أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فنيدي عبدالله - ما الثقافة؟














المزيد.....

ما الثقافة؟


فنيدي عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4881 - 2015 / 7 / 29 - 21:14
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن ما يميز الشعوب والقبائل والمجتمعات في تعددها واختلافها، هي ثقافتها، هذه الأخيرة قوبلت بعدة دراسات ذات رؤى مختلفة، منها ماهو مرتبط بالجانب التاريخي، وأخرى اهتمت بها كل من السوسيولوجيا والأنثربولوجيا، والحديث عن الثقافة تستحضر أذهاننا معاني تقترب من المفهوم من قبيل المثقف، والثقافة الوطنية، إذن ماهي الثقافة من زاوية الأنثربولوجيا؟وما هي التقاطعات بين المفاهيم الثلاثة؟
إن الثقافة التزام، والتزام يستمد أبعاده من الواقع، ومن الشروط الضرورية لتغييره أو تحسينه(محمد عابد الجابري)، والثقافة كما يعرفها تايلور"ذالك المركب الكلي الذي يتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات ، وأي قدرات وخصال يكتسبها الإنسان نتيجة وجوده عضوا في مجتمع"، والثقافة حسب طرح لينتون"تنظيم السلوك المكتسب ولنتائج ذلك السلوك، يشترك في مكوناتها الجزئية أفراد مجتمع معين، وتنتقل عن طريق هؤلاء الأفراد"، وقد حددها herriot "هي ما يتبقى لدينا بعد أن ننسى كل شي"، وهذا الاختلاف حسب تحديد دلالة المفهوم ما يؤكد صعوبة الوقوف عند هذا المفهوم وقفة المتدين من معتقده، والثقافة هي الرأسمال الرمزي والمادي لكل مجتمع، وقد اهتمت الأنثربولوجيا(علم الانسان، علم الإناسة) في دراستها الانسانية بمفهوم الثقافة، وتعتبر حسب طرح الباحثين الأنثربولوجيين الأنجلوساكسون بأنها"مختلف المظاهر المادية والفكرية لمجموعة بشرية معينة تشكل مجتمعا بالمعنى السوسيولوجي الدقيق"، والثقافة = الحضارة حسب الطرح الأنثربولوجي، وكما يعتبرها محمد عابد الجابري"ليست البناء الفكري فحسب بل إنها السلوك الفردي والمجتمعي وما يرتبط بهما من تقاليد وأعراف وثقافة..."، وتعتبر الأنربولوجيا الثقافية أحد فروع الأنثروبولوجيا التي اهتمت بموضوع الثقافة، وانطلقت منها لمعرفة اختلاف وتشابه الشعوب، وظهور مجموعة من الباحثين المتخصصين في هذا المجال والذين أبدعوا في دراستهم للثقافة أمثال كلود ليفي ستراوس الذي ألف كتب عدة في هذا المجال(العرق والتاريخ...)، منطلقا من الميدان إيمانا منه بأن الميدان هو ذاك الينبوع الذي يروي ضمأ الأنثروبولوجيين والعلوم الاجتماعية والانسانية الفاعلة(السوسيولوجيا...)، وهذا الفرع من الأنثروبولوجيا جاء ردا على الفروع الأخرى المتسرعة في إصدارأحكامها(الأنثروبوالوجيا البيولوجية)، هذه الأخيرة قامت بحصر تقدم الشعوب وتخلفعا بمسألة العرق...، لكن الأنثروبولوجيا الثقافية فندت هذا الطرح بداعي أن تقدم الشعوب أو تأخرها مرتبط بمسألة قدرات الإنسانية ليس إلا، وبعد أن سادت خطابات الاعتراف بالأنا ونفي للآخر؛ أنا العالم المتقدم والآخر المتخلف والبدائي والمتوحش، ليفند الانثروبولوجيين هذه المسألة بالقول"البداوة في حد ذاتها حضارة"، وقد لقي مفهوم الثقافة ترحابا من قبل العلوم الاجتماعية، بالأخص الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا، الأولى من جانب الوصفي(الاثنوغرافي)، والمقارناتي(الاثنولوجيا)، والثانية من منظور التنظيمات الاجتماعية(كالأسرة مثلا)، إذن إن الحديث عن الثقافة في شموليتها هو حديث عن الجانب الماكروللثقافة، وهذا من الصعب حصره نظرا لشساعته، لكن يمكن أن ندرسه من زاوية أخرى وفيها يمكن أن نتحدث
عن الثقافة في خصوصيتها، وهنا نستحضر مفهوم الثقافة الوطنية، سأعرج على ماقاله ماوتسي تونغ في هذا الباب متحدثا عن هذا المفهوم"لابد أن تعتمد الثقافة الوطنية على الفأس والقلم، الأول لهدم الثقافة الاستعمارية والثاني لبناء الثقافة الوطنية"، والثقافة الوطنية أشبة بالقبيلة حسب الطرح الخلدوني(نسبة إلى ابن خلدون) التي تعيش صراعات داخلية لكن سرعان ما تتحد في مواجهة خطر العدو الخارجي، فكذلك الثقافة الوطنية تعيش أزمات على مستوى الهويات والاثنيات والتقاليد والعادات لكن سرعان ما تتناسى ذلك في مواجهتها ما يهددها خارجيا، وبالتالي تصير من سماتها المقاومة القوية، سأل أحد الباحثين رجلا من الاسكيمو قائلا له: ما معنى هذه التقاليد والعادات التي تتمسكون بها ولماذا تتمسكون بها بهذا الشكال؟، كان جواب الرجل بكل بساطة:إنني لا أدري لهذه التقاليد من معنى، ولكننا يا سيدي نتمسك بها لكي لا ينهار العالم. إذن الثقافة الوطنية أم يحبها أبناءها رغم قساوتها إلا أنها تظل أما، يستدعي منا الأمر أن نلقي نضرة على جزء من هذه الثقافة إنه إبن الثقافة الوطنية وهو المثقف، هذا الأخير من الشعب وإلى الشعب، فالمثقف ليس مستقلا بذاته، بل إن مسؤوليته الثقافية تستدعي أن يكون لسان حاله تعبيرا عن ذاته ومجتمعه، والشباب هم الحاملين لهذه القوة التي لا تنطفئ ولا تتعرض للفتور أبدا كما يؤكد محمد عابد الجابري على ذلك بقوله"إن امتزاج قوة الشباب بقوة الثقافة كامتزاج النار بالبارود...إن الانفجار سيقع مافي ذلك شك".
بالتالي الثقافة الوطنية جسر للعبور نحو الثقافات الأخرى، والمثقف هو الإنسان الذي يستطيع أن يقدم لمجتمعاته القوة لبلوغ غاياتها، وبالمثقف الحامل للثقافات تحيا المجتمعات ولا تموت أبدا ولو بانهيار حضاراتها، والتاريخ شهيد على ذلك، فالمثقف الملتزم والوافي لمبادئه هو من يأخذ من الثقافات الأخرى ويعود على وطنه بالعطاء الأوفر.



#فنيدي_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب القيم


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - فنيدي عبدالله - ما الثقافة؟