ماوراء اللقاء - السري- السوري السعودي

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 4887 - 2015 / 8 / 4 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما وراء اللقاء " السري " السوري السعودي :
لم يبق مصدر إعلامي مستقل وغير مستقل ..إلا وتحدث عن اللقاء " السري " الذي جمع ممثل النظام السوري علي المملوك ب ممثلين عن النظام السعودي بوساطة روسية وهذا إن دل على شيء فهو يدل على تغير خطير وراديكالي في خارطة الاهتمامات الاستراتيجية وفي الحقيقة لم يكن هذا اللقاء ليحدث لولا عدة أمور و ليدل أيضا على عدة أمور :
1- ضغط أمريكي على دول الخليج لكسر الجليد مع النظام السوري و ذلك تمهيدا لأي اتفاق أمريكي روسي لتسوية الأوضاع في المنطقة عندما تدعو الحاجة لذلك و هذا ما يفسر قيام الإمارات بالتحدث عن إحياء بعثتها الدبلوماسية في سوريا وقيام عدة شركات طيران خليجية بالتخطيط لتسيير رحلات طيران مباشرة لمطار دمشق و هي بالطبع تضمن عدم تعرض جيش الإسلام الذي يسيطر على الغوطة لهذه الطائرات فالخليج يعتبر هو الممول الأساسي له و الراع الرسمي لنشاطاته
2- ازدياد الخطر الإرهابي من قبل تنظيم الدولة على عدة حلفاء لواشنطن في المنطقة بما فيها دول الخليج والسعودية نفسها المصدر الأساسي للفكر السلفي الجهادي المتطرف ووجود كم هائل من المتعاطفين والخلايا النائمة في دولها مما قد يخرج في يوم ما عن السيطرة ..
3 - الحاجة الأمريكية للنظام السوري في تنسيق عملياتها ضد تنظيم الدولة في سوريا وفق ضمانات للنظام السوري بعدم إسقاطه عسكريا و الذي يبدو من خطاب بشار الأسد الأخير أنه حصل عليها
4 - شعور السعودية بأنها وقعت في الفخ الذي نصب لها من عدة دول وحاجتها لتفاهم سياسي معين أو على الأقل تهدئة مع طهران فهي أولا لم تحقق مرادها بإسقاط النظام السوري و فصل تحالف الدولة السورية عن إيران
و ثانيا أسلوب المواجهة المباشرة مع حلفاء إيران ومنها حزب الله جعلهم يصعدون النبرة والتحدي ضد السعودية و ربما الاتجاه لو لزم الأمر لحسم الأمر في لبنان نهائيا لصالح محور 8 آذار مما سيجعل السعودية تخسر نفوذها الإستراتيجي الذي عملت على تأسيسه وتدعيمه والإنفاق عليه لسنوات طويلة ..
وثالثا ورطتها في حرب اليمن المكلفة التي استنزفتها دون طائل حقيقي وحاجتها إلى تفاهم مع إيران حول حل سياسي ولذلك تسعى بكل طاقتها لتحرير عدن وما حولها لإيجاد كيان سياسي موازي لصنعاء من أجل بدء عملية سياسية بتفاوض متكافيء وهذا يبدو صعبا عمليا ومرهقا ماديا وعسكريا وتعبويا
5 - تفاهم الائتلاف المعارض مع هيئة التنسيق يأتي و يقرأ تماما في هذا السياق التحضيري للتسوية
أهدي هذا التحليل لعناتر مايسمى ب الائتلاف المعارض الذين للأسف كل ماقاموا به هو بيع قرارهم المستقل للدولة الوهابية السعودية فبدلا من أن يكونوا ممثلين عن شريحة عريضة من الشعب السوري لم تكن تريد إلا دولة مدنية ديمقراطية حديثة ..أصبحوا بيادق في لعبة شطرنج إيرانية سعودية ... و هذا يعتبر في كل الأعراف والقوانين خيانة وطنية من الدرجة الأولى ... والرحمة على أرواح كل من باعهم هؤلاء الوهم وللأسف لازال الكثير منهم منغمسا في أوهامه رغم كل ما يجري حولهم ويعتقدون انهم لازالوا يعيشون حالة ثورية ...و في تعريفات الثورة و أدبياتها سنكتب لهم قريبا فقد اكتشفنا بأنهم لايعرفون شيئا عن هذه الأدبيات ويعتقدون أنها مجرد كره للآخر المخالف لا أكثر. ..سنكتب لهم مرارا وتكرارا رغم معرفتنا بأنك ما اسمعت إذ ناديت حيا.

د. عمارعرب 04.08.2015

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل