أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فرارية أثينا














المزيد.....

فرارية أثينا


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 13:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




أنا في أثينا . أقارن بين المدينين فيسكنني وجه زوربا ، واتمنى ان اقلد رقصته الشهيرة ، فأفعل ، فأسمع ضحكات عالية من بائعة خضار قريبة ، وربما عرفت ملامحي العراقية ، وقالت: أنت عربي ؟
ــ من العراق .
انفتحت اساريها بمرح غريب وقالت :وانا ايضا من العراق ، ماريا مسيحية من تكليف وهي مدينة قرب الموصل.
شعرت بسعادة الصدفة الجميلة تسكن صدري ، سعادة لن تشبه تلك الصدفة التي جمعتني برفاق السكن في عدن ، حيث يقل تبادل الابتسامات بيننا والكل مهموم بقراءة كراسات لينين ومواعيد السفر الى موسكو.
قلت : اعرفها ، في الجيش كان معي اصدقاء من تلكيف في نفس فصيلنا ، انتم تزرعون البطيخ واشجار الزيتون والعنب الذي تخمروه نبيذا ليس له مثيل في العالم .نشوة نبيذ تلكيف الذي يأتي به صديقي مهربا وخلسة ايام عودتهم من الاجازة يجعلنا نعيش سهرات خالدة بالرغم من خطرة المكان الذي نعيش فيه.
حجاب كان او مقر السرية ، حين يكون النبيذ موجدا ننسى تماما ان هناك موتا يتربص بنا ، النشوة وحدتها من تسكننا وتبحر بنا الى احلام لا تحصى ومنها ان اجوب شوارع اثينا في اول يوم لي هنا.
ضحكت وقالت : أنت مستجد ، هل انت طالب دراسات او سائح .
ــ كلا . معيدي وهارب من الخدمة العسكرية.
ــ نعم اغلب الذين يأتون الى اليونان من العراقيين ، هم الهاربون من الخدمة العسكرية ، انا لي اخ لم يهرب من الحرب ، فمات فيها ، نحرت عنقه شظية مدفع في نهر جاسم ، وهو اليوم مدفونا في مقبرة القرية ، اشتاق لأزور قبره .اشتقت اليه ، فهو أخي الوحيد.
ولكن قل لي ، ماذا يعني ( معيدي ) ، ديانة ، طائفة ، مذهب .
ــ انهم من عرق لبشر بسطاء يعتزون بعروبتهم ولكنهم يعشقون العيش في الماء والقصب ، هي جنتهم ولن يغادرونها حتى لو منحوهم اجمل مدن العالم.
ــ آه .تذكرتهم .اولئك الذين يعيشون في جنوب العراق ، قرأت عنهم في صباي في كتب الجغرافية المدرسية .
ــ نعم ، هم بقايا الذين سكنوا المكان من عرق سومر وأكد .
ــ إذن هم سومريون وانت تقول عرب.
ــ نعم عرب الجنوب ورثوا من سومر اصولهم السامية فانتموا للمكان قبل الانتماء الى العرق. لا يهمني تفاصيل الأصل التأريخي عندما يشعرني المكان وارثه بوجودي. جدي كان ساميا ، وحين ذهب به القدر الى الشمال وعشق هناك وارتدى ثوبه الاري كفنا . وكم بحثت عنه هناك.
ــ والآن ماذا ستفعل في أثينا وانت تحتاج الى لغة ومأوى وخبز.؟
ــ سأبحث عن نزل لأي عراقيين أسكن معهم ، معي 200 دولار سأتدبر بها لحين الحصول على عمل ، انكليزيتي الجيدة وقد أستفيد منها.
ــ سيكون صعبا ان تتكيف على الحياة هنا ولكنك حتما ستتعود ، ومادامت تملك اصدقاء من تلكيف سأوفر لك عملا معي ، ساعات الصباح فقط ترتب فيها صناديق الخضار وسنادين الورد.
ــ قلت .نعم اتذكر اصدقائي التلكفيين واجملهم ريمون دنخا ججو ،وهو ايضا كما اخيك ذبحته شظية في معارك نهر جاسم.
صرخت بشهقة سمعتها حتى نوارس البحر القريب وبحارة السفن واعضاء مجلس الشيوخ في اثينا القديمة : أنه أخي.
تذكرت امي بفطرتها تقول وهي تتحدث عن الصدفة التي تبدا بدمعة ستكون مشاعرها جميلة ، وكانت تعقب عن مشاعرها حين تلتقي في سوق المدينة مع جارة لنا من قريتنا التي تركناها مهاجرين بعد ان جففت الدولة المياه ونشرت فيها قطعات عسكرية يسمونها الوية الاهوار.
ألتقت دموعي بدموع ماريا التي تركت كل شيء وصارت تنحب مثل مواء القطط الحزينة يوم يتشيطن اطفال قريتنا ويغرقوا صغارهن في الماء ليعلموها العوم فتغرق او تدوسها أقدام الجواميس العائدة من قيلولتها فتموت.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دشداشة لحية ابن صباح
- العيد وأرجوحة ارمسترونغ
- الإسكندر ينتظرُ البرابرة
- عمتي لميعة توفيق
- خرافة نهاية العالم
- ملح وسمك وغاندي
- دشداشة الملك
- مواويل البادَم والچِرك
- زمزم الغزلان
- الطبيخ والمريخ
- نزهات نوبخذنصر
- جويريد وملك السويد
- جلجامش في شوارع روما
- نوايا مصور الغارديان
- حفريات توفيق التميمي
- رسومات بيوت أصيلة
- تغريدة جعفر في تويتر
- بلدية باريس وبلدية الجبايش
- طفولة السميسم الله
- الحبوبة وأيام سانوبه......!


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - فرارية أثينا