أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - حول الاستفتاء على الدستور














المزيد.....

حول الاستفتاء على الدستور


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 1347 - 2005 / 10 / 14 - 11:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قل كلمة ( نعم ) ففيها هوى الحب والعشق ..
جاسم المطير
في صباح يوم السبت المصادف 15 أكتوبر 2005 يتحرك أربعة عشر مليون عراقي بطرق ٍمختلفة وبوسائل مختلفة متوجهين نحو صناديق سميت بصناديق الاستفتاء على الدستور الدائم .
عشر من الساعات تبدأ في الساعة السابعة صباحا يتحدى فيها ملايين العراقيين بقوة حبر البنفسج جميع الإرادات الظالمة التي مرت بها أو مروا بها فوجدوا منها ما لا يرضيهم ، فجاءوا ، الآن ، مصممين أن يكون هذا اليوم موجة مقدسة تتقد برغبتهم الحارة في أن يكونوا متحدين ، مجتمعين ، عازمين على الخير والبناء والمحبة والسلام . يتأملون مجرى حياتهم القادم من جبال كردستان حتى قبلة حناء الأرض في الفاو على الخليج .
سينعم كل عراقي بنصيبه من مشقة الاستفتاء على الدستور . هي أول خطوة في حياة العراقيين جميعا منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 .. وهي أول خطوة تجعل العراقيين قادرين فيها أن يقولوا بقلوب مخلصة كلمتهم كبداية جديدة فيها رجاء وسرور مستقبلهم ومستقبل الأجيال القادمة بطريقة سيثني عليها العالم الديمقراطي كله . فكل خطوة أولى تنهض من بحر العذابات تنشـّط حياة جديدة في تيار من الخطى صفا ً صفا ً حتى يستيقظ أمل الشعب كله .
ليس في الأستفتاء عجاب رغم أن فيه صعاب .
ربما ينتحر إرهابيون ،
ربما يطلق بعضهم رصاصا طائشا ،
ربما يـُقتل أطفال ونساء وشيوخ ،
ربما يفجرون مركزا من مراكز الاستفتاء .
فكثير من الناس الإرهابيين ومن يؤيدهم من أذناب النظام السابق ، ومن يعاونهم من جميع الذين لا يعرفون في حياتهم وجهادهم غير استبداد الأرواح واغتيالها لأنهم تخلوا عن إنسانيتهم ، ولا يزال " الأمل الميت " يداعبهم في طلعة الأبالسة والمجرمين الملثمين ، وسيقفون عثرة في طريق بناء الديمقراطية في العراق أو يحلمون بالخروج من مستنقعاتهم والعودة إلى دست الحكم الطاغي مرة أخرى .
القول الذي لا غبار عليه أن التاريخ لا يعود إلى وراء تماما مثلما ساعة الزمن لا تتحرك إلى وراء ، لان الشعب سيمضي نحو مستقبل دستوري ليبني دولة المؤسسات وليشيد مؤسسات القانون وليوفر الحرية لكل فرد في مجتمعنا الذي سار من نار إلى نار طيلة عقود مليئة بعجيج الدماء ومقابر الضحايا جعلت كل امرؤ على ضفاف الرافدين مكتئبا ، وكل امرأة تعتدل قامتها حزينة بملابس سود في الأزمنة الماضية و طيلة 35 عاما .
لا يمر يوم السبت القادم عابرا من دون حق وعدل .
فالدستور حق وعدل
وتصويت العراقيين عليه حق وعدل
ووضعه في أعماق الصدور كضلع من الضلوع حق وعدل .
من الصواب القول أن الدستور ليس مملوء بكل عطور وسحر الديمقراطية ، وقد تكون بعض مسارب عينيه مخضلة ً بما لا ترضاه ، وقد يكون في مواده بعض الانسداد ، وقد يكون فيه بعض ابتداء أحلامك وليس كلها ، لكنه رغم كل شيء هو دستور صنعناه ، بفرصة مناسبة ، بأيدينا . انه مثلي ومثلك .. انه مني ومنك .. أنه معي ومعك .. أنه لي ولك . يتكلم لغتي ولغتك .. فأرجو أن لا تتململ لان فيه نقص ، فمتعتي ومتعتك ومتعة أولادنا وأحفادنا أنهم سيقودون الدستور إلى العلا لأنهم سيرونه وسيملكونه ، فكل شيء يتغير وكل شيء يتحسن وكل نقص يكتمل .
ليس في أوراق الوثائق الإنسانية ما هو انضج من وثيقة اسمها دستور وليس في حياة الناس ما هو أنقى من النضال وفق ما يدفقه الدستور من غرارة الحرية ومن بلاغة الكرامة ومن عقد اجتماعي جدير بالاعتزاز .
هذا يوم لا ينسى الشعب نفسه فيه تحت ظلال الشمس حتى وإن كانت حارقة . ففي خطوته الأولى ، هذه ، يلمس الأمور الجديدة لمستقبل حياته ، حيث يثق بغيره من الأمم كي تثق به الأمم طالما تكون له مكانة مميزة بقلادة رائعة صنعها بيده في عصر الديمقراطية .
قل كلمتك أيها المواطن العراقي ، فهي واجب على الجميع . قل كلمتك وأنت بارع في القول . قل كلمتك وأنت معتدل البراعة . قل كلمتك كي تمتلك قلادة العراق . قل كلمتك كي يمتلكك وطن .
قل ( نعم ) أيها الإنسان لنور نهار الخامس عشر من أكتوبر.
قل ( نعم ) من أعماق قلبك ففيها صلاة من اجل أبيك الشهيد وصديق أبيك الضحية ، وفيها صلاة من اجل سجين ٍ تعذب ، ومن اجل دم أريق عند عتبة باب جارك .
قل ( نعم ) ففيها صلاة ذاهبة آئبة من اجل أمك وأختك وزوجتك .
قل ( نعم ) كسوار لمستقبل ابنتك .
قل ( نعم ) على الفور من اجل ابنك عاشق الشمس والقمر والنجوم .
قل ( نعم ) ففيها هوى لمن تحب وتعشق .
قل ( نعم ) فهي كلمة واحدة لكنها ثمينة جدا .
كلمة ( نعم ) ستظل أغنية في التاريخ العراقي تحاصر الظلام والظالمين إلى الأبد ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 13 – 5 - 2005



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كتم داءه أعياه شفاؤه
- إذا صمتَ رمضان لا تنسى النصائح اليابانية التالية ..!!
- ذهبتُ إلى الهند بحثا عن هلال المسلمين ..!
- دعاء شهر رمضان المبارك ..!
- رواية جديدة أسمها صدام حسين ..!!
- أسوأ شيء في الدول الإسلامية هو المايوه البكيني ..!!
- الرياضة في كربلاء حرام على الذكور حتى وإن تحجبوا ..!!
- ميناء أبو فلوس ورصيف كاتيوشا ..!
- عاجل .. ثم عاجل .. إلى السيد إبراهيم الجعفري ..!!
- واجب الحجاب والتحجب والستار والتستر ..!
- مسامير جاسم المطير 1010
- فتوى .. قيادة المرأة للسيارة حرام ..!
- عشائر الرافدين تودع فقيدها الغالي ..!!
- الشاعرة العراقية وفاء عبد الرزاق
- اجتماعات سرية جدا
- الزهور رمز الكفر والإلحاد ..!!
- مسامير جاسم المطير 1000
- من فرنسا نتعلم أسباب فاجعة الكاظمية ..‍!
- ضمان المستقبل بالنار والنور معا ..!!
- الطيور الإرهابية تعرف أوكارها ..!!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - حول الاستفتاء على الدستور