أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - هذيان عاشقة














المزيد.....

هذيان عاشقة


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 17:47
المحور: الادب والفن
    



"المستحيل مع الأحبة جائز" !!ٌ

كانت لحظات دارت بيَ الدنيا خلالها كاملَ الدوراتِ، وتَمايَلْتُ زهواً فتعثرت خطواتي، ومَعَ الربيعِ تَنَهَدَتْ خطراتي، وهام خاطري ثملاً بكاتم العبراتِ

كانت لحظات تَلَوْتُ خلالها أيةَ حبنا مَعْ حِمَمٍ منَ الآهاتِ، واخْتَلْتُ في غَنَجٍ كأن خيالي حُلُمٌ تهادى سارحَ الصبواتِ، وتواترت في ذهني صورُ الجمالِ بأعذبِ القسماتِ

كانت لحظات قابَلْتَني خلالها بأصدقِ وأزهىِ البسماتِ، وغمَرْتَني بأرقِ وأرقى النظراتِ، وأغرقتني بألطفِ وأعطرِ العبراتِ، ودَسَسْتَ في أُذُني أدفأ وألطفَ الهمساتِ

كل ذلك حدث دفعة واحدة بعد طول ظمأ وفيضِ لظىً، ومرارة وجدٍ وشوقٍ عاصفٍ، فتحركَ بداخلي كل شيئ إسمه أُنثى وبدأ يدب في الأوصالِ دبيبَ كائن يمشي على أربعٍ وأكثر كثيراً !!

وقتها تخيلتَني تلك الحسناء التي كانت تتمخطر وتتبختر بثوبها البنفسجي الشفاف، تراقبك بارتباكٍ وحيرةٍ ووجنتين كباقي الغروبِ يذوبُ في أفقِ السماءِ، وأنت تحدق فيها بذهول وفي نفسك أشياءٌ كثيرةٌ تثير ما لا يقال
نظراتك كانت تلهب كل مشاعري وتُحيي ما مات منها وتوقظ ما غفى ودخل في غيبوبة أو غط في سباتٍ عميق منذ أمدٍ طويل

وقتها كان كل شيء يعاندني ويدس في أنفي رغبة لم أشعر بها من قبل، رغبة كانت تثور حيناً وتهدأ أحياناً لتختفي بين ما كنتُ أتخيله وما كان حاضراً
أنفاسك كانت تلاحقني في كل الاتجاهات وفي كل المرئيات والمخفيات، وكلماتك كانت تلامس بعضاً من بعضي فتبهرني وتثيرني كلي على كلي، وتثير جنوني وتحضنني برقة ولطف وحنان وتغمرني بنشوة أعجز عن وصفها الآن

وقتها كنت ألمس كل شيء وقعت عليه يدي وكل شيء وقع عليه نظري ولم يقع، وكنت أعانق وألثم وأتقاسم معك كل كبيرة وصغيرة بتناسق تام وإيقاعٍ رائع غير مدروسين وغير مُخطط لهما

وقتها كان كل شيء فيك ومنك يعانق نبضات قلبي ويعزف على شغافه معزوفة "العشق الممنوعِ"، الذي اجتاحني على غير موعد متوقع والذي ما كان لحظة في الحسبان
ذلك العشق الذي كان على الدوام غاية مستحيلة فبات معك واقعاً ممكناً وسهل المنال

قُل لي يا أنت كيف اقتحمتني هكذا فجأة وعلى حين غرة...كيف!!
وكيف اخترقت سكينتي وسكوني بلا إيذان أو استئذان...كيف!!
وكيف أبحرت في يمي برغم المد والجزر وكل هذا الموج العاصف...كيف!!
بربك قل لي كيف غُصْتَ هكذا في أعماق أعماقي...كيف!!

قُل لي يا أنت كيف استطعت الوصول إلي...كيف وكيف وكيف!!
وقل لي من هداك إلى سبيلي لكي تقطع علي خلوتي التي طالت وطالت وطالت!!

كم كان جميلاً ما شعرت به وأنت تهمس في إذني بتلك الكلمات الشاعرية الدافئة صعبة المنال
وكم كانت جميلة تلك الغيرة التي انتابتني ولم ألبث طويلاً قبل أن أصُرَها في صدري لتفعل فعلها
فهي مذ اخترقت أضلعي بقيت كالنار تحت الرمادِ ولازمتني كالظل المستكين، ولم تفارقني لحظة واحدة
لا لا لا بل لازمتني كنبض الفؤاد والرقصِ على عزفِ أوتارهِ ونقر الدفوف على شغافه
لازمتني هكذا وأكثر وأكثر كثيراً كثيرا

أحسست كأني أغوص بداخل صدرك أبحث عن شيئ ما أو عن لا شيئ، وأغرق في شيئ ما أو لا شيئ
أحسست كأني أبحث وأبحث وأبحث، وأحسست وكأني أغرق وأغرق وأغرق
أحسست وأحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت أسترق النظر إليك، ولم أرَّ شيئاً إلا ما أحسست به و خالج صدري في تلك اللحظات الحالمة
أحسست وأحسست وأحسست، لكن ما أذكره ولا أنساه أني كنت وإياك وحدنا هناك، وأننا عشنا لحظات غير كل اللحظات
لحظات ليست كاللحظات
يا لها من لحظات، يا لها !!
أتراها تتكرر مثنىَ وثلاثاً ورباعاً ؟
ربما نعم وربما لا !!
وعلى الأرجح لا، لأن ما هو جميل وخاص وممتع المذاق نادراً ما يتكرر
بل من المستحيل أن يتكرر
من المستحيل لأنه المستحيل بعينه
نعم هو المستحيل
لكنه المستحيل الذي يُصبح مع الأحبة جائزا كما اعتاد على ترديد هذا صديق لي:
ألمستحيل مع الأحبة جائزٌ .. لا تجزموا أني أقولُ المستحيلْ
والشهدُ يَحْلو طعمُهُ في قِلَةٍ .. والوجدُ مهما زادَ يكفيهِ القليلْ

محمود كعوش
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أميرتي
- وا مغيثاه وا مغيثاه !!
- ما بال غالبية الناس.....ما بالهم!!
- ثورة 23 يوليو/تموز في ذكراها الثالثة والستين
- ألا تبقى قليلاً !!
- قصيدتي (رسالة من المنفى) في ميزان الشاعرة العراقية سمر الجبو ...
- قصيدتي (رسالة من المنفى) في ميزان الأديب العراقي عمرو بن بحر
- أنا ابنُ الأربعينَ.....أنا الغريبْ !!
- بَلْ نِزاراً بِقَوْلِ الشعرِ رائدْ!!
- فارسُ قلمٍ...جوادٌ كالبحر
- سجني أنا !!
- بانوراما انتخابات البرلمان الدنماركي
- أنا ورمضان وبلاد الغربة !! بقلم: محمود كعوش
- تجليات البنفسج بقلم: محمود كعوش
- تجليات الياسمين بقلم: محمود كعوش
- إليك يا شهيد العزة والكرامة : بقلم محمود كعوش
- هي امرأةٌ أخرى متميزة !!
- أعذرني أنا امرأة أخرى !!
- حقاً أنها امرأةٌ أخرى
- هي امرأة...يا لها من امرأة


المزيد.....




- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...
- مشروع قانون فرنسي لتسريع إعادة منهوبات الحقبة الاستعمارية
- خلال سطو مسلح على شقتها.. مقتل الفنانة ديالا الوادي بدمشق
- فن الشارع في سراييفو: جسور من الألوان في مواجهة الانقسامات ا ...
- مسرحية تل أبيب.. حين يغيب العلم وتنكشف النوايا


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سعيد كعوش - هذيان عاشقة