أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - سليم نخله، وداعًا














المزيد.....

سليم نخله، وداعًا


جواد بولس

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سليم نخله، وداعًا
الكلمة التي ألقاها المحامي جواد يولس في جنازة الراحل الدكتور سليم نخلة، مدير المستشفى الفرنسي في الناصرة ومدير الجمعيه المسيحية العالمية والشخصية الوطنية البارزة ، والذي توفي يوم 10/8/2015 عن عمر ناهز السادسة والستين ، ودفن في الناصرة، تاركًا وراءه زوجةً ، تغريد بولس نخله، وثلاثة أولاد: هيا ، شريف وأمير، وإرثًا وافرًا من العطاء والتضحيات.


فكّر بغيرك..
أيتها الأخوات أيّها الإخوة
للمؤمنين حكمة العاجزين وحضنُ السماء بعيد، وللعاشقين ما قالته السنابل للشمس وحضنُ الأرض كفيل.
للناس قدّيسوهم ولي قديسٌ: سليم الفطرة، واسع القلب، شريف المنبت وسيم. عاشق، كما أوصت العاصفة، نبيل عفيف؛ يرق كلّما ديست نرجسة، ويبكي كلّما تاهت طفلة حرمتها الأيام حنينَها وحليبَ أم وصدرًا شفيقًا، ويثور إن ذل شيخ قست عليه الليالي وخانته بيادر العباد. صادق، وفيّ، وارف، شجاع، نقيّ ، بسيط عنيد صاخب هاديء زاهد نديم جليس أبيّ وأديب.
للناس ملائكة ولي ملاك : في رقة الماء حسوم، وكالموج لا ينام. حاضر في لحظة العطش وعند الآه شفاء ودواء وعناقيد فرح، في صفاء النبع ومثله دفاق شفيف، لا يعرف للحب نقيضًا ولا للعطاء ثمنًا، باسم كفجر، وكالليل متواضع ومثله ستّار ورفيق.
فكّر بغيرك وأنت تعود إلى بيتك، فللسماء، دائما، قول، وقولها، دائمًا، حكم وفصل، وعلينا نحن لحم ودم والخسارة والدمع. لا عدل ولا إنصاف ولا عقل، بل هو الدهر مذ كان، كان خدوعًا خلوبًا وثوبًا وغلوبًا، وكلّما حز سيّاف الزهور شريانًا من شرايننا لجأنا إلى الخديعة والسراب وأنشدنا كما أنشد النبهاء قبلنا وقلنا:
والله لا يدعو إلى داره إلّا من استصلح من ذي العباد
والموت نقّاد على كفّه جواهر يختار منها الجياد .
فافرحي يا جميلة الجميلات، يا تغريدنا الواقعية، النقية، الحريرية، العذبة، والرقيقة، فها هو الله يستصلح اليوم شيخ الفوارس وأجود الجياد، حبيبك ورفيق درب سعادتك، ويصطفيه ليؤنس وحدتَه وينعم مجالسَه ويزيد على ضوء السماء نجمة ويبدد على جلّاسها ظلمة وظلما.
لا عزاء يا حبيبة، فمن كان يحرس في الليالي جبينك ويحميه من سقوط غيمة ضالة قد رحل، ومن كان لا ينام إلا وقد حلب لعينيك ضوء القمر وملأ حياتك وردًا وعزة وشجرًا، صار عطرًا، وسيبقى رذاذًا ملائكيا، يتسلل إلى مساماتك كلما وشوش دوري على شرفة الذكرى أو عاد الربيع، أطرشَ، يذكر، عبثًا، بأول همسة ولمسة.
اليوم يا إخوتي، ويا خالي هيا وشريف وأمير، فقدت أنا قديسًا وملاكا، وأنتم فقدتم سندًا وأبًا ورفيقًا وأنيسًا، وورثتم الحزن الذي لن يبقى أسود، كما هو الآن، فنحن البشر حين استحضرنا نعمة النسيان، عرفنا كيف نصوغ من الحزن جواهر الزمان ، فالذكريات، مع حبيبكم، ستصير أسبابًا للفرح واستدعاءً لبسمة ستعلو شفاهكم، حتمًا، كلّما خطرت على البال، حادثة هنا ونهفة هناك ، واسمه سيصير مدعاة للافتخار والقلق ومسؤوليات جسام، فما تركه لكم ولنا، هذا السليم العالي الشريف، هي كنوز من السيرة الحسنة والحب والاحترام والتواضع والعطاء والتفاني، وأتمنى يا أحبائي أن تصونها وتضيفوا عليها لآلئ وترابًا وخضرة وحنينا .
بعدك، يا سليم، سيهبط منسوب الطيبة في مواقعنا، وستولد سعاداتنا مخدوشة عليلة ، وإن قالوا: الموت حق، يبقى الوجع وخازًا لئيمًا، وإن أفتوا: الموت عدل، يبقى العقل حيران سقيما.
وأخيرًا ، فلقد ولد راحلنا في تاريخ ميلاد يسوع الناصريّ، ورحل في يوم انتقال العذراء إلى السماء، فللمؤمنين أن يقاربوا هذه المفارقة، إن شاؤوا، ويبتهجوا، وللحالمين، مثلي، أن يقاربوا وفاته بيوم وفاة محمود درويش، وقد أحبّه ونادمه وأسمعه تراتيل العشق والوفاء، ولك، يا من أنت من أشرف الشرفاء، ويا من نام وهو يفكّر بغيره، نقسم- " أن ننام ونحصي الكواكب، فثمة من لم يجد حيّزًا للمنام"، ونعدك أن يُبقي كل واحد منّا سعفةً من نخل أحلامك وسائد نحضنها ليصير ليل البلاد علينا أكثر أمانًا، ولتبقى ناصرتك مهدًا للوعود اليانعة وفضاءاتها مروج للظباء وللفوارس الأحرار.
فوداعًا أيّها الغالي



#جواد_بولس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إما معًا أو تحت أعواد المشانق
- معًا أو تحت أعواد المشانق
- أور سليم أو سليم الضو
- عندما ضاعت ساحة البلد
- خضر عدنان ليس أسطورة!
- ريفلين عدو أم صديق؟
- داعش هناك داعس هنا
- مقاوم برقة الماس وصلابته
- نركب البحر ونخشى من الغرق
- حديث انتخابات قادمة
- من ينقذ الفن في بلادي؟
- حين سألت طمرة : من منكم بلا خطيئة؟
- في بيتنا شريف
- عندما يصحو القضاة
- قديستان عاشقتان من فلسطين
- هل كل المضطهدين أخوة؟
- وطن يحن إلى وتر
- مطبخ المشتركة
- الحر كريم يونس
- في يوم البشارة


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد بولس - سليم نخله، وداعًا