتعددة و نتيجة العوامل المتراكمة من افعال و توجهات السلطة الجاثمة على صدور الشعب الكوردي خلال العقدين ما بعد التحرر من الدكتاتورية العراقية .
منذ انتفاضة اذار 1991 و سيطر الحزبان الديموقراطي الكوردستاني و الاتحاد الوطني على السلطة و قسما كل شيء مناصفة و استاثرا بما الموجود في اقليم بحرية تامة، مع الاختلاف الجزئي فيما بينهما من حيث الادارة و الضغوطات على الشعب و نسبة الحرية في التعبير و الاعتراض، و كيف سيطرا على مصادر التمويل و الاموال العامة و اقتصاد الاقليم و عملا كشركتين تجاريتين و اغتنما ثروات الاقليم لمصالح شخصية و حزبية ضيقة حرموا منها الشعب الكوردستاني، و وصلا الاقليم لحافة الهاوية بحربهما الداخلية التي راحت ضحيتها الالاف من ابناء هذا الشعب المغدور الذي ظلمته السلطات المتلاحقة في بغداد و سلطته الذاتية ايضا . لم يكن الشعب الكوردي بطبيعته المعروفة و شجاعته الفائقة بهذا الوضع من الخضوع، و انه حاول و قاوم و لكن الحكم القمعي الذي فرضته السلطة الكوردستانية المتمثلة بالحزبين، و الذي يمكن ان لا نفرق بينه و بين ما كان ايام النظام السابق في الجانب الامني بذرة واحدة، فكم من ناشط اغتيل في وضح النهار و كم منهم فقدوا في غياهب السجون ولا نريد ان نتكلم عن التعذيب الجسمي و النفسي للمؤسسات الامنية و ملاحقة الناشطين، فانه اثر على نظرة الشباب لكوردستان و مستقبلها . سيطرة العائلة على حزب الديموقراطي الكوردستاني و منه سيطرتهم على السلطة في كوردستان، و سيطرة حلقة ضيقة على الاتحاد الوطني الكوردستاني و منه السيطرة على السلطة مشاركة مع آل بارزان بتقسيم موارد البلد بعد ما احلوا بالاقليم من الويلات نتيجة خلافاتهم المستمرة القديمة قدم عشرات السنين و الحديثة مابعد الانتفاضة . المناصفة و الصراع الكبير فرض الفساد في الاقليم اكثر من اي مكان اخر، بحيث لو كان ما يجري في اقليم كوردستان في بغداد لخرج الشعب هناك منذ مدة طويلة، اضافة الى ما فعلته السلطة هنا من ازدياد هوة المعيشة بين الطبقات و افسدوا الاخلاق و التربية الشعبية .
اليوم، ليس هناك من هو راضي عن السلطة بنسبة ولو قليلة الا المصلحيين المستفيدين و الذين اثروا على حساب الشعب و مستقبله . فهذا الاقليم الغني بثرواته و موارده و لا يزيد نسمته عن اكثر من خمسة ملايين بما موجود فيه من الاخرين ايضا، له امكانيات مادية في حال وجود نظام سياسي عادل و مخلص يمن ان يعيش الشعب برفاه اكثر من اي بلد اوربي، و لكن التوزيع غير العادل والفساد و سيطرة سلطة فاسدة من العائلات و الحلقات فرض تبذيرا و توزيعا غير منصفا، و كان يمكن عند وجود نظام عادل ان يعيَش الشعب باحسن حاله و يخطوا خطوات تقدمية مستقبلية، الا انه الان مدين باكثر من عشرين مليار دولار بعد كل الاموال الطائلة التي جائت الى اقليم من الواردات الذاتي و نسبة 17% من ميزانية العراق، نتيجة الفساد من راس السلطة و تخلفه و عدم معرفته بامور السلطة و خدمة الشعب و وصلت بها الحال في صراعها الى اللجوء الى اعتى الاعداء في تصفية الحسابات الداخلية و خانت الوطن وا لشعب الكوردي في مثل هذه الايام من سنة ،199 ، اي في 31 اب منها .
اذا الاسباب التي ادت الى هذا الوضع المتردي التخلفي الفاسد متعددة و يمكن حصرها في نقاط قليلة و منها:
اولا : فساد السلطة و عدم الاكتراث بمصلحة الشعب بشكل عام نتيجة عدم المعرفة بامور السلطة و الاستناد على العائلة و الحزب بدلا من الخبرة .
ثانيا : الصراع الدامي و المتخلف بين الحزبين المتسلطين منذ اكثر من خمس و عشرين عاما .
ثالثا : سيطرة الحزب و المصالح الشخصية على زمام امور السلطة و فقدان شيء اسمه السلطة و الوطن في سياساتهم .
رابعا : منع تجسيد نظام ديموقراطي مدني تقدمي من قبل الحزبين خلال هذه المدة من حكمهم .
خامسا : الموالاة لمحاور و اطراف خارجية تفرض عليهم خطواتهم و ان كانت لغير صالح الشعب .
سادسا : ضرب اية معارضة بيد من حديد لمنع كشف فسادهم و ما ساروا عليه خلال هذه المدة و راح ضحية الاعتراضات و الاحتاجات الكثير من ابناء هذا الشعب من المخلصين .
سابعا : سيطرة المتزلفين و المتملقين و هم كوسيلة رخيصة يستخدمون متى ما ارادت السلطة والحزبين ان ينفذوا ما يريدون منهم لضرب اي تحرك احتاجاجي بوسائلهم الدنيئة، و تعاون الحزبين اكثر من مرة في كبت الشعب و كما حصل في احتجاجات 17 شباط 2011 .
ان الوضع القائم في اقليم كوردستان اكثر سوءا من بغداد على الرغم من تحرر الاقليم من ايدي النظام الدكتاتوري السابق منذ 1991 . و هنا ربما يصبر الشعب لامور تخص مستقبل الاقليم و هو لازال في اول الطريق و كل ما يذهب اليه الشباب هو الهروب من الواقع لتجنب الاضرار بقضية الشعب و هذا ما يحسب لهم على غير اخلاق و عادة السلطة و الحزبين الذين ضربا تلك المصالح العامة عرض الحائط بصراعهما و حربهما الداخلية و ما افرطوا فيه على حساب الشعب . اي اننا بحاجة الى التظاهرات و الاصلاح اكثر من بغداد و لكن الظروف الخاصة بالكورد و حس الشعب العالي من الخطورات الخارجية المحيطة به استغلتها السلطة الكوردستانية و هي مستمرة في فسادها من اجل مجموعة خاصة من المفسدين المبتذلين من المسؤلين و ابنائهم و المتملقين و المصلحيين الذي لا يعرفون الشعب و مصالحه و لا يحترمون حتى دماء الشهداء الذين ضحوا باغلى ما يملكون من اجل الشعب الكوردي و كوردستان . اما العراق فهو دولة و لها عمقها فلا يمكن ان تضر الاحتجاجت و التظاهرات بها من حيث مستقبلها و انها الخطوة الصحيحة في اصلاح الذات الذي ننتظر ان يحدث في اقليم كوردستان بكل هدوء دون ان يضر بمتطلبات المستقبل الاقيم الذي لازال على غير سكته الصحيحة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...
- كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
- هل العراق يتغير ؟
- المظاهرات بداية لانبثاق حركة سياسية اجتماعية مدنية في العراق
- ما نتائج التظاهرات في العراق
- هل افول شمس الكورد سيصبح واقعا ؟
- المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة
- ايهما يدير السياسة جيدا العلم ام الدين
- تركيا ليست في موقع تطلب نزع السلاح الكوردستاني
- ارجوا ان اكون مخطئا
- قلنا مرارا لا تثقوا بهذا الشيطان
- راي و موقف حول علمانية الدستور في اقليم كوردستان
- هل يتالق الكورد في فن الحروب فقط ؟
- تراجع الواقع الاجتماعي في اقليم كوردستان
- اشترى الدين الديموقراطية في العراق


المزيد.....




- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - عماد علي - كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُذكر، لماذا؟