أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم














المزيد.....

سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم


زياد عبد الفتاح الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 4849 - 2015 / 6 / 26 - 00:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مقال حول الازمة السورية (عام 2012 ) بعنوان " الازمة السورية , ماهي أبعادها ولماذا طالت والى أين تتجه ؟؟ تطرقت فيه لبدايات الازمة السورية وأسبابها التحريضية وتفاعلاتها الاقليمية والدولية ...الخ واليوم وبعدما يزيد عن أربعة أعوام على هذه الازمة يُمكننا القول أن أبعاد الصراع الداخلي والتآمر الخارجي المُدمرعلى سوريا قد تجاوز بالفعل معظم التوقعات والاحتمالات لهذا الصراع الدموي الذي دخل بقوة وشراسة في عامه الخامس , وهو صراع لطالما اختلف البعض منا ( بالطبع من غير الانتهازيين والعملاء والخونة) على تقييمه من مواقع مختلفة . ولكننا وبالرغم من هذا الاختلاف نستطيع أن نجزم أن التآمر الخارجي ليس فقط هو العامل الاكبر والاشد تأثيراً في هذه الازمة , بل هو بلا شك العامل المُدمر والمعرقل للمصالحة الوطنية الداخلية . فقد أظهرت طبيعة المواجهة الدموية والشرسة وهول وضخامة التآمر الخارجي بأبعاده السياسية والعسكرية وما رافقه من التحريض والتضليل الاعلامي والعقوبات الاقتصادية بأن الغرب بقيادة الولايات المُتحدة يعتبر معركة الحرب على سوريا وإسقاط النظام السوري في ظل الحضور القوي لجبهة الممانعة الاقليمية بقيادة سوريا والمقاومة اللبنانية ومشاركة إيران والدعم الروسي والصيني , هي بلا شك معركة مصيرية , ستقرر موازين القوى في الشرق الاوسط سواء في المدى المنظور أو البعيد , وهي ستقرر بالتالي ليس فقط مصير المصالح النفطية والرأسمالية الهائلة لمنظومة الغرب الامبريالي في المشرق العربي والشرق الوسط , بل ستقرر أيضاً اذا ما تحولت هذه المعركة الطويلة والشرسة في غير صالح الغرب, مصير الانظمة الخليجية وجميع أنظمة العمالة في المنطقة المرتبطة عضوياً بنفوذ الغرب ومصالحه , كما ستقرر بالنتيجة مصير الكيان الصهيوني باعتباره ترسانة عسكرية أنشأها الغرب في الشرق الاوسط للتوسع والعدوان ولحماية مصالحه الاستراتيجية في المشرق العربي بالطرق العسكرية كلما اقتضت الضرورة ... ولكن ما يجعل هذه المعركة المصيرية معركة صمود وبقاء لشعوب المنطقة ولأحزابها وأنظمتها الوطنية وقواها التحررية هو لجوء المنظومة الامبريالية في الغرب بقيادة الولايات المُتحدة وبريطانيا وفرنسا الى تغيير نمط تدخلاتها العسكرية في المنطقة الى أساليب جهنمية مُدمرة وفي غاية الشراسة , وبحيث تتجنب الخسائر البشرية الفادحة والانفاق العسكري الهائل الذي يقتضيه العدوان العسكري المُباشر كما حدث سابقاً في العراق وأفغانستان وهو ما ترفضه بشدة شعوب المنظومة الغربية لما يُمثله من تدخل إجرامي وما يُسببه من أزمات إقتصادية ونهب لميزانياتها في الانفاق العسكري . كما أن القوى الدولية الصاعدة ولا سيما روسيا والصين والتي ازداد تأثيرها بشدة في السنوات الاخيرة على المسرح السياسي الشرق أوسطي والعالمي أصبحت تعارض بصرامة التدخلات العسكرية للغرب في شؤون دول العالم الثالث . وهذا ما أقلق الغرب ولجم تدخلاته العسكرية , كما كبح جماح اسرائيل لتنفيذ الاعتداءات العسكرية المعهودة والفاشلة كما حدث في العدوان على لبنان عام 2006 وعلى قطاع غزة في السنوات اللاحقة..... وهذا ما دفع بالطغمة السياسية الحاكمة في الغرب الى تطوير أساليب مختلفة وفي غاية الخطورة والدهاء للتدخل والتآمر على الشرق الاوسط تحت غطاء مُكثف من التضليل الاعلامي للرأي العام الغربي والعالمي , وذلك باستبدال التدخل العسكري المباشر لجيوش الغرب والناتو بالارهاب التكفيري المُسلح والعنف الطائفي والصراعات الداخلية المُدمرة بهدف اضعاف وتقسيم دول وشعوب المنطقة والقضاء على كل مقومات التعايش والتلاحم والانسجام بين شرائحها المذهبية والعرقية والقبلية, مُستخدمة في ذلك مختلف قوى الاسلام السياسي والمجموعات التكفيرية المتطرفة التي انبثقت عن تنظيم القاعدة ومختلف تفرعاته وتسمياته التي لا حصر لها . وترافق ذلك بننفس الوقت مع لجوء الغرب بكل نفاق الى استخدام ذريعة محاربة الارهاب من أجل التحكم بأساليب التدخل الجديدة والعمل على إنجاحها بكافة الوسائل الغير مباشرة باستخدام بعض الانظمة الخليجية والاقليمية لتأمين تدفق كافة أنواع الاسلحة والمؤن والذخيرة للمجموعات التكفيرية والاشراف على غرف العمليات والدعم اللوجستي ومعسكرات التدريب ...الخ . هذا عدا عن استخدام الاقمار الصناعية وطيران ما يُسمى بالتحالف الدولي لمحاربة الارهاب كذريعة من أجل التجسس على الجيوش التي تجابه بالفعل المجموعات التكفيرية, وذلك بمراقبة تحركاتها واستعداداتها وتجمعاتها وخططها العسكرية , وفي مقدمتها مواقع وتحركات الجيش العربي السوري وقوات المقاومة اللبنانية . هذا بالاضافة لمراقبة تحركات الجيشين العراقي واليمني والمقاومة الشعبية التي تقاتل معهم .
لذا فالمعركة مع الغرب والارهاب التكفيري ومع أنظمه العمالة والخيانة في المنطقة معركة طويلة جداً ومتصاعدة في العنف والشراسة, وهي بمثابة صراع بقاء لهذه الامة ولشعوب المنطقة. ولكن المقاومة البطولية لكل جندي في الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية وفي الجيش العراقي والجيش اليمني واللجان الشعبية الداعمة له, الذين يُجابهون العدوان الاجرامي لانظمة العمالة والتحالف السعودي والارهاب الشرس للجماعات التكفيرية تبعث بلا شك على الفخر والتفاؤل اذا ما علمنا أن حركة التاريخ هي في النهاية لصالح الشعوب. فهؤلاء الجنود قد أثبتوا بتضحياتهم العظيمة وصمودهم الاسطوري , قدرتهم لأن يعيدوا للامة العربية وللقوميات الشقيقة الاخرى التي تعيش في المنطقة أمنها وتلاحمها وعزتها وقيمها وكرامتها وعيشها المشترك وتاريخها المشرف ........ وإن غداً لناظره قريب .



#زياد_عبد_الفتاح_الاسدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد الانتخابات البرلمانية التركية
- العالم العربي بين المقاومة والتغيير وصراع البقاء
- الحرب الاجرامية على اليمن والمشهد السياسي العربي
- الازمة السورية في عامها الخامس
- السيسي في شرم الشيخ ... وخطاب التضليل والوعود
- منظومة الغرب واستراتيجية الارهاب والفوضى الخلاقة
- صعود اليسار الراديكالي في اليونان ... ماهي دلالاته وآثاره ال ...
- في الذكرى الرابعة لثورة مصر .... هل الثورة مستمرة ؟؟
- المذاهب الدينية والظاهرة التكفيرية في العالم العربي


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد عبد الفتاح الاسدي - سوريا والمنطقة وآفاق الصراع القائم