أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشير الوندي - امن اقتصادي او لادولة














المزيد.....

امن اقتصادي او لادولة


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4894 - 2015 / 8 / 12 - 17:01
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


امن اقتصادي او لا دولة
بشير الوندي
===============
مدخل
================
الى امد قريب كان يكفي ان تحتل البلاد عسكريا من قبل جيوش دولة ما , او ان تحتل مجموعة عسكرية محلية الاذاعة وتصدر بيان رقم واحد مصحوباً بآيات قرآنية ومارشات عسكرية , لتكون قد احدثت انقلاباً يزعزع النظام والدولة الهشة .
ولكن معطيات العصر باتت تفترض ان عماد أي بلد يعتمد على ركيزتي الاقتصاد والامن الداخلي , فصار يكفي ان تزعزع اقتصاد بلد ما مع مشاغلته امنيا ليصبح البلد في مهب الريح .
فالاقتصاد والامن باتا معيارين مهمين تقاس بهما قوة أي بلد , بالاضافة الى المعايير الاخرى .
وقد ركزت الكتب السماوية على الواجب الابوي الذي اورثه رب العالمين لبناة الدول , فحدد رب العالمين الاطعام من الجوع والامن من الخوف باعتبارهما الواجبان الاساسيان لمن يتولى امور العباد (الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف), ولاننسى ان اية اسرة تنظر الى معيلها كونه المسؤول عن اطعامها وعن امنها.
من هنا جاءت اهمية الامن الاقتصادي في بناء الدولة , كشرط اساس للتقدم وللاستقلال السياسي, والامثلة كثيرة لدول مكبلة للان لآخرين بسبب خيبتها الاقتصادية , الامر الذي جعل بعض السلع الغذائية بمثابة اسلحة وسلاسل مكبّلة لحكومات وشعوب كسلعة القمح مثلا. =================
ثلاثة دروس من قصة يوسف (ع)
=================
ولعلنا نتذكر اللمحة الرائعة التي يقصها لنا الباري سبحانه في قصة يوسف (ع) والذي انقذ مصر من مجاعة مؤكدة بحكم معلومات مبنية على الوحي الالهي .
وما يهمنا هنا في قصة يوسف ثلاثة ملامح رئيسية : الاول ان يوسف (ع) ارتضى (حين استشعر بالخطر الذي يهدد المواطنين) ان يعمل وزيرا للزراعة والاقتصاد لدى حكومة يختلف معها من الالف الى الياء , فهو نبي يدعو للتوحيد في مملكة يقودها مدًّعٍ للالوهية وهو امر ملفت , بل والانكى من ذلك ان النبي يوسف هو من طلب التصدي للمسؤولية وهو من طلب المنصب (قال اجعلني على خزائن الارض), الامر الذي يعيد تعريف الدين باعتباره في خدمة الانسان , وليس الانسان في خدمة الدين , فحتى العبادة هي في جوهرها لخدمة الانسان وتقويمه وليست عبودية عبثية , وهنا علينا التنبه الى ان يوسف (ع) كان غريباً عن مصر وليس من اهلها , وعومل بقساوة من حكامها وسجن وشوهت سمعته فيها.
الثاني : وهو مايقودنا اليه الاول , ان المتصدي للاصلاح الديني والدنيوي لايكتفي في مرحلة الخطر والمنعطفات بالنصح بل ينزل للميدان ليقود التغيير قبل فوات الاوان.
والثالث هو : العبقرية الاقتصادية التي اوحت له بالتصدي للمجاعة من خلال التخطيط الاستراتيجي ومن خلال التخزين في الصوامع العملاقة , ومن خلال التخطيط السليم للثروة , ادراكاً منه لاهمية الاقتصاد في حياة الامة ================
آفة الاعتماد على النفط
=================
ويتفرع الامن الاقتصادي (كما حددناه في كتابنا , الامن المفقود ) الى عشرة فروع اساسية رئيسية تعتبر من صلب واجبات الدولة , وهي الامن الزراعي واﻻ-;-من الغذائي واﻻ-;-من الصناعي واﻻ-;-من المالي وامن المياه وامن الطاقة والامن البيئي واﻻ-;-من الصحي واﻻ-;-من السياحي وامن النقل والمواصلات .
وكل من تلك الفروع هي من واجبات الدولة وعماد قوتها , ولايشترط ان تقوم الدولة بادارة الموارد تلك مباشرة , بل ان من الافضل لها الاشراف العام وفتح ابواب الاستثمار والقطاع الخاص الهائلة في كل قطاع من تلك القطاعات العشرة.
اما الرضوخ الى آفة المورد الواحد , وهو البترول , فقد اثبتت لنا السنوات العجاف القليلة الماضية انه مورد في مهب الريح بحكم تقلبات الاسعار , فمابالك اذا ما كان هذا المورد في بلد يعد في قمة الفساد المالي كالعراق , الامر الذي اوصل العراقيين الى معادلة لم يتسنًّ لهم استيعابها وهي معادلة البلد النفطي والشعب المعدم .
===============
خلاصة
===============
لقد باتت العلاقة الجدلية واضحة للعراقيين في العقد الاخير من ان التنمية تقود الى الامن كما يقود الامن الى التنمية , وقد بات واضحاً لدى العراقيين ان الاقتصاد احادي الموارد يعد وصفة فاشلة حين يكون بلا تنمية وبلا تنشيط للصناعات التكميلية في البترول وفي الزراعة والسياحة وفي كل المجالات .
ان من مخاطر ماتمر به الدولة ان يسعى المواطن بموارده المحدودة ان يحقق امنه وغذاءه , فحين يوفر المواطن الكهرباء لبيته من المولدات المحلية , ويوفر الماء الصالح للشرب من خلال العبوات المعقمة , ويوفر باقي الخدمات بجهوده الذاتية , بل ويوفر احياناَ سبل امن اسرته وبيئته (كما في ذهاب المواطن لقتال داعش من خلال الحشد الشعبي) ,ويحل المشاكل القانونية من خلال منظومات كلاسيكية قديمة وبالية , حينها يشعر المواطن ان الدولة قد تخلت عن واجباتها , وان الحكومة لالزوم لها , بل قد يلجأ البعض الى ان يعتبر نفسه هو الحكومة .
فاذا اضفنا الى ماسبق ان يكون الفساد هو هوية النظام السياسي فحينها نعلم علم اليقين ان الخطر قد داهمنا من اوسع الابواب .



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حصاء فاشل ..ومستمسكات لاتحصى!!!!
- داعش ..جغرافيا مثيرة
- قيادة بلا سيطرة
- محاكم لادستورية
- حين يكون النظام فوضى
- اخطر مهنة في التاريخ ..تجنيد المصادر
- حروب الضد النوعي الانتي بايتيك
- الجهد اللوجستي ..مشيمة الجيوش
- دروس من النصر والهزيمة
- الامن والاستخبارات في القران والسيرة
- عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة
- جنرالات واقنعة
- البغدادي ...ارهاب بنكهة البعث
- العلوج تطل من جديد ..الامن الاعلامي
- مخاطر معركة الموصل بين التكتيك والاستراتيجية
- مدخل الى معضلة الاستخبارات في العراق
- أوامر امنية وعسكرية مشوشة
- الحرس الوطني ..اشكالات وحلول
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان


المزيد.....




- خبراء يفسرون لـCNN أسباب خسارة البورصة المصرية 5 مليارات دول ...
- اقتصادي جدا.. طريقة عمل الجلاش المورق بدون لحمة وبيض
- تحد مصري لإسرائيل بغزة.. وحراك اقتصادي ببريكس
- بقيمة ضخمة.. مساعدات أميركية كبيرة لهذه الدول
- بركان ينفت الذهب في أقصى جنوب الأرض.. ما القصة؟
- أبوظبي تجمع 5 مليارات دولار من طرح أول سندات دولية منذ 2021 ...
- -القابضة- ADQ تستثمر 500 مليون دولار بقطاعات الاقتصاد الكيني ...
- الإمارات بالمركز 15 عالميا بالاستثمار الأجنبي المباشر الخارج ...
- -ستوكس 600- يهبط ويتراجع عن أعلى مستوى في أسبوع
- النفط ينخفض مع تراجع المخاوف المتعلقة بالصراع بالشرق الأوسط ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - بشير الوندي - امن اقتصادي او لادولة