أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - بشير الوندي - الامن والاستخبارات في القران والسيرة















المزيد.....

الامن والاستخبارات في القران والسيرة


بشير الوندي

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 01:58
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الامن والاستخبارات في القران والسيرة
=================
بشير الوندي

================

مقدمة
==================
كنا قد اشرنا في مقالات سابقة الى اهمية سلاح المعرفة المتقدمة لدى الانبياء عليهم السلام, سواء ماكان بوحي الهي مسبق , او من خلال تزويدهم بملكة تمكنهم من الاستشعار والعلم المتقدم والاستخبار كمحادثة لغة الحيوانات او تفسير الاحلام او غيرها .
واذا اردنا ان نكون اكثر دقة فان تلكم الملكات و الوحي المسبق لم تقتصر على الانبياء فقط , فالقران مليء بآيات بينات عن المعلومات التي زودها الباري للخضر عليه السلام في رحلته مع موسى عليه السلام, وبالاوامر الالهية لغير الانبياء كما في ايحاءه لمريم (بجذع النخلة) او بايحاءه لام النبي موسى بخطة كفالته كخادمة كي تقر عينها .
واذا اردنا الغوص فلسفيا سنرى ان كل القرآن بما بين دفتيه , بكل مابينه من اسرار عن الاخرة والجنة والنار والحلال والحرام وتعليمنا بطريق الصواب , كل تلك المعارف القرانية هي معارف استخبارية توصلنا (او المفروض انها تفعل) الى اتخاذ قرارات عقلانية للنجاح في معركتنا ضد الشيطان وضد النفس الامارة بالسوء , فالقران بهذا التصور الفلسفي هو معلومات استخبارية متكاملة تعطينا مواطن ضعفنا وقوتنا ومواطن ضعف العدو وقوته ,لتمكننا من ان ننتصر بشرف في الجهاد الاكبر...جهاد النفس, وبكل الاحوال علنا نعود لايضاح هذا التصور في مقالات قادمة, ولكن مانريد ان نؤكده هنا ان الامن والاستخبار ليسا بغريبين عن القران والسيرة النبوية الشريفة . ====================
الامن في القران والسيرة : امن من الله تعالى بلا منّة من احد !!!! ==================
لاشك ان الشعور بالامن والامان هو نعمة مابعدها نعمة , وهو امر بدأت تفتقده احيانا امم وشعوب باكملها حتى انها لاتستطيع ان تتمتع بخيراتها الوفيرة , وقد اشار القران الكريم الى مفردة الامان بمعان شتى تجمعها الطمأنينة والسلام , فكان الاخير المرادف للامن اسما من اسماء الله الحسنى .
ان المتمعن في الايات التي ورد فيها ذكر الامن والامان في القران الكريم يلاحظ ان رب العالمين جل جلاله يمنحك الامن كما الهواء وكما الماء , يكرمك الامن منحة يلعن فيها ومن خلالها من يروعك . ويحيلك في معاني الامان بين معنى الايمان به وطاعته التي تطمئنك من سوط عذابه في الاخرة ,وبين الامان الارضي ولكنه في الاثنتين يحدد بوضوح انه مصدر الامن ولكل الناس ساسة ومسوسين وبالتالي لامنة لاحد على احد بالامان , وهو امر جلي في ايات القران الكريم المبثوثة فيها كلمة الامن والامان مثل : ( ۗ-;- أَفَمَن يُلْقَىٰ-;- فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ-;- ) ,(سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) ,(ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ) ,(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ) ,(الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ),ِ (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ-;- وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ-;-) , (وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا آمِنِينَ ) ,( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰ-;-ذَا الْبَلَدَ آمِنًا ) ,(وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) ,(وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا ) .
ان كل هذه الايات تكشف عن اشارات واضحة لالبس فيها , ان لاحياة بلا امن , وفي ذات الوقت فان الامن لايبقى على حاله بلا ادامة مجتمعية من خلال تحكيم المجتمع من اعداءه .
ويعزز تصورنا قول رسول الله ( من اصبح وامسى وعنده ثلاث فقد تمت علية النعمة في الدنيا , معافى في بدنه , آمناً في سربه , عنده قوت يومه ) بل انه (ص ) يسلط الضوء على ماهو اخطر فهو في احاديث صحيحة ومعتبرة يهدد باسم الله باقسى العبارات كل من يسعى لسلب الامن والامان من الناس , فالمروع هنا كالمتدخل بالذات الالهية , قال رسول الله (ص) ( من روع مسلما لرضا سلطان جيء به يوم القيامة معه ) وفي حديث اخر ( من روع مؤمنا بسلطان ليصيبه منه مكروه فلم يصبه , فهو في النار واذا اصابه مكروه فهو مع فرعون واله في النار ) . ==================

الاستخبارات في القران والسيرة
================
كما قلنا في مقدمة المقال فاننا نرى ان كتاب القران الكريم في احد اهم جوانبه هو إخبار عن مجاهيل لانعلمها ومعلومات تحدد نقاط ضعفنا وقوتنا وتحدد عدونا وتكشف ضعفه وتعطي الانسان كل مايحتاجه في معركته بجهاده الاكبر .
لكن مايهمنا ايضاحه هنا هو ان الامان شعور انساني وهو نعمة من الباري تعالى ولكن ديمومتها لاتتم الا من خلال الحفاظ عليها من الساعين لترويع المجتمعات وهم الاعداء , وهذا يقودنا الى ان الاستخبار هو احد الافعال التي تديم الامن في المجتمعات , وقد نبذ الباري بعضا من تلك الاشكال في صورها الفردية كالتجسس والفضول والتلصص والتنصت على احاديث الغير , وهي اشكال من التصرفات التي توحي بالانحطاط الخلقي حين تكون في صورتها الفردية داخل المجتمع.
اما الاستخبار بشكله الامني المطلوب للحفاظ على امن البلاد والعباد فهو مما يقبله العقل والشرع والمشرع وان كان قد اتى بمسميات اخرى مقاربة كالتحسس ( يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ-;- إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) وقوله تعالى (وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ ۖ-;- فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ) والتقصي يعني المراقبة الاستخبارية من خلال مصدر موثوق , وكذا في قوله تعالى (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ) .
ان مجمل هذه الايات الكريمة لتعطينا مثالا واضحا ان ماجاء في اية (وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ-;-) محصورة في الجانب الاخلاقي الفردي ولاتتعداه الى الجوانب الخاصة بامن المجتمع والدولة .
===========
ورع المستخبر
============

هنالك بالتأكيد مئات بل الاف المواضع في السيرة النبوية وفي سير المعارك الاسلامية ما يشير الى اهمية وشرعية سلاح الاستخبارات , بل انه بات امرا شائعا مفروغا منه في المعارك عبر التاريخ , ويستوي في استخدامه البر والفاجر , الا ان تركيزنا على شرعية الاستخبار في الاسلام تنبع من ان العمل الاستخباري يحتاج الى خلق عال من قبل القائمين عليه , لان الاستخبارات كانت تتيح الاطلاع على الخبايا, وهو امر يتطلب من المطلع ان يغض الطرف عن المحارم وعن الكثير مما يصادفه (بالاخص مع تقدم علم الاستخبارات), فكان الاستخبار منوط برجال موثوقون بورعهم وصدقهم, ففي معركة بدر ارسل الرسول الامام علي والزبير ليستخبروا من قرب ابار بدر عن قوة وتعداد العدوا ,وايضا استخبر من عمه العباس عن مواعيد حركة قافلة ابو سفيان .
ولعل من اروع ما يشير الى اهمية العمل الاستخباري للحاكم قول اميرالمومنين علي عليه السلام ( والعالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس ) وكان عليه السلام يولي هذا الامر اهمية شديدة في حروبه , فها هو يوصي زياد بن النضر حين جعله في مقدمة الجيش بصفين ( اعلم ان مقدمة القوم عيونهم وعيون المقدمة طلائعهم فاذا انت خرجت من بلادك ودنوت عدوك فلا تسام من توجيه الطلائع في كل ناحية وفي بعض الشعاب الشجر والخمر وفي كل جانب ). ======
الخلاصة
======
ان الاحاطة بالشواهد الخاصة بالاستخبار هي عمل شاق , وهي كما قلنا لم تعد تنسب الى احد ولانعلم عن معركة في تاريخ العالم لم يكن للتجسس فيها النصيب الوافر حتى قيل ان التجسس من اقدم المهن في التاريخ , ولكن مايهمنا هنا ان مايشار الى التجسس بمايقصد به العمل الاستخباري هو ليس بالعمل القذر , واستشهدنا بالايات والاحاديث التي تحظ عليه وتعده من الاعمال المقدسة , انها حرب معلومات يخسر فيها الجاهل , ولذلك قيل قديما : اذا سقط كافر ومؤمن في النهر ,,فسينجو من يعرف السباحة!!!!!, والله الموفق



#بشير_الوندي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة الحزم .. بقالة العصا والجزرة
- جنرالات واقنعة
- البغدادي ...ارهاب بنكهة البعث
- العلوج تطل من جديد ..الامن الاعلامي
- مخاطر معركة الموصل بين التكتيك والاستراتيجية
- مدخل الى معضلة الاستخبارات في العراق
- أوامر امنية وعسكرية مشوشة
- الحرس الوطني ..اشكالات وحلول
- مملكة للقتل
- ثورة اقتصادية او الطوفان
- الاصلاح الاداري في القوات المسلحة
- ضباط الدمج ...مشكلة القناعات المسبقة
- الجيش لم ينسحب من الموصل!!!!!
- كيف نحقق الامن في اخطر عاصمة بالعالم ...بغداد


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - بشير الوندي - الامن والاستخبارات في القران والسيرة