رشيد منيري
الحوار المتمدن-العدد: 1344 - 2005 / 10 / 11 - 12:27
المحور:
الادب والفن
موتي يبيع الأكفان
و يؤلف الأناشيد الجنائزية
مقابل بعض الحياة لي.
كل مساء يعود
معه ماء و أنفاس
يضعهما على طاولتي
و يرحل..
أذرع الحانات
والحدائق بحثا عنه
أسأل العازفين القدامى
ذوي الأصابع المائلة
و العيون المشدوهة
عن بائع الأكفان المتجول
"العازف أيضا.. ! "
فتشير أصابعهم المعقوفة
في كل اتجاه...
و إذ نلتقي
في منعطف أو زقاق
يخفض عينيه
و يغيب..
أمس
في متسع الدهشة
أمسَكَتْ بي عيناه
حيث الأبد يرقرق
كبلاد بعيدة
ضمني و بكى؛
لم يعد قادرا
على تأمين الماء و الأنفاس
اشتكى لي الثرثرة
و النبيذ الرخيص
في أحشائي...
شدَدتُ يده
و أغمضت عيني
كان نشيجه حارقا
يسيل على صدري
كانت الريح تسعل
على مقربة
و يد موتي
كانت ترتعش...
#رشيد_منيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟