أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال رفعت - الله يحتضر !!














المزيد.....

الله يحتضر !!


جمال رفعت

الحوار المتمدن-العدد: 4871 - 2015 / 7 / 19 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قال نيتشه " لقد مات الله و نحن الذين قتلناه "
اعتقد ، لم يكن نيتشه سعيد بقوله هذا ، و لعله لم يريد لذلك ان يحدث ، نيتشه كان يدين الانسان لقتله للاله ، فربما كان هو اكثر من يحتاجه !!

في الحقيقة ، لم يمت الله بعد ، مازال حي ، و لكنه في طور الاحتضار ، كل ساعة و يوم و شهر و سنة تمر علي الاله و هو علي فراشه تمثل خطر اكبر علي حياته و استمراريته بيننا .
الله ، فكرة ، لم تحصن نفسها جيدآ للأمد البعيد ، كانت تتعامل طبقآ للمعطيات المحدودة الموجودة في وقتها ، و لم تنجح في تكوين نظرة ابعد من حاضرها .
الله ، الابراهيمي ، فكرة خرجت من رحم افكار عديدة متباينة مشتته لحضارات و اديان و الهه سابقة له ، فخرح لسوء الحظ ، كيان مشوه غير كامل ينقصه الكثير ، يحمل بداخله التناقض المطلق و اللامنطقية ، حمل بداخله السادية و العنصرية و المحاباة و التردد و التهور ، اخذ من كل حدب و صوب صفة و ضرب بمطلقه المفترض كاله عرض الحائط فأصبح الله الذي يخلق بشر فيتهور فيغرقهم بطوفان و من ثم يندم لفعلته تلك ليتعهد بأنه لن يفعلها ثانية لنراه يعود فيغضب من جديد علي بني البشر فيحرقهم بنار من السماء ، و اصبح القائد الحربي الذي يقود شعبه الخاص لأحتلال اراضي الغير و محاربة شعوبها و قتلهم ، و اصبح الاله المحب الذي يتوعد بني البشر بالهلاك الابدي في النار الابدية إن لم يقبلوا فداء ابنه لهم ، و اصبح الاله الذي يأمر بقتل الكافرين به و لدعوة رسوله الجديد .
استخدم الاله طرق ساذجة مع شعوب بدائية ، ظنت انها تتعامل مع كائن عالم بباطن الامور مطلق العلم و الوجود ، و لكننا الان ، في قرننا هذا ، لم يعد الامر هكذا ، لم نعد ننظر لذلك الاله نظرة الاطفال التي تنتظر الإرشاد من الوالد ، لم نعد اطفال نؤمن بكل ما يقوله لنا بدون تحري و بحث و إختبار . اصبح الاله صغيرآ و الانسان كبيرآ ، توصل الانسان الان الي حل ألغاز الحياة و الارض و الكون التي لم يستطع الاله حلها ، توصل الانسان ان القيم و الاخلاق التي يريدنا الاله تقديسها بدون إعادة النظر بها هي اشياء نسبية ثابتة في كل زمان و مكان .
لم تعد الارض مسطحة كما اخبرنا الاله
و لم يعد وجود للعصاة السحرية " كن فيكون "
و لم تعد الارض مركز الكون و لا السماء قبة الارض
و لم تعد الامراض من الشيطان و العلاج من الاله
و لم تعد النصوص مقدسة و اكتشفنا ان الوحي ما هو سوي سرقة ادبية لأفكار و اساطير سابقة
لم يعد للانبياء و الرسل هالات قدسية ، بل بالعكس ظهرت الدراسات و شهر النقد فظهرت سلبياتهم التي غلبت ايجابياتهم
لم تعد الظواهر الطبيعية ظواهر شيطانية او إلهية ،و اصبحنا نستطيع بمساعدة العلم التنبؤ و السيطرة احيانا علي بعضها
لم تعد المثلية خطيئة يستحق صاحبها الحرق بنار تسقط عليه من عند عرش الرحمان ، بل طبيعة بيولوجية علينا تقبل صاحبها و إحاطته بالحب و القبول لا بالرفض و الحرق
الله يحتضر ، و مع كل نجاح علمي جديد للانسان سيموت الله بطيئآ .



#جمال_رفعت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحيوان المتذاكى !!
- النصر او الشهادة !!
- المعرفة قادمة لا محال !!
- الدين و الإرهاب وجهان لعملة واحدة !!
- الارهاب فكر قبل ان يكون فعل !!
- لادينية الناصرى !!
- مجتمع محافظ ام مجتمع حافظ !!
- كنيسة الجهل و التجهيل !!
- الحكومة مصدره لينا الطرشه !!
- المسيحيون و الوجه الملائكى !!
- يصنعون الإرهاب ، و يتسألون ، من أين أتى ؟!
- العلم و الدين و الالحاد !!
- من أنت ؟!
- نظرة على الوضع السياسي فى مصر .


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال رفعت - الله يحتضر !!