أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في إخضاع المنطقة ؟؟















المزيد.....

الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في إخضاع المنطقة ؟؟


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4870 - 2015 / 7 / 18 - 04:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في إخضاع المنطقة ؟؟
الاتفاق النووي الايراني يُشكل في حقيقة الامر نوع من الهدنة الطويلة أو نوعاً من معاهدة سلام بين إيران والغرب بقيادة الولايات المُتحدة فيما يتعلق بتطوير البرنامج النووي الايراني . وهو إتفاق مرهون (من حيث تنفيذه والالتزام به) بظهور أي متغرات أو إختلالات استراتيجية قد تطرأ على الوضع الاقليمي والدولي في المدى المنظور أو البعيد . فقد حكمت هذا الاتفاق وخروجه الى حيز الاخراج بصيغته الراهنة الكثير من العوامل والمتغيرات التي تحكم الاقتصاد العالمي وموازين القوى الاقليمية والدولية. ومن أهمها:
1 . نجاح الغرب منذ ما عُرف بأحداث الربيع العربي في تصعيد هجمته التآمرية الشرسة على المنطقة ليس فقط لاضعافها وتقسيمها ونشر العنف والاقتتال الطائفي والفوضى الامنية والقضاء على احتمالات التغيير الثوري فيها, بل أيضاً لاضعاف النفوذ الايراني في المنطقة والحد من تمدده ومساندته الغير محدودة لجبهة المقاومة والممانعة الاقليمية بقيادة سوريا وحزب الله , وذلك من خلال اللعب على الوتر الطائفي السني الشيعي وبناء حاجز من العنف الطائفي والعداء العرقي في وجه التمدد الايراني .
2 . نجاح الغرب بقيادة الولايات المُتحدة باضعاف الاقتصاد الايراني والعملة الايرانية الى درجة لا يُستهان بها من خلال فرض حزمة صارمة من العقوبات الاقتصادية شملت مختلف المجالات المالية والبنكية والنفطية والتجارية والسياحية وتطوير القدرات العسكرية والتكنولوجية ...الخ
3 . فشل الغرب بالمقابل في القضاء التام على النفوذ الايراني في المنطقة من خلال الفشل التام في اسقاط النظام السوري وتصفية حزب الله اللبناني , بما في ذلك أنصار الله في اليمن .
4 . خشية الغرب بالمقابل في حال تصعيد العداء مع إيران الى الحد الاقصى والإبقاء على حزمة العقوبات الاقتصادية الصارمة من تقوية الاتجاه المحافظ في إيران والمعروف بعدائه الشديد للغرب وبالتالي دفع إيران الى المزيد من التحالف والتعاون مع روسيا والصين ومنظمتي البريكس وشنغهاي مما قد يؤدي الى المزيد من الاخلال بموازين القوى الدولية والاقليمية والتأثير على مؤشرات الاقتصاد العالمي في غير صالح القطب الغربي بقيادة الولايات المتحدة .
5 . الاستفادة من تململ شرائح واسعة في المجتمع الايراني من الاوضاع الاقتصادية ورغبتها في دفع البلاد نحو التوجه اللبرالي والانفتاح الاقتصادي على الغرب , ورفض هذه الشرائح لسيطرة الاتجاه الاصولي المحافظ بقيادة المرشد الاعلى للثورة الاسلامية والتي ظهرت من خلال الفوز الكاسح لممثل الاتجاه الاصلاحي في الانتخابات الرئاسية الاخيرة. لذا فالغرب سيستفيد من إبرام الاتفاق النووي لكونه سيزيد بلا شك من نجاح وقوة الاتجاه الاصلاحي في إيران على حساب الاتجاه الاصولي المُتشدد في عدائه وعلاقاته مع الغرب .
6 . إستفادة كلا الطرفين الغربي والايراني من توقيع الاتفاق , وما سيجلبه من الرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية على إيران ورفع الحجز على الارصدة المالية لايران في البنوك الاجنبية والتي تُقدر بعشرات المليارات من الدولارات, مع فتح أبواب التعاون الاقتصادي ومجالات الاستثمار الاوروبية في الاسواق الايرانية, وكذلك زيادة الصادرات الايرانية (ولا سيما النفط والغاز) الى الغرب .
7 . سيؤدي الاتفاق النووي مع إيران الى التخفيف نوعاً ما من الازمات الاقتصادية التي تواجهها أوروبا والتي تعود في جزء منها الى استمرار فرض العقوبات الاقتصادية على روسيا في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا تداعيات أزمة الديون اليونانية وآثارها السلبية الشديدة على استقرار منطقة اليورو وتماسك منظومة الاتحاد الاوروبي . كما سيُؤدي هذا الاتفاق مع تحييد الصراع مع إيران والرفع التدريجي للعقوبات الاقتصادية عليها الى تحسين موقف الولايات المتحدة وأوروبا في مواجهتها مع روسيا والصين وبالتالي زيادة هامش تحركاتها على المسرح السياسي العالمي والشرق أوسطي على وجه الخصوص , وفي الابقاء على العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بضغط أمريكي باعتبار أن هذا الاتفاق سيُخفف من أضرار هذه العقوبات على أوروبا مع استئناف التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري ولا سيما صادرات النفط والغاز الايراني الى أوروبا التي اعتمدت بشكلٍ رئيسي على على صادرات النفط والغاز الروسي . وهذا ما سيُؤدي نوعاً ما الى تحسين المواقف ألاوروبية والامريكية في إدارة ملفات الصراع الساخنة مع روسيا , كالملف السوري والاوكراني والدرع الصاروخي ....الخ
إذاً يُمكننا القول أن الاتفاق النووي بين إيران والغرب هوبلا شك في صالح الطرفين ولكنه قد يؤدي على خلاف الكثير من التوقعات الى تحجيم أو بالاحرى تخفيض التدخل الايراني المُعارض لسياسة لغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط . كما سيُؤدي هذا الاتفاق الى بعض الانزعاج الروسي ولاسيما مع إعادة تصدير النفط والغاز الايراني الى أوروبا وتأثير ذلك في إضعاف المواجهة الروسية مع الغرب ولا سيما في الملف الاوكراني . ولكن بالمقابل سيُتيح هذا الاتفاق لروسيا مع رفع العقوبات الاقتصادية التي فرضها مجلس الامن على إيران الى زيادة التبادل التجاري والصادرات الروسية لايران ولاسيما في مجال الاسلحة والصواريخ الباليستية وبناء المزيد من المفاعلات النووية .
ولكن ما يُهمنا في المشرق العربي والشرق الاوسط هو كيف سيُؤثر هذا الاتفاق على تغيير سياسة الغرب وتدخلاته التآمرية في المنطقة بالاشتراك مع الكيان الصهيوني وأنظمة العمالة الخليجية والاقليمية وأدواتها التكفيرية لنهب ثرواتها الوطنية والعبث باستقلالها وأمنها القومي واستنزاف جيوشها وضرب وحدة شعوبها وأمنها الاجتماعي وتماسكها الثقافي والعرقي والقبلي والمذهبي ؟؟ .... ليس من السهولة التنبؤ بما سيحدث في هذا الاطار , ولكن بالمقابل مالذي سيدفع الغرب لتغيير سياسته في المنطقة في الوقت الذي حققت وستُحقق له هذه السياسة الكثير من النجاحات على الاقل في المدى المنظور , وفي الوقت الذي قدم فيه المفاوض الايراني الكثير من التنازلات لانجاز هذا الاتفاق والذي لا يعني بالضرورة نهاية الصراع بين الغرب والجمهورية الاسلامية في إيران حول قضايا الخلاف والنفوذ والمساندة التي تقدمها إيران لمنظمات المقاومة وجبهة الممانعة بقيادة سوريا وحزب الله اللبناني . فالصراع بين الغرب وإيران سيبقى قائما من وراء الكواليس وإن كان سيشهد تراجعاً ملموساً في الخطاب الاتهامي والصدامي والعدائي لاسرائيل . فالاتجاه المحافظ والاصولي في إيران وإن خسر شيئاً من نفوذه وشعبيته في الداخل الايراني , لكنه لا يزال قوياً وحاضراً للتدخل والمجابهة مع الغرب من خلال المرشد الاعلى للثورة الاسلامية فيما إذا تجاوز الغرب الخطوط الحمراء في ضرب جبهة الممانعة والمقاومة في المنطقة وتمادى في تهديد النظام السوري وحزب الله اللبناني .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي حقيقة أحداث العنف في ولاية غرداية الجزائرية
- اليونان ... والانتصار السياسي لحزب سيريزا في الاستفتاء الشعب ...
- تفاعلات الازمة اليونانية وآثارها على منطقة اليورو والاقتصاد ...
- هجمة تكفيرية وأيام دموية تشهدها المنطقة
- سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم
- ماذا بعد الانتخابات البرلمانية التركية
- العالم العربي بين المقاومة والتغيير وصراع البقاء
- الحرب الاجرامية على اليمن والمشهد السياسي العربي
- الازمة السورية في عامها الخامس
- السيسي في شرم الشيخ ... وخطاب التضليل والوعود
- منظومة الغرب واستراتيجية الارهاب والفوضى الخلاقة
- صعود اليسار الراديكالي في اليونان ... ماهي دلالاته وآثاره ال ...
- في الذكرى الرابعة لثورة مصر .... هل الثورة مستمرة ؟؟
- المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - الاتفاق النووي الايراني ..هل سيُؤثر على إستراتيجية الغرب في إخضاع المنطقة ؟؟